رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 22 - 3 - الأربعاء 3/7/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني والعشرون
3
تم النشر يوم الأربعاء
3/7/2024
بينما على الجانب الآخر، كانت بسمة تعيش أسعد لحظاتها وهي تخرج كل فتره مع صديقتها مروه الى أماكن لم تراها من قبل! من وراء أسرتها وزوجها، حيث كانت تتمنى ان تزورها مع زوجها وانما خيب أملها لكن وجدت هذه الآمال مع مروه كما تظن هي!
نظرت للمكان حولها باعجاب وفتحت شفتيها تقول بصوتٍ متحشرج خافت
= يخرب بيتك المكان يهوس هو انتٍ بتعرفي الأماكن دي منين؟ ده انا كنت فاكراكي خام زيي ولا بتخرجي
هزت كتفيها بعدم اكتراث وهي تقول بتهكم
جارح
= مين دي يا حبيبتي اللي مش بتخرج ليه؟ مفكراني عندي عيله زي عيلتك اللي ما تتسماش ولا عندي جوز إسمه معاذ زي قلته!
خليكي انتٍ معايا بس وانا اوديكي أماكن عمرك ما هتشوفيها في حياتك
ضغطت بسمة على شفتيها بضيق شديد ولم يعجبها تلك اللهجه التي تتحدث بها عن زوجها واسرتها رغم أنه حقيقي لكن لا تحب ان يخطا احد بهم غيرها ويكشف عيوبهم..ثم ادارت راسها للجانب على الطاوله الاخرى وقد تفاجأت بذلك المدعو محمود وهو هنا وينظر إليها بإبتسامة مشرقة، التفتت بسرعه برأسها نحو صديقتها وهي تقول بصدمة
= هو الراجل اللي اسمه محمود ده إيه اللي جابه هنا؟ هو انتٍ تعرفيه
عقدت حاجبيها باستغراب وهي تنظر الى جانبها ثم قالت بصوت ماكر
=هو طلع إسمه محمود؟ ولا اعرفه ولا عمري شفته غير صدفه في الجامعه و انتٍ عارفه اسمه منين أصلا وتعرفيه من أمتي وانا اللي فاكراكي ما لكيش في اي حاجه اتاري تحت السواهي دواهي وتعرفي ايه تاني بقى مخبيه عليا ولا بينكم ايه؟
اشمئزت من تفكيرها بها، وصاحت بإنفعال بائن مشيرة بيدها
= ما تلمي لسانك انتٍ التانيه و انا برده هعرفه منين غير في الجامعه وهو اللي عرفني على اسمه لما كان بيستلف مني الكشكول عشان ينقل المحاضرات اللي فاتته اكمنه يعني بيشتغل ومش بيجي دايما ذيي
ضاقت نظراتها بدهشة لترد بجدية وهي تبتسم باتساع
=يا حلاوتك هو انتٍ كمان تعرفي انه بيشتغل وبيجي الجامعه امتى؟ لا ده الموضوع شكله اتطور وانا ما اعرفش ما تناديه يقعد معانا احسن قلتلي اسمه ايه
انزلت يدها بسرعه بخوف قبل ان تشاور له ليأتي ويجلس معهم، و تراجعت للخلف لترمقها بنظرات مزعوجة وهي تقول بعتاب
=بس انا ناقصه فضايح تنادي على مين ده انا خارجه عماله اتلفت حواليا وانا معاكي وانتٍ بنت زيي تروحي مناديه لي راجل بس يا حبيبتي انا مش ناقصه حد يشوفني وتبقى مصيبتين؟ مصيبه ان انا خارجه من وراهم هنا ومصيبه ان انا قاعده مع راجل
بدأ وجهها صــارم الملامح وهي تشعل سيجار ثم نفخت الدخان في الهواء قائله بنفاذ صبر
=وهم هيعرفوا الأماكن دي منين ما تبطلي خوف على الفاضي وفكي عن نفسك شويه.. خدي اشربي دي هتعجبك هو انتٍ عمرك جربتي قبل كده
شهقت شهقة خافته رغم عنها، وهتفت فيها بجدية آمرة وهي تشير بعينيها
= نهار ابوكي مش فايت كمان بتدخني سجائر و عاوزاني اشرب معاكي! من امتى وانتٍ ليكٍ في القرف ده، بس كفايه لا الدخان يمسك في الهدوم ولما اروح هناك ويسالوني على الريحه ويفكروني بشرب.. انا النهارده شكل نهايتي هتكون على أيديك هو من امتى الانحراف اللي انتٍ فيه ده
ضحكت بشدة وهي ترد عليها بنبرة مستفزة
= انحراف عشان بشرب سجاير بريئه امال لو كانت حشيش كنتي عملتي ايه والله انتٍ هبله
انا بشرب من زمان بس انتٍ عارفه اخاف اعملها في الجامعه يطردوني وهم بيتلككوا.. ما تنادي الجدع ده بقى يجي يقعد معانا شويه
بدل ما هو يا حرام قاعد بعيد وعمال يبصلك من بعيد لبعيد
اتسعت مقلتاها بإستنكار منفر من إصرارها على التعرف عليه وهي في عصمه رجل اخر، و هتفت معترضة
= وانا مالي بيه ويبصلي ليه أصلا؟ إيه اللي بيني وبينه ما تتلمي يا مروه هو انتٍ مش واخده بالك ان انا متجوزه وحتى لو مش متجوزه هكلم شاب غريب ليه ولا اشرب سجاير.. مش هي دي الحريه اللي انا كنت عاوزاها ولا نفسي فيها وعماله احارب عشانها من وراهم دي كده اسمها قله أدب وانا مش كده.
إغتاظت من رفضها القاطع، وتبدلت تعابير وجهه للغلظة والحدة وهي تقول
= انتٍ مالك قلبتي عليا كده ليه انا عامله عليكي! الحق عليا كنت عاوزه اجمعك معاه بدل النطع اللي انتٍ متجوزيه ومحسوب عليكٍ راجل، طب عينك في عيني كده؟ انتٍ فعلا مش معجبه بيه زي ما هو شكله معجب بيكي وعاوز يجي يكلمك
تنفست بعمق لتسيطر على إنفعالاتها وابتلعت غصة مريرة في حلقها من ذلك الشعور بالضغط والحقيقه المره عن أسرتها وزوجها وهتفت محتجة بصوت شبه مختنق
= مروه خلي بالك من كلامك وما تغلطيش في جوزي ولا في اهلي تاني انا عمال افوت بمزاجي وانا بس اللي اغلط فيهم انما غيري لا حتى لو فيهم كل عبر الدنيا! وثاني حاجه انا عمري ما هعجب بواحد وانا على ذمه واحد تاني وصلتلك ولا لاء
شعرت بانها بالغة في الأمر معها قليلا، لذلك أوضحت لها مروه غرضها مصطنعة الاعتذار والندم
= خلاص حقك عليا ما تزعليش هو انتٍ بتتقمصي بسرعه كده ليه؟ انا مش قصدي حاجه والله وحشه بس ليه ما تفكريش طالما باباكي مصمم انك تكوني على ذمه راجل انك تطلقي من معاذ وتكوني علي ذمته واحد تاني بس المره دي اختاري اللي على مزاجك واللي يسعدك فعلا ويحبك بجد
ارتفع حاجباها للأعلى صائحة بنفور
= وده ازاي هيجي يا فالحه ولا هقابله فين ما تقولي كلام يخش العقل.. انا متجوزه هاه متجوزه .
أجابت الأخري بضجر بائن في نبرتها وهي توضح ما تقصده
= وهي الناس بتحب بعض وتتعرف إزاي ؟؟افتحي بابك شويه وانتٍ واحده واحده الكلام ده هيجي ولما تتاكدي من مشاعرك ناحيته و انه بني آدم كويس اطلقي من جوزك واتجوزيه
وساعتها ابوكي هيزعق شويه لكن بعد كده هيسكت لما يلاقيكي علي ذمه راجل ثاني! بذمتك مش حل كويس ما فكرتيش ليه في الموضوع ده من الاول..
صمتت بسمة لحظة واحدة فما قالته بتوتر رغم استشعارها بالخطر، لكن الاخرى لم تعطيها الفرصه للحديث وهي تضيف قائله بخبث
= والمره دي بقى اختاري واحد يحترمك و بيشتغل وهو اللي بيصرف واهلهم مش ناس متسلطين وبتدخلوا في حياتك وما يرفضش موضوع تعليمك.. ومين عارفه مع الوقت ممكن يخليكي تشتغلي عادي! طالما سكتي يبقى الموضوع عجبك وانا من رايي تقربي للي اسمه محمود ده وانا بفهم في الحاجات دي كويس صدقيني الواد معجب بيكي.. بس عاوزين ناخد الموضوع واحده واحده ونفكر ازاي ندخل له لازم اول حاجه ما يعرفش انك متجوزه عشان ما يطفش أو ياخد الموضوع تسليه ممكن تقوليله انك مطلقه ومعاكي عيل هتكوني مهدتي لـي
لمعت حدقتاها متأثرة مع كل كلمه اذا تحققت بالفعل بحياتها و وجدت تلك الصفات التي كانت تتمناها وفقدت الأمل ان تجدها بعد في زواجها من معاذ، وبدا ظاهراً على لون بشرتها مدى تأثير الكلمات عليها، كونها تحدثت في شيء لم تفكر به سابقآ وهي بعد انفصالها تتزوج من رجل آخر حتى تبعد عنها اي من أحاديث وشبهات من المجتمع واهلها، وسيكون من أحلامها الشبه مستحيل اذا تزوجت من شخص و وجدت فيه تلك الصفات حقا.
لكن هل ستنفصل عن معاذ والد طفلها حقا، و تذهب الى غيره؟ هل ستجد الفرصه وتستطيع فعل ذلك؟ افاقت من تلك الأحلام اليائسه بسرعه.
و رمقتها بنظرات احتقارية، فلم تكن تتخيل صديقتها هكذا، لكن مع ذلك لم يبدو عليها أي آثار من الإعتراض لتتركها وترحل رغم قناعتها الشديده بان الصديقة التي مثل تلك اذا دامت صداقتهم من المحتمل ان تصبح مثلها في يوم من الأيام! لكن حاولت التمسك بعادتها و تقاليدها وتربيتها بأنها من المستحيل ان تصبح تلك الشخصيه ابدأ مهما مر عليها من معاناه.
ثم حركت رأسها بالنفي وهي تقاطعها وترد بعناد
= امهد لايه انتٍ مجنونه بس يا مروه ما تفتحيش الموضوع ده تاني لو عاوزه فعلا صداقتنا تدوم! الواحده اللي تطلق عشان راجل ثاني أصلا حاجه حرام وربنا هيغضب عليا و هيحصل اللي كنت خايفه منه كدبي هيبدا يتطور لحد ما الغلطه تبقي كبيره..
أصرت على رأيها وهي تضيف قائله بتوجس خفيف
= و بعدين هو انتٍ مفكره الموضوع سهل كده كده اتجوز واطلق ما كانش حد غلب الأمور عمرها ما هتمشي زي ما هنخطط ليها ربنا بيبقى لي ترتيبات تانيه وهو اللي عارف الصح لينا وانا الحمد لله رضيت اهو احسن من غيري في حاجات كتير.
كزت مروه على أسنانها بغيظ، ثم أجابت بجمود
= خايبه طول عمرك، على العموم انتٍ حره
بس لو رجعتي في كلامك في اي وقت هجهز ليكٍ خطه ما تخرش الميه وهتخليه زي الخاتم في صباعك.. العريس اللي جاي .
❈-❈-❈
وبنفس التوقيت، اقترب آدم وفتح باب المحل لديمة التي تعثرت فاستندت على آدم قبل أن تقع، كان ينظر اليها عن قرب بقوة ولكنها خجلت و ركضت بإتجاه العامل واخبرته عن طلبها وهو طلب منها ان ياخذ المقاسات وهزت رأسها بالايجاب مبتسمة.
لكن آدم كان له رأي آخر عندما تخيل ذلك الشاب يقترب منها بنفس قربه ويبدا يلمسها بحجه أخذ المقاس وهو لا يعرف نواياه؟ او ربما لم يعجبه ذلك المنظر في مخيله ابدأ.. اقترب منه بعد ان ترك الحقائب جانب و أخبره بصرامة
= عندك انت وهات اللي هتقيس بيها وانا اخد ليك المقاس
هز رأسه الراجل مبتسماً بمجامله وهو يقول
= تمام ما فيش مشكله اتفضل.