-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 23 - 1 - السبت 6/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثالث والعشرون

1

تم النشر يوم السبت

6/7/2024


بكائها العالي يصدح بالغرفة كلها و هي تجلس علي الأرض بجوار الفراش تضم نفسها بيديها وتدفن رأسها بين ركبتيها و تبكي بقوة و شهقاتها تتعالي، كيف له ان يرفضها ينتهي القسوه هكذا كيف له ان يفعل بها ذلك؟ و هي الغبية التي كانت تصدقه كانت تعتقد ان قد ضحكت لها الدنيا من جديد ضحكت بسخرية من بين بكائها و هي تطرق بيدها علي الارض بقوة تكبح صراخها بصدرها ثم رفعت رأسها تسندها علي الفراش و صرخت ببكاء و شهقات

متقطعة .


لم تكن تتخيل انها ستسقط من سابع سماء

هب تحلق باجنحتها الي سابع ارض وتكسر

اجنحتها التي كانت تتباهي باداءهم في التحليق الي الاعلي والدوران بالعالم و كأنها قد امتلكت الدنيا، وقفت عن الارض تمسح دموعها بظهر یدها و توقفت امام المراه تنظر الي نفسها بحزن و هي تفكر ما السيئ بها ليحدث معها كل ذلك.. وبدأت تتذكر قبل لحظات ما حدث معها عندما طلبت منه ان يكون جانبها بصفه زوجها وليست بصفه أخيها أو أبيها .


قاطعته وهي تصرخ باعتراف بيأس 


= بس انا مش عاوزاك جنبي عشان انا زي رنا بنتك.. انا عاوزاك تفضل جنبي بصفتك آآ ؟؟ عشان بصفتك جوزي !!. 


اتسعت عينا بذهول صامتاً ولكن كان مختلطاً بمشاعر لا يعرفها ولن يعترف بها يوماً، وهو يرى تلك الشابه تطلب منه ان لا يتركها ويظل جانبها بصفه زوجها وليس والدها او شقيقها الكبير.


نظر آدم لها بغرابة وهو يتسائل بحذر


= ديمه انا مش فاهم قصدك كويس؟ صدقيني انا مش هبعد عنك حتى لو انفصلنا بصفتي اخوكي بقى ولا والدك ولا جوازنا اللي على الورق ده.. انا هكون جنبك .


ضغطت على شفتيها بخجل من اعترافها المتسرع لكن لم تتراجع وهي تتحدث اليه بلهفة 


= لا انا بحبك بجد، يمكن اكثر انسان حسیت معاه بالامان و الراحة و الحب اكثر انسان اداني قيمة و حسسني اني بني ادمة انت اكثر انسان كان حنين عليا بعد بابا الله يرحمه، آدم انا مش عايزة ابعد عنك ابداً 


أنصدم بشدة هو يعقد حاجبيه باستغراب قائلاً بذهول 


= كل ده امتى حصل؟ ده انتٍ من اول ما جيتي هنا وبتحاولي تبعدي عني


ابتلعت ريقها بتوتر و هي تردد عليه حقيقة ما كانت تشعر به ذلك الوقت 


= لاني مكنتش عايزاك تغصب نفسك علي

العيشة معايا و تظلم نفسك لمجرد انك تحميني أو تستر عليا من اهلي مكنتش عايزة تضايق مني او في يوم تندم انك فكرت تحميني مكنتش عايزة ده يحصل يا آدم.. غير كنت خايفه من نظرتك ليا اللي مش عارفه بتبصلي على أي أساس؟ واحده مش كويسه ضعفت وسلمت نفسها لواحد ما يستاهلش ولا شايفني مظلومه فعلا وندمانه .


كان واضحاً جداً صوت نَبضها الذي كان مُطرِباً

مسامعه حينها رفع عيناه القاتمة المشعة تقابل

عينيها التي تسيطر عليها نظرة البرائة التي

تشعل براكيناً داخله وبذات النبره إستأنف بعيناه الشغوفة... لدرجة رمش عدة مرات دون إستيعاب لما قالته للتو!. 


عضت على شفتها جاعِلتاً من عيناه المشتعلة تلمع وهمست بهدوء و هي تنظر اليه قائلة بحب 


= انت احن انسان انا شوفته في حياتي يا آدم


ابتسم لحديثها بتهكم وقد فهم السبب الآن ولما طول الوقت كانت تقول إسمه دون القاب ليرد قائلاً بحزن شديد 


= وانتٍ جميلة اوي يا ديمة بس ما ينفعش؟ 

وفي اكتر من سبب يمنع ده. 


جف حلقها نوعًا ما متساءلة بجدية 


= هو ايه اللي ما ينفعش بالظبط؟ واسباب ايه بعد ما قلت لك بحبك هي في حاجه ممكن تمنع حبنا !. 


تابعهما آدم بصمت، لكن عقله لم يتوقف للحظة عن التفكير بحكمة فيما ستؤول إليه الأمور و كيف سيرد على اعترافها بالحب؟ فديمة 

ليست بإمرأة منكسرة الجناح، لكن سهلة الترويض وبنفس الوقت هي في لحظة يمكن أن تقلب الطاولة وتنفر من علاقتهم وتطلب الطلاق؟ وستكون علمت وقتها انها تسرعت بهذا القرار وحينها سيتألم من فكره ان يتعلق بشخص اخر ويدخل حياته ويرحل ويعود وحيد من جديد، لذا عليه أن يضمن سلامة قلبه وقلبها كون يكبرها في العمر واكثر خبره عنها، أومأ لها بعينيه قائلاً بجدية أكبر 


= ديمه ركزي كويس معايا! اولا انا بكبرك بـ 18 سنه فاهمه العمر الكبير ده معناه ايه؟ بصي لقدام وانتٍ هتفهمي قصدي.. غير ان انتٍ عندي هنا امانه واخواتك قريب هيجي ياخدوكٍ مني ومش هينفع محافظش عليكي 

واطاوعك على الكلام ده .


مطت فمها بارتباك قائله بثقة أكبر 


= انا فاهمه كويس كل اللي بتقوله ومش فارق معايا موضوع العمر وبالنسبه لاخواتي فهما  اصلا طلعوا من حياتي فما يجوش دلوقتي يتحكموا فيها وما لهمش حق اصلا انا مش هفضل تحت رحمتهم واعمل اللي هم عاوزينه وانا ما بقتش صغيره.. أصل الأهم من الإختيار  إنك تعرف تلاقي سعادتك فاللي إختارتيه.. وانا متاكده ان سعادتي معاك ومش فارق معايا أي حاجه 


مسح على وجهه بعنف و التوى ثغره للجانب قائلاً بعصبية مفرطة


= بلاش هبل الامور دي ما تتاخدش كده انا لو وافقتك على الكلام ده هظلمك معايا؟ وانتٍ بنفسك بعد كده هتندمي وهتحسي انك اتسرعتي لما تضيعي حياتك و عمرك مع واحد بيكبر قبلك بسرعه وانتٍ لسه بتشوفي الحياه قدامك.. في حاجات دلوقتي مش هتيجي في دماغك بس بعدين هتعرفيها 


شعرت بالحزن من استخفافه بمشاعرها وعدم تصديقها، وهزت رأسها باعتراض هاتفه بتأكيد مغتر


= هو احنا هنكون اول ناس يتجوزوا والفرق بينهم كده ما في ناس كتير وبتنجح على فكره وانا قلت لك فاهمه كل حاجه وعارفه وموافقه وبعدين هو انت مش بتحبني زي ما بحبك انا ساعات كنت بحس ان في مشاعر ناحيتك ليا .


على عكس ما كانت تتوقع شرد يفكر في اعترافها بالحب الذي قابله علي نظير صامتاً.

فإن قبل بها سيضحي بمصير شبابها وخاصة عمرها الصغير للأبد، لذلك يجب أن يرفض قبل أن تتطور الأوضاع للأسوأ. أخذ يختلق لنفسه الأعذار ولنفسها مرددًا بتوتر و ارتباك 


= اكيد غلطانه وحسيتي كده من معاملتي ليكي لان انا اتحرمت اكون اب حنين مع بنتي رغم أنها موجوده وكل الاحاسيس والمشاعر دي ظهرت ولما لقيتك قدامي طلعتها غصب عني ولاني لقيتك محتاجه ده برده.. وانتٍ اللي جواكي صدقيني مش هيطلع حب ده عشان انتٍ برده افتقدتي تلاقي حد يهتم بيكي ويكون جنبك وكل اهلك سابوكٍ لوحدك واللي جواكي ده هتكون مشاعر ابوه كنتي محرومه منها زيي .. انسي بقى الكلام ده وانا هعتبر ما قلتش حاجه


شعرت بقلبها يضيق ليؤلمها أكثر وكأنه يعتصرها، فرفعت عيناها لتنظر إلى وجهه فرأت في قسماته ما أخافها من المستقبل وهو الرفض التام... كتمت آلمها وتحاملت على نفسها ثم ازدردت ريقها وركضت له ليتوقف و عاودت التحديق فيه وهي تحاول التحدث والشرح بصعوبة بالغة 


= استنى هنا يا ادم! انا فاهمه مشاعري كويس ومصممه اللي جوايا حب وقلت لك اكتر من مره انا مش بنتك وعمري ما هكون كده و المعامله اللي انت عملتها لي برده مش موضوع حنيه اب لبنته! ما تحاولش تشككني في نفسي وخليك صريح معايا او يا اخي على الاقل خليني اعترف ان انا في حاجه جوايا ناحيتك.. ولو لسه بتتكلم كده عشان موضوع السن فانا قلت لك مش فارق معايا وراضيه .


الصفحة التالية