رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 23 - 2 - السبت 6/7/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثالث والعشرون
2
تم النشر يوم السبت
6/7/2024
ربما هو احيانا يفكر بذلك، فلم يستطع منع نفسه من الإنجذاب إليها، ولما لا؟ فهو دومًا يثبت لها أنه العنوان الأمثل للرجولة.. لكن لأ مستحيل سيكون ظالم ولم يسامح نفسه اذا فعل ذلك وجعل ارتباطهم حقيقي! بالإضافة إلى الوعد الذي اخذوا اشقائها منه ومن ناحيه العمر الكبير بينهما.. حدق فيها مطولًا لكنه نظر لها بفتور صارخًا بها بعصبية منفعله غير مبررة
= راضيه بايه هو اي هبل وخلاص بطلي غباء نفترض ان انا مشيت ورا كلامك وخليت جوازنا حقيقي ايه اللي هيحصل بعد كده؟ انتٍ شابه صغيره واكيد ليكي احلام كتير تخرجي وتتفسحي وتروحي وتيجي ويتقال لك كلام حلو وحب.. وكمان يبقيلك طفل كل ده بقى لو قدرت اعمل لك نصه فمش هقدر اعمل قصاده حاجات كثير! ومع الوقت هتزهقي وتملي وهتندمي انك طلبتي مني الطلب ده.. ده انا حتى مش ضامن نفسي هكون قادر اشيل مسؤوليه الاطفال اللي هتجيبيهم ولا لاء .
صرت على شفتيها بحسره، وواصلت مقاومتها رغم لم تستطيع وهي تقول بصوت مؤلم
= الإعمار بايد ربنا مش ممكن يا سيدي انا اللي اموت قبلك وبعدين انت بتفكر في حاجه لسه في المستقبل ومش عارفين هنقدر نحققها ولا لا؟ وبعدين بعد ما عشيرتك بقيت اكتر واحده متاكده ان انت مهما يكون سنك.. عمرك ما هتتخلى عن اي مسؤوليه تخصك، ادم انت راجل بجد ومعاك عرفت ده؟ يعني ايه الرجوله مش مجرد اسم في البطاقه لا افعال واتحمل المسؤوليه واكون قد كلمتي وتصرفاتي وابقى حنين مع اللي قدامي واقدر ظروفه وابقى متسامح.. كل ده انا اتعلمته منك واتمنيت اقابلك من زمان عشان اعرف يعني ايه راجل
اقترب منها حتى وقف قبالتها ثم قبض على عضدها فجأة قائلاً بجمود ساخراً
=ايوه هنا المشكله الأمور اختلطت معاكي و البيه اللي انتٍ كنتي تعرفيه زمان وما كانش معاك راجل بجد خلاكي اول واحد تقابلي في حياتك يبقى حنين معاكي تحبيه على طول وتبقي عاوزه تكملي حياتك معاه، من غير ما تفكري اذا كان ده مناسب ليكي ولا لأ.. ديمه صدقيني المشاعر اللي جواكي دي عمرها ما هتكون حب وافهمي .
بدت ديمة غير مقتنعة بحديثه ثم لكزه في كتفه بحده فواصلت حديثها وهي تصيح بغضب
=انت اللي افهمني بقي انا بحبك بجد ومش كل شويه تطلعلي سبب عشان تشككني في مشاعري! وبعدين عايزه افهمك حاجه لما واحده تقابل حد كويس بعد علاقه فاشله في حياتها ده الطبيعي اصلا ان انا اعجب و احب الشخص ده! عشان معاه بعرف فعلا معنى الحب الحقيقي واللي فات ده كان هبل! او اللي فات ده انا تعلقت بيه عشان كنت لوحدي وقتها واي حد كان قصادي كنت بجري عليه لكن مش حب.. ومعاك عرفت افرق بين الاثنين
نظر لها من طرف عينه مستنكر كلماتها ، لكنه أشاح بوجهه للجانب بإقتضاب ليجيب بنفاذ صبر
=اقول لها ايه دي برده ما فيش فايده؟ ديمه انتٍ محتاجه واحد من سنك يا حبيبتي وحتى لو في حاجه جوايا برده مش هينفع.. انا مستحيل اظلمك معايا بالشكل ده
برقت حدقتاها بخيبة أمل كبيرة وهي تردد برجاء
= ما اتنيلت خدت اللي من سني كان عمل ايه انت كل مشكلتك السن؟ وانا بنفسي بقول لك اهو مش فارق معايا .
أفلتها وسار بخطى بطيئة نحو طاولة الطعام
ساحباً إحدى الكراسي ليجلس عليها ويُريح
ظهرة زافِراً الهواء بعنف وسط مراقبتها وتَرقُبها وهو يردف بإصرار قوي
= عشان انتٍ مش بصه للامور بمنظور كويس ودي اكبر مشكله فعلا هنواجهها
تقدمت إليه و رفعت عينيها وأجابته بجمود وصوت متحجرش
= طب تمام! خلينا نجرب ولو انا رجعت في كلامي يبقى ساعتها تنفصل عني لكن ما تحكمش على حاجه احنا لسه ما جربناهاش
واحنا في الحالتين متجوزين مش هنخسر حاجه لو جربنا .
نهض ليرحل لكنها منعته وجذبت يده ثم استندت بكتفيها على صدره بنعومه، وطالعته بنظرات ثابتة وللحظه فكر بحديثها بالفعل وكاد أن يضعف ويستسلم لها للأمر باكمله.. لكنه فاق بآخر لحظة وأبعدها عنه بعنف وهو يقول بنبرة هائجة
= لأ لأ لأ، انا مش بحبك وانتٍ مستحيل تكوني غير بنتي!! انتٍ بنتي وبس يا ديمه و لو في اي حاجه تانيه هتكون جواكي انتٍ وبــس .
عادت بذاكرتها الى الوقت الحالي، حيث ظلت مستيقظة طول الليل تبكي بحرقة وهي تقول لنفسها لا للحب و لا بالعيش كباقي الفتيات حتي تصدم ؟ يكفي ما بها من ألم يكفي ما تعانيه منذ سنوات والآن أيضا! يكفي شعورها بالعجز وأن أسرتها غير قادرة علي مساعدتها لتبتسم بحزن و هي تمد يدها اليمني الي كتفها الأيسر و تربت عليه و كأنها تواسي نفسها بنفسها، أغمضت عينها تهمس الي نفسها بكلمات بمواساه.
سحبت نفسها ونهضت لتتسطح علي ظهرها و نظرت الي السقف و هي تهمس الي نفسها انها بخير حتي لو انه بعيد عنها الي الأبد ولن يستطيع الاقتراب منها ويبادلها نفس الشعور و هي بهذا الوضع و لكنها لم تتحمل اي تفكير آخر انما انفجرت بالبكاء واضعة يدها علي فمها حتي لا يستمع إليها لتكتفي بنفسها في لحظات حزنها العميق المعلم لقلبها.
لا تعرف لما كل ذلك يحدث: أليس الحب شكلاً من أشكال الحرية.. فلما هي أصبحت تشعر
بالتشرد .
❈-❈-❈
بينما في غرفة آدم، تنهد من جديد للمره التي لا يعرف عددها وهو يدلك جبينه برفق، ويفكر في كل تفصيله حدثت من قبل؟ لقد أصبحت ترافقه أفكاره كثيراً مؤخرا، تقلب علي جانبه الأيمن.. وهو لا يصدق حتى الآن هل اعترفت بحبها له وانها ترغب في ان يكون زواجهم حقيقي ولا ينفصل عنها ؟!.
ديمة شيء مميز ولا يستطيع إنكار ذلك، لَم يشعر بذلك الشعور سوى معها ولم يفكر يوماً بحساب أفعاله وأقواله معها، إنها بريئة ورقيقة تُحرك مشاعر غريبة ولذيذة بداخله، يشعر بالأندفاع نحوها في كل ثانية وهذا لم يحدث قط مع غيرها... وكأن كل ما عاشه سابقاً مُجرد وهم ، شعور سخيف لم يكن حُباً ، الحُب يُشعل فتيل الرغبة والجنون، يصبح كل شيء يتعلق بمن نحب جميل كالنعيم وبأبسط لمسة منه تنقل لك شعور غريب ، تُحرك الغريزة التي بداخلك وهذا تماماً ما يحدث معه...
التعطش لها في كل ثانية تَنقَضي، بِالرُغم مِن
وجودها بجانبه إلا إنه يرغب بالكثير منها مَعهُ
ولَكِنه مُتردِداً مِن مشاعرها ليس واثقاً بأنها
تصدق ولم تنفر منه في يوم لأنه بعمر والدها وتشعر بالاشمئزاز من علاقتهم ، وهَذا يجعله غير متزن في قراراته بخصوصها...
تنهد مجددا قبل أن يهمس بخفوت محاولاً إنهاء سيل مشاعره الذي تدفق عند تذكرها
= انت عملت الصح كده احسن! ما ينفعش ده مستحيل وعندك اكتر من سبب لكده كفايه العمر الكبير اللي بينكم؟ انهي الموضوع قبل ما يبدأ قبل ما هي تسيبك بعد كده وتسمعك كلام ما تحبش تسمعه وانها اتجوزت راجل عجوز زيك وضيعت معاه شبابها وعمرها .