رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 24 - 1 - الجمعة 12/7/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع والعشرون
1
تم النشر يوم الجمعة
12/7/2024
"شعرت برغبة البكاء عندما أخبرني أحدهم أنه معجب بصلابتي، هو لا يعلم أني فضلت السلام بدلاً من المكافحة، وأن روحي تبكي من الوحدة".
كان النور ساطعا ومؤلِمًا على غير العادة، شعرت ضحي بشيء ما يضغط بقوة على يدها، شيء متمسك بها وكأنها حبل نجاة
من الغرق أو الشقوط... نظرت له لتجده مزال نائم ولم يستيقظ ويكتشف ما الذي فعله ليله أمس، سحبت جسدها من بين ذراعيه ثم ألتقطت المأزر خاصتها المُلقي علي الأرض بجوار الفراش وقبل ان تتحرك للرحيل تجمدت مكانها بصدمه وشهقت بذعر عندما وجدت حماتها تقف أمامها بين التسريحه والحائط مثل الشبح، لتقول ضحي بذهول
= طنط انتٍ دخلتي ازاي وتعملي إيه هنا
لوت شفتاها بضيق وهي ترد بسخرية
=هو انا كل ما اطلع لوحده اصحيها هتتخض الساعه يا اختي عدت ١٢ الظهر وانتٍ لسه نايمه والهانم الثانيه نفس الحكايه يلا شهلي وانزلي ساعديني في شغل البيت
رمشت بعينيها عدة مرات تستوعب الموقف وهي تسألها بدهشة
= هو انتٍ دخلتي هنا ازاي؟!.
أردفت مايسة بكل بساطه وعدم مبالاة
= اكيد بالمفتاح الاحتياطي اللي معايا يعني هو ده سؤال يلا هستناكي تحت ما تتاخريش
وصحي كمان اللي جنبك اول مره يعملها ويتاخر علي شغله.
أستيقظ منذر بعد غفوة أثر كلماتها الأخيرة وهي ترحل! ليقول بصوت منخفض ناعس
= هو انا سمعت صوت أمي ولا بيتهيا لي بس إيه اللي هيجيبها هنا؟!.
نظرت له نظره خاطفة وهي ما زالت تحت صدمتها وأجابت
= طلعت وفتحت علينا الباب واحنا نايمين بالمفتاح الاحتياطي!.
نهض بسرعة وقد إتسعت عيناه بصدمة وهو ينظر إلى ملامحها ثم يعود بنظراته لنفسه وهي طرقت رأسها فى خجل إمتزج بالحزن.. فلقد فهمت جيد بأنه بدأ يعود بذكرياته ليله أمس حين إستسلمت وهي مضطرة لكن بالنهايه فشل كعادته ولاول مره معها، لتنتفض على صوته حيث قال بقلق بالغ
= هو انا كنت بحلم؟ ولا اللي انا فاكره ده حصل فعلا بجد.. انا طلعت الشقه وكنت عاوز
اقول لابويا كل حاجه وبعد كده قربت منك؟!.
نظرت إلى عيونه لثوان تبغى هروبا ولكن ما من مهرب لتقرر أن تعترف بكل ماحدث أمس
نظر لها منذر بصدمه وضيق ليجلس فلم تعد قدماه قادرتان على حمله.. لقد كان على حافه الاعتراف بكل شيء بنفسه حقا هو غبي لم يكن يجب ان يستسلم الى تلك الاصدقاء الذي اجبروا على تناول تلك الممنوعات، لكن شعر بالأمل بأن ربما يكون ذلك العلاج لحالته.
أصاب بطعنة فى قلبه عندما تذكر فشله معها مجدداً هي الاخرى؟ فكان يامل ان يكون الطبيب صحيح والامر سيختلف معها.
لكن مهلا هناك شيء لم ينساه ولم يشعر به مع طلقته السابقه، الرغبة والشوق وتلك الأحاسيس والمشاعر التي كانت جديده بالذكر! حسنا طالما شعر بكل ذلك لما لم يكمل وتوقف
ليلوم نفسه على ضعفه ويدرك أنه حقا لا يستحقها، إتسعت عيناه بصدمة ليقول بألم هدج صوته
= غبي.. غبي، إيه اللي استفدته غير ان انا وجعتك واتاكدت ان انا عاجز وما فيش امل فيا حقك عليا يا ضحى انا اسف .
عقد حاجبيه وهو يدرك أنها بالتاكيد كرهته بعد تلك الليلة البغيضة كانت وكأنها قرأت ملامح وجهه وأدركت ما يحيره لتقول بهمس مرير
=انا ما زعلتش منك بس زعلانه على تعبك ده، بلاش تلوم نفسك بس بلاش تجرب حاجه زي كده تاني عشان حرام وما ينفعش ومش هي دي اللي هتحل مشكلتك وانت عارف الحل فين بس مش راضي .
تأمل ملامحها المټألمة لأجله بحزن هز كيانه، فهي تعلم أنه ضحية، ضحية لوالده وامه و أخيه وطلقته ولنفسه ايضا..وضحية للجميع.. كم تمنت لو تستطيع حمايته ولا تظلمه مثلهما من أن تكون ضحيه مثله ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه..تجعد وجهه ألما ليدرك أن القادم أسوأ فقط لو كان وثق بها وبحبه لها لأنقذ نفسه وهي من كل هذا العذاب الذى مرا به..ليقول بألم
= كرهتيني بسبب اللي حصل امبارح؟!.
ترقرقت الدموع بعيونها لتقول بصوت ضعيف
= لا بس وجعت قلبي على حالك.. حتى وانت في الحاله اللي فيها كنت بتتالم وبتشتكي منهم! وحسستني أني واقفة عاجزه ومش عارف اعملك حاجة... بس صدقني ما فيش حد هيساعدك غير نفسك .
كاد أن يمزق يديه القابض عليهما بقوة غضبا أنه جعلها تتعرض لكل هذا العذاب على يده وهي الآن تمر بكل هذا.. قسوة وعڼف وألم وتقلباته المزاجيه التي لم يخرجها الا عليها
لقد عانت بما يكفى بسببه بدلاً ان تكون سعيده معه و بجواره مثل أي عروس...ليلعن نفسه ويلعن قلبه.
انهارت بالبكاء ليسرع يضمها إلى صدره وهي تستكين بين ذراعيه لمده دقائق وبعدها، أبعدها ومشي بخطوات ثقيلة يفكر كيف ينول رضاها و مسامحتها حتي تصفى له.. لم يجد سبيل إلا طلبها الذي تردده عليه كثيراً وهو يرفض دوماً.. ثم تخفت شهقاتها تدريجياً عندما سمعته يقول مبتسماً بوهن
= خلاص بطلي عياط انا هحقق طلبك وهروح لدكتور نفساني و اتعالج زي ما انتٍ عاوزه
مسحت دموعها بسرعه غير مصدقة وتساءلت بأمل
= احلف انك هتعمل كده ومش بتاخذني على قد عقلي يا منذر.. قول انك هتحاول عشاني وعشانك وانا مش هسيبك والله .
تحدث بصوتاً ساكِن وهو ينظر في عينيها التي
تلتمع، بينما دنى رأسه بأسف وبدا حائر وحزين بعدم ثقته بنفسه
=والله العظيم ما بكدب، بس انا مش واثق ان هنجح بس هحاول عشانك.
ارتسمت ابتسامة جميلة على وجه ضحي بعد
حديث منذر ولم تستطيع السيطره على سعادتها، لتهجم عليه بحماس وتقبله من
فمه بقوة ثم تعود إلى فراشها مديرة ظهرها له لتغطي نفسها جيداً وتنام تاركتا الذي ينظر إليها بأعين متسعة!
لكنها نهضت بذعر فلم تستوعب ما حدث قبل ثوان واتسعت عيناها بذهول وخجل عندما استوعبت ما فعلته، فهو لم ينتظر منها هذا الفعل أبدا وبعيدا عن ذلك فهذه أول مرة يقبلان بعضهما البعض منذ زواجهما أو ربما حصلت في ليله أمس من يدري.. لكن منها وتكون هي المبادره بالاول لا!.
لكن العفويه أطباعُها تختلف عن أي فتاة قد
يقابلها أبعدت كفيها عن وجهها ولاتزال تبتسم بخجل، لتجده مزال ينظر إليها بتركيز لتحاول الأنشغال بتفقد القطه التي كانت تحت قدمها تعبث بفرو الشبشب الذي ترتدي، قهقهت بصوتاً خفيض لا يسمع وأعادت نظرها نحو منذر الذي لم يستطع أن ينشغل بشيء سواها.. وهو يفكر بما فعلته للتو!.
هي تخجل كثيراً وجريئة في بعض الاحيان ،
بأفعال وأقوال، إنها لمُشكله كبيره ورغم ذلك
أجب خجلها يجعله يشعر بأن النقاء بأكمله
ينحصر بداخلها.. بداخل فتاة تشبه الورد..و
لكن يجب أن يعلم بأن الورد ضعيف وهَش ويموت وينطفئ لونه بعد إنقضاء محسمة يصبح شاحب.
عضت على شفتها السفلى وفي عينيها بريق
حيره سؤال كان يُراوِدُها في ذلك الحين، لم
تستأذنه للسؤال بل ألقت سؤالها عليه بحيث
كان مترقباً لما تريد قوله
= هو انت عمرك حبيت قبل كده يا منذر