رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 30 - 1 - الإثنين 29/7/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثلاثون
1
تم النشر يوم الإثنين
29/7/2024
أغمضت اوليندا الصغيرة عيناها ونامت بسلامه في فراشها الصغير، اوليندا ذلك الاسم الذي اختاره منذر وأصر على تسميتها هكذا حتى تليق بذلك المجتمع الجديد الذي مقبلين عليه وضحي لم تمانع فقد اعجابها الإسم كونه جديد وجميل على السمع.
مسحت علي وجه طفلتها وزاد حينها خوف مما هي مقبلة عليه رغم يقينها بأن وجود تلك الصغيره بحياتها سيمنحها السعادة والحب، حاولت بث الثقة لنفسها كي تهدأ ومع ذلك بدت أكثر ارتباكًا، ألتفتت جانبها لتجد زوجها يجلس فوق الفراش وهو يعبث بهاتفه اقتربت لتجلس جانبه بهدوء لكن لم يلاحظ وجودها اضطرت أن تميل براسها لترى ماذا يفعل بالهاتف وكان يتحدث مع فتاه وحاولت أن تركز في المحادثه ووجدت يتحدثون عن العمل!
نفخت مستاءًه وقد خمنت بأنه يتحدث مع رغد بالتأكيد التي لا تعرف من اين ظهرت لها، وقالت بعتاب لطيف
= هو التليفون ده خلاص بقى امر واقع في حياتي حتى واحنا في اوضه النوم ارحم عينيك شويه يا منذر ونام بقى! وبعدين مين اللي عمال تتكلم معاها دي وانتٍ جنبي
نظر لها بطرف عينه قائلاً بابتسامة عذبة
= يعني اكيد مش قاعد بحب فيها وانا قاعد جنبك يا ضحى بعمل شغل وبعدين عشان تعرفي ان انتٍ ظلماني انا بتكلم معاها في حاجه لمصلحتك، عن مربيه جديده لي اوليندا
اتسعت عينا ضحي بدهشة وهتفت باعتراض
=نعم مربيه وانا رحت فين! هو انا كنت اشتكيت و قلتلك مش قادرة على تربيتها لوحدي عشان تجيبلي حد يساعدني ما كفايه الخدم اللي قد كده في الفيلا ومش فاهمه ايه لازمتهم كلهم.. ممكن اديها لحد شويه منهم لو الموضوع زنق معايا أوي ومش لاقيه حد يساعدني وبعدين انت ناسي ماما انها قاعده معانا
هز رأسه بإصرار جاد وهو يقول بصوت هادئ
=اولا مامتك مش طول الوقت قاعده معانا شويه عند اخواتك وشويه بتروح بيتها، واكيد مش عاوزين نتعبها والخدم اللي هنا قلت لك بدل المره عشره دول تخصصهم حاجه ثانيه في البيت الطبخ والتنظيف وكده وما لهمش علاقه ولا يفهموا في التربيه حاجه.. غير أن لازم يبقيلك مربيه زي كل ازواج رجال الاعمال وانتٍ مش اقل منهم يا حبيبتي
رفعت حاجبها للاعلي بضيق فقالت بتنهيدة حارة
=هو احنا بنجيب الحاجه عشان محتاجينها ولا عشان نقلد الناس وخلاص، هو انا كل ما اقول لك حاجه تقولي عشان المجتمع الجديد اللي احنا فيه بيعملوا كده نعمل زيهم.. بقي انا مستنيه بنتي السنين دي كلها عشان اخلي مربيه تربيها
ترك هاتفه جانب وأمسك بقبضة يدها يحتضن راحتها وهو يقول بصوت جاد
=يا حبيبتي كل مرحله وليها تغييرها! وبعدين مين قال لك انها اللي هتربيها هي يا دوبك هتساعدك والأطفال في البدايه بيكونوا صعبين وهي متخصصه في كده و اوليندا لما تكبر شويه عن كده هجيبلها واحده غيرها برده متخصصه لسنها هي مجرد اشراف بس وانتٍ الاصل وكل اوامرك هتعملها..
صمتت لحظة تفكر بينما استغل ذلك واعتدل منذر في نومته ليحدق فيها بنظرات والهة، وهو يعتلي جسدها دون أن يلمسها، وهتف قائلاً بنبرة ذات مغزى
= وبعدين نيجي لاهم نقطه انتٍ هتنشغلي مع بنتك وانا عارفك و مش هتفضيلي لكن المربيه لما تيجي وتشيل عنك هتركزي معايا يا روحي..
مد يده نحو وجهها ليشعر بسخونته من فرط حرجها، متابعًا بهدوء مغرٍ
= ولا انتٍ ناويه تركنيني خلاص وبنتك تاخد كل الإهتمام! ده أنا اخد بنتك في ساعتها و اوديها أقرب دار ايتام لو ده حصل.. انا اللي قبلها وانا الأصل مش كده ولا إيه!
حدقت فيه بأعين لامعة، مرددة بصوت شبه مكتوم
= منذر اتلم! وبعدين مين قال لك أن ههملك ولا انساك.. خلاص مش اتفقت معاها اعمل اللي انت عاوزه.. اديني ماشيه وراكي لحد ما اشوف اخر التغيير ده إيه
انحنى على رأسها ليطبق على شفتيها بشفتيه، قبلها بشغف أكبر فذابت معه سريعًا وتفاعلت مع حبه لكن بآخر لحظة تذكرت شيء هام وعندما أبتعد عنها هتفت بصوت متردد
= منذر هو انت مش ناسي حاجه؟ اقصد يعني مش حاسس ان لسه في ناس نسيت تقول لهم ان بقيت اب.. من باب المعرفه حتى
مط فمه بعدم مبالاة وهتف باستفزاز
=ناس زي مين يا روحي هو انا ليا حد غيرك، لا ما اعتقدش في حد مهتم ولا يهمني اعرفه حاجه زي كده
اعتدلت في جلستها و أوضحت مقصدها بجدية أشد
= منذر انا بتكلم بجد وبتكلم على اهلك وانت فاهمني كويس.. قلتلي ما تفتحيش الموضوع ده تاني من ساعه ما مشينا وانا عملت اللي انت عاوزه بس انا بقول لك من باب المعرفه انت مش ملاحظ ان بقيلك سنين طويله ما تعرفش عنهم حاجه خالص مش ممكن يكون حد تعب ولا جرا له حاجه بعد الشر
تحولت تعبيراته للوجوم الشديد حينما سماع اسم عائلته مرددًا بازدراء
= طب ما يتعبوا مثلا وانا كنت مالي هو انا دكتور ما يروحوا يكشفوا، هي دي مشكله تخليني اسال عليهم ضحي يا ريت تكملي جميلك للاخر وما تسالنيش عنهم تاني ولا تجيبي سيرتهم انا ناقص حريقة دم.. وبعدين على اي اساس يعرفوا اني خلفت مفكراهم مهتمين بيا يعرفوا حالي واللي بيحصلي ولا هيفرحوا ليا مثلا طب قولي كلام غير ده
كان قاسي بالحديث عنهما لكنه كان محق و هي تفهمت ذلك جدآ، ثم ردت ضحي بإصرار واضح
=يا حبيبي مهما كان اهلك، وانا متاكده انهم دلوقتي عرفوا قيمتك وبعدين انا مش بقول لك روح واتكلم معاهم انا بقول لك بس يعرفوا ان بقيلهم حفيده.. ما هو مش معقول هنفضل طول العمر كده ويعرفوا بالصدفه
اغتاظ من حصارها له، فصاح بها بغلظة
=ولا يعرفوا بالصدفه ولا يعرفوا بقصد، هم اصلا ممكن يقابلونا فين ولا يشوفونا احنا بعدنا خالص عنها.. يعني حاجه زي كده مستحيل تحصل الا لو انتٍ رحتي بنفسك من ورايا وزرتيهم.. او مين عالم شكلك عملتيها ومش بتمهدي ولا حاجه وساعتها هيكون لينا كلام ثاني بينا
هزت رأسها متفهمة أمره وهي تتحدث بأسى
=مستحيل اعمل كده من وراك! وانت عارفني كويس مش بيخبي عنك حاجه انا لسه فاتحة الموضوع دلوقتي معاك وبتكلم عادي وبحسبها بس من ناحيه صله الرحم وكده
هز رأسه بسخرية مريرة وضحك بشدة باستهزاء علي كلماتها السخيفه، ثم هدر بصرامة
=نعم! صله رحم مع مين مع شاهين ومايسه! جرى ايه يا ضحى هو انتٍ نسيتي القديم ولا ايه تحبي افكرك لو ناسيه؟ صله الرحم اللي بتتكلمي عنها دي عملوا معايا ايه وظلموني ازاي؟ دول لو كانوا قادرين يرموني في بير ولا قدام قطر ما كانوش هيترددوا لحظه واحده دول اخر ناس تتكلمي عنهم وعن صله الرحم.. دول من كتر اللي عملوا معايا كنت بصعب على الناس الغرب الا هما! دول قلوبهم جاحده وانا بحمد ربنا كل يوم أن بعدت عنهم، و انتٍ مفكرني ممكن ارجعلهم في يوم ولا حتى اوصلهم اي معلومه عني من بعيد.