-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 40 - 5 - الثلاثاء 9/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الأربعون

5

تم النشر الثلاثاء

9/7/2024 



تنهد باسم بحرارة تحترق جوفه كمن ينصهر عندما توقف عقله يهز رأسه متسائلًا:

-برضو ازاي هنعمل تحليل نووي من غير ما جواد يعرف ..

بسيطة ياسيادة اللوا ..من تحت لتحت 

هنفتح المقبرة 

تراجع بجسده يغمض عيناه بعجزًا:

-إزاي !! مينفعش افهم جواد صديق عمري وجاسر كان ابني 

-طيب من حق الصداقة تقطع الشك باليقين، علشان لو اتأكدنا أنه عايش لازم نتحرك ونعرف هو فين، وهل هو عايش ولا قتلوه 

-تمام ..هفكر وارد عليك 

هز رأسه برفض قائلاً :

-اسمها هنفتح المقبرة ونعمل التحليل 

-طيب العينة هنجبها من جواد ازاي


نظر إليه برفع حاجب:

-شكل موت جاسر وقف عقلك ياسيادة العقيد، ممكن ناخدها من حد تاني ، ياسين أوس أو من كنان نفسه 


هب من مكانه بعنفوان وهو يهدر به:

-أنا عارف انت ناوي تموتهم كلهم ، إياك تقرب من كنان، اياك ياراكان متبقاش مجنون بجد 

-خلاص حضرتك اتصرف وشوف أوس أو ياسين ودول مش صعب توصلهم ولا صعب توصل كمان لسيادة اللوا، حضرتك اللي مصعب الدنيا ..فكر في الاصعب ازاي نفتح المقبرة دون علم من آل الألفي 


عند جاسر نهض من مكانه بصعوبة يتحرك من المكان يطالعه بألمًا وكأنه يطبق على صدره، تحرك بعض الخطوات إلى أن دلفت تلك الفتاة 

-غريب ليه قومت من مكانك ..وضع كفيه على صدره متألمًا فأجابها :

-تعبت من النوم، عايز امشي..استدار بنظره إليها يدقق النظر بها ثم تسائل:

-بتقولي انك خطبيتي ..اقتربت منه تحتضن ذراعيه 

-تعالى نتمشى برة فيه جنينة فواكه حلوة يمكن تتذكر حاجة ..سحب كفيه من ذراعيها وكأنه شعر بنيران تلتهم صدره من قربها متوقفًا يطالعها بنظرات تقيمية 

-علاقتنا كانت ازاي والمفروض فيه ورق ليا ..يعني اسمي وحاجات من دي 


دلف الجيار يرمقه بنظرة غامضة واقترب منه :

-عامل ايه النهاردة ياغريب..ابتسم مردفًا:

-الحمد لله كويس ، بس عايز اتمشى برة شوية، قطعت حديثهما سمرة 

-عمو هادي غريب بيسال عن اسمه وأوراقه 

تهكم بنظراته يحدث نفسه ..حتى وانت فاقد الذاكرة حس البوليسي عندك يابن جواد ..دنى منه وأشار على الكومود عندك كل حاجة خاصة بيك هنا ..تحرك بهدوء يفتحه وقلب به 

ثم جلس متعبًا :

-كنت شغال طبيب بيطري ، حرك أيده على صورته بابتسامته وظل يدقق بها 

هز الجيار رأسه ..

دا اللي باين ، بس احنا لينا شغل تاني لما تفوق هنتكلم ..قالها وتحرك للخارج قبل أن ينقض عليه فكلما تذكر مافعله أراد اهلاكه لا محالة 


بعد اسبوع جلس ياسين أمام باسم وراكان يوزع نظراته بينهما بريبة 

-حضرتك طلبتني ياعمو، انا قدامي ساعتين وراجع شغلي ، فيه حاجة ولا إيه!! 

نقر راكان على المكتب لعدة مرات ينظر لباسم الذي هز رأسه رافضًا ماسيفعله ..قطع راكان الصمت بينهم 

-عايزك تمضي على الورقة دي ياياسين ، ومن قبل ماتتكلم ، انت اكتر انسان هيفهم احنا عايزين ايه بالظبط، أوس ميعرفش شغلنا ، وطبعا والدك مش بحالة تسمح نطلب منه دا ، وغير دا كله مش متأكدين من حاجة مجرد إجراء اطمئنان 

قطب جبينه يرفع الورقة يطالعها مستغرب حديث راكان ..ضيق عيناه للحظات، ثم وضع الورقة على المكتب

-شكل حضرتك مبدل الورقة، دي ورقة بتقول..صمت للحظة ثم رفع الورقة مرة أخرج يقرأها بصوت مرتفع ..إلى أن شعر بانسحاب أنفاسه ينظر إليهم بوجه شاحب متمتم بلسان ثقيل 

-فتح مقبرة جاسر..ليه ؟!

توقف راكان يجذب المقعد وجلس بجواره يربت على كتفه

-اسمعني انا كوكيل نيابة شكيت في جثة جاسر، عايز أتاكد اللي اندفن دا جاسر ولا لا


كان يطالعه بضياع وضربات قلب كالطبول حتى شعر وكأن سكب فوقه دلو من الماء ليشعر ببرودة تجتاح جسده بالكامل فردد بتقطع: 

-قصدك إن جاسر ممكن يكون عايش لو الجثة مش بتعته، بس ليه تقول كدا 


نهض باسم يضمه من أكتافه:

-حبيبي دا مجرد تأكيد عايزين نتأكد مش اكتر، يعني احتمال يكون جاسر 

هوى على المقعد وبلسان ثقيل مرددًا 

-واحتمال يكون مش هو!!..دقق النظر إلى راكان متذكر دفنه لجاسر فتسائل:

-ليه شكيت .!!.انت مش شاكك، انت متأكد صح 

ابتعد راكان ببصره ولم يرد عليه 

جذب القلم وقام بالامضاء 

-وأنا كمان عايز اتأكد، بدل حضرتك شكيت يبقى اكيد مش جاسر

ابتسم راكان يشير إلى باسم :

-قولت اختيار ياسين كان الأصلح ..كدا باقي الطبيب اللي يدخل يعمل التحليل 

-دا عندي..أردف بها باسم ثم اتجه بنظره الى ياسين: 

-مش عايز بابا يعرف حاجة ، وانا هاخد احتياطات لحد منخلص ونعرفك 

بس عايزين حاجة كمان 

-أجابه ياسين يهز رأسه:

-عينه تحليل صح ..عايزها من مين بالظبط

-لو منك يكون افضل علشان محدش يشك في حاجة ..

قاطعه راكان بعدما وجد إصرار ياسين 

ولو من ابوك هيكون افضل وافضل 

رمقه باسم يشير إليه بتحذير:

-راكان متقربش من جواد لو سمحت ، لو سمحت بلاش نحسسه بحاجة..

تحرك راكان ووقف بجوار ياسين وتعمق بعيناه :

-ياسين هجيب العينة من غير ماحضرة اللوا يحس ، هو عارف هيعمل ايه 

-عينة ايه ؟! عايزين حاجة معينة 

هز رأسه بالنفي :

-لا ابدا ..اي حاجة ، شعر ، فرشة سنان ، دم ، اي حاجة تقدر تجبها بس تكون متأكد منها 

بعد عدة أيام بمشفى البنداري ، خرج راكان متجهًا إلى مكتب باسم الذي كان يتأهب لدخوله ..وصل بعد قليل ، يلقي ذاك الظرف على مكتبه 

-افتح وشوف..امسك الظرف بأنامل مرتعشة وإذ به يهوى على مقعده 

-يعني اللي اندفن مش جاسر 



❈-❈-❈


فرك راكان جبينه بقوة بصدرٍ محترق :

-انضحك علينا ياسيادة العقيد، اخدوه من وسطنا بكل براعة 

كان يتمتم بخفوت:

-يعني كدا جاسر ممكن يكون عايش..أردف بها باسم !!

-لا ..قالها راكان متوقفًا، مش عايزك تبني احلام وتعشم ياسين ، احنا لسة منعرفش عملوا ايه، وليه خطفوا واحد كان يعتبر ميت اصلًا، وهل لسة عايش ولا مات ..بلاش نسبق الأحداث 

وإيه اللي مفروض يتعمل حاليا معرفش..قالها راكان بعجز ثم تابع حديثه :

-بندور على إبرة في كوم قش، بس انا مش هيأس، دلوقتي قدامي أمل أنه ممكن يكون عايش ، احنا لازم نعرف هنتصرف ازاي بعد ماعرفنا، وارجوك خلي بالك مش عايزين حد يعرف 

اومأ له باسم متفهما


مرت الأسابيع..اسبوع يلو اسبوعٍ، والامل بدأ يتلاشى من القلوب ..


بحي الألفي كان الوضع كما هو فاليوم تم افتقاد الشهيد لمدة ستة اشهر، تقف أمام صورته وعيناها جفت من كثرة بكاؤها ..احتضنها زوجها من الخلف 

-وبعدهالك ياغنى، هتفضلي كدا ..مسحت دموعها تضع رأسها بأحضانه قائلة:

-حاسة اني في كابوس يابيجاد ، وعندي أمل اني افوق منه، معرفش ماما وبابا ازاي قادرين يتحملوا الوجع دا، انا قلبي مولع نار ..كل ماابص في عيون ابنه كأني شيفاه قدامي، لحد مابقيت مش عايزة اشوفه 

مسد على خصلاتها طابعًا قبلة حنون 

-طيب تعالي نخرج على الجنينة شوية، عايز اتكلم معاكي .. صمت بعدما وجد رفضها ..لمس وجنتيها مردفًا:

-هسافر بكرة اصفي كل حاجة هناك وارجع ، يعني هغيب اسبوع وفي نفس الوقت قلقان عليكي ياقلبي 

حاوطت جسده تضع رأسها بصدره

-أنا كويسة، هروح اقعد عند ربى شوية، زعلانة عليها قوي فقدت جنينها من قبل ماتفرح بيه 

احتضن وجهها ينظر لعيناها

-أيوة عايزك قوية أنتِ الكبيرة، لازم تسانديهم، بصي لمامتك عاملة ازاي، ورغم كدا واقفة علشانكم، خليكي جنبهم وانا هخلص وارجع لك 

اومأت له بهدوء، ثم سحبها وتحرك للخارج 


بمنزل صهيب جلست على فراشها تتلمس صورة أخيها وعيناها لم تتوقف عن دموعها 

-قولي ازاي هقنع نفسي انك مبقتش موجود، رغم الشهور مش عارفة اقنع نفسي، يابختها جنى .. حبيبتي رسمت حياتها وكأنك موجود، قلبي عليك ياحبيبي ملحقتش تفرح بحياتك 

دلف عز إليها ..اقترب منها وجلس بجوارها يضمها لأحضانه 

-بابا فاق ياربى ..فتح عيونه أخيرًا

رفعت رأسها تطالعه مبتسمة تحمد ربها

-ياااه اخيرا حاجة تفرح، وهو عامل ايه ..وضع رأسه فوق رأسها يضمها بقوة 

-مش بيتكلم ، الدكتور بيقول هياخد وقت ..المهم هروح له أنا وأوس ونجيبه وأنتِ خلي بالك من جنى، عارف برمي عليكي حمل رغم تعبك بس انا بحاول اقف ومقعش ، بساند الكل علشانكوا ..جنى مش معانا خالص، اتكلمت مع دكتور يجي يشوفها 


وضع كفيه على أحشائها 

-مش عايزك تزعلي على  ابننا اللي راح ، مش هيبقى اغلى من اللي اتكسرنا بسببه، على الأقل دا لسة ماطلعش للنور ..

شهقة مولعة بنار الاشتياق 

-وحشني قوي ياعز، خرجت من أحضانه تحتضن وجهه 

-عارف نفسي في ايه..حضن واحد بس منه، صدقني مش طالبة حاجة كتيرة، هو وجع فقدان الاخ مؤلم قوي كدا 

طيب اومال الابن ايه .. حبيبتي ياماما فقدت الاتنين بنفس العمر 

قطعهم صوت نهى تداعب كنان بالخارج ..نهض يضمها لأحضانه 

-قومي علشان ايهم بقى شقى وتاعب ماما مع كنان ومتنسيش تعب ماما كمان ..حاسس الدنيا كلها بتسحب فيا يا"ربى" ومفيش حد استند عليه غيرك 


أزالت دموعها وخرجت وجدت غنى تحمل كنان متجهة للحديقة 

-"غنى"..توقفت مستديرة ورسمت ابتسامة 

-عاملة ايه ياقلبي، طنط نهى قالت انك نايمة ..وصلت إليها ثم انحنت تطبع قبلة على وجنة ابن أخيها 

-عامل ايه حبيب عمتو..صفق بيديه 

"ماما ..بابا " رددها وهو يطلق ضحكاته، حتى رأى عز يهبط الدرج ، تملص من بين أحضان غنى 

مهرول بخطواته الطفولية إليه يتمتم 

-'"از ..از"توقف يفتح إليه ذراعيه حتى دلف لأحضانه للأعلى بضحكاته

يضرب عز على وجهه..ضمه لأحضانه يطبع قبلة على رأسه 

-حبيب عز روح عند عمتو، وأنا هروح اجيب تشكوليت لكنان ..صفق وتحرك إلى غنى التي توقفت بدموع تغرق وجهها تتخيل أخيها وهو يحمل ابنه ..شهقة عالية خرجت منها واتجهت مهرولة إلى منزل والدها مرة أخرى


الصفحة التالية