-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 40 - 1 - الثلاثاء 9/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الأربعون

1

تم النشر الثلاثاء

9/7/2024 



سيبقى كسر قلبي في ذمتك للأبد...

فليت الحياة اختبرت صبري في أشياء اخرى غير قلبي وفلذة قلبي...

فغيابك شبيه بفقدان الام في عز البرد و الوجع..

جميل هو حضنها ..و لو كان فوق الجروح..

ليت الرحيل لم يخلق و لم يسكن دياري..

فوالله لكنت بنيت لك جبلاً من أعذار لن تخلق..

أيا بلسمي صميم جرحي يشتاق لك .....

لم أتعود الضماد بعد ..فجراحي لازالت تنزف...

شتـّاااااان بين ألمي بين انفاسك....و ألمي بعد فراقك

أصبحت غريبة أهلي و نفسي و وبيتي

.....غيابك شبيه بفقدان الام في عز الوهن

حزينة مدني و أريافي ....و كل ليلة تشيع جنائز سكاني....

تتكلم أركاني و تعلق  صورك على جدراني و كأنك غائبي بينما انت نصفي و كل كلي...

كيف أمكنك هجري و في كل شبر تركت لي عطرك...

كنت اول نبض و اول شوق لو فـُرّق على الخلق لكان لهم حياة بعد الموت....... 

......صرت اليوم ضر.بة كسرت قلبي



❈-❈-❈


فتح عيناه عدة مرات وهمس 

-أنا فين !!

امال أحدهم بجسده ونظر لمقلتيه واردف ساخرًا:

-ايه نستني ولا ايه ؟!


أغمض عيناه مرة أخرى عندما شعر بآلام تفتك برأسه يهمس بخفوت 

"انا مش فاكر حاجة، انا مين وانتوا مين"


رفع عزيز نظره بصدمة للطبيب، الذي حقنه قائلاً 

-اهدى وارتاح وان شاءالله هتفتكر انت مين ..قالها ينظر لعزيز ثم تحرك للخارج 


توقف خارجًا ونظرات متسائلة، اقترب الجيار يوزع نظراته عليهما 

-ايه الواد مات ولا ايه !!

ارجع عزيز خصلاته بغضب كاد أن يقتلعها من شدة غضبه، ثم لكم الجدار خلفه:

-يعني ايه ؟! اوعي تقولي فقد الذاكرة

هز الطبيب رأسه مردفًا، احتمال، واحتمال..توقف عن الحديث إلى أن اطبق عزيز على عنقه

-لا فوق وأكدلي كدا، أن كان حقيقي ولا لا ..تدخل الجيار يدفع عزيز بعنف 


ثم اتجه للطبيب متسائلًا :

-ايه اللي يخليك تقول ممكن!! 

انحنى الطبيب وجذب تلك الأشعة ورفعها إليهم 

-أنا كنت شاكك بعد ماعملت فحصواته، بس برضو مايأكدش أنه فاقد، ممكن يكون بيتلاعب وخاصة بعد ماشاف عزيز، فاحنا لازم نكون حريصين في التعامل معه 

أشار الجيار إليه بالخروج، ثم جلس موجهًا نظراته إلى عزيز:

-كان عندنا أمل في الواد دا ، احنا مش هنفضل هربانين كدا


اخذ نفسًا طويلًا من لفافة تبغه ينفثها بالهواء :

-لسة فيه أمل ياباشا، الدكتور بيقول يمكن ويمكن 

ألتوت زاوية فمه بعبث متسائلًا:

-إزاي يابو العريف !!


أخرج صوتًا معترضًا وهو ينفث تبغه بالهواء:

-بلاش انت ياخالو اللي تتريق، قالها عزيز عندما دلف والشرر يتطاير بوجهه بعدما أخبره الطبيب 


جلس يمسح على وجهه بعنف :

-"ريمون" بيدور علينا انت عارف لو وقعنا في أيده النتيجة ايه، هيموتنا، الواد دا لازم يفوق، ولازم ناخد بضاعتنا بأي طريقة ..قالها بغضب محموم يندلع من عيناه 

نهض عزيز من مكانه وهتف :

-الواد لو فاقد الذاكرة هينفعنا، ولو مش فاقدها هينفعنا برضو

اسمعني ياخالو ..لو فاقد هنستغله كويس ونشغله ، ونبدأ من تحت وبايده كمان ..اما لو مفقدهاش

هنرجع فلوسنا برضو ..وكمان حاجة ممكن نبيعه بدولارات انت ناسي هو مين 

بتر حديثه بعدما استمع الى طرقات كعبها العالي وهي تدلف للداخل بشعرها الناري 

-عايزة أخرج من هنا، مبحش الحبسة دي ..نهض عزيز وتقدم منها 

-عاملة ايه ياسمارة..جذبت سيجاره وجلست تضع ساقًا فوق الأخرى 

-مش كويسة يابن عمتي، عايزة اهرب من المكان دا..رفعت عيناها لوالدها

-هو انت جبتني هنا علشان تحبسني

نهض نعمان يشير إلى عزيز :

-خدها وديها عند سمر اختك، مش نقصني زنها، وانتِ اعقلي لحد ماانشوف هنعمل ايه 

-اوووف ..قالتها باهتياج من عيناها ..اقترب عزيز منها يحتضن كفيها ثم رفعه يطبع قبلة عليه 

-ليه زهقانة كدا حبيبتي ، اصبري يومين بس والدنيا هتبقى تمام 

نزلت بجسدها تسحبه من عنقه واقتربت تهمس بشفتيها المطلية بالاحمر الناري :

-زيزو حبيبي عايزة امشي من هنا..قالتها وهي ترفع أناملها تحركها على وجهه، مما جعلته يرتجف من قوة مشاعره التي ألهبتها وخاصة عندما لمست شفتيها وجنتيه 

جذبها بعنف لتصبح بأحضانه كاملًا

-هتفضلي لحد امتى كدا وأنتِ بتبعدي مش كفاية علينا دا كله ..دفعته متراجعة للخلف واطلقت ضحكة تغمز إليه :

-هفكر يازيز، وارد عليك ..قالتها وتحركت خلف والدها 


بالمشفى جلس بجوار أخيه محتضنًا كفيه يربت بحنو عليه:

-كدا ياصهيب تعمل فيا كدا، بدل مااسند عليك ..ياله حبيبي ريح قلبي مبقاش متحمل، افتح عيونك، اخوك اتكسر كفاية عليه لحد كدا ..

دلف عز إليه .. خطى إلى أن وصل إليه 

-عمو ايه اللي جاب حضرتك بس، حضرتك تعبان مينفعش تتحرك 


كانت عيناه تسطر بالحزن على أخيه ، فتحدث ومازالت نظراته على صهيب

-ابوك لازم يفوق ياعز، لازم يفوق ، مش عايزه يستسلم للموت، كفاية عليا اللي راحو

ربت عز على كتفه وانسابت عبراته 

-طيب حبيبي قوم ارتاح ، كفاية عليا بابا وجنى، الحمل تقل قوي ياعمو وضهر انحنى 

جذبه جواد لأحضانه وعجز عن منع دموعه لتتساقط رغمًا 

-متقولش كدا حبيبي ، ابوك هيخف، وجنى هتخرج من صدمتها، ربنا رحيم بينا أنا واثق فيه ..جذب عصاه ليقف مستندًا عليها، ساعده عز بالوقوف وخرج معه متجها إلى غرفة زوجته، قابله يونس وهو يمر على مرضاه 


-ازي حضرتك سيادة اللوا، عامل ايه النهاردة !!..توقف جواد أمامه ورد عليه بخفوت:

-الحمد لله يابني، الحمد لله..ابعتلي دكتور صهيب عايز اطمن عليه وكمان اطمن على حالة غزل

طالعه يونس بأسى ثم اجابه: 

-حاضر، هو في العمليات نص ساعة ويكون عند حضرتك، بس فيه حاجة حلوة حبيت تعرفها 

-حلوة!! نطقها جواد وهو يهز رأسه مستنكرًا معنى الكلمة ثم نظر إليه منتظر حديثه ..تحدث يونس سريعًا بعدما وجد حالته:

- دكتورة غزل فاقت من دقايق، وكنت جاي أخبر حضرتك ..تحرك متجهًا إليها دون حديث ..فتح الباب بهدوء وجد الممرضة تحاول تهدئتها بعدما استيقظت بالكامل رفعت نظرها للذي دلف للداخل، شهقة خرجت من فمها 

-"جواد"..جاسر، عايز اشوف ابني، لازم اشوفه، قالتها وهي تنزع الابر من وريدها ..ولكنها رفعت عيناها بصدمة تنظر لذاك الذي يستند على عصاه ..ارتجفت شفتيها تهتف :

-جواد مالك؟!

جذب المقعد وجلس بجوارها يحتضن كفيها ثم رفعه يقبلهما 

-وحشتيني يازوزو، اخيرا فوقتي ياروحي 

قطبت جبينها متسائلة:

-اخيرًا فوقت ليه هو أنا نايمة من زمان ولا ايه !!

ربت على كفيها ومازالت نظراته تحتضنها ..بسطت راحتيها تمررها على وجهه

-جواد خدني اشوف ابني، هو نايم هروح أصحيه، ياله ..قالتها وهي تنزل بساقيها المرتعشة تضعها على الأرض، ولكنها شعرت بالدوار فتوقف جواد يساندها بذراعه 

-حبيبتي ارتاحي أنتِ بقالك فترة كبيرة نايمة 

-يعني ايه ؟؟ دقاتها تتسارع بعنف كادت تخرج من قفصها الصدري، وعبراتها تسيل بلا توقف متسائلة بلسان ثقيل:

-جاسر!!..قالتها متوقفة مرة أخرى تستند على الفراش تهتف بنبرة متقطعة:

-عايزة اشوف ابني، يعني ايه نايمة بقالي كتير، اكيد مش كتير قوي ..تحركت خطوة والدوار يداهمها، دلف ياسين بذاك الوقت ، توقف وابتسامة حزينة على وجهه :

-ماما!!.. حمدالله على سلامتك حبيبتي 

أشارت إليه بعدما فقدت الحركة، وجواد يطالعها بقلبًا أكله الألم واحزان هلكت روحه، فلم يعد يشعر بما حوله

تشبثت بذراع ياسين تستند عليه وهمست بصوتًا خافت من شدة آلامها:

-وديني عند اخوك، عايزة اشوفه 

تجمد جسد ياسين وشعر بإنسحاب أنفاسه ناهيك عن نبضات قلبه التي بدأت بالتلاشي ..لحظة اثنين حتى لم يعد لديها القدرة للتمهل قائلة:

-حبيبي واقف ليه، اوعى تكون صدقتوا كلامي، لا انا كنت تعبانة، هروح دلوقتي اكشف عليه واصحيه 


كلماتها فتت قلبه ولم يتحكم بدموعه ليبتعد بعيناه عنها ..لفت وجه ابنها إليها :

-مش مصدقني،  أنا بس هحاول حبيبي، انا ربنا عمره ماخذلني، وان شاءالله ربنا رحيم بينا ياله حبيبي ، ياله عايزة اشوف اخوك وحشني قوي 


-"غزل"..ربنا يباركلك في ياسين وأوس حبيبتي ، وعوضي ربنا في الفقيد



الصفحة التالية