-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 40 - 4 - الثلاثاء 9/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الأربعون

4

تم النشر الثلاثاء

9/7/2024 



بعد شهر آخر


بمطروح وخاصة بذاك المكان الذي يختبأ به الفسدة ..جلس ذاك الطبيب الفاسد 

-الواد فعلا فاقد الذاكرة ومش فاكر حاجة..يعني كأنه طفل وعايز تشكيل ، ودا دوا استوردته مخصوص علشان يفضل عيل تشكلوه 


صفق عزيز بابتسامة:

-أيوة هو دا الكلام ..فرحني كدا ، قولي 

اخبار تفرحني ..ثم تابع حديثه

-يااااه اخير كام شهر وانا منتظر اللحظة دي تعبنا ابن الألفي ..بس كله يهون علشان اخد حقي بايدي 

وضع الطبيب الدواء أمامهم ونهض متحركًا 

-اتمنى مايحصلش غلط بأخذ الدوا، هيكون صعب التحكم على المخ ..رفعه عزيز يحركه بين أنامله وابتسم :

-دا أنا بنفسي اللي هتابع متخافش 


بالداخل فتح عيناه يشعر بآلام تفتك برأسه، دلف نعمان إليه يطالعه بنظراته الصقرية، يحدث حاله :

-مين يصدق انك دلوقتي قدامي لا حول لك ولا قوة، يجي ابوك يشوفك دلوقتي ، كان نفسي افرح فيه..بس ملحوقة، هاخد حق ابويا وحقي منك يابن الألفي ..تصنع الحزن وجلس أمامه :

-عامل ايه يابني ..رفع نظره يحدجه بنظرات صامتة للحظات ثم تحدث:

-إنت مين، وليه محدش بيرد عليا انا فين ومين اللي عمل فيا كدا 


ربت على كتفه وأكمل حديثه المتقن بكفاءة :

-إنت ابن صاحبي اسمك غريب المصري، ابوك الله يجازيهم الشرطة قتلوه وانا انقذتك من بين أيديهم 


-غريب المصري ..رددها بلسانه ثم تسائل:

-مين غريب المصري، وانت تقربلي ايه 

قاطعهم دلوف عزيز يتلاعب بمسبحته وابتسامة خبيثة على وجهه ثم اقترب منحنيا بجسده يربت  على كتفه بقوة:

-حمد الله على سلامتك ياغريب زعلنا عليك ياراجل..كانت نظراته على عزيز مريبة فتسائل:

-وانت مين؟!

نصب عوده وتوقف يحك ذقنه ثم أشار على نفسه متصنع الاستغراب:

-إنت ازاي نستني، حد ينسى حبيبه برضو، دا احنا الاتنين كنا اقرب من بعض واحب الاصدقاء 

ظل جاسر يوزع نظراته بينهما بريبة، رغم أنه لم يتذكر شيئا إلا أن حديثهم زعزع الشك بداخله 


دلفت سمرة تنادي على والدها 

-بابا قولت عزيز هيوديكي..ولكنها توقفت تنظر لذاك الجالس على فراشه بجسد ضعيف ..ورغم جسده المرهق، إلا أنه وسيم للغاية، اقتربت منه تنظر لوالدها، الذي توقف سريعا بعدما وجد نظرات ابنته المتفحصة إليه قائلاً :

-دي سمرة بنتي ياغريب، وخطيبتك 

جحظت عيناها تنظر لوالدها بصدمة، رغم إعجابها الشديد به إلا أن والدها فجأها بحديثه، سحب والدها كفها وتحرك للخارج 

-حبيبتي تعالي قبل ماتقعدي مع غريب عايز منك طلب 

خرجت ومازالت نظراتها على جاسر إلى أن وصلت إلى مكان والدها

-مين دا يابابا؟!.

أشار إليها يهمس: 

-دا الظابط اللي وقعنا كلنا، ولازم تهدي كدا وتعملي زي ماهطلب منك، الواد دا لازم تخليه جذمة في رجلك، ازاي دي شغلتك وانتِ اكتر واحدة بتعرفي توقعي الرجالة كويس، شهر واحد وألقيه جاي وبيتحايل عاليا ويبوس ايدي علشان يتجوزك

جلست تضع ساقًا فوق الأخرى تتلاعب بخصلاتها :

-اعتبره حصل يابابا ..هي سمرة قليلة، دي سمرة نعمان التميمي اللي كل الرجالة تتمنى بس نظرة 


ابتسم لها ثم توقف متسائلاً :

-طيب عزيز هتعملي معاه ايه دا مجنون  ، توقفت متحركة للداخل 

-سيبه عليا، دلفت للداخل وعيناها تخترق جاسر الذي نظراته مشتتة بينهما فأردفت تنظر إلى عزيز:

-عزيز عايزة اتكلم معاك ممكن 


نهض من مكانه يشير إليها بالخروج 


بمكتب راكان مازال يحاول فتح جهاز جاسر ولكن دون جدوى، وضع رأسه بين راحتيه، استمع الى طرقات على الباب، دلفت الخادمة بجوار ليلى تحمل فنجان من القهوة ، أشارت ليلى بوضعها ثم هتفت :

-خلي النانا تاخد بالها من زين ليوقع بالعجلة في حمام السباحة 

اومأت بطاعة وتحركت للخارج ..تحركت خلف راكان وقامت بتحريك أناملها بهدوء بفروة رأسه 

-عندك صداع؟!

أغمض عيناه مستمتعًا بلمستها هامسًا:

-شكلي بقيت مدمن للمساج بتاعك ..قالها ونصب عوده يسحب كفيها متحركًا إلى الأريكة ليتمدد عليها متخذًا ساقيها وسادته 

بدأت تحرك أناملها بهدوء واستدارة بسيطة ثم تحدثت:

-حبيبي مش هتشرب القهوة 

هز رأسه رافضًا :

-لا ..عايز انام ..ظلت تمسد على خصلاته وتسائلت:

-مالك ياراكان، بقالك فترة مهموم، مبقتش تشاركني حاجة 

احتضن كفيها يطبع قبلة عليه ثم أجابها:

-قضية جاسر ياليلى ..مش عارف انام وانا عندي شك أنه يكون عايش 


استمعت إليه باهتمام ثم اردفت:

-طيب حبيبي ليه مابتعملش تحليل DNA أخرج تنهيدة عميقة ثم أجابها 

-لو شوفتي حالتهم مش هتقدري حتى تفكري في الموضوع ، العيلة كلها مكسورة، عايزة اروح اقول لابوه اللي فضل شهر مشلول ممكن يكون ابنك عايش واديله امل وبعد كدا نكتشف أنه ميت

-طيب والعمل ناوي تعمل ايه ؟!

فرك وجهه بقوة يضع كفيه على وجهه 

-العمل عمل ربنا، بعد مافكرت في باسم لقيتها صعبة 

- هي صعبة أه بس مش هيبقى زي باباه، المهم بدل ماتفكر لنفسك هو هيفكر معاك 

اومأ لها ربنا يسهل ، اعتدل ينظر بساعته..هنام ساعتين علشان عندي مدوالة..طبع قبلة على جبينها ونهض قائلًا:

-هطلع اخد شاور الأول  ...نهضت من مكانها تحتضن ذراعه 

-ياله علشان اساعدك ..

بعد اسبوع  بمكتب باسم ..جالسًا بمقعده، متراجعًا بجسده، مطبق الجفنين ..استمع الى طرقات على باب مكتبه ثم دلف راكان 

-ازي حضرتك سيادة العقيد ..اومأ يشير إليه بالجلوس

جلس راكان وتسائل:

-فيه اخبار عن حضرة اللوا 

-ربنا يصبره، صعب الموضوع مش سهل، واللي يوجع اكتر أن صهيب لسة زي ماهو مفيش قابلية للعلاج، وشكله هيلحق ابن اخوه


طيب بمناسبة ابن اخوه ..عندي سؤال بس اتمنى من حضرتك تسمعني للآخر دون مقاطعة، وكمان لازم اخرص احساسي 

قطب باسم جبينه متسائلاً :

-الموضوع كبير قوي كدا علشان المقدمات دي 

اومأ راكان يؤكد إليه ، ثم هتف دون جدال:

-أنا شاكك في الجثة اللي اندفنت، حاسس أنه مش جاسر.


رفع رأسه يطالعه بذهول، وكأن أحدهم طعنة بصدره، ليشعر ببرودة تجتاح جسده ، فاهتز صوته قائلًا:

-جثة ايه اللي بتقول عليها!!

نهض راكان من مكانه وآمال بجسده يحدجه بنظراته :

-جثة جاسر انا شاكك فيها ياسيادة العقيد ، انا اللي دفنته بعد وقوع سيادة اللوا ولاده كلهم جريوا عليه وانا ويونس اللي نزلنا، وطبعا كشفت وشه، تقدر تقولي واحد مضروب بالرصاص بصدره، ليه العملية مالهاش اثر، ليه وشه مشوه، اللي اندفن وشه معظمه مشوه، غير دا بشرته سودا، صوابع أيده بها تعذيب 


هب باسم من مكانه يرمقه بنظرات كالطلقات النارية: 

-إنت اتجننت ولا ايه، اعقل ياراكان، انت فاهم معنى كلامك دا..


تراجع جالسًا يومئ برأسه

-بقالي 3 شهور هتجنن دورت وجبت كاميرات المستشفى ، دخلت حساب جاسر لعل الاقي حاجة يكون مدونها ، اي خيط مفيش... جاسر كان دايما يعمل حروف لأشخاص قضايا وتحت كل حرف بيكون مكان أوراقه وتفاصيل القضية واي اسرار 


-إنت بتقول إيه ياراكان!!

ارجع خصلاته للخلف بعنف وهتف بنبرة خافتة:

-بقول أننا اتقرطسنا ياسيادة العقيد، ولازم تتصرف 

-اتصرف!!..تقصد ايه بأتصرف دي 

-نعمل تحليل حمض نووي للجثة الموجودة 

طالعه بأعين متسعة يهز رأسه بعنف:

يرميه بوابل من كلمات فظة غليظة كأنها سهام اخترقت صدر راكان ورغم ذلك اجابه راكان 

-هنعمله ياسيادة العقيد


-أكيد بتهزر صح!!..انت عايز مني اروح اقول لجواد اللي دافن ابنه بقاله تلات شهور اللي دفنته دا مش ابنك، ولازم تعمل تحليل وتتأكد، ويبقى عنده امل وبعد كدا الامل يقتله..اتجننت ياراكان، افرض طلع هو ، انت مشفتش حالته كانت ازاي، انا ماصدقت أنه سامحني ورجع يتكلم معايا ويثق فيا رغم أنا لو مكانه كنت ضربت رصاصة في صدره


اقترب منه وغرز عيناه بمقلتيه هادرًا:

-صهيب ممكن يموت دا رافض الحياة، عايزني اخلي جواد بحالة اخوه بعد مااعشمه، مستحيل ...فتح فمه للحديث ولكن باسم أشار له بالصمت

-اسكت ياسيادة المستشار، اكيد جواد مش غبي علشان ميعرفش ابنه ، انت ناسي أنه اخر واحد شافه 


اقترب راكان من وقوفه وتحدث :

-أنا مش همشي لما حضرتك تسمعني، جلس بعدما وجد ملامحه قد هدئت، فاردف بهدوء لإقناعه:

-في شغلنا لازم ناخد بالنا من الصغيرة قبل الكبيرة، غير الدلايل ..ولو فيه شك واحد في المية بنمشي وراه، انا هنا معنديش شك انا متأكد، اللي اندفن دا مش جاسر

مسح باسم على وجهه بعنف كاد أن يقتلع جلده ثم أردف :

-طيب افرض زي مابتقول، هيستفادوا ايه ..صدم راكان من حديثه:

-حضرتك مستوعب الكلام اللي بتقوله!!

أقل حاجة يعملوها يحسروا أبوه عليه ياحضرة العقيد ودي طرقهم كتيرة وطلباتهم اكتر 

زفر مختنقًا ثم تابع حديثه:

-احنا مش هنعرف سيادة اللوا بأي حاجة، لازم نفكر بحاجة غير مانوصله 


استدار إليه بصدمة :

-إنت عايز تموتني صح، ماهو جاي تخلص عليا وترتاح ..أفلت راكان ضحكة يهز رأسه: 

-ابدا والله ..ماهو أنا بفكر بقالي فترة ومكنش حد قدامي غيرك، لازم تساعدني علشان اقدر اوصل ، وقلبي يرتاح ، لو جاسر عايش اكيد ناوين له على حاجة، اللي وصل المستشفى جاسر، واللي شافه سيادة اللوا جاسر، لكن اللي اندفن مش هو 


ذهب باسم بشروده هاتفًا

-قصدك بدلوه وقت الغُسل ..جلس يشير إليه بيديه:

-أيوة دا اللي عايز أوصله لحضرتك، بس اللي مش قادر استوعبه، دخلو مستشفى عسكري وخرجوه ازاي ، من غير اذن 


احتضن باسم رأسه بين راحتيه ثم اجابه :

-أكيد دكتور، علشان مفيش حاجة تخرج من غيرهم 

اومأ له متفهما ثم أكمل حديثه:

-حريق مستشفى الألفي ومعرض مدام جنى وهجوم الحي وقت الدفن دا كان تخطيط يافندم علشان يشتتوا أهل جاسر، بس اللي مكنش في الاعتبار وقوع سيادة اللوا اللي كان في مصلحتهم اكتر من اللي عملوه 


توقف باسم واستدار يجلس بمقابلته 

-قصدك عملوا كدا علشان محدش يكشف موضوع الجثة دا 

أخرج سيجاره مستئذنا إياه مع ابتسامة خفيفة

-اعتقادي أن الضرب وقت الدفن تشتيت بدليل حضرتك مكملتش وانسحبت، وكمان عز وحازم مكملوش بعد ما عرفوا هجوم الحي، والباقي لما جواد وقع ..يبقى كان التوقع حد غريب ينزل مع الجثة ..أو ، صمت لفترة وتابع حديثه: 

-كانوا مخططين لحاجة تانية ، بدليل العربية اللي رصدت مدام جنى لحد البيت وفضلت لتاني يوم ..هما اكيد مكنوش مرتبين لدا، بس كان فيه تخطيط تاني ايه هو منعرفش..بس الكاميرات اللي رصدت عربية مدام جنى خلتني اربط الأحداث ..وزي مابقول لحضرتك دا مجرد تخمين ..



الصفحة التالية