-->

نوفيلا جديدة منزل موازي لإلهام صبحي - الفصل 2 - السبت 20/7/2024

  

قراءةنوفيلا منزل موازي

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


قراءة نوفيلا منزل موازي

قصة قصيرة جديدة

من روايات وقصص 

الكاتبة إلهام صبحي

الفصل الثاني

تم النشر يوم السبت

20/7/2024 

(خطة دنيئة) 


أنتَ أحمقًُا كبير عندما تعتقد أنهُ لا وجود  للأشباح في عالمًا هذا  فأنتَ لا تبصرهم وهُما يقفون حولك ولا تستطيع ملامستهم مثلهما يفعلون هم بجسدك لذلك احترس يا عزيزي فكل شيءٍ أمامك هو نطفةً مِن الخيال وهذا الخيال هو حقيقة غير مرئية أبدًا، وأنتَ سيء الحظ الذي يقع عليه الإختيار الرؤية احترس ياصديقي جيدًا فهم خطرون كثيرًا. 

•••

في صباح جميل في مدينة الأسكندرية الجميلة عروس البحر المُتوسط مثلما يطلقون عليها، في صباح معبق برائحة المطر حيثُ السحاب تتصادم مع بعضها البعض في معركةً كبيرةً تحدثُ عادةً في فصل الشتاء ونحن الآن في بداية فصل الشتاء المحببة إلى البعض والبعض الآخر محبين الصيف ندعهم بعدًا ليس لنا دخل بهمم مطلقًا هم الاعداء، أوه  يويلي أكاد أشتم عبق الأمطار المحملة برياح صغيرة مُقرب إلى قلبك الحبيب يويلي مِن ذلك الطقس الاكثر مِن رائع حيثُ نجد مجموع مِن المار يجلسون داخل مقهي نبصر بين ايديهم كوب مِن القهوة وكتابًا رأئعً يقرأون به نذهب بعيدًا قليلًا نحو الشاطئ نجد الأمواج تتضارب مع بعضها في ترنيمة مميزة كثيرًا وهُنالك الصيادون يقفون لكي يصطادون الأسمك في مركبةً صغيرة الحجم، الأمواج تتصادم مع الرمال لتحدث منحوتةٍ لطيفة بينما على الجانب الأخر نبصر الأمواج ترتفع لكي تُغرق الصخور لكي تُثبت إليها كم هي قوية وتستطيع الفوز دائمًا أمام الاعداء، أحبُك يا سحاب عندما تتصادمي مع صديقتك وتغرقيني بي مياه المطر المقربة إليَّ كثيرًا أكاد أُنشد إليكِ أحد قصائد الغزل في حُبكِ، أذهب بعيدًا لكي أجلس شاردةً أحدق في الأمواج ولا أعلم ماذا أفعل في هذه الأجواء حينا تأتينيً أنتِ وتغرقيني بأحد الأفكار الجذابة وأصيح واتراقص تحت أمطاركِ ببسمةٍ جميلة قد أستطعتي رسمه على ثغري بكل سهولةٍ. 


نذهب نحو محطة الإبراهيمية أمام تِلكَ البناية التي نعلمها نحن جيدًا نجد شابان يقفون ينتظرون أحدًا ما أسفل أحد البناية القريب مِن البناية خاصةً يحتمون مِن الأمطار أحدهم يرتدي كنزة سوداء ثقيلة بينما يرتدي أعلاها معطف مِن خامة الجلد لكي يُزيح الأمطار وأسفله بنطال أبيض ليس جيدًا في تِلكَ الاجواء وهذا بسبب تلوثه ببقاع سوداء مِن الطين ينتعل حذاء ذو رقبة أسود اللون نرى يحدق بملل بمقلتيه البنية بينما وجهه ذو البشرة البيضاء يظهر عليه اللامبالاة، ننظر نحو الآخر نجده يُمسك هاتفه ويدق إلى أحدًا ما مِن وقتٍ إلى آخر ويظهر على وجهه ذو البشرة الحنطية الأنزعاج و مقلتيه الزرقاء تُشبة زرق البحر الجذاب يعلوها الغضب الطفيف ننظر إلى ما يرتدي نجده يرتدي مثل صديقه بختلف لون البنطال الأسود تأفف الأخر بضجر وهو ينظر إلى صديقه: 


هو فين ياعم حسام، كل ده مجاش ليه أنا بقلق من الناس اللي بتتأخر على موعدها دي مبحبهاش. 



بينما أردف الآخر وهو يرفع رأسه مِن على الهاتف وينظر إليه بضيق وهو يتنهد بانزعاج كبير يعتلي: 


معرفش والله يا سليم، الزفت ده اتاخر ليه عامل اتصال عليه اهو قدامك ومفيش رد. 


ليكون بيشتغلك وخلع يعم؟. 


تمتم سليم وهو يرمق حسام بتشكيك وذلك ينبع مِن عدم الثقة الذي يُعاني هو منها لا يستطيع أن يثق بأحد حتى ذاته لا يثق بها كثيرًا ولكنهُ قد غامر ووضع ثقة بصديقه


لا طبعًا بيشتغلني إيه بس، بطل أنتَ شغل الشك ده وهتلاقي جاه، يخدك ربنا يا حمدي الكلب هو اللي عرفني على سيد ده ولو سليم عرف موضع حمدي هينفخنى و المصلح هتضيع. 


تمتم حسام بهذه الكلمات همسٍ لكي لا يستمع إليه الآخر 

ويضع فوق رأسه الكثير مِن المصعب فهو لا يثق بنمله تسير نحوه مطلقًا فماذا سيحدثُ حينما ينكشف ما أخطط إليه. 


الثقة ياعزيزي هي رابطة قوية تُضع على عتقك لذلك عليكَ أن تقدر تِلكَ الكلمة كثيرًا فأ نحنُ أصبحنا داخل عالم مليء بالخداع ويصعب أن تثق بذاتك حتى. 

❈-❈-❈

في مساء اليوم التالي حيثُ حدث أشياء ليست مثير للاهتمام كثيرًا لذلك لكي لا أُضيع وقتك الثمين يا صديقي هيا نذهب إلى وجهتنا، في منزل كبير ولكنهُ مُختلف نوعًا ما عن المنازل الآخر حيثُ نبصر المنزل مُصمم على الطراز الغربي كثيرًا يبدو أن مَن كان يقُم هُنا كان مهوسٍ بنظام الغربي حقًا، نذهب نحو غرفة مِن غُرف المنزل هذا، غرفة يتواجد بها فراش كبير حقًا يأخذ مجسم الأفعي مقلتي تِلكَ الأفعى حمراء اللون تُشبه الدماء كثيرًا تُحدق إليكَ بطريقً تُشعرك أنها سوف تتحرك وتهجم عليكَ مجسم أحمق ومَن فعل أحمق أيضًا مَن يغفو على فراش يُشبه هذا؟. 


 تمتم بها حسام وهو يُكمل تفقد الغرفة غطاء الفراش أسود اللون كُل شيءٍ هُنا يصرخ باللون الأسود حتى المرحاض أسود عجيب ذلك الأمر كثيرًا؟  يسير ببطءً إلى المرآة يرى الكثير مِن العطور ذات رائحة عميقة،  هز حسام رأسه بضيق وانزعاج كبير، يشعُر بالاختناق أتعلمه عندما تضع وسادة كبيرة وتكمم أنفاسك به تشعُر باختناقًا كبير هذا ما يحدث مع حسام داخل هذا المنزل تابع السير نحو الخارج،


 هم فقط وضعو اغراضهم داخل اعتاب المنزل  منذ دقائق والآن ينتظرهم الكثير لكي يضعه هذه الأغراض الكثيرة ولكن هل سوف يستطيعوا فعل هذا حقًا؟ أمَّ ينتظرهم الكثير بعد؟. 


في الخارج نبصر حسام ينظر نحو رفيقه الذي يثرثر بشيءٍ لا يعلم وهو يضرب يدي ببعضها أقترب حسام وهو يقول باستغراب ويضع يدي على كتفه سليم مِن الخلف بينما أنتفض الآخر بفزع: 


في إيه يا ملبوس أنتَ في إيه يا سليم مالك ياعم خضتني مالك اتفزعت ليه كده وكنت بتقول إيه مِن شويه؟. 


أردف حسام بقلق وهو يُطالع رفيقه الذي يبتلع لعابه بفزع غريب عليه، بينما صاح سليم وهو يرمقة بنظرات لا تفسير لها وصدره يعلو ويهبط مثل الذي يركض مِن وحشيً مخيف : 


أنتَ مش كنت جوه معايا من شوية جيت من ورايا ازاي؟ ها، هو في إيه. 


معاك إيه يابني  أنا داخل الأوضة دي قدامك الله في إيه يا سليم أنتَ مبلبع حاجه على المساء وهطلعها عليا ولا إيه؟. 


تفوه حسام بلامبالاة وهو يُطالع الآخر بضيق يعتقد أنهُ يُريد اللعب عليه أنا لا أخش شيءٍ أحمق يُريد أن يستمتع على غبائي  غبي ليتك تعلم ما ينتظرك فقط يا صديقي 


ولكن صمتَ الأثنين عندما صدح صوتً آخر يقول بكل مشاغبة: 


حبايب قلبي صافي بتعملوا إيه ها  اوعو تكون جايبين بنات عيب ازعل متعزمنيش معاكم برضو. 


مين، مين اللي اتكلم ،صوت مين ده يا حسام؟. 


تفو سليم بهلع وهو ينظر حول لعلي يجد مَن يتحدث هكذا؟  الخوف ينهش قلبه منذ دلوف هذا المنزل العجيب ولكنه الآن أصبح يقف داخل حُجرة صغيرة تُطبقة على أنفاسه كثيرًا 


ياعم اتنيل أنا إيه اللي عرفني بس ما أنا وقف زي زيك اهو.


صاح حسام بنبرة شبه باكيه  وهو يُمسك  بذراعي صديقه بخوف وهو يُطالع حول بحذر هو لا يعلم ماذا يحدثُ ومَن ذلك أو مَن تِلكَ التي تتحدث الآن، هل تعتقد أنه قد تُصيبه نوبة قلبي لا هو لا يستطيع الحراك مِن الخوف فقط


الله الله هو في إيه بس يا واد يا حسام مش أنتَ هتجيب بنات وتهيصوا خدوني معاكم بقي أنا بحب أهيص. 


أردف الصوت مجددًا بنبرة مشاكسة وصوت ضحكاتها يستمع إليها مِن يكاد تزهق روحهم الآن مِن الخوف 


الصوت ده مين يا زفت الطين أنتَ، أنتَ جايبني شقة ملبوسة وعاملني فيها فار تجارب ؟. 


صاح سليم بنبرة تحمل الكثير مِن الغضب وهو ينظر إلي حسام ومقلتي تكاد ينطلق منها الشرار يكاد يمحي الخوف الذي يحتل جسده


ياعم اتنيل هو أنا لو هجيبلك بيت ملبوس هفضل معاك وهلبس نفسي معاك ليه يعني اتوكس دلوقتي خليني اعرف مين اللي بيتكلم  في ام الليلة اللي مش طلعلها  نهار دي. 


أردف حسام بتِلكَ‌ الكلمات بهمسٍ وهو يضرب صديقه على جبهة بينما صوت انفاسهم هو مِن يستمعوا إليه الصمت اطبق على المنزل صمت غريب بل ومُخيف  أيضًا بعد الأستماع إلى تِلكَ  الأصوات المرعبة منذ قليل، صوت الهواء يُلقي عليك تعويذة همسةٍ لا تعلم ما هي بينما الإضاءة تُضي وتغلق بمفردها منذ اختفاء ذلك الصوت، الصديقان يتمسكان ببعضهم بخوف وأحدهم يُشعل ضوء الهاتف بينما يسيرو إلى الخارج  نجدهم الٱن يقفون أمام باب المنزل بينما حسام يضع يدي على مقبض الباب ولكن قد توقفت أنفاسه وهو يستمع إلى صوت ضحكات الصوت مجددًا ولكنها قد أصبحت مُخيفة بل مرعبة كثيرّا وهي تقول بنبرة قوية تُثير الرُعب داخلك: 


إيه يا حسام إيه يا ضانايا بس هو مش أنتَ برضه اللي جايب صحبك سليم المغفل زي ما بتقول لحمدي عشان تلبسو قضية مخدرات بعد لما تحط المخدرات في الشنطة وتهرب بحجة أن امك تعبانه برضوا ولا إيه؟. 


لا لا محصلش أنتِ مين و بتقول الكلام ده ليه أنتِ تعرفيني منين اصلا يا ست أنتِ؟.

 

تفوه حسام بتوتر وهو يتنفس بعنف كيف استطاعت أن تعلم ما يُخطط لفعله مَن هذه المرأة وأين تتواجد وكيف  كيف تعلم ما أُفكر به بحق الله ما هذا المنزل الملعون


الكلام ده صح أنتَ ياواطي تعمل فيه كده؟. 


أردف سليم بصدمة وهو يرمقه صديقه الذي وثق به بعدم تصديق هل خان ثقته هكذا ولَمِ مِن أجل ماذا؟


 أصبحنا داخل عالم مليء بالأكاذيب وخُداع ياصديقي لذلك احتراس جيدًا  مِن مَن حاولك يدعون البراءة وهم عكس ذلك 


طبعًا هكدب عليك يا خويا ليه يعني وبعدين صافي مبتكدبش أبدًا ولو حتى علشان طبق شاورما وتوميه. 


صدح صوت صافي مجددًا وهي تقول بنبرة مرحة مصطنعة وهي تُشاهد الإثنين يتمسكان ببعضهم البعض صمتت ثم أردفت مجددًا بضجر: 


بس بقي ده شيطان ودخل بينكم الله، بس يا واد أنتَ، أنتم  يا كلاب البحر هتمسكو في بعض قدامي ومش عاملين ليَّ احترام برضو أنتَ ياولد، أنتَ يا زفت، كده مش عاوزين تسمعوني طب يلا بقي تستاهلو هناك هتتعلموا الادب كويس. 


توقفوا عن الصراخ  والمُشاجر عندما استشعروا اهتزاز المنزل بقوة  كبيرة أخذ أحدهم يتمسك بأخر بخوف وهم يُبصرو أعصار كبير لا يعلم كيف حدث أو كيف أقتحم المنزل يسحبهم داخله وصوت ضحكات صافي تملأ المكان تكاد لا تستمع إلى صوت الصُراخ مطلقًا. 


يلا في داهيه ههايص أنا لوحدي أيوه بقي يا صافي يا قمر أنتِ. 


صاحت صافي بمرح وهي تقوم بتشغيل صوت المُوسيقي  على  أحد الاغاني  الرائجة وهي (أغنية مسيطرة) بينما أثاث المنزل يتراقص على انغام الموسيقى تِلكَ بتناغم. 


❈-❈-❈

في أحد الأماكن الداكنة  والباردة  أيضًا على هذا الكوكب نجد الهواء قوية يُطيح الأشجار، السماء حالكة السواد لا تستطيع أن  تُبصر أمامك مِن شدة الظلام القمر يختبئ بين السحاب بخوف مِن ما قد يحدثُ يخشى كثيرًا رؤية تِلكَ البشاعة التي تحدث عادةً هُنا وفي هذا الوقت بينما نستمع إلى صوت الهواء يحثك على الهروب ولكن بتعويذة خاصة كثيرًا، نبصر أحد الأعاصير تقترب مِن تِلكَ الغابة الكثيفة والمُخيفة أقتحم الغابة ووقف داخل دائرة مخطط باللون الأبيض يوجد رسمة غريبة الشكل ودماء مُتناثرة داخلها ولكنها جافة  ضوء خفة مُعلق على أحد أفرع الأشجار الصغيرة توقف الأعصار داخل تِلكَ الدائرة ثم قذف حسام وسليم داخل الدائرة بعنف ولكن مهلاً لقد اختفى كيف أختف هكذا الأعصار تبخر مثل البُخار في الهواء كيف حدث هذا، بينما هذان الشابان يستمعان إلى أصوات مُخيفي ولكنهم لا يبصرون شيءٍ أمامهم الأصوات تقترب ولا يوجد أحد مطلقًا  ، صراخ حسام هو مَن نستمع إليه  عندما  واجد الدماء تنفر من  زراعيه الذي جُرحة مثل نافورة المياه ولكن هو لا، لا يبصر شيء  الخوف هو مَن ينهش قلوبهم الآن أوه لا، لا أحد الوحوش  الأوجورز المخفيه قد أمسك برأس سليم يويلي لقد فصل رأسه عن جسده وهُناك أوه يلي الفظاعة تِلكَ أشلال حُسام تُنزع مِن داخل جسده مات وقد تباعه الآخر قد فارقوا الحياة ولكنهم  غادروه بمشاعر مُختلفة أحدهم قد خان ئلقثقة أحد وغدر به عندما وضع  خطةً دنيئةً للأيقاع به والآخر وثق وثمن تِلكَ الثقة هو النهاية، النهاية محتومة وقد كُتب عليك المواجهة  بكل قوتك ولكن هل تستطيع مواجهة شيءٍ خافية لا تُبصره أمامك؟ لا أعتقد ذلك؟. ….. يتبع


الصفحة التالية