-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 36 - 1 - الأربعاء 10/7/2024

  

  قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل السادس والثلاثون 

1

تم النشر يوم الأربعاء

10/7/2024


فتحت عينيها بألم حين شعرت بألم قوي يؤلم ظهرها بقوة ، فـ ليس ألم عادي بلا ألم قوي حتي لم تستطيع أن تحرك جـ ـسدها ، أغمضت عينيها بألم ، حين شعرت بالألم يزداد ويزداد ، فتحت عينيها البنيه بهدوء ، ولكن اغلقت على الفور حين شعرت بألم يضرب عينيها بقوة من كثر النور الذي يؤلم عينيها ، حاولت أن تفتحهم للمرة الثانية بعد أن اغلقتهم ، حتى تعرف أين هي ؟ .


وحين فتحت عينيها بهدوء شعرت بالألم ولكن لم تغلق عينيها هذه المرة ، رمشت عدة مرات حتى تعرف أين هي الآن ، ولكن نظرت إلي هيئة الغرفة ، ونظرت إلي الأجهزة الطبية التي كانت على جـ ـسدها فـ أدركت الآن أنها في المشفى ، كيف ذلك ؟؟ ، حاولت أن تتذكر وان تهدأ من روعه خوفها ، وبعد ثواني تذكرت كل شئ ، شعرت بالخوف أكثر ولكن ليس علي نفسها ، بلا على زوجها وابنها ، ابنها ! ، لحظة ابني . 


وضعت يـ ـدها علي بطنها المنتفخه قليلاً ، كأنها كانت تريد التأكد أن ابنها بخير ولم يصيبه مكروه ، فهي لم تفكر به تعترف بذلك ، فـ فهي ذلك الوقت شعرت بالخوف نحو " مالك " فقط ، ليس إلا ، سوىٍ " مالك " 


اجتمعت الغيوم داخل لؤلؤتها ، وهي تشعر بالخوف يزداد ويزداد علي ابنها ، دخلت ممرضة في ذلك الوقت وجدت " فريدة " تنظر لها بخوف ودموع عينيها علي وشك الهطول ، وهي تضع يـ ـدها نحو بطنها المنتفخة قليلاً .


مما أدركت الممرضة حالتها ، وهي تهتف لها باطمئنان تنظر لها وتنظر إلي بطنها : 


ـ اهدي يا مدام فريدة ، البيبي كويس وبصحه ممتازه ، الحمد لله الرصاصة جت بعيداً عنه ، وجت فوق ضهرك  .


خرجت تنهيدة قوية محملة على صـ ـدره ، فهي الآن تأكدت أن ابنها بخير الآن ، هي لا تريد سوىٍ سلامة ابنها وزوجها " مالك " .


ابتسمت لها الممرضة بأطمئنان ، وهي تهتف بنبرة هادئة ورقيقة : 


ـ حمد الله على سلامتك يا مدام فريدة ، كويس أن حضرتك صحيتي ، لان مالك بيه قلقان عليكي من الصبح هو وبيجاد بيه .


همست اسم " بيجاد " وهي لم تصدق أن شقيقها جاء وأدرك الخبر بهذه السرعة ، وبعد ذلك ابتسمت بسخرية ، فهو " بيجاد الجمالي " بحد ذاته ، شخص يعرف الأخبار بسرعة ، ولم يستطيع أن أحد يتغلب عليه حتي إذا كان مَن ، فهي تعرف " بيجاد " جيداً ، هو كان غاضب منها ، وهي تعرف بذلك ، ولكن حين أدرك أنها تأذت يسرع إليها ويأخذها بين احـ ـضانه ، فـ الأمر إذا تعلق بها لا يستطيع أن يروض غضبه ، فهي عائلة " بيجاد " ، و " بيجاد " عائلتها ، فهي لم تستطيع أن تبتعد عنه ، او حتي لم تستطيع أن تتحدث معه ، تُدعي من كل قلبها ، أن " بيجاد " يسامحها ، وينسى كل شئ اقترفته بحقه أو بحق " مالك " 


فهي نادمة حقاً نادمة من كل قلبها ، أنها جعلت شخص هكذا يتحكم بحياتها ، فـ " ياسر " تجاوز الأمر كثيراً وهي لم تسكت مثل كل مره وتسامحه فـ " ياسر " صفحة واغلقتها ، ولم تفتح هذه الصفحة أبداً ، عليها الآن أن تصلح اخطائها ، واولهم هو خروج " ياسر " من حياتها إلى الأبد .


نظرت إلى الممرضة التي كانت منشغلة في عملها ، وترى دقات قلبها و تكتب في دفترها ، مما هتفت بنبرتها المتعبة : 


ـ هو فين مالك ؟؟ .


نظرت لها بهدوء وبعد ذلك نظرت إلي دفترها ومازالت منشغلة في عملها : 


ـ مالك بيه نزل تحت مع بنت كده ، انا حاسه اني شوفتها قبل كده ، بس مش فاكرها حقيقي ، لان مش بتابع المجلات والا الحاجات دي ، بس هي تقريباً شخصية مشهورة  .


هزت رأسها ولم تعرف مَن هي هذه الفتاة ولكن شعرت بنيران تحرق جـ ـسدها ، لما هي تشعر بالنار يلعب على أوتار جـ ـسدها ، لما هي تشعر بأن قلبها يؤلمها كثيراً حينما يكون قريب من فتاة غيرها؟؟ ، الأن تريد أن تسحق بتلك الفتاة ، لا تريد بأي فتاة تتقرب من حبيبها " مالك " .


حبيبها ؟؟ ، اي حبيب يا فريدة ، من متى أصبح " مالك " حبيبك ؟؟ ، وكيف ؟؟ ، فـ " مالك " زوجها فقط وأب ابنها ليس إلا ، ولكن تشعر أنها تحترق ، نعم تحترق من الغيرة ومن النار الذي تشعرها بداخل جـ ـسدها ، وفي قلبها .


متي أصبحت النار بداخلك يا فريدة ؟ ، متى أصبت بـ جمرة العشق هذه ، متى ؟ ، وكيف ذلك ؟


القلب يحمل اسرار وأسرار لم يعرف أحد عنها ، الجملة هذه ليست جملة إلي البعض ، ولكنها في ذلك الوقت تشعر بها " فريدة " ، عليها الأن أن تعرف من تلك الفتاة ولما اقتربت من زوجها .


❈-❈-❈


أتسمع ذلك الصراخ الذي يصرخه قلبي ! ، فهو فقد اعز شخص يحبه قلبي .


فهي كانت تقف في الردهة التي كانت بالمستشفى تبكي ، فهي عرفت بالخبر ، ونقلت " إيلا " إلى نفس المستشفى التي فيه " فريدة " ، فهي لم تتحمل ، لم تتحمل خسرتها ، فـ " إيلا " صغيرة ، ولم تفهم شئ بهذه الحياة ، هي ليست إبنة شقيقتها " تمارا " إنما تعتبرها إبنتها أيضاً ، فهي أحبت " إيلا " بشدة ، ولم تستطيع أن تبتعد عنها ، فهي خسرت " تمارا " شقيقتها ، ولم تريد أن تخسر إبنتها ، فـ " إيلا " النسخه الثانية من " تمارا علام " ، فهي الأن تشعر بالذنب تجاه " تمارا " أنها لم تعرف عنها ، لم تعرف أي شئ عن شقيقتها ، ولم تعرف عن وجود شقيقه لها ، لم تعرف بالأمر ، فهي كانت تتمنى بوجود شقيقه لها ، والأن حين أدركت أنها لديها شقيقه ، فقد أدركت أنها ليست على قيد الحياة ، وحين أدركت أن " إيلا " إبنة " تمارا " احبتها كثيراً ، كأنها " تمارا " شقيقتها ليست ابنتها ، والأن " إبنتها " في غرفة المشفى ، ولا تعرف اي شئ عنها ، فهي إذا أصاب لها شئ ، لم تسامح نفسها أبداً .


خرجت هاتفها واتصلت علي " بيجاد " ولكنه لم يرد عليها ، فهي الأن تريده أن يعرف بحادث " إيلا " ، وتريده أن يظل بجانبها ، يدعمها ، يقف معاها ، يساندها ، فـ " بيجاد " الشخص الوحيد الذي يفعل كل هذا بدون تردد ، فهي بجانبه تشعر بالأمان الذي يتخلخل جـ ـسدها ، فهي الآن تشعر بالخوف يحاوط جـ ـسدها ، ليس الخوف فقط ، بل القلق أيضاً ، فهي تشعر بكل شعور سئ الذي تشعره بداخل قلبها .


ماذا عليها أن تفعل الأن ؟؟، فهي تشعر أنها مقيدة لم تستطيع فعل أى شئ سوى البكاء ، في ركن بعيداً ، ماذا عليها أن تفعل سوى البكاء ، عينيها تلون لونهم ، وأصبح لونهم الأحمر الداكن ، فهي بكت علي صديقتها ، والأن ابنتها ، ليس إبنه شقيقتها ، بكت وهي ترتجف من البكاء وجلست على أرضية وهي تنتظر اى خبر يطمئنها علي " إيلا " ، ولكن بداخلها تُدعو من كل قلبها أن " إيلا " لم يصيبها مكروه أبداً .



❈-❈-❈



ـ جميلة 


نادها وهو يركض خلفها ،  وهي نظرت له بكل لهفة وقلبها ينبض بجنون بأسمه هو فقط  ، نظر لها بتساؤل ومازال الشك يروض عقله  :  


ـ هو انتِ وشمتى الوشم ده امتى؟؟  . 


ابتسمت فهى قد ظنت ان الوشم قد اعجبه كثيراً  ،  حتى اقتربت منه و مازالت تلك البسمة مرسومة على شفتيها  :  


ـ عجبك؟؟  ،  وشمت الوشم ده من تلات سنين  ،  من زمان اوى  ،  عند كاريلا اليونانى عارفها؟؟  . 


هز رأسه وهتف بخبث لم تتعرف عليه من نبرته  :  


ـ حلو جداً  ،  بس فهمنا حرف g هو جميلة  إنما m  حرف مين يا ترى؟؟  . 


اقتربت منه أكثر حتى وقفت امامه بدون قيود او مسافه تمنعها عنه  ،  فهي مهوسة بشخص واحد هو «مالك»،  لا تريد سوىٍ قربه فقط  ،  اقتربت بجانب أذنيه وهى تهمس بكل حُب وهوس  :  


ـ أنتَ يا مالك  ،  حرف الـ M  ،  هو مالك  . 


نظر لها وجدها غارقة فى حُبه  ،  مما نظر لها بتساؤل  :  


ـ أنا؟؟  ،  وانتِ تكتبى اسمى ليه على ضهرك يا جميلة؟؟  . 


أفاقت نعم أفاقت،  فهي لا تدرى بما تقول منذ قليل،  الأن هى أفاقت،  اللعنة يا «جميلة»  ،  فـ الأن «مالك»  يكشف كل شئ الأن وهى لا تريد ذلك  ،  لا تريد أن «مالك» يشك بها الأن بعد ما وصلت الى نصف الطريق  ،  فهى لن تتخلى عن «مالك»  ابداً  ،  لن تتخلى عنه ولو هذا كلفها حياتها  . 


ابتسمت بسخرية وهي تهتف بمرح   :  


ـ بهزر معاك يا مالك  ،  ايه مبتهزرش خالص؟؟  .


ابتسم لها بمرح ايضا وشاركها هذه الابتسامة التى كانت مليئة بالسخرية  :  


ـ بهزر طبعا  ،  وبعدان انتِ غاليه اوى عندى يا جميلة، تعملى اللى انتِ عايزه ،  انا تحت امرك فى اى وقت ، انا بس عجبنى الوشم  ،  عشان كده سألت عليه  . 


ابتسمت بحُب وتنظر له بسعاده  ،  كأنها طفلة حصلت على اهتمام والدها  :  


ـ بجد يا مالك  ،  يعنى أنا غالية عندك؟؟  . 


يبادلها الابتسامة وهو يراقب تعابير وجهها  :  


ـ بجد طبعا يا جميلة  ،  أنتِ مش مصدقانى ولا ايه؟؟  . 


ـ طبعا مصدقاك  ،  وفرحانه جداً أنى اهمك اوى يا مالك و.. 


قطع حديثها اهتزاز هاتفها يعلن عن اتصال «ياسر»، فهى تأخرت كثيراً عليه، ولم ترد عليه، فهي جاءت الى هنا حتى تعرف ما هو رقم الغرفة التي تجلس فيها «فريدة»، وتقول لـ «ياسر» عن رقم الغرفة، حتى يقتلها وتتخلص من «فريدة» للأبد، قبل أن يقترب منها «مالك»، وتبدأ قصة حُبهم من جديد، وهى لا تريد ذلك أن يحدث، عليها أن تقتل «فريدة»، حتى تجعل «مالك» يقترب منها، نظرت الى «مالك» وهى تهتف بأسف ولباقة  : 


ـ معلش يا مالك هضطر استئذان لأن عندى معاد مهم اوى لازم اروحه، لما اخلص المشوار ده هرجعلك. 


ابتسم لها بدون أن يهتف بأي كلمه، وهى بادلته تلك الابتسامة ودعته وهى تلوح يـ ـدها، وغادرت أمام عينيه، وحين غادرت، اختفت تلك الأبتسامة وهو يهتف بنبرة غضب ممتلئة بالجحيم الذي فى داخله  : 


ـ وحياه كل وجع سببتي ليا انا وفريدة، لـ هدفعك التمن غالى اوى يا جميلة، دلوقت عرفت نقطة ضعفك، وهلعب عليها، زي ما خليتى ياسر يلعب على فريدة، جهزى نفسك كويس اوى لانك هتواجهى ايام سوده مشوفتهاش ولا هتشوفيها فى حياتك.



الصفحة التالية