-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 36 - 2 - الأربعاء 10/7/2024

  

  قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل السادس والثلاثون 

2

تم النشر يوم الأربعاء

10/7/2024



ـ ده كل اللى حصل، اللى عرفته أن فى شخصين مجهولين بيساعدوا ياسمين وشريف، يعنى لو قدرنا نوقع ياسمين وشريف، الشخصين المجهولين دول هيقدروا ينقذوا ياسمين وشريف 


قالها «مازن» بهدوء وصدق، فهى قد سمع «ياسمين» وكام عدد من الأشخاص معاها، واستطاع أيضا معرفة أنها ملكة المافيا بأكملها، لذلك قال لـ «ملك»، أن تبتعد عن «ياسمين»، ولكنه لم يستطيع اخبارها بالحقيقة كاملة، فهو إذا تحدث فـ يكون خطر عليها، استطاع فقط أن يقول لـ «بيجاد» لان هو الشخص الوحيد الذى يستطيع أن يساعده، والذى يستطيع أن يتغلب عليهم، فـ قوة «بيجاد» ليست له مثيل ابداً، وبذكائه يستطيع أن يتغلب على تلك الذئاب وأن يضعهم فى قفص العدالة. 


نظر له «بيجاد» وهتف بغموض خبيث، واخذ ينظر له نظرات لم يفهمها جيداً  :  


ـ أنا عارف واحد من المجهولين دول، وهنقابله كمان بالليل، هخدك ونروح عنده ونحاول نوقعه  . 


نظر له بإعجاب واضح وهو يهتف بسعادة حقيقية كأنها انجز المهمة الاولى للتو  : 


ـ بجد، هنشوفه النهارده؟؟، طيب هو مين؟؟  . 


اجابه ببعض السخرية وهو ينظر لها نظره غامضه، لم يفسرها «مازن»  هذه النظرات ابداً  :  


ـ لا دى مفاجاة، هتشوفها بنفسك بالليل، بس لازم تتفق معايا الأول عشان اقدر احميك  . 


أجابها ببعض التساؤل والحيرة وينظر الى ملامحه على الأقل أن يفهم منه شيئا  : 


ـ اتفق معاك على ايه؟؟  . 


ـ هقولك  . 


قالها «بيجاد» واخذ ينظر لها نظرات غامضة تحكى الكثير والكثير عن ما يخفيه بداخل قلبه، فـ «بيجاد» راجل ملئ بالأسرار والغموض بداخله، فـ احترس جيداً منه حتى لا تنخدع من هذا الراجل. 


❈-❈-❈


كان «شريف» يجلس على طاولة ممتلئ بأنصاف الطعام الشهية وبجانبه والدته التى تتعمد أن لا تنظر له ابداً، وهو لحظ ذلك، فهو ذهب الى البيت، بيته، وعائلته، التي كانت مكونة من والدته وأشقائه لديها شقيق فى عمر العشرين، ولديه شقيق صغير فى العاشرة من عمره، فهو دائما يبتعد عن عائلته وليست قريب منها، فهو يشعر دوماً أن وجوده غير مُرحب بيه، لذلك يتعمد أن لا يذهب الى البيت، فـ أسرته بسيطة، تسكن فى حى شعبى، فـ والدته ترفض أن تأخذ منه مال، وتقول عن هذا المال انه مال ليس حلال ابداً، لذلك لم تأخذه ابداً، فهى نصحته كثيراً أن يبتعد عن هذا العمل ولكن لم يسمع منها ولم يروض لحديثها، لذلك صمتت ولم تتحدث معه ابداً، وحينما رأته بتلك الحالة، انه جالساً على الكرسى المتحرك، لم تعلق على شئ وصمتت ولم تتحدث، وكأنها لم ترى من الأساس  . 


نظر حوله باحثاً عن اشقائه ولم يجد اى حد منهم منذ جاء، حتى سأل والدته التى جالسة أمامه على سفرة الطعام  :  


ـ امال فين طارق وهيثم؟؟  . 


إجابته ولم تنظر له، منشغلة فى توزيع الصحون فى السفرة  : 


ـ هيثم بيجيب حاجه وطالع، وطارق فى الورشه زمانه جاى 


ختمت جملتها وثوانى حتى جرس الباب اخذ يرن، حتى فتحت والدة «شريف»، لولد صغير فى سن العاشرة من عمره، شعره مبعثر و خصلات شعره تسقط على عينيه وثيابه منظمة، فتحت الباب لذلك الصغير، وأغلقه خلفه وأخذ يتحدث بكل طفولية  :  


ـ جبتلك اهو الكيسين الملح، والمخلل، و أبيه طارق طالع ورايا بس بيكلم الاسطى عم ابراهيم   . 


بينما أكمل وهو يقترب من والدته وهو يهمس بصوت منخفض كأنه يهتف بسر خطير لها، ولم يرى ذلك الشخص الذى يراقب أفعال شقيقه بأشتياق   :  


ـ بس عارفه يا ماما بيقوله ايه؟؟  ،  بيسأله على عمو متولى صاحب أبيه طارق  ، عشان عمو متولى متقدم لـ نفيسة بنته، فـ بيسأله عنه وكده عشان يوافق عليه  . 


نظرت له والدته بغضب وهى تهتف بسخرية  :  


ـ و أنت كل ده سمعته منين؟؟  ، مش قولنا اللى بيسمع، واللى بيصنت على الناس عيب؟؟  . 


نظر لها بصدمة وهو يهتف بطفولية  :  


ـ أنا يا ماما، أصنت؟، و أصنت على مين، أبيه طارق، أنا متربى يا ماما، وعيب أصنت، ده هما اللى كان صوتهم عالى، ده حتى عم وائل اللى فى الدور الأول سمعهم، أنا اللى معدى من جنبهم مش هسمعهم، ده أنا قولت انك سمعتيهم من صوتهم العالي. 



ـ يا واد يا بكاش، ده على اساس انى مش عارفك يا واد، احترم نفسك بعد كده ومتصنتش على الناس تانى، عشان حرام، فاهم ولا لا، عشان مش هعيد كلامى تانى. 


اجابها بتذمر طفولى وهو يذهب من امامها وينظر لها بغضب طفولى  :  


ـ يوووه، عندك أنا اللى شرير، أنا اسمع أن الصغير هو اللى مدلع فى البيت، لكن أبيه طارق، وأبيه شريف، واخدين كل الحُب، ده انا لو دخلت على قلبك هلاقى فى أبيه طارق، وأبيه شريف، ده انا بسمعك وانتِ بتعيطى وانتِ بتصلى وبتدعى لأبيه شريف وأبيه طارق. 



نظر «شريف» لـ والدته التى نظرت له بلهفه، وسرعان ما ابتعدت عينيها عنه، وهى تنظر الى ذلك المشاكس، التى لم يرى حد الآن وجود شقيقه الكبير «شريف»   :  


ـ لا أنا مكنتش بدعى لـ شريف، أنت سمعت غلط  . 


ظلت تهرب من عين أبنها  «شريف» الذى مازال ينظر لها ولم يصدق أن والداته مازالت تُحبه، حتى هتف ذلك المشاكس وهو يهتف بغضب طفولى  :  


ـ لا مسمعتش غلط، سمعتك وانتِ بتدعيله، أن ربنا يرزقه بشغل الحلال ويبعد عن السكة الحرام، وأن ربنا يحفظهولك من أى شر، ويجيلك بسلامه، ويفوق قبل فوات الاوان،  و أن ربنا يهديه ويرجع لحضنك من تانى، وتفرحى بيه، ويبقى أنسان صالح، ويفرح قلبه ويسعده، وبعد عنه اولاد الحرام وقربله ولاد الحلال، ها نسيت حاجه منهم، تحبى اسمعلك عن دعوات أبنك طارق؟؟  . 


ادمع عينيه «شريف»، وبكى بكاء مُفرط على هذا الحديث الذي يسمعه من شقيقه الصغير، فهو لم يصدق أن والدته تذكره بالدعاء حتى وهي غاضبة منه، لم يصدق ابداً أن والداته تذكر له بدعواتها المحبة لـ قلبه، فهو ظن انها لا تعتبره أبناً لها، وتعتبر اولادها «طارق» و «هيثم»، انما هو لا، كان يظن انها غاضبه منها حتى انها لا تريد أن تتحدث معه من كثر غضبه، والأن، واليوم، أدرك أن والدته تحبه كثيراً وتتمنى أن يعود شخص صالح. 


نظرت الى الصغير بغضب واضح وكادت أن تقترب منه، فهى تريد أن يصمت الأن، الأن هو كشفها امام أبنها «شريف»، لحظ الصغير اقترابها منه، وسرعان ما ركض الى الخلف، وفى ثوانى وقع امام الكرسى المتحرك، الذى يجلس فيه شقيقه «شريف»، وقف على الفور، وقعت أنظاره نحو «شريف» الجالس، والذى كان يبتسم له ابتسامة اشتياق، وسرعان عانـ ـقه على الفور وأخذ يصرخ له بلهفه وهو يناديه بحُب  :  


ـ وحشتنى اوى يا أبيه شريف. 


عـ ـانقه هو الآخر وأخذ يبتسم له، و هتف بحنان واشتياق  : 


ـ و أنت كمان وحشتنى اوى يا هيثم  . 


خرج من اعـ ـانقه وهو يبتسم له بإتساع  :  


ـ جت امتى، تعرف انا وطارق كنا بنتكلم عليك امبارح، وأبيه طارق اتصل عليك كتير امبارح يطمن عليك، بس أنت مردتش. 


اجابه وهو يعتذر وينظر له بحنان، وظل يلعب فى شعره  : 


ـ أنا كنت تعبان شويه، ومعرفتش ارد على التليفون، بس وعد هفضل قاعد جنبك كده، لحد ما تزهق منى  . 


نظر له بسعادة و قبـ ـله بحُب وهو يهتف بحماس  :  


ـ انت ميتزهقش منك ابداً ابداً يا أبيه، انا بحبك اوى  . 


عـ ـانقه «شريف» ذلك الطفل المشاكس و الأقرب لقلبه  :  


ـ و أنا بحبك اوى. 


قطع هذا العنـ ـاق، دقات من الباب، وسرعان ما والدته فتحت الباب، ودخل شاب فى اوائل العشرين، نظر الى والدته، قـبل قـ ـبله فوق رأسها بُحب، وهو يهتف بحنان  :  


ـ السلام عليكم، عامله ايه يا ماما  . 


أجابته وهي تبتسم لها وأغلقت الباب بعد ما دخل إلى الغرفة  :  

ـ الحمد لله يا حبيبى اللهم لك الحمد  . 


دخل الى الشقة وجد شقيقه جالس على الكرسى المتحرك، ويبتسم له وبجانبه «هيثم»، الذى ابتسم ابتسامة متسعة، وهو يهتف بحماس  :  


ـ شوفت يا أبيه طارق، أبيه شريف جاه، وعدنى انه هيقعد معايا لحد ما ازهق منه  . 


اقترب شقيقه «طارق» نحو «شريف»، وبريق عينيه يلمعون من الحزن، وعندما اقترب منه، بكى بكاء طفل مُفرط  :  


ـ ايه اللى عمل فيك كده يا شريف، انتَ كويس، ايه اللى عمل فيك كده  . 


مسك «شريف» يـ ـد «طارق» وهتف بحنان بالغ  :  


ـ أنا كويس يا طارق، بخير، هى بس حادثة بسيطه، والوضع اللى أنا فيه ده مؤقت، شويه وقت واقف على رجلى من تانى، متقلقش  . 


اجابه وهو يلمس قدميه وعينيه يلمعون من البريق الحزن الذى استطاع أن يراها  :  


ـ طب انت كويس، فى حاجه بتوجعك، اعملك حاجه انت عايزها؟؟  . 


ابتسم له وعانـ ـقه بحُب وهو يهتف بمحبة لا يستطيع أن يخفيها ابداً  :  


ـ أنا كويس بوجودكم، متقلقش، وحشتنى اوى يا طارق  . 


بينما عانـ ـقه «طارق» بمحبة هو الأخر، فهو يحب شقيقه «شريف» بقوة، ويتمنى أن يجعله راجل صالح، وأن يعود من ذلك الطريق الخطأ، التى يكلفها حياته، وهو لا يريد ذلك، فهو بالأخير يظل شقيقه، شقيقه التى يتمنى عودته  . 


اخرج من اعـ ـانقه وكاد أن يتحدث معه عن أحوال العمل، ولكن جاء اشعار رسالة من «ياسمين»، والرسالة كانت عبارة عن 



" عايزك فى الفيلا الصحراوى ضرورى، عندنا اجتماع مهم ولازم تكون موجود فيه، متتأخرش، الساعه 9  الاقيك قدامي  "


نظر الى ساعته فوجدها تقترب من الساعة السابعة، والطريق طويل جداً يأخذ ساعتان، يجب أن يرحل الآن، قبل أن يسمع حديث «ياسمين» الذى طالما يزعجه، ابتعد عن الكرسى المتحرك بعيداً عن السفرة، وهو يتصل على رجاله حتى يستطيع أن ينزل ويتجه إلى السيارة، لحظ «طارق» ابتعده، واقترب منه، وجده أن يتحدث مع رجاله حتى يستطيع أن ينزل من السلم ويخرج خارج البيت، حتى هتف بتساؤل وحيرة  :  


ـ انت رايح فين يا شريف، وبعدان انت لحقت تقعد، انت حتى لسه ماكلتش  . 


ـ براحته يعمل اللى يعمله، سيبك منه وتعاله كُل  . 

قالتها والدته التى كانت منشغلة فى غرف الطعام نحو الصحون، حتى هتف ذلك المشاكس وهو يهتف بحزن  :  


ـ انت مش وعدتنى يا أبيه شريف، انك هتقعد لحد ما ازهق منك  . 


ـ وعد هجيلك تانى، هخلص المشوار ده بس، وهرجع ليك وساعتها مش هبعد عنك ابداً  . 


ختم جملته وطرقات تطرق نحو الباب، حتى «طارق» فتح لهم وجد ثلاث رجال يرتدون بدلة سوداء كلاسيكية، أثنين حملوا «شريف»، والثالث حمل الكرسى المتحرك، وتحركوا نحو الأسفل مستعدون الى الذهاب  . 



❈-❈-❈


وصل «بيجاد» إلى المستشفى التى قالت عنها «سلا»، فى الرسالة، فهو كان منشغل مع «مازن»، ولم يرى اهتزاز هاتفه ابداً، وبعد ما انتهى من «مازن»، وجد العديد والعديد من الاتصالات والرسائل، والرسائل كانت من ضمنها هى  أن «إيلا» وقعت على السلالم، وفى مستشفى، وارسلت له عنوان المستشفى، وفى ثوانى حينما رأى تلك الرسائل، أسرع إليها، أخذ يسأل الممرضة عن اسم «إيلا» وأخبرته أنها فى العمليات فى الطابق الثامن، وفى ثوانى أسرع إلى الطابق بالأسانسير، وبعد ثوانى بعد وصل الى الطابق، وذهب إلى آخر الردهة، في غرفة العمليات، ولكن وجد صوت بكاء كاتم خلفه، نظر خلفه وجدها «سلا» تجلس نحو الأرضيه، تعانـ ـق جـ ـسدها، وتخفى رأسها ما بين قدميها، وجـ ـسدها يرتعش فى كل ثانية وما زال يسمع صوت بكائها، اقترب منها وهمس بأسمها، وشعر أن قلبه يتوقف فى اى لحظه حينما رأها بتلك الحالة  :  


ـ سلا  . 


وحينما سمعت أسمها منه، ابتعدت جـ ـسدها بعيداً عنه وترفض أن تنظر لها، وبكاءها قد زاد أكثر من الأول، وهى تهز رأسها بـ لا، اقترب منها وعـ ـانقها وسرعان ما رفضت عـ ـانقه، وظلت ترقض هذا العنـ ـاق، ولكنه لم يستسلم أبداً، وظل يعـ ـانقها وهو يربت على جـ ـسدها، حتى ثوانى وقد عانـ ـقته على الفور وهي تبكي بكاء طفل صغيرة تخاف أن تخسر شخص قريب على قلبها، وتهتف بحزن أصاب قلبه قبل قلبها  :  


ـ أنا مش عايزه اخسرها، انا ما صدقت انها من رايحه تمارا، انا مش هقدر اقابل تمارا لو إيلا حصلها حاجه، تمارا مش هتسامحني، ولا أنا هسامح نفسى  . 


ظل يربت على ظهرها ومازال يعانـ ـقها وهو يهتف بحُب ودعم لها  :  


ـ إيلا هتبقى كويسة، بس انتِ اهدى كل حاجه هتبقى كويسه، إيلا هتقف على رجليها من تانى وهتنور بيتنا من تانى، بس انتِ اصبرى وكل حاجه هتتحل، أنا جنبك ومستحيل ابعد عنك لحظه  . 



كان هو يحاول أن يدعمها ويجعلها تهدأ، فهو منذ أن سمع ذلك الخبر وقلبه اصابه بقوة، شعر بألم مُفرط، لا يعرف إنما هو خوف او شئ أخر، ولكنه لا يريد أن يخسرها ابداً، فهو مطمئن فى القصر، وهو يراها تضحك هنا وهناك، وفى كل مكان، نعم هو لا يصدق أنها إبنته، ولا يصدق انه لمس «تمارا» ليلتها، ولكنه شعر بشعور مُحب نحو هذه الفتاة، لا يعرف متى أحبها وتعلق بها  . 


لا يريد شئ غير سلامتها، وأن يحمى الله عائلته الصغيرة، ليس إلا  . 


خرجت الممرضة من الغرفة العمليات سريعاً وهى تقترب منهم وهى تهتف بلهفة وعينيها تنظر الى الارضية بخجل  :  


ـ المريضة اللى جوا، فقدت دم كتير جداً، عايزين شخص نفس عينة دم المريضة يتبرع ليها وياريت بسرعة  . 


خرجت «سلا» من اعنـ ـاق «بيجاد» وهى تهتف بلهفة وخوف على «إيلا»  :  


ـ بيجاد ابوها ونفس عينه الدم، بس إيلا كويسه  .


الصفحة التالية