-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 36 - 3 - الأربعاء 10/7/2024

  

  قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل السادس والثلاثون 

3

تم النشر يوم الأربعاء

10/7/2024



تجاهلت الممرضة سؤالها وهى تنظر الى «بيجاد»  بلهفة وسرعة  :  


ـ طيب يلا بسرعة، وتعاله ورايا عشان نحلل ليك الأول، اتفضل  . 


هز رأسه بسرعة وذهب خلفها على الفور حتى يتبرع لـ «إيلا»  ،  وترك «سلا»  وحيدة تحارب افكارها وحدها، وهى تدعى من كل قلبها أن تكون «إيلا»  سالمة ولم يصيبها أي مكروه  . 


❈-❈-❈



كادت أن تدخل الى غرفة «ياسمين» ولكن تذكرت حديث الطبيب بأنه تكذب وانها استيقظت من تلك الغيبوبة، فهى لم تفهم لما تكذب عليها، هى حد الأن لم تفهم لما تفعل ذلك بها، فهي تنتظر عودته، وتنتظر افاقتها، واليوم أدركت أنها كانت تكذب عليها، وانها افاقت منذ زمن، لمَ لا تخبرنى إذا؟؟  ، اغمضت عينيها من كمية التساؤلات التى كانت فى عقلها، ولم تجد ولا رد واحد على تلك الاسئلة، تريد أن تواجهه الآن، وتعرف لما فعلت كل هذا بها؟؟  . 


كادت أن تدخل غرفتها وفتحت غرفتها بدون أصدر صوتاً ولكن رأت «ياسمين» تقف وتتحدث على الهاتف بعصبيه واضحه وتعطى لها ظهرها، ولم تعرف بدخول «ملك» الى الغرفة  :  


ـ انا ماليش دعوه بكل الكلام الفارغ اللى بتقوله ده، لو مشتغلتش كويس، انا ممكن اشوف غيرك بكل بساطة،هو انت فاكر أن الشغل ده شغل خشب؟؟، فوق ده بيع أعضاء، واه متنساش تدور على مازن، انا عايزك تلاقيه النهارده، ولو لاقيته اقتله وخلصنى منه  . 


ختمت جملتها وشعرت بأحد يشهق من الصدمة خلفها، التفتت الى مصدر الصوت وجدتها «ملك»، كادت أن تشرح لها الأمر، وأن يوجد سؤء فهم بكل تأكيد ولكن لم تسمح لها وهربت من امامها على الفور، مما لعنت حظها واخذت تتحدث على الهاتف بعصبيه مُفرطة  :  


ـ اسمع، ملك هتخرج دلوقتى من المستشفى، عايزك ترقبها، وبعد ما تحدد مكانها قولى هي فين بالظبط وخليك مراقبها، سيب مازن دلوقت انا هعرف اجيبه، الأهم دلوقتى ملك  . 


ختمت جملتها وأغلقت الاتصال ونظرت بشرود وهى تهتف بغضب أعمى :  


ـ جاه الوقت يا ملك، انك تودعى الدنيا، وربنا يفتكرك من عنده بقى  . 


ختمت حديثها وسرعان ما ضحكت بشر واضح، ضحكت من مصير ذلك المسكينة التى وقعت في طريقها بدون حسبان  . 


❈-❈-❈


كانت تنتظر خروج «بيجاد» من غرفة نقل الدم، ولكنه لم يخرج مما زاد القلق أكثر بداخلها، وكادت أن تدخل ولكن خرج الطبيب وهو يمسك عدة أوراق في يده،  وهو ينظر لها بجدية  :  


ـ مدام سلا من فضلك انا عايزك على مكتبى  . 


ختم جملته وغادر على الفور وهو يتجه الى المكتب الخاص به، مما زاد الارتباك والقلق بداخلها، ظنت أنه شئ حدث بالتأكيد، دخلت خلفه الى المكتب، ورأته يجلس على كرسى المكتب وهو ينظر إلى الأوراق التى كانت  فى يـ ـده، مما عقدت حاجبيها بحيرة، والقلق يزداد أكثر فى داخلها  :  



ـ خير يا دكتور، فى حاجه، إيلا كويسة؟؟  . 


نظر لها الطبيب بهدوء وهو يزيل نظارته الطبيه وأجابها ببساطة  :  


ـ كويسة، بس عينه الدم بيجاد غير مطابقة لـ عينه دم إيلا، بس احنا قدرنا نحلها، ولقينا عينة الدم، ودلوقتى، بينقل ليها الدم لـ إيلا  . 


اجابته هى غير مصدقة مما تسمعه، كيف «بيجاد» عينه دم غير عينة دم «إيلا»، هى إبنته، من المفترض أن تكون «إيلا» مثل عينة والداها، كيف العينات غير متشابهة؟؟ ، هل الطبيب يمزح؟؟، بالتأكيد هى دعابة يلقاها الطبيب. 


ـ ازاى يعنى عينة بيجاد غير مطابقه لـ إيلا، دى بنته والمفروض، أن يكونوا نفس العينة  . 


نظر لها الطبيب ببساطة وهو يهتف بنبرة هادئة  :  


ـ انا ميهمنيش اللى حضرتك بتقوليه غير أن العينات مش متطابقة، وقدامى التحاليل اهى، عينه دم إيلا حاجه وعينه بيجاد بيه حاجه تانيه خالص  . 


وقفت هى لا تدرى بما تقول، او ما عساها أن تفعل، فهى تتذكر ذلك اليوم التى جاءت فيها تلك الطفلة، وجاءت فتاة معاها تقول أن هذه إبنة«بيجاد»، أيعقل أن هذه كلها كذبة، و «بيجاد» يقول الحقيقة، فهو دوما «بيجاد» يقول أن «إيلا» ليست إبنته، وهو لم يفعل شئ مع «تمارا»، ايعقل أن هذه بأكمله كذبة من الفتاة، وأن حديث«بيجاد» صحيح؟؟، يجب أن تتأكد أن «إيلا» ابنة «بيجاد» اما لا  . 


ـ دكتور هو انتَ قولت لـ بيجاد، أن عينه الدم غير مطابقة لعينة إيلا ولا لا؟؟  . 


ـ لا بس ليه  . 


ابتسمت عند هذه الجملة واقتربت من المكتب وهى تهتف بهدوء ولكن بداخلها عكس ما تظهره، بداخله يوجد حرب لا يعلم أحد عنها غير الله :  


ـ كويس، انت تسحب عينه دم من بيجاد، وتعمل تحليل DNA بين بيجاد و إيلا، و اياك حد يعرف بالتحليل ده، ومش هتقول لـ بيجاد أن العينة بتاعتك غير متطابقة، انت هتفهمه أن العينة متطابقة، فاهم؟؟  . 


نظر لها بحيرة واقف على مكتبه وهو يتحدث بتساؤل  :  


ـ تمام حاضر، بس التحليل هياخد وقت لحد ما يطلع و... 


قطعتها هى بحده وهى تهتف بنبرة جعلته خائف على الفور  :  


ـ انا مرات بيجاد الجمالى، وانا مش زى حد، انا عايزه التحليل ده النهارده، ومش همشى من المستشفى دى غير لما اخد التحليل بأيدي، و انصحك متزعلنيش، لان انت عارف جوزى ممكن يعمل فيك ايه  . 


اجابها ببعض الخوف وهو يرتدى نظارته الطبية، ويحاول أن لا ينظر لها ابداً  : 


ـ تمام، التحليل هيطلع بعد خمس ساعات ونص  . 


اجابته هي بابتسامة نصر تظهر على ثغرها  :  


ـ كده تعجبنى، بس مش هوصيك مش عايزه حد يعرف بالتحليل ده، حتى الممرضين اللي شغالين عندك، انت بس اللى هتعمله وهتشرف عليه، ومش هتخلى حد يقرب منه، لان لو معملتش كده، صدقنى هتزعلنى، ولما هزعل، هقتلك وقتها  . 


لاول مره «سلا الغمارى» تهدد بالقتل، ولكن إذا لزم الأمر فـ سوف تفعل أكثر من ذلك، فهى تريد أن تعرف الحقيقة، الحقيقة فقط ليس إلا، والشك يحاوط قلبها من جميع الجهات، لذلك عليها أن تتأكد أن هذه إبنة «بيجاد»  اما لا


الصفحة التالية