-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 35 - 1 - الإثنين 1/7/2024

  

 قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الخامس والثلاثون

1

تم النشر يوم الإثنين

1/7/2024

 «برهان الغرام» 



عِناق عاصف، عصف بكثير من الآلام 

لمسات حنونة بشغف همسات رقيقة يهمس بها بحرارة تجعل قلبها يتفتح مثل الزهرة بالربيع حين تستقي الندى... كآنها صبية ببداية صِباها وهي ترا زميلاتها يتهامسن ويتغنجن وانهن أصبحن فتيات يشعرن بالسعادة من نظرات الفِتيان لهن، ومغازلتهن بمرح، رغم أنها جميلة، لم يكن يهوى عقلها ذلك الغنج السافر من بعض الفتيات، لم تشعر بصِباها مثل باقي الفتيات، إنشغالها كان بدراستها، تود أن تنتهي وتعمل بالمحاماة... لترحم أصابع يدها وكذالك اصابع والدتها من وخز تلك الإبر الاتي يقومن بلضم القطع الامعه بألاثواب شبية أثواب الغوازي، رغم أن وقتها كانت تمقت غنخ الفتيات وتعتبره نقص تربية لكن عقلها إختذل تلك المشاعر الأنثوية وأرادت الشعور بها مع رفيق حياتها لكن أغرق  تلك المشاعر سيل سطوة زوج قاتل وسادي خائن دمر مشاعرها الأنثوية، لكن... 

الآن سراج يسرج يُضئ عتمة الضباب ينتشلها  من سيل  ذلك الـطوفان يُغدقها بقطرات نهر عذب 

ها هي بين يديه راغبة تواقة لتلك المشاعر والاحاسيس الخاصة جعلها تعود بقلب صبية تعيش الحب لأول مرة، أجل أول مرة... بمشاعر بريئة 

قُبلات.. لمسات جريئة... همسات بغنج وإشتهاء مُحبب  وعطاء طواعية... وقُبلة إمتنان تنهي تلك العاصفة بضمة غرام من سراج وهو يتمدد بظهره على الفراش يجذبها لصدره يزيح تلك الخصلات عن وجهها الذي أخفته بصدره، تبسم وهو يرفع ذقنها ينظر لوجهها تلاقت عيناهم بحوار صامت، فماذا سيقول أحدهم وهو أخذ البرهان من الآخر... 

غفي عقل ثريا وعيناها تنظر نحو سراج 

كانت فى البدايه تضجر من أفعاله لا بل كانت تكرهه والدليل كان موافقتها على الزواج منه إنتقامًا لسوء حظ من يقترب منها هي بلا روح 

مثل الأرض الجدباء وهو بأفعاله الخسيسة معها انذاك كان  يستحق إمرأة مثلها، لكن  مع الوقت ومع إقترابها منه ماذا حدث تبدلت مشاعرها بالتدريج معه، من البُغض اصبحت تهواه، حتى العلاقة الحميميه معه لم يجبرها من البداية رغم تواقحه معها، لكن لم يضغط عليها  حين استسلمت له كان برغبتها.


تنفست  بقوة حين تملك من العقل وحذرها وقلبها يُعارض :

فكري كويس إنتِ إستسلمتي له فى البداية بدون مشاعر...

-لاء مشاعري كانت مش مفهومه. 


-ثريا سراج  قدم براهين كتير وقالها صريحة إنه بيحبك كفايه خوف وعيشي حياتك سراج هو السند اللى كنتِ بتتمنيه. 


هكذا إستراح قلبها وأراح عقلها الذي هدأ ونفض الخوف وهي بحضن سراج التي تشبثت به وهي تضع يدها فوق عُنقه بنعومة، تلمع عينيها  بوميض خاص،تبسمت حين إقترب سراج من رأسها ووضع قُبله دافئة بين حاجبيها،ثم عاد يبتسم لها هو الآخر وضمها لجسده،وشعر بعناق يديها لجسده...دفئ منبعه هو قلبه لاول مره يشعر به،حياة عسكريه إختارها بإرادته هربًا من وسط عائلة العوامري 

يشعر أن تلك العائلة ظلمت والدته،مازال يتذكر حنانها عليه ولمسة يدها فوق خصلات شعره وهي تُهدئه بعد أن رأي والده ينهرها دون سبب بعقل طفل ثار على والده ذلك اليوم،لكن جذبته والدته وضمته تُخبره أنها هي حقًا المُخطئة،وحتى إن لم تكُن مُخطئه فهذا ليس من شآنه ولابد أن يحترم والده،ذكري كانت بعيدة لكن مازالت مُترسخة فى عقله  ... النسر الشارد بإرادته هربً عاد لمهمة لكن يبدوا أن القدر يرسم دائمًا المصير، أجل... 

مصيرهُ كان تلك التى تقبع بين يديه يضمها بتملُك وعشق، لو برغبته لألصقها بجسده.. ضحك بإستعجاب 

كان فى البداية يظنها حقًا محتالة عنيدة قاسية... لكن هي عكس صفتين فقط

عنيدة.. وقاسيه 

بل هي مُتسلمة.. وهشة 

لكن حقًا مُحتالة، إحتلت قلبه منذ اللقاء الأول له مع حورية الشمس برغبته سار من ذلك الطريق وقتها 

اراد الاقتراب من حورية الشمش ظن أنها قاسية حارقة لكن كان ذلك مجرد شعاع سميك سُرعان ما تلاشي وظهرت حقيقة تلك الحورية

المُتعطشة للندى...شهر بأنفاسها فوق صدره العاري...تبسم سائلًا:

ليه التنهيدة دي كلها.


رفعت رأسها فقط عن صدره بينما جسدها مازال مُلتصق به ونظرت لعيناه بصمت للحظات،وجذبت بعد خصلات شعرها خلف أذنها وأخفضت وجهها تنظر الى حركة عروق عُنقه ثم تفوهت بسؤال:

سراج إنت ليه فسخت خطوبتك من تالين، رغم إن واضح إنها لسه بتحبك كمان بنت لواء فـ.... 


قاطعها بحركة سريعة كان جسدها مُمدد على الفراش وهو يعلوها بنظرة عين لملامحها المشدوهه بسبب فعلته تنفست بتسرُع وتبسمت قبل أن يضم شفتيها بين شفتاه بقُبلات رقيقة، ثم ترك شفاها ومازال ينظر لوجهها بشغف وجاوبها وأنامله تُداعب عُنقها بحركات ناعمة: 

أنا كنت مقرر إنى مش هتجوز أساسًا، خطوبتي من تالين كانت زي ضغط من أبوي،إنى لازم أتجوز وتالين والدها أصله من الصعيد...ضغطت على نفسي إستجبت له بس لما لقيت نفسي مش هقدر أتحمل وأكمل معاها.... 


توقف للحظة يتذكر فيما فكر وقتها وجعله يتخذ قرار إنهاء ذلك الإرتباط قبل أن يتزوج ويُصبح صورة من جفاء والده مع تالين،مع الفرق والده عشق والدته كما أخبره رغم عدم تقديره لذلك العشق، هو لن يكون مثله ويعيش نفس البؤس مع زوجته الأفضل عدم زواجه، وكان هذا قراره بالفعل... لكن ظهور حورية الشمس جعله يتخلى عن قراره وتزوج بها.. 


تجولت عيناها على ملامحها وهو يضع إبهامه فوق شِفاها ينلمسها برقة قائلًا: 

شغلي فى الجيش له خطورة ممكن فى لحظة... 


قاطعته ثريا وضعت يدها على فمه واليد الأخرع عانقته بها... نظر نحو  عينياها وتبسم قائلًا: 

إنت فكرتي كنت هقول إيه، أنا كنت هقول مين اللى هتقبل جوزها يفضل بعيد عنها طول الوقت فى عمليات عسكريه مع مجرمين وإرهابين وممكن... 


قاطعته مره أخري بيدها على فمه وإستطردت هي الحديث: 

ممكن يسيبها ليلة فرحهم ويروح عملية عسكرية ويرجع بعد الفجر هدومه كلها دم. 


رفع يده وأمسك يدها الذي على فمه وقبلها قُبلات رقيقة ثم نظر لوجهها سائلًا بإستفسار: 

أكيد وقتها قولتي ياريت ما كنت رجعت. 


تبسمت وهي تومئ برأسها بنعم ولا فى نفس الوقت. 


ضحك وهو يومئ برأسه مثلما فعلت قائلًا: 

أفهم من كده إيه؟. 


رفعت يديها وضعتهما حول عُنقة قائله: 

هقولك بصراحه أنا مقدرتش أحدد مشاعري ناحيتك بالظبط... إن كانت كُره  ولا غضب بسبب مطاردتك ليا، فاكرة أول مره إتقابلنا فى الشارع قدام دار أمي، أنا عرفتك لآنى شوفت لك صورة مع تالين وقت خطوبتك ليها طبعًا كانوا بيفتخروا بالنسب العظيم اللى جابه سراج العوامري 

قصاد... 


توقفت للحظة تشعر بغصات قويه فى قلبها لكن ربما آن آوان أن تنتهي تلك الغصات وقالت: 

قصاد نسب "غيث العوامري" وبنت الحناوي العامل اللى كان شغال عندهم 

طبعًا المقارنة كانت محسومه لمين، هتصدقني وقتها مكنش فارق معايا ونفسي أنفصل عن العيله دى وأنسي إني عِشت وسطهم. 


توقفت تتنهد بقبول، وهي تبستم حين وضع سراج إصبعه على أنفها قائلًا: 

بس واضح إن قدرك تعيشي وسط عيلة العوامري. 


إبتسمت وامأت رأسها قائله بدلال: 

غصب عني طبعًا. 


ضحك  وهو يترك جسده فوق جسدها يُمسد وجنتيها بأنامله قبل أن يُقبل شفاها قائلًا: 

غصب ورضا. 


أومأت رأسه وهي تستقبل قُبلاته بإشتياق يذهبان لغفوة غرام. 


❈-❈-❈

بمنزل ولاء 

مازال عقلها لا يستوعب ما سمعته عبر الهاتف... 

تهمس لنفسها وهي تصقك أسناتها تكاد تفر من مكانها بسبب عدم التصديق، جلست على أحد المقاعد يكاد عقلها يذهب...، حتى أن عينيها توحشن بوجهها وهي تهمس: 

مستحيل

وعقلها يعطي تبرير:. 

ليه مستحيل مش يمكن غيث قبل ما يموت خده تحت جناحه... 


وتعود للنفي: 

مكتش بينهم عمار، بالذات بعد ما ثريا رجعت من المستشفى على هنا... 


وتعود للتأكيد: 

يمكن كان تمويه عشان 


والسؤال: 

عشان إيه مستحيل 

❈-❈-❈

بذاك المنزل المُتطرف

صدي صفعة قوية،صفعة حقد وخسارة

من غيث لذلك الذي هاتفه قبل وقت قليل وأمره بإقتحام دار رحيمة... 

بسبب قوة تلك الصفعة إرتج جسد الإخر للخلف، يترقب بقية رد فعل غيث العاصف بقوة قائلًا: 

إزاي دخلتوا لدار خالة سراج ولقتوها فاضيه، إنتم كنتوا نايمين ولا إيه وإزاي خرجوا ومشوفتهمش هو ده التفسير الوحيد، كمان مش قولت شوفت سراج وهو بيركب الطيارة. 


أجابه الآخر برعب: 

إحنا مراقبين الدار ومحدش خرج منها وأنا بنفسي مشيت ورا سراج من أول ما طلع من الدار بعربيته ودخل المطار مرجعتش غير لما شوفته ركب الطيارة.


بغضب إعصار نظر له لإستهزاء قائلًا:.

لازم نط من الطيارة بالبراشوت،ورحيمه وثريا إتبخروا ولا لبسوا طاقية الإخفا.


توتر الآخر قائلًا:

لاء يا باشا لما دخلنا دار خالة سراج شوفنا فى باب تاني بيفتح على شارع حارة ضيقه  متر فى مترين تقريبًا والشارع ده آخره مفتوح. 


صُدم غيث ولم يستطع الوقوف فجلس على أحد المقاعد، يُفكر قليلًا... وإهتدى عقله لشك 

أيكون سراج علم بأنه مازال حيًا... 


نفي عقله ذلك ثم أكد..

ممكن ثريا تكون قالت له، هي شافتني ليلة الفرح 


عاد عقله للنفي: 

حتى لو قالت له مستحيل يصدقها... 


بين التأكيد والنفي زفر غيث نفسه بغضب هادر... وعقله بطوفان، نظر نحو الآخر قائلًا: 

غور من وشي وده آخر إنذار  ليك المخزن يتأمن كويس. 


هرع الآخر هربً، فهو خُلق له عمرًا آخر، بينما ظل غيث يُفكر ويربط رؤيته لـ سراج وهو يدخل بيت والدة ثريا تلك الليلة أطاح بمخططه لتلك الليله فقد كاد ينجح إختطاف ثريا من بيت والدتها كان على يقين أنها مرعوبه بهذا الوقت ، لكن مجئ سراج جعله يتراجع، فكر

أتكون ثريا هى من هاتفته وأخبرته 

شك ويقين يملآن عقله 

والنهاية أن القرار قد صدر بظهور الشبح الخفي ليسترد ما سُلب منه وأول ذلك هو تلك الخائنة العاهرة... ثريا.

 

الصفحة التالية