-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 35 - 2 - الإثنين 1/7/2024

  

 قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الخامس والثلاثون

2

تم النشر يوم الإثنين

1/7/2024


بـإستطبل  الخيل 

قبل وقت قليل 

تبسمت رحيمه لـ آدم وحنان اللذان يقفان جانب تلك السيارة فى إستقبالها  إقتربا منها حين ترجلت من السيارة مُبتسمه أمسكت حنان يدها، تبسمت رحيمه  وهي تضمها بمحبه، حتى ضمت آدم هو الآخر الذي قال لها: 

لو مش كتفي لسه بيوجعني كنت شيلتك، إسندي عليا. 


تبسمت له بحنان قائله: 

لاء يا حبيبي، وجع رجلي خف الحمد لله بقيت بقدر ادوس عليها، بس بلاش نوقف كتير... كمان الجو هنا هوا بارد جوي... خلينا ندخل لجوه الإستراحة... 

شعرت بسعادة حين سمعت صوت إسماعيل  من خلفها قائلًا: 

آدم مش هيقدر يشيلك بس أنا موجود يا رحومة. 


تبسمت له وهو يقترب منه وعانقها ثم حملها ودخلوا الى الداخل حتى وصلوا الى بهو تلك الإستراحة، وضعها إسماعيل على   إحد المقاعد إعتدلت تلتقط نفسها بهدوء، ونظرت نحو حنان مُبتسمه تقول بسعادة: 

والله وحشاني جوي يا حنان أخبارك إيه والواد اللى جوه ده أخباره إيه... أوعي يكون شقي  وتاعبك، أنا عارفه آدم كان أهدى واحد فى ولادي، عمره ما عمل مشكلة مع حد. 


إبتسمت حنان وهي تضع يدها على بطنها قائله: 

والله تاعبني أوي يا خالتي.


تبسمت رحيمه قائله بتنهيد:

الأمومة مش بالساهل...


لوهله تدمعت عينيها لاحظ آدم وإسماعيل ذلك وجلس كل منهم  على مسند مقعدها يربت على كتفها يضمها وقبلا رأسها وتحدث قائلًا: 

وإنتِ أحلى واغلى أم فى الدنيا. 


رفعت وجهها له بدمعة مُبتسمه قائله بمرح: 

زمان عشت مع جوزي عشر سنين مفيش رمضان جه علينا غير وكنت ببقي حِبله فيه، ربنا كان له حكمة، كان شايل ليا خير أكتر، ولاد رحمه أختي، سراج ساعة ما إتصلت عليه وجولت له إنى وقعت على رجلي، مغابش وجت ولجيته داخل عليا ومعاه ثريا بنت حلال كانت تحت رِجليا وتقولى أعملك وأعملك، ربنا بيداوي الجلوب باللى تستحقه وأكتر... بس انا شورت على سراج وقولت له خُد مراتك وروحوا إتفسحوا  يومين سوا بعيد عن إهنه، قالي هنسيبك لوحدك، من هنا لهنا قولت له هروح أجعد مع آدم فى الأستراحة بتاع الإستطبل، مش هطيق أجعد مع ولاء اللى يتخسف بها الأرض زي فرعون فى مكان واحد، كفاية إتحملتها لحد ما إطمنت إن ولادي وصلوا لمرحلة كبروا وبقوا يعرفوا الصح من الغلط والحمد لله ربنا هداهم والتلاته أجدع من بعض، بس الواد إسماعيل عقله طاقق شوية بس يتحب، ربنا يهدي له الحال مع مراته هي بِت حلال بس أبوها عنده شوية غباء، بس أكيد مش هيفرح لو بِته خابت.


اومأ لها إسماعيل موافقًا...نهضت واقفه تقول:

أنا ماليش فى السهر خدني يا إسماعيل للأوضة اللى هنام فيها... يلا تصبحوا على خير. 


رد عليها آدم وحنان بينما إصطحبها إسماعيل  الى إحد الغرف، إبتسمت  له بحنان وهي تجلس إعتدلت على الفراش ومددت ساقيها بمساعدة إسماعيل،جذبته قائله:

تعالى نام على رجلي حاسه بيك.


وافقها إسماعيل وبالفعل تسطح على الفراش واضعًا راسه على ساقها وهي تربت على رأسه بحنا شعرت بتنهيدته قائله:

بص يا ولدي أنا مش مع اللى عمله أبو قسمت،أنا شوفت الموقف اللى حصل ولاء غِلها وحقدها كافين أوي،من زمان وأنا فهماها قولتها لـ رحمه فى يوم العيله دي كانت عاوزه واحدة شرانية زيي مش فى طيبتها.


ضحك إسماعيل وقبل يدها قائلًا:

أحلى شرانية،ياريت كل الأشرار زيك.


تبسمت له وأكدت ذلك بمرح:

زمان ولاء مكنتش بطيقني ولا انا بطيقها لله فى لله،المهم حبت تعمل حركة جدعنه وإنها هي الحنونه العطوفه اللى هتربي ولاد أخوها الايتام،فكرت إنها تطردني،قومت جبتها هي وعمران وجولت له إنت لو حرمتني من ولاد أختي أنا هحرمك من دخول الجامع بيت ربنا،همشي وراك زي المخبرين وكل جامع تدخل فيه هفضحك وأقول عاوز يحرمني من ولاد أختي مش كفاية جاب لهم مرات أب،بس الشهادة لله فهيمه كانت زي رحمه مغلوبه على أمرها  هدخل وراك الجامع، قام خاف، أو مش خاف قال ياخدني على هوايا  ووافق يسبني أبجي معاكم  بس بشرط أجعد معاكم فى الدار وافقت هو عمره ما صرف عليا مليم،ربنا يرحم  چوزي عِشت فى خيره وربيتكم وعيشتوا فى خير أبوكم...كل أب يا ولدي عنده ضناه غالي،صحيح أبوقسمت عنده تحكمات زايدة بس فى النهايه خاف على بِته متبقاش قاسي،كمان متبقاش خرع وعرفها غلطها وسامحها،عشان ده يرتاح.


أومأ إسماعيل  موافقًا يبتسم حين شعر بيدها فوق قلبه، ونهض عن ساقها وتمدد جوارها قائلًا: 

الإستراحه مفيهاش غير أوضين نوم، آدم ومراته فى أوضه ومش ههون عليكِ أنام فى الصاله. 


تبسمت  له بحنان قائله: 

لاه مش هتهون عليا، بس لو إتشاقيت ورفست  برجليك زي زمان هنيمك عالأرض. 


إبتسم وهو يغمض عيناه بإرهاق قائلًا:

لاء إطمني أنا هلكان طول اليوم مهصدق أحط دماغي ومش هتحرك من مكاني.


تنهدت براحه وهي تتعدل نائمه على الفراش تشعر بإكتمال امومتها ونسانيتها التى لم تفقدها بمرارة ما مرت به يومًا من فُقدان كان دواءًا مر ليشفي قلبها بعد ذلك بأبناء أختها. 

❈-❈-❈

بعد مرور أسبوع 

بالمركز الرياضي

كان جسار يعكف على تمرين بعض الأشبال بخصوصية كي يرفع من كفائتهم وقدرتهم البدنية كي يجهزوا لإحد البطولات المحلية منشغل معهم، لكن تبسم لوهله حين تذمر أحد الاشبال قائلًا: 

كابتن إيمان عندها رحمه شويه إمتي ترجع للتمرين. 


خفق قلبه ببسمه قائلًا:

واضح إنه فرهود يا كابتن والكارتيه رياضة عنيفه محتاجه أبطال قلبهم قوي وشجاع.


واقفته تلك التى دخلت الى حلبة التمرين قائله:

فعلًا اللى بيقوله كابتن جسار مظبوط،الرياضة محتاجه شُجعان، وبدل ما تتذمر من التمرين بطل مشاغبة فى الشوارع مع أصحابك وتستقوي عليهم وتجي التمرين تفرهد. 


شعر بالخزي فتنحي جانبًا يقول: 

أنا مش بستقوي على صحابي أنا سمعت كابتن جسار مره أتكلم مع حضرتك  إنه كان فى ماتش "قتال شوارع" وهما اللى إستفزوني أضربهم. 


زفرت إيمان  نفسها وهي تنظر نحو جسار بلوم وعنفت ذلك الطفل قائله: 

أولًا التصنُت عيب، كمان "قتال الشوارع" ده أسوء شئ إنك تستقوي بقوتك، وكمان وقتها شوفت الكابتن جسار كان متشلفط ومكسر كمان يعني شئ زي ما بتستقوي فى غيرك بيستقوي عليك ومش كل مره هتبقي كسبان ودلوقتي بطل رغي وعقابً لك هتلف التراك حوالين النادي لمدة عشر دقايق  جري وهقف فى الشباك أتابعك. 


تذمر الفتي وغصبًا من نظرة عينيها عليه تنفيذ ما قالته... بالفعل ذهب ينفذ ذلك، توجهت نحو ذلك الشباك ووقفت خلفه، تنظر للفتى، بينما أعطي جسار للبقيه إستراحة لمدة دقائق وذهب نحو ذلك الشباك وقف جوار إيمان التى زفرت نفسها قائله بلوم: 

شايف تأثيرك على الأشبال. 


إبتسم  قائلًا: 

والله ما كان قتال شوارع، ده كان مهمة قتال عصابات... تعرفي إنى مبسوط وكان قلبي حاسس إنك هتجي للنادي النهارده، تركت النظر لذلك الفتي ونظرت نحو جسار للحظات ثم إستحت وعادت تنظر الى الخارج، وأجابته: 

أنا مكنتش هاجي على فكرة، بس صدفة قابلت مدير النادي وأنا راجعه من الجامعه وقالي إنك من كنت سافرت من أسبوع لمدة يوم ورجعت بسبب إن فى بطولة وفى أشبال من النادي هتدخلها... قولت يمكن كنت مسافر لحاجه مهمه، وإنك ممكن تكون محتاج لمساعدة إنى أدرب الاشبال. 


إبتسم بغرور قائلًا: 

فعلا كنت سافرت ليوم تقريبًا، بس مش محتاج  مساعدة فى تدريب الأشبال أنا عندي كفاءة عاليه. 


نظرت له بسخط وحنق... ضحك قائلًا بإفتخار: 

أنا معايا بطولات عالمية مركز أول كمان،ممكن أسألك سؤال.


زفرت بحنق أجابته بإختصار:

لاء. 


ضحك بإصرار سائلّا بمدح: 

أنا شايف إن مستواكي عالي فى التدريب، ليه مفكرتيش تدخلي بطولات عالميه، بالذات إنك من عيلة ميسورة يعني المصاريف مش هتبقي عقبه لذلك. 


أجابته: 

أنا واخده الكارتيه هوايه مش إحتراف، كمان أن بحب التدريب أكتر ومش فى دماغي أدخل بطولات رغم إنى بجيب فيديوهات لأكبر مدربين الكارتيه وبنفذ الحركات بكل سهوله،تعرف أنا كان مجموعي يدخلني جامعه أعلى من كلية التربيه بس أنا بحب التدريس،وعارفه ممكن تضحك عليا وتقولى هتبقي مدرسة ألعاب،بس لاء هبقى مدرسة فى الجامعة.


نظر لها بإعجاب شديد،فلو أخرى مكانها كانت فضلت الدلال بسيط عائلتها،لكن تلك شبية أخيها "مقاتلة"كيف يُخبرها أنه مُغرم بها فهذه اللحظه... بينما هي الأخري هنالك نظرات عيون بينهم كيف تُخبره أنها جائت اليوم لإشتياقها له. 


أعلق جسار الشباك ثم نظر لـ إيمان وتنحنح  : 

العشر دقايق خلصوا وزمانه راجع يكمل تدريبه، إيمان فى موضوع مهم عاوز أتكلم فيه معاكِ بس مش هينفع هنا، لو ممكن نتقابل فى أي مكان إنتِ تختاريه. 


خفق قلبها بحِيرة وأومأت برأسها موافقه، تسمرت عيناهم للحظات يتطلعان لبعض بشعور خاص، سُرعان ما تبسم الإثنين حين نظر نحو مدخل صالة التدريب حين رأيا ذلك الفتي يدخل لاهثًا وجهه أحمر كذالك شبه خارت قواة... إقترب منه زملاؤه لكن نظرة تحذير من إيمان جعلتهم ينفضون خوفً أن يتعاقبوا مثله كذالك  نظرة جسار لهم 

ثم عاد ينظرا لبعض ليندفعا بالضحك وهما متوافقان لأول مره.



الصفحة التالية