رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 47 - 1 - الأربعاء 3/7/2024
قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
الفصل السابع والأربعون
1
تم النشر يوم الأربعاء
3/7/2024
كانت تتقلب في مرقدها دون ان تغفوا كيف لها أن تنام، والترقب يعصف بها، كأنها تنتظر شيئا ما، يبدو أنها تنتظر اعتذار أو توضيحا منه، بينما هو ينتظر نفس الشيء، قضى وقت طويل بالخارج، ووقت أطول في مكتبه، لم تحدث المواجهة بينهما، ولم ينبس بحرف منذ تلك اللحظة التي أمرها بأن ترتدي شيء فوق ذلك الثوب الذي اشعل نيران الغيرة بداخل قلبه، ولكنه إلى الآن يكتفي بالصمت، وأنه لم يأثر بأي حرف، خرج من بين شفتيها، رغم أن هناك ضجة تدور في عقله يستمع الى تشبيهها لابنها به، وكأنه وصمة عار…
لا يصدق إلى الآن أنه في كل هذه السنوات، لم يستطيع ان يحتويها لتدرك أنه معها وفي بيتهم شخصإ مختلف، عن ما يعرفه الجميع، ربما يكون حادا أو جاد مع من حوله لكن معها شخص آخر..
بعد وقت كانت تغلق عينيها تدعي النوم رغم انه يعلم جيداً من انفاسها انها مستيقظة، أخذ يبدل ملابسه في صمت ارتدى ما يرتديه في العادة، هو يتسطح بجواره على الفراش، ينظر إلى السقف بينما هي تعطي له ظهرها، كأنها بالفعل نائمة، لكن ما أن اخرج انفاسه بصوت مرتفع، كأنه كان يحبسها من فترة طويلة، وها هو استطاع ان يتنفس الآن، القى نظرة على ظهرها الذي توليه إياه واغلق الاضاءه بجواره، ليعفو ربما من الإرهاق والتوتر والأفكار التي كانت سبب لتلك الليلة الممزوجة بالصمت..
كادت ان تقلب إلى الجهة الأخرى لتنظر له، لكنها تعي أنه الآخر لم ينام بعد..
في الصباح كان الحال على ما هو عليه، لكن نظرة آدم وهو ينظر لوالده بأستفسار، لقد كان يتوقع أي شئ بالأمس إلا ذلك الصمت، كان يظن ان والديه سيكون بينهما مشاحنة تنتهي بصراخ والدته وانهيارها ومحاولة والده أن يحتويها كعادته، كانت ذلك البرود الذي يواري نار تفور خلفه لم يتيله، إذا ما حدث بالأمس لم يكن عادياً..
سأله والده ما ان شعر بتوتر، دون ان يرفع وجوه على الطعام:
_ مالك؟
_ كنت عايز حضرتك فى كلمتين
نظرت له سهام وادعت أنها لا تهتم، شغلت نفسها في تناول الطعام، وهي تبتسم لـ أمها على الإفطار، حتى تتناول أدويتها
بعد قليل كان يقف مع ابنه في المكتب، نظرة عينيه تعني أنا أنتظر..
أدم: مامي عرفت ان رحيم مسافر
أحمد: بتسأل ولا بتقرر واقع
_ شكلها متغير، حاسس ان في حاجة، امبارح تيتا كانت بتطمن داليدا وتقول لها
«انها أتكلمك بحسن نية، بس داليدا متوقعة الاسوء من رحيم لما يرجع»
نظر لابنه وهو يخرج انفاسه بهدوء، ويهز رأسه مؤكدا على كلام صغيره
_ايوه كلامك صحيح
_ على ايه بالظبط
_على الاثنين، مامي عرفت امبارح وداليدا لازم تحط لسانها جو بقها، لو ناوية تكمل مع رحيم، لأن حياته مختلفة عن الأخرين، لازم تحتفظ باللي تعرفه لنفسها بس..
_ هو اكيد منبهش عليها ان ماما مش عارفة
_ ممكن ودي غلطته هو، الغلطة دى مش هتتكرر تاني.
حاول أدم أن يبرر لوالده كان يحاول التصليح خلف أخيه
_هو اكيد كان واعدها بحاجة، وكان مضطر يبرر لها انه مش بيلعب بيها، خلصة انه مش هيوفي بالوعد….
ابتلع باقي الكلام لانه قد باح بما لا يحق له، ابتسم والده فلقد ادرك أن ابنه يعلم جيداً أنها تكن مشاعر قوية لـ اخوه الاكبر، ومما يحاول تفسيره أدرك ان رحيم رضخ لقلبه أخيرا..
بعد قليل كان يخرج من المكتب، نظرت له امه كمن كانت معهم، واستمعت إلى كل شيء، أدركت أنه مشترك في تلك المؤامرة التي حيكت لها من وجهة نظرها، فهو من طلب منها أن تعد له طعام معين، وان تبقى معه في البيت في ذلك اليوم، وهو من ألقى تلك الكلمات عن الاختبار الجديد، ادركت ان الكل كان يتلاعب بها، دون أن تعي أنهم فعلوا ذلك من أجلها هي..
لهذا نظرت له بهزة من رأسها وكأنها تتوعد له بينما تتحرك إلى الشركة
بينما في الليلة الماضية لم يستطع أحمد أن يفاتح والده فيما يريد، ولم تحاول الينا ان تتكلم حتى تتأكد أولاً من مشاعر دانة، قبل أن تقربها من ابنها، ابنها يستحق من تحبه وتتمناه، وليس من تؤدي واجبا فقط، أو لتكمل صورة اجتماعية بزواج عائلي، هو يستحق الحب وان يشعر بالشغف في كل لحظة..
تحرك فهد بعد وقت طويل مع موكبه الى فيلته ة في نفس الكمبوند رغم الحاح عادل والينا عليه بأن يبقى معهم في البيت فهو كابن لهم، الا انه ابتسم وهو يقول
_ بيتي والله، بس عندي شغل بسهر عليه، وبعدين ما بوصيك عمو عادل خلي سموه يخف عني شوية..
_ طب بذمتك انت عايزه خف عليك، ولا فرحان بثقته
ابتسم فهد وهو يقول: الإثنين
ابتسم له عادل بمحبه وكان رجع بالزمن سنوات ليرى امجد العايد في بداية صداقتهم، ربت على كتفه وهو يقول: لو احتجت اي حاجة مش محتاج اني اقولك، اني موجود..
_ اكيد والله من غير ما تقول، تصبح على خير..
بينما هناك كان اسامة يحقن رحيم بمصل الأنتيبيوتك، وما اتاكد من انه بحاله افضل، حتى جلس معهم اجتماع وهو يقول:
_ انا شايف ان جورج وماريا وفادي عملوا المهم على أكمل وجه.
ابتسم جورج دون أن يعقب فقط احتضن كف زوجته..
بينما أسامة اكمل: عشان كدا انا قررت انكم ترجعوا اليونان بكرة، وكمان فادي يقدر يطلع على رحلة تركيا..
_ احنا مش هنرجع غير معاكم
نظر إلى ماريا بابتسامة وهو يقول:
_ شكرا لاهتمامك سيادة النقيب ماريا، بس لازم تكوني مدركة ان احنا مش هنرجع في نفس الطيارة، وكده كده المهمة انتهت، انا بس هفضل موجود مع رحيم لحد ما يستعيد لياقته، ويقدر يرجع مصر، وحتى في الوقت ده ممكن يكون على رحلتين مختلفتين أو على درجتين مختلفتين، انا هرجع على اني رجل اعمال، وهو ممكن يرجع على أنه سائح ايطالي نازل يزور مصر، الموضوع مش كبير احنا مهمتنا انتهت والافضل اننا نطمن ان كل واحد فيكم رجع لنقطة صفر الخاصة بيه..
ابتسم رحيم وهو يقول: أنا مع سيادتك طبعا ولو شايف ان في شيء يستدعي سفرك انا بدأت اتحرك، تمام يعني هقدر اقعد الاسبوع ده او الكام يوم دول لوحدي، يعني ما تقلقش..
ضحك اسامة بصخب وهو يقول:
_ لا يا حبيبي مش محبه فيك ده من خوفي يا رومي، انا لو رجعت من غيرك مش بعيد ست الكل سهام هانم الديب تعلقني على باب القصر..
لم يتمالك رحيم نفسه هو يضحك بصوت مرتفع، مما سبب له بالالم فاخذ يضغط على موضع الجرح وهو يقول:
_ سيادتك خايف طيب انا اقول ايه؟
_ كان الله في العون المرة دي مش هتعمل لك وليمة، ولا تقف ساعتين ثلاثه اربعه في المطبخ، تسيب شغلها اللي بيعادل ملايين عشان خاطرك، ده مش بعيد تخليك تنام فى اوضة…
سكت لم يكمل كلامه، فأكد رحيم على قوله:
_ قول ما تتكسفش الكلب
_انا ما كنتش هـ أقول كده، كنت هقول الجنايني
_ احنا ما عندناش جنايني، حتى الجناين اللي عندنا عاميل خامل.. يعني قوضته برفكت واكيد سو هتشوف انها كتير عليا..