-->

رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 48 - 1 - الأحد 14/7/2024

  

قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة نورا محمد علي


الفصل الثامن والأربعون

1


تم النشر يوم الأحد

14/7/2024



كان ينزل في ميناء القاهرة الدولي بينما تلك المضيفة تنظر له بأبتسامة، وهي ترفع يدها على هيئة هاتف كأنها تخبره أنها تنتظر أتصاله، فابتسم لها وغمز بعينه مما جعل ابتسامتها تتسع..


بعد وقت كان يستقل سيارته ويخرج بملابس لا تمت له بصلة، لقد قضى وقت وهو يحاول استعادة لون شعره الطبيعي، لكنه إلى الآن لم  يصل لنفس الدرجة وقف متردد وهو ينتقي ملابس تخص سيادته، فهي تليق أكثر بشكله الجديد،  العابث المتمرد الذي …


اما الآن كان يقف بين ذراعي أمه، التي كانت لازالت تضمه غافل عن ذلك الذي يقف على بعد أمتار تفور داخل عينيه الحمم، اقترب بخطوات واسعة حينما زاد الامر عن حده، منذ متى تفعل ذلك؟ هل تتعمد إشعاله جحيم غيرته، هي لن تتعرف عليه الآن، تعلم جيداً كم يغار عليها حتى من نفسه.. 


وقف ينظر لها بحدة وعينيه بلون مختلف، ربما مزيج من الغضب المكبوت، وهو يقول:


_ لو خلصت جو العشق الممنوع ده يا ريت يا محترم تحصلني على المكتب، عشان افهم من سيادتك ازاي سمحت لنفسك انك تيجي من المطار على هنا، من غير ما تفوت على Safe house  وتغير شخصيتك ولبسك، ولا سهل جدا انك تغامر بكشف نفسك، علشان خاطر مش قادر تبعد عن حضن الهانم..


 نظرت له بهدوء وتراجعت خطوة، تستند على مكتبها وكأنها تخبره انها تعرف ما الذي يدور بداخله ويموج في قلبه، وتلك الثورة ما هي إلا غطاء يواري خلفها مشاعر أقوى من ان يبوح بها في العلن..

رحيم: سيادتك انا 

أحمد: انت لسه هتتكلم ورايا 

تحرك وتركهم بينما رحيم نظر لأمه وهو يقول:

_ شكله لسه زعلان انت مش اعتذرتي ليه؟

_ انت بتهزر انا اللي أعتذر ليه؟ 

المفروض هو اللي يعتذر لي. 

فلتت ضحكة من بين شفتيه، وهو ينظر لها وكأنه يراها لأول مرة ويقول:

_ بجد يا سو انت عايزة احمد الديب يعتذر لك، وانت اللي غلطانة..

_ نعم انا اللي غلطانة، انا اللي اشتغلته ثلاث ايام، انا اللي سفرتك من غير ما اقول له، وكمان غيرت الباركود، تعالي هنا انت كمان بتدافع عنه، انت لسه حسابك مبدأش معايا.. 


رفع كفيه ليحط وجهها وهو ينظر لها بابتسامة، وهو يقول:

_ انت اللي قلتي ليه قدامه مبروك بقيت وحش زي ابوك، يعني انت بعد العمر ده كله شايفة انه وحش يا ماما، هو عمل كده علشانك، وفر على نفسه ثلاث ايام انهيار عصبي،  ولا انت مش بتبقى شايفة نفسك.. 

_ ايوة برر ليه 

_ الموضوع مش محتاجة تبرير، بعدين المهمة دي ما كانش ينفع خالص انك تخترقِ ايه الباركود بتاعي. 

_ صحيح عشان تعرف تقتل براحتك 


كاد ان يرد إلا أنه لمح والده يقف بباب المكتب، يفور بغضب فتركها وهو يقول:

_ اروح استلقى وعدي.. ونبقى نكمل كلامنا بعدين 


 كانت تقف هي الاخرى امام باب قسم التشفير تنظر له بابتسامة، كأنها لا تهتم برد فعله المحمل بالغضب، اقترب خطوة فلم تتراجع، كانها تنتظر أن يأتي إليها همس بصوت كالفحيح قريب منها لم يسمعه احد غيرها:

_ بتحديني ولا بتزودي حسابك

_ الحساب عندك انت، بس عايزة اقول لك حاجة قبل ما تطلع شحنة الغضب دي في رحيم، افتكر ان مصاب افتكر انه راجع من مهمة صعبة.

_ ليه مش وحش 

نظرت له بابتسامة  وعينيها تنتقل على تفصيل وجهه وترجع لعينيه مرة أخرى وهي تهمس: 

_وحش زي ابوه.. 


تغيرت نظرته وهو يضيق عينيه يستشف معنى الكلام، يبحث خلف كلماتها التي تحمل أكثر من معنى، بينما هي اكملت:

_ على فكرة هو مش جهه من المطار على هنا

نظر لها بحاجب مرفوع 

_ هو راح فعلا Safe house  وغير هدومه، حتى شعره اتغير 


_على اساس انك شفتي صورة الباسبور  اللي راجع بيه.. 

_على اساس ان شعره لسه رطب ولون الشعر بيحاول يرجع لشعر الطبيعي، يمكن محتاج وقت اطول، ولو ركزت شويه هتاخد بالك ان القميص اللي لابسه مش بتاعه، ده بتاعك انت.. 


نظر لها بتركيز وهي تكمل: 

_ يمكن هدومه اللي هناك مكنتش نظيفة او يمكن كان شاكك انك هتفتكر انه جه على طول، رغم ان عدى ساعتين على ميعاد الطيارة..


 ربما لا تدرك انها كلما حاولت ان تبرر له زاد الغضب بداخله، لم تدرك ما الذي تفعله، بينما هو نظر لها وهو يطحن اسنانه، وتحرك بغضب الى مكتبه الذي صفع بابه بحدة، بينما هي دخلت الى المكتب ترى ذلك الذي لا زال يجلس امام اللاب توب، ولكنه كان يتابع ما يحدث امامه، يجمع الخيوط ببعضها، بينما هي تنظر الى الهاتف وتقول:

_ هنبدا ولا لسه هتفضل تبص لي كثير 


حسام: انا معنديش مشكله اننا نبدأ حضرتك، بس حضرتك مش متابعة اصلا الشغل

_ مين قال لك، معنى اني بقول لك عيد انك بتغلط في نقطة معينة، يا انت اللي بتتعمد تغلط، يعني انت بتستسهل الموضوع، مش واخد بالك ان انت بتتقيم، غلطة كمان وهقول لك دون المستوى، مش هينفع تنضم للقطاع بتاعنا، اللي هنا صفوة الصفوة، مش معنى ان عندك حاجة كويسة ان انا هصبر عليك..

_ هو حضرتك مين؟ 

_ حضرتي المسؤولة عن اختبارك حاليا اتفضل

 كانت تنظر الى هاتفها، حينما طرق الباب ودخلت أحد الأفراد، التي تعرفها سهام جيدا، وهي تقترب منها وتقول:


_ ممكن طلب

 لم ترفع عينها عن الهاتف وهي تقول: 


_ سامعكِ 

_ ممكن تشوفي احمد بيه 

لم تتلقى ردا وهي لا زالت تنظر الى الهاتف، بينما حسام يعمل على اللاب توب، وما إن انتهى حتى قالت: 

_ كويس يا حسام

 والتفتت الى ليلى وهي تقول:

_ اشمعنى؟!

_ في دفعة جديدة ستنضم لقطاع، المفروض يشرف على تدريبها وحضرتك عارفه ان في لحظة الغضب بيطلع أسوأ ما عنده، مش بعيد يصفيهم كلهم، ويرفض انهم ينضموا لينا.


_ لو مش بيستحملوا غضبه، يبقى مش بيستحملوا المهمات الفعلية.


_ بس في ناس كتير ممكن تتظلم وانا يهمني حد معين في الدفعة دي 


_ خلاص خليه يتعب يدعي المرض يقع من طوله.

_ مش هيقبل انه يعمل كده، وبعدين القائد اللي ينوب عن أحمد بيه في التدريب مش موجود، فمعنى كده ان هو بنفسه اللي هـ يقوم بالتدريب ويشرف عليهم.. 

_ وفيها ايه ده العادي؟ 

_ بس حضرتك أكثر الناس معرفة بيه وهو في الحالة دي، انت سمعتي الباب اتخبط ازاي، وبعدين لو شفت عينه كانت عامله ازاي وهو بيبص عليك وانت بتسلمي على الرحيم، يعني هي حبكت حضرتك تبوسي ابنك النهارده..


 ضحكت سهام  وهي تنظر لها بدهشة وهي تقول:  نعم يا ليلي؟  انت بتهزري ولا حضرتك مش واخدة بالك انه ابني، وكان في مهمة وما كنتش اعرف 

_ سيادتك بس هو برضو باباه،  وكلمة  منك الموضوع يهدى

_ شكلك بتحبي المتدرب ده اوي 


هزت  راسها بالموافقة..

_ اخوك

_ خطيبي 

_ تمام.. التفتت الى حسام وهي تقول:


_ انا قلت كويس بس ده مش احسن حاجة، مش ده اللي انا مستنياه منك علشان تفضل معانا في القطاع،  والوقتي احب اقولك ان سيادتك حاليا مش بتتعامل مع زميلتك انت بتتعامل مع نائب رئيس قسم التشفير واتصالات والبرمجة ونظم الحاسبات في قطاع الصفوة..

 ازدرد لعابه وهو يهز رأسه بموافقة بينما ليلى نظرت له وهي تقول:


_ لو ما عجبتش الرقص على الجليد مش هتفضل في القطاع، يبقى الافضل انك تطلع كل اللي عندك، لان سيادتها في شغلها ما بتهزرش. 


بهت وجهه وهو ينظر لها، لا يصدق انه في حضرة الراقص على الجليد، بينما هي ابتسمت له بسماحة وهي تقول:

_ كمل شغل وانا ما ببصش في تليفوني وانت بتشتغل، انا بتابع شغلك على الجهاز، فاهم..

 ألقت كلامها في وجهه وتحركت، كانت ليلى تتوقع منها ان تذهب الى مكتب زوجها، تحاول أن تتدارك الأمر معه، لا ان تتحرك إلى قاعة التدريب دخلت معها بينما ليلى تنظر لها بـ إستفسار 

سهام: ثابت..

 انتبه الجميع وقفوا مكانهم، وهي تقول:


_ هـ أشرف على التدريب مؤقتا، لان احمد مشغول، وروني أفضل ما عندكم 


نظر لها البعض بدهشة إلا ان البعض بدأ في العمل، احد الفتيات كانت تنظر الى لوح النيشان بتركيز والاخرى كانت تنظر لسهام باستفسار، بينما عدد من الرجال كانوا يرون أن الإختبار سيكون هين، بدأ أحدهم بالاستخفاف بالاختبار فابتسمت في وجهه وهي تشير له ليخرج من التدريب، وهي تقول:

_  Out

_ افندم 

اشارت له ليخرج، بينما بدأ غيره كانت تتحرك خلفهم، تنظر لطريقة مسكهم للسلاح، نظرتهم المصوبة إلى الهدف ما ان انتهت المجموعة الاولى من التصويب، حتى اوقفت التمرين وهي تقول: 

_اكيد انت بتهزروا لو فاكرين ده المستوى اللي هأقيم بيه حضراتكم يبقى وجودكم هنا ما لوش لازمة، انتم عارفين انتم فين. أنتم في قطاع الصفوة يعني  اللي مش هيطلع أفضل ما عنده، يتفضل من غير ما يتعب نفسه أو يتعبنا معاه، المستوى ده ميليقش بـ متقدمين لكلية الشرطة، مش لضباط على درجة عالية من الخطورة..


_ حضرتك قلت ان سيادة احمد بيه هو اللي هيقيم 

_لا.. حاليا انا اللي هـ قود التمرين وانا لها احدد مين فيكم A ومين فيكم B ومين فيكم C  التصنيف الأول قائد الفريق، والثاني فرد في فريق والتصنيف الثالث  بره، تحب تصنف ايه؟ 


هز رأسه دون أن يتكلم، ابتعد الى حيث كان، بينما ليلى تقف بجوار ذلك الذي قالت يهمها، تخبره من هي بالتحديد، نظر لها باستفسار وكأنه لا يصدق أن من يدربهم الآن لم يدخل إلى كلية الشرطة من الأساس..


 بعد قليل قامت قسمتهم لـ مجموعات كل مجموعة عليها أن تفعل شيء، تتحرك بالثقة تعطي أوامر مباشرة، من يتقاعس، تنظر له بابتسامة وهي تقول:


_ Out


غافلة عن ذلك الذي يقف بباب القاعة يتابع ما تفعله، ورغم الغضب بداخله إلا أن هناك ابتسامة تلوح على وجهه، التفتت له ما أن تغلغلت رائحة عطره في أنفها، وهي تقول: 


_ أحمد باشا لو حابب تقود التمرين انا ممكن انسحب

_ كملي 

هزت رأسها وأخذت تعطي تعليمات تتبع النمط الذي يتبعه عادةً، ما ان شعرت بالارهاق بادي على وجه البعض، حتى تراجعت خطوة وهي تقول:

_ احنا مش هنهزر، اللي تعبان يقدر ياخد الباب معاه وهو ماشي اذا كانت ساعة واحدة معايا انا عملتم كده، هيبقى في المهمات المباشرة هتبقى ايه؟


الصفحة التالية