-->

رواية جديدة عودة آل فرانشيسكو لسلمى شريف - الفصل 14 - 1 - الأربعاء 14/8/2024

 قراءة رواية عودة آل فرانشيسكو  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية عودةآل فرانشيسكو

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سلمى شريف


الفصل الرابع عشر

1

تم النشر يوم الأربعاء

14/8/2024

عندما كنت طفلًا، 

كنت ارى الحياة من منظور آخر، 

لكن بمرور الأيام الازهار المزدهرة ذبلت، 

اوراق الاشجار تساقطت، 

عاهدت نفسي حينها بأنني سأظل كما انا، 

حتى و إن مضت السنين سأكون ذلك الطفل البسيط الذي تفرحه قطعة من الحلوى، 

ظننت حينها بأن الوان اللوحة ستبقى كما هى، 

ظننت.. 

بالنهاية ها انا ذا، 

اللون الاسود لم يصبح في ملابسي فقط بل اصبح لون فؤادي ايضًا، 

ذلك الطفل البسيط قتلته الايام، 

الوان اللوحة لم تبقى كما هى، بل اصبحت باهتة، لا ينظر إليها احد.. و لا يهتم لأمرها مخلوق. 


❈-❈-❈


تكرر الاتصال اكثر من مرة 

لكن لورينسو في كل مره يغلق هاتفه حتى يكمل نومه 

بالنهاية قرر الرد لأنه بالفعل اثار فضوله 

_مَن؟ 


اجابه الطرف الآخر باحترام

_مرحبًا سيد لورينسو، اتأسف إن ازعجتك في الصباح الباكر. 


اعتدل لورينسو في جلسته و قد شعر بالحيرة تراوده

_من اين علمت اسمي؟ 


عقب الآخر بهدوء

_السيدة جينيفر.. 


ما ان وقعت تلك الحروف على مسامعه حتى انتفض لورينسو من مجلسه و هو يقول

_ماذا، ماذا حدث لها هل هى بخير؟؟ 


اجابه الرجل بسرعه

_منذ يومان تقريبًا جاءتنا شكوى من احد جيران السيدة جينيفر ب وجود الكثير من الصراخ الذي يصدر من جهة منزلها، و عندما اقتحموا المنزل عثروا عليها ملقاة و هى مغشي عليها، و قد تم تعرضها للضرب المبرح و هى الآن بالمشفى على الارجح حياتها في خطر. 


كان لورينسو يتنفس بعنف و هو يتحرك بعشوائية في الغرفة كالذبابة و يشعر بأنه مقيد

اما الرجل ف اكمل حديثه بعدما تنهد 

_لقد كانت تحاول إرسال رسالة مسجلة لك لكن على الاغلب لم تستطيع إرسالها و ظلت تُسجل ما حدث لذلك ف نحن احتفظنا بها إن كنت تريد المجئ لمركز الشرطة و ترى اخر التحديثات. 


صرخ لورينسو به بعنف 

_و لماذا لم تهاتفني من قبل؟؟ 

ماذا كنت تنتظر! 


تنهد الرجل و هو يجيبه بهدوئه المعتاد

_آسف سيد لورينسو لكنني بالفعل هاتفتك عدة مرات البارحة و لم تجيبني. 


حك لورينسو رأسه بغضب و هو يتذكر ذلك الرقم الذي هاتفه عدة مرات لكن لورينسو لم يعيره اي اهتمام

_ارسل لي عنوان المشفى و مركز الشرطة الآن. 


❈-❈-❈


_صباح الخير اخي لوسيفر. 


_صباح الخير، البرتوا، 

اجلس. 


اومأ البرتوا له و جلس على مقعد ما بالغرفة

_اريد ان اعلم هل نلت من الاحمق الذي قتل براد ام لا؟ 


هز لوسيفر رأسه بالنفي

_قريبًا سيتم التخلص من الجميع. 


صمت البرتوا و نظر للأسفل و هو يتذكر حديث براد

عندما كان يقول له بأن يعتني بأمه جيدًا 

عندها فقط شعر بالاستياء الشديد يراوده لأنه لم يحقق امنية براد، ذلك الصغير الذي فقد حياته بسببه _كما يعتقد_


لكن ما قطع شروده هو صوت لوسيفر

_اعلم ما يدور في عقلك الآن، 

لذا فأنا جلبت لك رقم هاتف ام براد لتطمئن عليها بين الحين و الآخر، 

تفضل. 


لمعت عيون البرتوا و اخذ منه ورقة صغيرة نقش عليها بعض الارقام بيدين مرتعشة ف حتى الآن لا يعلم كيف سيتحدث معها.. 


انتفض من مكانه عندما رأى لورينسو يقتحم الغرفة كالثور الهائج. 

_ماذا حدث؟ 

القى البرتوا سؤاله بقلق

لكن لم ينال سوا عدم الإكتراث من لورينسو و إقترابه من لوسيفر 


نهض لوسيفر و نظر داخل عيناه ف وجده حزين و يخفي هذا وراء صراخه

_يجب عليّ الذهاب، يجب عليّ الذهاب! 

كان يكرر جملته تلك و هو يصرخ في وجه لوسيفر الذي استقبل كل انفعالاته بصدر رحب. 


_لورينسو، اهدأ! 

كانت كلماته صارمة لكن لم تجدي نفعًا مع لورينسو 

لذا لم يتردد لوسيفر في ان يعانقه بقوة 


لحظات، دقائق 

لا يعلم كم من الوقت مضى و هما على نفس ذات الحالة لكنه شعر ببكاء لورينسو! 

ربت على ظهره ثم اشار ل البرتوا الذي كان يشاهد ما حدث من البداية ان يخرج. 


بالفعل خرج البرتوا و اغلق الباب من خلفه. 


اما بالداخل

ف حرر لوسيفر لورينسو اخيرًا و جعله يجلس على الاريكة التي امامه و ظل هو واقفًا ينتظر ان يتحدث. 


ازال لورينسو تلك الدموع التي كانت عالقة على وجنتيه ثم تحدث بحنق

_هل هذا سجن او ما شابه؟ 

يجب عليّ ان اعود لبلدي الآن. 


اجابه لوسيفر ببروده المعتاد

_هذا ليس سجن هذا منزلك، 

و كيف ستعود لبلدك و انت بها؟؟ 


تأفف لورينسو و هو يتنفس بعنف

_يجب عليّ ان اسافر لروسيا مجددًا، 

جينيفر بحاجة لي. 


رفع لوسيفر حاجبه بتعجب

_هل تلك التي تسمى جينيفر هى التي تخلت عنك سابقًا.. 

يا صاح الا يمكنك نسيانها و إخراجها من حياتك؟ 

انها فتاة حمقاء لا تعلم انها اضاعت كنز عظيم. 


نهض لورينسو بعنف و هو يتحدث بغضب

_تحدث عنها جيدًا يا هذا! 

هى لم تتركني و ما شابه.. 


نظر له برجاء ثم اكمل

_لوسيفر، انها بحاجة إليّ، 

دعني اذهب إليها، 

و سآتي مجددًا حقًا! 


نظر لوسيفر إليه بعدم اقتناع لكن إصرار لورينسو جعله يوافق 

_حسنًا لورينسو سأجعلهم يصطحبونك لروسيا و لكن لمدة يومان فحسب! 


هز لورينسو رأسه بامتنان و ركض نحو غرفته ليتجهز. 


❈-❈-❈


كانت الينا تجلس على الاريكة التي تتوسط الغرفة بعدما امرها احد الرجال بذلك، 

شعرت بالملل الشديد لذا نهضت و فتحت الشرفة لتجد امامها حديقة كبيره جداً تذهل كل من يراها، 

تنهدت بنفاذ صبر و هى تجد كاسياس يجلس بها و لا يعير الينا اي اهتمام! 


اتجهت صوب الداخل و امسكت كوب من الماء و افرغته على رأسه 

انتفض كاسياس من مكانه بغضب شديد يكاد يحرق العالم الآن ثم نظر إليها نظرة ثاقبة ف شعرت بالخوف يتسرب إليها شئ فشئ و ركضت للداخل بعدما اغلقت الشرفة جيدًا و كأنها تخشى ان يطير و يدخل لها من الشرفة! 


لم تمر سوا دقائق قليلة و وجدته يطرق على الباب بشدة و كأن العالم سينتهي إن لم تفتح.


تخبئت خلف احد الجدران بخوف اما هو ف كسر الباب بقوته و دلف للداخل بغضبه المشتعل.. 


_اخرجي ايتها الحمقاء، إن لم تفعلي هذا من تلقاء نفسك سآتي إليكِ انا و عندها لن ارحمك ابدًا!! 


ابتسمت بلطافة و هى تخرج بهدوء و كأنها لم تسكب عليه كوب من الماء البارد منذ قليل 

_مرحبًا كاسياس. 


اقترب منها كالثور الهائج ثم امسك معصمها بقوة حتى كاد ان يُكسر تحت يديه

_الم يكفي ما فعلتيه من قبل؟ 


تآوهت بألم و هى تتسائل

_ماذا فعلت؟ 


اجابها بغضب اكثر

_نصبتي لي الفخ و ظننتي بأنني سأموت بتلك البساطة، 

لكن لا يا عزيزتي، لا تظني بأنك انتِ و ابيكي اذكى مني ابدًا. 


قوصت عينيها بغضب و هى تتذكر انه اسرها و قضت ايام بلا طعام او شراب! 

دفعته بكل قوتها و هى تصرخ بوجهه

_يا لك من وغد حقير، 

لقد اعطيتك مكان ابي و انت تركتني للموت في مكان قذر يملئه الحشرات. 


رفع حاجبه بتعجب و هو يلتقط سلاحه الناري و يضعه عند جبهتها 

_لا احد يتجرأ على سبي و انتِ تخطيتي هذا الحد، 

و ايضًا خائنة ف انتِ تستحقي الموت يا عزيزتي. 


كاد ان يطلق الا ان منعه صوت رنين الهاتف و لم يكن المتصل سوا لوسيفر

اجابه بغضب

_ماذا ماذا!! 


_لا تقتلها نحن بحاجة إليها. 


تنفس كاسياس بحرقة

_تلك ال*** في ماذا سنحتاجها!! 

لا تفعل شئ سوا الحماقة. 


عقب لوسيفر على حديثه 

_اتركها و اذهب كاسياس الآن. 

و اغلق الهاتف 


نظر كاسياس نحو الينا بنظرات تكاد تحرقها لكنه لم ينول منها سوا ابتسامة بسيطة تعبر له عن انتصارها


❈-❈-❈


دلف البرتوا الى غرفته و اغلقها جيدًا 

ثم جلس على فراشه و تناول هاتفه ثم كتب عليه رقم هاتف ام براد

كانت يديه ترتعش من القلق حتى قرر إجراء تلك المكالمة و حسب! 


مرت لحظات و بعدها استمع لصوتها يأتي من الطرف الآخر

_مرحبًا، من انت؟ 


اجابها البرتوا 

_مرحبًا سيدتي، انا افضّل ان اجعل هويتي مجهولة، اردت فقط الاطمئنان عليكِ هل انتِ بخير؟ 


تنهدت بحزن و هى تجيبه

_لست بخير بالتأكيد لكن لا بأس انا ما زلت اتنفس. 


ادمعت عيني البرتوا و شعر بغصة في قلبه لكن حاول جاهدًا الا يظهر هذا

_سيدتي هل تحتاجين لأي شئ؟ 


_إن كنت تظن بأنني سأقول لك بحاجة للطعام و تلك الاشياء ف يا للأسف هذا ليس صحيح، انا لا احتاج لشئ سوا بُني، اشعر بالذنب الشديد، لو لم اتركه وحده ذلك اليوم لم يكن سيحدث له مكروه،

انا ام سيئة حقًا، براد يستحق ام افضل. 


هنا الدموع خذلت البرتوا و سقطت دون ان يعي 

_آسف سيدتي حقًا انا لا اريد شئ سوا مساعدتكِ. 


_انا لا احتاج لمساعدة و ما شابه، شكرًا لك يا سيد. 

تمتمت اخر كلماتها ثم اغلقت 


❈-❈-❈

_سيدي، السيد نِلسُن سيعقد صفقة من الأسلحة الممنوعة في البلاد غدًا في الميناء


كان جرين يمسك قناصة و يصوب على الطيور 

_حسنًا، اتركه يفعلها. 


تعجب الآخر 

_ك كيف سيدي؟ 

هل سنتركه يفعل صفقة كتلك؟ 

انها تساوي ملايين الدولارات. 


ترك جرين القناصة من يديه ثم جلس على المقعد و ارتشف من كوب القهوة الذي امامه ثم اردف 

_اجل، بالنهاية نحن نعلم نوع الاسلحة، انها اسلحة فاسدة بالتأكيد ف هذا عمل نِلسُن منذ دهور. 


كاد الآخر ان يعقب على حديثه لكن سبقه جرين

_لن نقف مكتفي الايادي بالتأكيد، 

اتصل بالمُستلم و قُل له عما سمعته الآن ثم اغلق، 

و بعدما تفعل ذلك قم بشراء ملابس جديده لي تليق بجنازة نِلسُن. 

تمتم اخر كلماته و هو يقهقه بسخرية. 


❈-❈-❈


كان ريكاردو يسير بطرقات القصر في محاولة منه لاكتشاف مخابئه، 

حتى استمع لصوت صراخ قادم من القبو الخلفي من القصر 

شعر بالفضول يراوده ف نظر حوله لم يجد احد ف ابتسم بخبث و هو يتجه صوب الاسفل


نزل الكثير من الدرجات حتى وصل لمكان ملئ بالغرف 

جميع الغرف كانت تشبه الزنزانات 

ف لم يكن يوجد باب طبيعي بل كان حديد مفرغ حيث يستطيع رؤية ما بالداخل جيدًا 


و حينها ذهب حيث مصدر الصوت و لم يجد سوا فتاة في غاية الجمال تصرخ بحنق و تحاول جاهدة ان تخرج من هذا السجن

و ما ان رأته اخرجت يداها من بين الحديد حتى تستطيع ان تضربه لكنه ابتعد فورًا و هو يسب من بين اسنانه

_ماذا تفعلين يا حمقاء؟، هل جننتي! 


_بالطبع جننت، انتم تحتجزونني هنا و كأنني هرة او ما شابه، ماذا يحدث!!؟؟ 


هز كتفيه علامة على جهله ف صرخت اكثر

_تبًا لكم إن تأخرت عن العمل اكثر سيتم رفدي. 


جلست على الارض و هى تبكي و تنوح

_امي ستقتلني و ابي لن يتركنني و شأني، 

لن يجعلوني التقط صور مجددًا و لن امارس هوايتي. 


تأفف ريكاردو منه ف هى لا تصمت ابدًا

_هل جميع النساء هكذا؟ 


انتبهت له و نظرت نحوه بحدة

_ماذا تعني بهكذا؟؟ 


حك رأسه بتفكير

_اعني بأنني لم اتحدث مع امرأة قط إلا و كانت تثرثر، 

لماذا تصرخين دومًا هل تظنين بأنكِ ستنجين من هنا إن فعلتي فوضى، 

لا احد يسمعك من الاساس، انتِ في القبو! 


كاد ان يذهب بعدما تفوه ما لديه لكنها نهضت و اقتربت من الباب و هى تقول بلطف

_اشعر بأنك الطف من الآخر الذي جلبني لهنا، 

هل يمكنك ان تخرجني؟ 


التفت لها ثم قهقه بسخرية

_يا هذه انتِ تشعرينني بالسأم، 

هل اجلب لكِ روزاليندا لتخبرك كم انا لطيف؟ 


رفعت حاجبها الايمن بتعجب ف تنهد هو و خرج من القبو تاركًا اياها تصرخ بلا توقف. 



الصفحة التالية