رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 29 - 2 - الثلاثاء 20/8/2024
قراءة رواية خبايا الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خبايا الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل التاسع والعشرون
2
تم النشر الثلاثاء
20/8/2024
أتسعت أبتسامتهُ، وقد ظهرت غمازتيهِ كالحُفرة الصغيرة بخديهِ، حُفرة مُغرية للوقع بها... والوقوع بالحُب أيضًا... قبلَ كفها الذي كان علي فمه، ثم سحبَ الآخر ليأخذ نصيبهِ من التقبيل هو أيضًا...
رحلة صغيرة قصيرة، قطعها متنقلاً من يديها إلي ذراعيها، ثم أنتهي بهِ الأمر إلي شفتيها......عينيهِ غائمة بالأشتياق لها، وهي كذالك، لهثَ قائلاً بهمس أمام شفتيها:
_ياااه ده أنتِ قاسية أوي، شهر ونص بعيدة، جالك قلب، ده أنا كُنت قربت أتجن..... قلبك قاسي عليا أوي، وعقابك كان تقيل عليا أوي.....
ضحكت بغنغ، ضحكة رنانة، جعلته ينهض، يحملها بين يديهِ فجأة، جعلها تشهق بخضة، متمسكة بعنقهِ خوفًا من أن تقع، قائلاً بعبث:
_فيه شويه حواديت عرفتهم وعايز أحكيهملك علي رواقة كده قبل ما سي يوُسف يخرج بكره ويعكنن عليا.....
تعلقت برقبتهِ، تدفن رأسها بعنقهُ بخجل، وبداخلها فراشات تتراقص علي دقات قلبها العالية، تشكل رقصة الحُب، رقصة الخلود، رقصة أحياء القلوب.....
بعد دقائق خرجَ "عُمر" من الغُرفة، ببنطالهِ فقط، يُحضر شيئًا من الخارج، قائلاً بصوتٍ وصلَ لمسامع الأخري بالداخل:
_والله الستات دي هبلة غلبانة أوي، كلمتين حلوين، تلين زي العجينة....
أتاهُ صوتها الصارخ من الداخل:
_سمعتك علي فكرة وهنكد عليك، وتستاهل......
❈-❈-❈
"بعد مرور أسبوعًا"
وقفت "سمر"أمام مبني جامعتها السابقة، كلية الصيدلة، بعد أن ركنت سيارتها، وأحكمت أغلاقها، شعرها الأسود يتطاير حول وجهها يزعجها بفعل الهواء،ملابسها كانت صوفية ثقيلة، معطف شتوي من اللون البنفسجي، مع بنطال باللون الأبيض يحتضن جذعها السُفلي فضفاض ومُريح.......
وقفت لدقائق مترددة، تُقدم قدم وتأخر الأخري، خائفة متوترة، وهي بعكس عادتها لا تتوتر وجريئة، الطُلاب يخرجون الآن من البوابة، حشد كبير، ظلت هي تبحث عنه بعينيها بينهم...... دقائق وكان الجميع قد خرجوا، وهو لم يخرج بينهم، أنها مُتأكدة أنه جاء فالصباح، والداته أكدت لها أنه بالجامعة عندما ذهبت لمنزله صباحًا.......
أبتسمت عندما تذكرت الحديث اللذي درا بينها وبين والداته، الأمرأة الودودة المُتفاهمة لأبد حد، أمراة لطيفة، فهمتها، وأستشعرت صدقها وصدق نيتها نحو وَلداها وعدتها أنها ستُساعدها حتى يعفو عنها.......تتمني أن يكون مثل والداته ويسامحها.....
أنتظرت لدقائق ولم يخرج بعد، تحركت ناحية الأمن تسأله:
_لو سمحت يا عم فتحي، هو دكتور عماد جه النهاردة؟؟
_أيوه يا دكتورة، جوه في مكتبه مش بيمشي دلوقتي.
شكرتهُ ثم هرولت إلي الداخل، متجهة ناحية مكتبه، نعم تعرف طريقه جيدًا، كم من مرة تم استدعائها فيهِ سابقًا لأسباب تافهة، فهمت تلك الأسباب مؤخرًا، بأنه كان يستدعيها فقط يريد رؤيتها، خاصة أنه يتم استدعائها فالأيام التي لا يكون لديها محاضرة لمادته هو......
كان باب المكتب موارب، أقتربت بعد تردد دام لثواني، ثم طرقت الباب بخفة، سمعت صوته من الداخل يسمح لها بالدخول، فدخلت، كان مُنكبًا علي كُتب علي مكتبه، صبَ جمَ تركيزهِ عليهم، حتى أنه لم يرفع عينيه ليري من الطارق، لأنه كان يظنه أحدي الآمن، لكن رائحة عطرها المميزة تغلغلت لأنفهِ، فرفعَ رأسهِ عن الكُتب فورًا، ينظر لها بصدمة لثواني، ثم أستعاد رابطة جأشة، وحمحمَ يقول:
_أتفضلي يا دكتورة واقفة ليه؟
أقترب أكثر من المكتب ولم تجلس، بل وقفت أمامه مباشرةً، تفرك يديها بتوترٍ، الكلمات التي رتبتها لوقت طويل سابقًا وتدربت علي قولهم الآن نستهم تمامًا، تبخرت الكلمات، هربت، عجزت عن الحديث.......
لم تتحدث، أستغربَ ذالكَ، ظل ينظر لها، ينتظر الخطوة التالية، ماذا ستقول، وماذا أتي بها؟؟،حمحت، قائلة بينما رأسها مُنحني خجلة لا تقوي علي أن تضع عينيها بعينيهِ مباشرةً:
_ممكن أخد من وقتك دقيقتين مش أكتر....
ببرود قاتل عكس النار التي أشتعلت داخله قالَ بلا مبالاة مصطنعة:
_علي حسب لو حاجة مهمة، علشان عندي شغل...
شحبَ وجهها بأحراج، تعمدَ إحراجها، لا يهم حقه، حقه، كل ما سيفعله الآن من ردود باردة، ردة فعل علي ما فعلتهُ هي سابقًا، لذا لن تتعصب أو تثور عليه، ستهدأ وتتحلي بالصبر، لذا قالت:
_هتكلم عن حاجة تُخصني أنا، ومظنش أن فيه حاجة أهم مني بالنسبة لك.
كانت تتحدث بثقة كبيرة، ثقة أخذتها من لمعة عينيه عندما رآها نفس اللمعة التي كان ينظر لها بها سابقًا، أرتباكه الذي أتقن أخفائه هي أستشعرته وشعرت بهِ، ظلَ هو علي نفس الوتيرة الباردة، أرتسمت علي ثغره بثمة ساخرة يُجيبها:
_للأسف يا دكتورة، اللي موصلك المعلومات دي موصلهالك غلط!
_مع أني متمناش أنها تكون غلط......
_تُقصدي أي؟.
تنهدت، قائلة:
_لسه بتحبني يا عماد؟
صُدم، نعم، سؤال صادم وغير متوقع، لا وقته ولا زمانه ولا مكانهُ، أخفي صدمتهِ يسألها:
_مظنش برضو أنه مهم بالنسبة لك....
_ولو قولتلك أنه مهم؟ مهم أوي كمان؟، عماد أكيد أنا مش جايّة هنا من فراغ، أنتَ عارف كويس أنا هنا ليه؟
خلعَ نظراتهِ الطبيبة التي يرتديها أثناء العمل، ثم عاد بظهره للخلف قائلاً:
_لا معرفش!.
_شوف أنا هضطر أستحمل الأسلوب ده علشان أنتَ عندك حق، وهعمل نفسي مصدقاك إنك متعرفش أنا هنا ليه!، وهقولك، أنا هنا علشانك يا عماد، علشان عايزة أعتذر لك علي اللي حصل مني!.
بنفس نبرة السُخرية قال:
_بقا تاعبة نفسك وجاية المشوار ده كُله علشان تعتذريلي، كتر خيرك، مكانش ليه لزوم والله.
_أنتَ بتتريق؟ أنا الغلطانة يعني أني جاية لحد عندك علشان اعتذرلك !.