رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 3 - 4 الأحد 25/8/2024
قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حارة الدخاخني
للكاتبة أسماء المصري
قراءة رواية حارة الدخاخني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء المصري
الفصل الثالث
4
تم النشر يوم الأحد
25/8/2024
❈-❈-❈
ضرب المنطدة التي أمامه بعنف:
-أنتي السبب في اللي حصل، قولتلك اهربي و...
قاطعته متفاجئة من حديثه:
-اهرب اروح فين واسيبك؟ وأصلا التاجر ده اهو طلع تبع المعلم، مفيهاش هروب يا يوسف.
صر على أسنانه وأغلق عينيه فوضعت راحتها على خاصته المسندة وتكلمت بهدوء:
-أنا مش فارق معايا اتجوز المعلم ولا غيره انا...
قاطعها رافضا وممتعضا:
-مكنتش فاهم ليه تقبلي بحاجه زي كده بس لما عرفت إن كتب كتاب حسن بكره فهمت.
لمعت عينيها عندما كُشف أمرها هكذا وهو يضيف:
-لو فاكرة اخوكي اهبل تبقي غلطانه، أنا بشوف عنيكي وهي بتبصله، نفس نظرات ورد ليا فأنتي بقى هتضحي بنفسك في جوازه زي دي عشان...
قاطعته هي الأخرى رافضة حديثه:
-يعني أنا عملت كده عشان حسن مش عشانك؟ الله يسامحك.
تنفس بحدة فهتفت تخبره:
-انا مقدرش أعيش من غيرك، كفايه اللي عرفته عن بابا وأنا اللي طول عمري بكرهه وبدعي عليه وانت وامي كان المفروض تعرفوني الحقيقة.
انعقد جبينه بشكل مخيف وهو يصرخ بها:
-حقيقة ايه اللي عايزه تعرفيها؟ انه اتقتل قدام عنيا واتدفن ومنعرفلوش حتى تربه، المعلم اللي وافقتي تتجوزيه ده جه بعد موت ابوكي بشهر وطلب يتجوز امك وقالها انه هيرفعلها قضية طلاق للضرر وهيكسبها، وبعد العدة يتجوزها عشان يربيلها العيال وبالمره تخلفله الولد اللي نفسه فيه، ما هي مخلفة ولدين بقى، ولما رفضت سابنا شهور من غير فلوس ولا سأل فينا لحد ما سبت المدرسة ونزلت اشتغل وبعدها حن علينا لما لقاني متمرمط شويه عند الميكانيكي وشوية عند البقال وشوية عند الحداد لما قفايا علم من ضربهم، ساعتها بس اخدني اشتغل معاه وأنا وافقت عشان مكنتش لاقي حاجه تانيه ائكلكم منها ووقتها امي حلفتني على المصحف مدخلش معاه في الشغل اياه.
بكت وهي تستمع لمعاناته:
-فهو مش الراجل الحنون اللي شالنا لما ابونا مات زي ما بيوري كل أهل الحته، هو حابب يرسم نفسه علينا وبس.
تنهدت أخيراً وتكلمت بثقة:
-خلاص اللي حصل حصل وأنا مش زعلانه، المهم دلوقتي انتي وورد وهو رابط جوازكم بشغلك معاه فأنت هتعمل ايه؟
حرك رأسه حائرا:
-مش عارف، أنا بالي دلوقتي مشغول بيكي وبأمي لما تعرف الوحلة اللي اتوحلناها معاه.
وافقته متنهدة:
-بلاش نقول لها حاجه دلوقتي، اصبر نعرفها بعد بكره.
ضحك ساخرا:
-ازاي يا عروسه والمعلم جاي يخطبك بعد بكره؟
أكدت عليه:
-ايوه نقولها قبل ما ييجي مش من بدري عشان متفضلش تتخانق معانا ولا تروحله وتعمل معاه مشاكل، خليها ﻵخر وقت بلاش نوجع قلبها من بدري.
تنهد زافرا بضيق:
-لله الأمر من قبل ومن بعد.
وقفت تحمل حقيبتها المدرسية وتهتف:
-طيب يلا وصلني عند ورد خليني اطمنها انك عايش احسن ده مفهمها إنه قتلك وهي مبطلتش عياط من امبارح.
وافق وتحرك معها حتى وصلا لبناية ورد وصعدت ملك وطرقت طرقات فرحة على الباب تتراقص بأناملها فهرعت الأخرى تفتح بتفاجئ فابتسمت لها ملك واحتضنتها تهمس لها:
-روحي بصي من البلكونه كده.
هرعت ورد تنظر من الشرفة فوجدته يتطلع لها من أسفل والبسمة تتسع لأذنيه فحاولت النزول ولكن منعتها ملك خوفا على أخيها:
-بلاش يا ورد, ابوكي كان هيموته بجد.
اتسعت حدقتيها تتسائل بحيرة:
-وسابه ازاي؟ قوليلي احسن أنا كنت هموت من الخوف.
سحبتها لتجلس بغرفتها وسألتها بصوت منخفض:
-هي طنط فين؟
أجابتها فورا:
-في المطبخ، ابويا قالها انه هيبات هنا انهارده كمان، أول مره يعملها وقال ايه هيفضل هنا لحد الجمعه، شكله متخانق مع الاتنين التانيين.
دلفت والدتها تضحك بسخرية:
-لا وانتي الصادقه اصله ناوي يتجوز.
تركت صينية المشروبات من يدها وجلست تربت على كتف ملك:
-حمدالله على سلامة يوسف يا بنتي.
ردت بخجل:
-الله يسلمك يا طنط.
صرخت ورد بضيق:
-يتجوز رابع؟ اقصد سابع! ليه ومين؟
نظرت والدتها لملك وكأنها تسألها هل أخبرها؟ ففهمت الأخيرة أنه أخبر زوجته حتى قبل أن تصل هي؛ فأطرقت رأسها والأخرى تقول:
-هيتجوز ملك يا ورد.
ضربت صدرها براحتها ووقفت منتفضة تصرخ رافضة:
-نعم نعم نعم؟ يتجوز مين؟ هو ابويا اتجن في عقله ولا ايه؟ عايز يتجوز واحده اد ولاده!
التفتت ترمق ملك بنظرات نارية متسائلة:
-ايه الكلام الفارغ ده يا ملك؟ جواز ايه وهبل ايه فهميني؟
بكت رغما عنها فهتفت والدتها تشرح لها:
-ده كان تمن رقبة يوسف يا ورد.
لطمت على خديها بشكل هستيري ومتواصل وهي تصرخ بانهيار:
-يا لهوي يا لهوي، تمن رقبة يوسف حياة ملك؟ انتو مين يا بشر؟ هو أنا عايشه مع عصابه ولا ايه وانتي يا ماما ازاي موافقه بسهوله كده؟ طيب ارفضي إن يجيلك ضره ولا اتكلمي معاه انها اد بنته الصغيرة مش الكبيرة حتى.
عادت للطم خديها ووالدتها تؤكد:
-ابوكي مفتري واللي عايزه هيعمله يا ورد وانتي يا بنتي بدل الندب ده اقفي جنب صاحبتك.
صرخت بانهيار:
-اقف جنبها اعملها ايه؟ ازوءها ولا ألبسها الفستان الابيض؟
ارتمت على فراشها تبكي بحرقة فهتفت ملك أخيرا لانهاء الوضع:
-انا موافقه يا ملك طالما انتي ويوسف هتبقوا كويسيين.
لمعت عين الأخرى واعتدلت تمسح وجهها وعبراتها وتسألها:
-هو ابويا وافق على جوزانا؟
نفت موضحة:
-انا حاولت والله اساومه ع الحكاية دي بس هو قالي جوازنا تمن رقبة يوسف إنما جوازه منك مربوط بشغله معاه في الممنوعات.
مسحت على شعرها تسألها:
-ويوسف عارف الكلام ده؟
أومات فسألت:
-ورده ايه؟
أجابتها بحزن:
-رفض طبعا.
اتسعت حدقتيها صارخة:
-نعم! رفض؟ هو يوسف اتجن ولا ايه؟ هو مفكر إن ابويا هيستناه؟ ده مش بعيد يجوزني بكره ولا بعده.
ارتمت أرضا تتوسل لها:
-ابوس ايدك يا ملك اقنعيه يوافق، ابويا مش هسيبني.
ربتت عليها تهز رأسها:
-إن شاء الله هقدر اقنعه ولو حصل وابوكي حاول يجوزك قبل ما يوسف يقتنع فأنا هتصرف.
سألتها بحيرة:
-هتتصرفي تعملي ايه يعني؟
وقبل أن تجيب أجابها والدها الذي دلف لتوه:
-هتتدلع عليا زي ما عملت انهارده عشان انفذ لها كل طلباتها.
ابتسم ونظر لها غير عابئ بابنته ولا زوجته التي تشاهد غزله بتلك الطفلة:
-وعلى قلبي احلى من العسل كمان ودخلة يوسف وورد في نفس يوم دخلتنا يا عروسة.
إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية