-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 1 - 2 الجمعة 16/8/2024

  قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري


الفصل الأول

2


تم النشر يوم الجمعة

18/8/2024


لم تصدق وهي تقف أمام تلك اللوحة العملاقة لمطربها المفضل وصديقاتها تتسع أفواهن بشكل مضحك وكل واحدة منهن تدندن لحنا من أغنيتها المفضلة له وظلت متسمرة مكانها حتى هتفت ملك:

-ماتيلا بقى بدل الكراسي كلها ما تتاخد.


دلفن وورد تمسك يد صديقتها:

-أنا مش مصدقه إن حماقي بنفسه هيغني في حفلة قصر الثقافة.


ضحكت أحداهن معقبة:

-الانفوشي دخلت التاريخ يا جدعان وحماقي هيغني فيها.


ضحكن على مزحتها وجلست كل واحدة منهن بمقعدها تستمع للأغاني حتى انتهى الحفل وخرجن بسعادة ولكن ملك كانت تتلفت حولها بتخوف:

-الوقت اتأخر أوي ولو يوسف شافني هيطين عيشتي.


ربتت عليها ورد:

-متخافيش، ابويا عنده تحميله من الجمرك انهارده وواخده معاه ومش هيرجعوا قبل الفجر، يلا بقى خلينا ناكلو چيلاتي من عزة ونروحوا طوالي.


تحركت معها ولكنها أمسكت ذراعها تهمس:

-انا مفلسه يا ورد وشكلي وحش أوي بجد.


دفعتها بغلظة ضاحكة:

-يا بنتي بقى أنا عزماكي خلاص، وبكره هطلعه على جتة أخوكي.


بادلتها الضحك والأولى تكمل:

-هيخرجني بكره عشان كده مقرطها عليكي شويه الاسبوع ده أنا عارفه، هتلاقيه بيحوش لخروجة بكره.


ردت مطرقة رأسها:

-ربنا يكون في عونه، شايل حمل تقيل يا ورد، مصاريف بيت ودروس ليا ولمحمد وعلاج امي وانتي عارفه ابويا من ساعة ما سابنا منعرفش عنه حاجه.


دفعتها ورد حتى كادت تسقط من على المقعد البلاستيكي الموضوع أمام ذلك المحل الشهير للمثلجات:

-بت انتي يا نكديه، خلاص بقى مكانتش عزومة چيلاتي.


ثم نظرت لصديقاتها وأخبرتهن:

-هاتولي بالفستق والحليب ولملك حليب وشيكولاته وشوفوا نفسكم عايزين ايه أنا اللي عازمه.


جلسن ينتظرن المثلجات فشردت ملك قليلاً بحالها وما كان من ورد إلا أنها اقتربت منها أكثر وهمست تتسائل:

-اللي واخد عقلك! بطلي تتعلقي بحبال دايبه يا ملك وفكري في نفسك شوية وانتي عارفه انه شايفيك عيله صغيره ده غير انه....


قاطعتها تحاول إخفاء ضيقها:

-خلاص بقى قفلي وسبيني آكل الچيلاتي بنفس.


امتعض وجهها تعقب عليها:

-يعني أنا غلطانه عشان مش عيزاكي تفضلي معلقة نفسك في الهوا كده؟


نفت محركة رأسها بحزن:

-مش غلطانه ولا حاجه، بس مش بايدي يا ورد أنا اتولدت لقيته قدامي وحبيته غصب عني ولا قادره انساه وهو طول الوقت قدامي في الحاره، ولا عارفه اخليه يحس بيا.


ضغطت ورد على أسنانها:

-يحس بيكي ازاي وهو مش شايفك اصلا يا بنتي؟ هو مش شايف غير ملك العيلة الصغيرة اللي كبرت قدامه بس انتي عايزه تعيشي الحب المستحيل وخلاص.


تضايقت من تفسيرها فردت غاضبة:

-ما احنا الاتنين زي بعض ولا هو ليكي حلال وليا حرام.


لم تستعب حديثها فوضحت الأولى بشكل أعمق:

-أنتي كمان رايحه تحبي الحب المستحيل ولا مش واخده بالك!


أفرجت ورد عن ضحكة سخرية:

-هو أنا لما أحب أخوكي يبقى حب مستحيل؟ ليه إن شاء الله؟ أكبر مني ب10 سنين ولا خاطب وعلى وش جواز!؟


أجابت ترمقها بنظرات حادة:

-لا وأنتي الصادقه شغال أجير عند ابوكي، عامل عند المعلم رشوان الدخاخني اللي مستحيل يقبل يجوز بنته لواحد بمستوى أخويا يا ورد فانتي كمان هتعاني لحد...


قاطعتها وقد تركت المثلجات من يدها ووقفت محتدة:

-هعاني لحد ما اقنع ابويا بيه بس في النهاية احنا بنحبو بعض يا ملك مش حب من طرف واحد، أنا مش عدوتك عشان تكلميني بالشكل ده ولو بتكلم معاكي فده من خوفي عليكي بس طالما أنتي شايفه كده فبراحتك يا ملك روحي حبيه واحلمي بيه ويوم فرحه ابقى اتحزمي وارقصيله وقلبك متكسر.


❈-❈-❈


انتهى من تحميل سيارات النقل والتفت لرب عمله يتحدث هامسا:

-كده تمام يا معلم، هودي البضاعه لمخزن ابوقير لحد التجار ما تستلم.


ربت رشوان على كتفه مستحسنا:

-خد بالك من اللجان وأنت سايق يا يوسف علب المارلبورو والإل إم الأحمر متلغمه، فلو اتزنقت اوي ابقى طلع من الأزرق واوعاك الاحمر يتمسك.


أومأ وقاد سيارة النقل لوجهته وعاد لمنزله فاتحا إياه بالمفتاح فاشتم فورا روائح الطعام الشهي فهتف متلذذا:

-الله الله على روايحك يا امه.


وضعت الأطباق على المائدة الصغيرة التي تنتصف الصالة:

-ربنا يخليك لينا ويحفظك يا بني، دعيالك يا يوسف من قلبي ربنا يبعد عنك كل شر يا حبيبي، يلا اقعد كل قبل ما الاكل يبرد.


جلس فنظر للمقاعد المتبقية وسألها:

-هي ملك ومحمد مش هيتعشوا؟


ردت وهي تتحرك صوب المطبخ:

-اتعشوا من بدري، هروح اعلقلك ع الشاي على ما تخلص أكل.


انتهى من تناول الطعام وطرق باب غرفة اخته الصغرى وفتحها عندما لم يستمع لصوتها؛ فوجدها تغطي جسدها بغطاء الفراش حتى رأسها فأبعد الغطاء عن وجهها وهمس يناديها:

-ملوكه، بت يا ملك.


فتحت عينيها بخمول فابتسم:

-صح النوم يا كسلانه.


اعتدلت تضحك على حديثه:

-بصحى كل يوم 6 الصبح يا معلم عشان المدرسة.


علق عليها ساخرا:

-ده على أساس أنا بروح الشغل المغرب يعني! ده أنا بفتح المحل من بعد الفجر بشويه.


تنهدت زافرة أنفاسها بملل:

-خلاص يا سيدي انت بتعرف تطبق يومين ورا بعض وانا خوم نوم ارتحت كده.


غمز نافيا بحركة شفته العليا وأخرج من جيبه لوح حلوى مستورد وهمس لها:

-مش دي الشيكولاته اللي كنتي هتتجنني عليها؟


صرخت منتفضة من مكانها وأمسكت منه الحلوى وفتحتها وبدأت بتناولها بتلذذ وتكلمت وفمها مليئ بالحلوى:

-الله يا يوسف طعمها تحفه، أنت جبتها ازاي دي؟


غمز لها:

-وصيت عليها ووصلت مع السجاير اللي جت الجمرك انهاردة.


اتسعت حدقتيها وزمت شفتيها وهي لا تزال تأكل منها:

-تهريب يا يوسف! بتأكل اختك شيكولاته متهربه؟


تناولت قضمة أخرى فضحك عاليا وانحنى يقضم هو مثلها:

-تهريب يا ختي ولو مش عيزاها سبيها اديها لورد.


خبئتها أسفل غطاء الفراش رافضة:

-ﻷ يا اخويا أنا عيزاها، هتلاقيك اصلا جايبلها زيها هو انت عمرك جبتلي حاجه ومجبتلهاش منها.


رفع شفته العليا بشكل ساخر:

-يعني طفصه وغيوره والغريب أنها صاحبتك وانتيمتك.


رفعت الحلوى أمام عينيها وتناولت قطعة أخرى:

-طفصه آه إنما أغير من ورد هو ده اللي مستحيل.


شاكسها مشعثا شعرها براحته وشرد قليلا فسألته:

-سرحان في خروجه بكره؟


ضحك وهو لا يتمالك نفسه منها:

-مبيتبلش في بوقها فوله، اوام راحت بختلك كده في ودنك.


رفعت كتفيها توضح:

-مش اصحاب، وبعدين هي اصلا هتبقى قايله ﻷمها أنها معايا فأنا لازم أعرف عشان اداري عليكم ولا ايه.


تنهد عميقا:

-ربنا يقرب البعيد.


سألته وقد انتهزت الفرصة:

-انت ناوي تطلبها من المعلم رشوان ازاي بس يا يوسف وأنت عارفه كويس مستحيل يقبل بظروفك ولا انه يجوز بنته لحد شغال عنده؟


لم يجب فتابعت:

-أنت ناسي اخواتها الكبار لما واحده منهم حبت وفكرت بس تعصاه وتتجوز اللي حبته عمل فيه وفيها ايه؟ واهو في الاخر جوزهم الجوازات اللي هو عاوزها وبس.


أطرق رأسه لأسفل وتكلم بصوت مختنق:

-املي في ربنا كبير انه يجمعني بيها بموافقته، لانه لو موافقش هاخدها واخدكم ونبعد عن هنا.


لمعت عينيها مع اتساع حدقتيها تسأله بذهول:

-انت بتقول ايه يا يوسف؟ عايز تاخدها وتبعد تروح فين؟ أنت بتفكر تسيب الحارة؟


أومأ مؤكدا:

-ايوه لو اضطريت لكده، أنا عارف اني مأرطها عليكم بقالي فتره بس ده عشان بجمع فلوس وناوي اعمل بيهم سبوبه تنقلني نقله تانيه يمكن ساعتها ابوها يوافق من غير مشاكل ولو موافقش أهي الفلوس اللي هكسبها تساعدنا نمشو من هنا ونروحو أي مكان، أرض الله واسعه.


انتبهت لحديثه ورغبته بترك الحارة التي كبرت وتربت بها بل وقلبها ينبض بداخلها فصاحت توبخه:

-أنت ازاي بتفكر كده؟ هتخلينا كلنا نسيبو كل حاجه ورا ظهرنا عشان تهرب من المعلم رشوان؟ طيب وبيتنا ومدرستي أنا ومحمد؟


أجابها بعد أن أخرج علبة سجائره وأشعل إحداها ينفس بها عن غضبه:

-منا هستنى لما تخلصي السنه دي تكوني انتي وهي خلصتوا الثانوية العامة، ولو موافقش ننقل على مصر وهناك وتدخلو الجامعه هناك بقى ولو على محمد فبسيطه انقله من المدرسة.


ارتبكت وشعرت أن داخلها يحترق لتأكدها أن والد صديقتها لن يوافق ابدا وستضطر لمغادرة حارتها الحبيبة:

-يا يوسف والبيت هنعمل فيه ايه؟ نبقى عايشين مرتاحين وبندفع ايجار 35 جني ونسيب كل ده ونروح نأجر في مصر ب2000 ولا 3! أنت سامع نفسك بتقول ايه؟


أجابها وهو يزفر دخان سيجارته بحدة:

-منا معنديش حل تاني، ادعي انتي بس السبوبة دي تنططني في العلالي وابقى كتفي بكتف المعلم وساعتها مش هيرفض.


حركت رأسها ترفض حديثه:

-مستحيل يوافق ﻷنك في النهاية شغال عنده، وبعدين سبوبة ايه دي اللي تنقلك نقله تانية؟ تهريب برده ولا هتدخل في السكة الشمال بتاعة المعلم وتتاجر في البودرة والحشيش؟ أنت عايز تموت أمي مقهوره عليك؟


لم يعلق عليها وظل مطرقا رأسه فنهت حديثها معه:

-فكر كويس يا يوسف وشوف هل احنا هنستحمل كل ده يحصل فينا والمرمطه اللي هنشوفها عشان بس تتجوز ست الحسن بتاعتك وفعلا عندك استعداد تخسر نفسك وتتاجر في المخدرات عشانها؟


وقف محتدا:

-انا مجبتش سيره مخدرات ولا حشيش يا ملك، أنا هشتغل في الدخان زي العادة بس هعمل نقله لحسابي هطلعلي منها بربع أرنب.


امتعض وجهها وحركت رأسها رافضة حديثه فتنهدت هامسة:

-فكر كويس قبل رجلك ما تدخل الخيه دي وربنا يسترها عليك يا أخويا.

الصفحة التالية