-->

قصة قصيرة جديدة دم للبيع لعلا عاشور - الخميس 1/8/2024

 

قراءة قصة دم للبيع كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى









قصة قصيرة دم للبيع

قصة جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا عاشور

تم النشر يوم الخميس

1/8/2024

❈-❈-❈


يا حسرتاه على قوماً قست قلوبهم و أعمت شهواتهم ابصارهم وضمائرهم ، وفرطوا وجحدوا بنعمة الله التي رزقهم بها ، للأسف لم يعد هناك وقتاً للندم على ما فُعل بقلة عقلاً و فساد إيماناً ، ما حدث قد حدث وعند الله سوف تجتمع الخصوم 


. هذه القصه حدثت بالفعل وقد سمعتها بالكامل من عزيزاً مقرباً إلى قلبي ، وتملكني الهلع لأني كنت أظن أنها خيالاً ولكن اتضح انها حقيقه هدامه قاتله 


اشعلت الشمس الغيط الزراعي شديد الخضار بحرارتها المرتفعه ، ولكنها لم توقف الفتاتان المفعمتان بالنشاط والحركه ( حُسن ) و ( إبتسام ) عن الركض واللعب وسط الزرع المبلل بالماء ، كانت حُسن طويلة القدمين لذلك كانت تقفز أعلى من صديقتها إبتسام ، ترتدي فستان ملون ، وكان شعرها البرتقالي يغطي وجهها ذو الأعين الخضراء ، متمايلاً على اليمين تاره وعلى اليسار تارهً أخرى . تركض إبتسام خلف حُسن مرتديه جلابيه و إيشرب وردي على رأسها ، وتقوم بمص نصف عوداً من القصب ، ثم تتوقف صائحه بتعب


إبتسام : يا حُسن يا أم طويله . أوقفي يا بت . اني مش هجري تاني . اه . ركبي سابت يا اماه . اه يا أماه 


تدنو حُسن من صديقتها إبتسام قائله لها بسخريه 


حُسن : تعبتي يا إبتسام !! . همي يا اللي عندك ١٣ سنه . بتتعبي من دلوقتي !! . دا احنا لسه بنجري في أول غيط يا مكسحه !!! 


تصيح إبتسام متضايقه واضعه يديها على ركبتها اليسرى قائله 


إبتسام : بلا اول غيط بلا أخر غيط يا معدوله . صحتي أولى بيا يا أختي . اني مش زيك . بجري من غير ما أتعب زي التيران 


تقول حُسن بتفاجئاً ساخر 


حُسن : انتي بتقري على صحتي وعافيتي يا بنت أبو طشت !! . أعوذ بالله منك . ما يحسد إلا الأقربون . حصوه في عين اللي خلفوكي يا حساده . هاتي الزعزوعه دي عشان اديكي بيها على دماغك وأكسر سمك . هاتي يا بت . هاتي يا بنت حرامي الطشوت . الله يرحمه أبوكي . كانت سيرته مهببه . سيبي الزعزوعه يا إبتسام . سيبي 


تحاول حُسن أخذ عود القصب من يد إبتسام 


تضحك إبتسام قائله لها 


إبتسام : بت . هههههه . بغير بغير . هههههه . حُسن . تعالي نروح طنطا 


تقلق حُسن سائله إبتسام 


حُسن : طنطا !! . ليه !؟ . هنعمل ايه في طنطا يا بت يا ابتسام !؟ 


تنهض إبتسام من على الأرض قائله 


إبتسام : البنات كلهم نازلين يا حُسن . رايحين يشوفوا الدنيا . جت علينا انا وأنتي !! . عاجبك كل يوم القعاد في سبرباي !! . اني عايزه اخرج يا بت . عايزه أتسرمح مره من نفسي يا حُسن 


تتسائل حُسن بتوتر 


حُسن : وأبويا !! . وأخوكي يا إبتسام !! . مش هيقلبوا البلد علينا لحد ما يلاقونا !؟ . لأ يا ابتسام . انا أخاف من أبويا وأخويا محمد . لا اخرجي انتي . اني مش رايحه طنطا . أنا مش عايزه اتضرب منهم 


تقول إبتسام لحُسن بجديه 


إبتسام : يا بت محدش هيضربك . اني قولت لأمي اننا خارجين مع البنات . وأخويا انا مش خايفه منه . عشان هو مشغول مع ولاده ومراته . انا هقول لأمك اننا هنروح . متترعشيش كده أبوكي مش هيعرف . أمك وأمي هيداروا علينا . أبوس ايديك خلينا ننزل يا حُسن . احنا هنلعب وهنشتري حاجات كتير . و متقلقيش مش هتقل عليكي . امي مدبره فلوس لينا احنا اللتنين . جايز تكون دي خروجة العمر يا حُسن . إلا قوليلي . امك عملت ايه مع ابوكي !؟ . وافق يجيب لك المدرسه في البيت عشان تتعلمي يا بت !؟ 


تتنهد حُسن بحزناً قائله 


حُسن : موافقش . فيه واحد صاحبه الله يسامحه . قال له هتجيب لها مدرسه عشان تتعلم . وتتنطط على كتافك بعد كده . هنا البنات ملهمش علام . ليهم الجواز بدري بدري . منه لله . هو اللي لعب في راسه . ده كره ان امي تجيب سيرتي في اي حاجه يا ابتسام !! . أبويا كره سيرتي خالص !!! . تعرفي اني نفسي في ايه !؟ . نفسي أطير . نفسي أطير يا ابتسام . نفسي أبعد وأبعد وأبعد . لحد ما أوصل للسحاب . نفسي أطير وأطير وأطييييير 


تدور حُسن حول الغيط فارده ذراعيها ضاحكه قائله 


حُسن : عايزه اروح لأخر الكون . عايزه اعيش سني يا ابتسام . عايزه أبويا يحضني . عايزاه يسمعني . ويتكلم معايا في اي حاجه حتى لو كانت هبله . نفسي أخويا محمد يبقى حنين عليا زي أمي . عايزه حد يسمعني يا ابتسام . عايزه اتعلم . وعايزه أخرج . عايزه ألعب . عايزه أفرح يا ابتسام . كتير عليا الفرحه !؟ . هو أنا مش من حقي برضو إني أفرح يا مكسحه !! . هههههه


تضحك إبتسام مقتربه من حُسن قائله لها 


إبتسام : وحياتك هنفرح . وهنضحك . وهنلعب . وهنغني يا حُسن . أقول لك على حاجه حلوه . شفيقه النهارده هتغني في ليله كبيره أوى يا بت 


تفرح حُسن قائله 


حُسن : والنبي يا ابتسام !! . شفيقه جايه طنطا !! . البنات رايحين امتى !؟ 


تقول إبتسام لها 


إبتسام : مش هيتحركوا من غيرنا . تعالي نروح البيت عندي أغير هدومي . ونجري على طنطا معاهم 


تُهلل حُسن صائحه 


حُسن : يا حلاوه يا حلاوه . شفيقه جايه طنطا . شفيقه جايه طنطا . يلا يا بت 


تركض حُسن وإبتسام صائحتان راقصتان في الغيط 


الاثنان معاً : شفيقه جايه طنطا . شفيقه جايه طنطا . شفيقه جايه طنطا 


.. 


اضحت الساعه الحادية عشر مساءً ولم تأتي حُسن إلى منزلها ، يقف أبيها المدعو ( عبد العزيز الطوخي ) في وسط الدار ، كاشر الوجه غاضباً ناقماً على ابنته التي اعتبرها قد خرجت عن طوعه لرحيلها عن البيت بدون أمراً منه 


يصيح عبد العزيز حاملاً عصا في يده قائلاً بعصبيه  


عبد العزيز : يا ويلهااااااا . اني بنتي تخرج بره الدار من غير اذني !! . ليه طرطور !! . راحت فين !؟ . حُسن بنتك راحت فين يا وليه انتي !؟ 


تقترب والدة حُسن التي تدعي ( جمالات ) من زوجها قائله له بخوف 


جمالات : البت . مع اصحابها البنات يا عبد العزيز . تلاقيهم بيلعبوا هنا ولا هنا . والوقت خدهم محسوش بيه . امانه عليك يا حبيبي . متعملش حاجه فيها . متضربش البت لما ترجع يا عبد العزيز . امانه عليك متأذيش بنتي 


يضرب عبد العزيز جسد زوجته جمالات بالعصا صائحاً 


عبد العزيز : أني هموتها يا جمالات . هموتها وأموتك عشان اخلص منكم يا بنت العكره . هموتك يا جمالات 


يدافع ( محمد ) البالغ من العمر ١٩ عاماً ، عن والدته التي انهال أبيه على جسدها بالضرب المؤلم ، صائحاً بقلق 


محمد : أمي لا يا أباه . اضربني اني . ابعدي عنه يا أماه . اباه كفايه . اباه . أباه 


تبكي جمالات واقعه على الأرض ، ويحتضن محمد أبيه بذراعيه قائلاً له بقلق 


محمد : أباه . امي مش حملك . والنبي كفايه . اني هدور عليها . كفايه يا أباه 


يقول عبد العزيز بغضب 


عبد العزيز : أختك تعبتني يا محمد . ودين الله لأجوزها من بكره لراجل . يمسيها بعلقه ويصبحها بعلقتين . بنت الكلب . امشي من قدامي يا جمالات . اني عارف انك خرجتيها من ورايا . امشي لأموتك يا وليه . غوري خوشي جوه . غوري 


تنهض جمالات المغلوب على أمرها من على الأرض مرتعبه ، ثم تركض متجهه إلى غرفه تقع إلى ناحية اليمين 


ينظر عبد العزيز لأبنه محمد قائلاً بغضب 


عبد العزيز : أبن البسطاوي طلب ايديها يا محمد . انا هجوزها له . دا اللي هيعرف يتوب أمها . نفسي اخلص من قرفها يا أبني . يلعن طينتها عيله بتحب اللف والدوران . ربنا ياخدها عشان ارتاح منها . ربنا يجيب لي خبرك عشان ارتاح منك يا حُسن . دور عليها يا محمد . دور عليها وهاتها لي 


يسير عبد العزيز غاضباً متجهاً إلى غرفته ، ويتجه محمد إلى ناحية باب الدار لكي يبحث عن أخته حُسن في كل مكان 


... 


تستمتع حُسن وبقية الفتيات بسهرة المطربه شفيقه في مدينة طنطا 


 تغني شفيقه على المسرح ، وترقص إبتسام قائله بصوتاً مرتفع 


إبتسام : الله على صوتك يا متدلعه . والمصحف سلطانه بتغني وحياة سيدي البدوي . سامعه الصوت يا بت يا حُسن . عظمه . يا بت مالك مكشره كده ليه !! 


تقول حُسن لإبتسام بقلق 


حُسن : الليل ليل اوي يا إبتسام . وحياة امي احنا هنضرب بسببك النهارده 


تقول إبتسام بعدم أهتمام 


إبتسام : ما نضرب . ايه يعني !! . شفيقه فداها ألف علقه يا حُسن . بحبك يا شفيقااااااه . اني هنا اهو يا أختي . بحبك يا قمر الليالي . لعلعي . لعلعي يا بسكوته 


يرقص الرجال مُتلذذين بسماعهم لصوت شفيقه الرنان ، وتصفق حُسن والفتيات لصديقتهم إبتسام ، التي كانت تقف على كرسي خشبي ، راقصه بطريقه مضحكه مغنيه بصوتاً مُنفر مقلده شفيقه ، وفجأه . يشاهد ( إسلام ) أخته الصغرى إبتسام وهي ترقص أمام الرجال ، كان إسلام ملتحي متشدداً للغايه بالنسبه لأمور الدين والشريعه الإسلاميه ، تصرخ حُسن بصرخه فزعه عندما رأت إسلام متجهاً ناحيتهم ، وتتوقف إبتسام عن الرقص ناظره لأخيها بخوف ، وتركض الفتيات من أمامه حتى لا يفتك بهم 


يقف إسلام أمام أخته إبتسام التي كانت ترتعش خوفاً منه 


 يمسك إسلام بيد إبتسام قائلاً بغضب 


إسلام : انتي بترقصي قدام الرجاله يا ابتسام !! . يا خسارة خوفي اللي دبح قلبي عشانك . انزلي من على الكرسي ده . دا انا هسود عيشتك وعيشة أمك اللي داريت عليكي يا صرمه . انزلي . تعالي معانا انتي كمان يا صاحبة الرقاصه . انزلي يا بت 


يجذب اسلام يد إبتسام التي قفزت خائفه من على الكرسي ، ويسير بها وسط الجموع غاضباً بشده ، وتمسك حُسن يدها الأخرى راكضه خلفهم ، مضطربه قلقه مما سيحل بهما بعد عودتهم إلى قريتهم 


... 


تستمع قرية سبرباي بأكملها إلى صرخات حُسن المتألمه 


يحرق عبد العزيز بالسيخ الملتهب جسد ابنته حُسن التي كانت تصرخ بفزع 


يصيح عبد العزيز قائلاً بغضب 


عبد العزيز : بتسهري بره البيت يا حُسن !! . ده اخوكي معملهاش . بترقصي كمان يا بت !! . دا اني مش هخلي في جسمك حته سليمه 


تصرخ جمالات راكضه إلى ابنتها حُسن لكي تحميها من غضب والدها 


جمالات : بنتي  


يضرب عبد العزيز بالسيخ ظهر جمالات بضربه قويه صائحاً 


عبد العزيز : ابعدي يا وليه 


تصرخ جمالات محتضنه ابنتها حُسن


جمالات : يا مفتري . يا مفتري . اوعي تلمسها تاني . إياك تلمسها يا مفتري 


يصيح محمد قائلاً بثوره غاضبه 


محمد : انت بتضرب أمي ليه يا اباه !؟ . هي ذنبها ايه !!! 


يصيح عبد العزيز ضارباً كتف محمد الأيمن بالسيخ قائلاً له 


عبد العزيز : أسكت يا خلفة الندامه 


يتألم محمد ممسكاً بذراعه 


محمد : اااه 


تصرخ جمالات بخوف قائله 


جمالات : محمد . أنت ايه !! . حرام عليك يا شيخ !!! . سيبنا في حالنا 


يحمل عبد العزيز العصا من على الأرض ، ويقوم بضرب جمالات و حُسن على رؤوسهم ، تضع جمالات يدها على رأس حُسن حتى لا تُصاب بالأذي ، فيركض محمد ناحيتهما ويتصدي لضرب والده لهما بالعصا 


يتلقى محمد الضربات التي كانت تنزل على ظهره بصياحاً متألم 


محمد : اااه . اااااه 


تصرخ حُسن محتضنه أخيها محمد 


حُسن : محمد . كفاياااااااه 


تبكي امهما صارخه 


جمالات : حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا عبد العزيز . حسبي الله . أبني . محمد . ولادي . ولادااااي 


يضرب عبد العزيز أفراد عائلته بلا رحمه صائحاً بغضب 


عبد العزيز : مش أنتوا العيله اللي كنت عاوزها يا جمالات . اني ماكنتش عايز عيله تخالف أمري . موتى انتي وعيالك . موتوا  


يتألم محمد معانقاً أمه وأخته حُسن 


محمد : اه . اه . اه . اه . ابااااه 


... 


ترتعش إبتسام مستلقيه على قدمي أخيها إسلام ، الذي كان يضع السكينه على رقبتها لكي يذبحها 


تكتم امهما فمها بيديها باكيه جالسه على الأرض 


يقول إسلام لأخته بغضب 


إسلام : بترقصي وسط الرجاله يا إبتسام !! . أنا هقطع لك رقبتك . اتشاهدي . اتشاهدي يا عاصيه . اتشاهدي 


تبكي إبتسام قائله لأخيها 


إبتسام : إسلام . متدبحنيش . أنا بحبك يا أخويا 


يبكي إسلام صائحاً 


اسلام : مش هصدقك . أنتي رقصتي . يعني ارتكبتي ذنب . إبتسام . انتي روحتي في حته انا مش عايزك فيها . هو انتي !؟ . انتي !! . روحتي مع حد في سكه !؟ . انتى ماشيه مع راجل يا بت !! 


تصرخ إبتسام باكيه قائله 


إبتسام : متقولش عليا اني كده يا إسلام . لأ يا إسلام . انا اختك . انا اختك إبتسام . لا . لا يا إسلام . لاااااااا 


يرمي إسلام السكين من يده محتضناً إبتسام 


تصرخ إبتسام قائله بتوتر 


إبتسام : لااااا . اني معرفش حد يا أخويا . اني كنت بلعب . والله كنت بلعب يا إسلام . اني كنت بلعب . روحت عشان ألعب . حقك عليا اني رقصت . بس انا كنت بلعب . اني معملتش حاجه . ازاي تقول عليا كده !! . انا كنت بلعب مع البنات . كنت فرحانه ورقصت . حقك عليا . انا اسفه . اني اسفه يا أخويا . حقك عليا . حقك عليا يا اسلام 


يبكي إسلام محتضناً إبتسام قائلاً 


اسلام : أستغفر الله العظيم . ايه اللي كنت هعمله ده !!! . حقك عليا انتي كمان يا ابتسام . انا شديت عليكي . و خنقتك . انا اللي أسف يا أختي . خوفي كان بزياده . وخلاكي تفكري . اني بحرم عليكي حياتك . انا محقوق لك يا إبتسام . عيشي سنك . من غير ما تغلطي غلطه زي دي تاني . اوعي تعملي كده تاني يا إبتسام . انا اسف . والله اني بخاف عليكي . اني بخاف عليكي أوى يا إبتسام 


تضم إبتسام أخيها باكيه قائله له 


إبتسام : أنا اسفه يا إسلام 


تُقبل والدتهم رأس ابنها إسلام ، ثم تضمهما باكيه 


.... 


قام عبد العزيز بحبس حُسن في غرفه مظلمه ، كانت حُسن بمفردها تبكي وتتألم بسبب جراحها المُحرقه 


حُسن : أماه . أماه . أماه 


تجلس جمالات في الخارج أمام باب الغرفه قائله لأبنتها بحزن 


جمالات : أنا جمبك يا حُسن . انا قاعده قدام باب الاوضه يا ضنايا . مش هسيبك لوحدك في حبستك دي . انا جمبك يا بنتي . انا جمبك هنا . ياريتني ما وافقت انك تروحي طنطا . ياريتني ما رضيت . ياريتني ما رضيت يا حبيبتي 


تقف حُسن على قدميها قائله بتعباً شديد لأمها 


حُسن : أماه . انا عايزه امشي من البيت ده . انا مش قادره أعيش مع أبويا . أنا عايزه امشي يا أماه . هروح المنصوره عند عمي . انا عايزه اطلع يا أماه 


تقترب جمالات أكثر من باب الغرفه قائله لحُسن بقلق 


جمالات : لو قدرت اخرجك . هتعرفي تروحي لعمك يا حُسن !؟ 


تركض حُسن إلى ناحية الباب قائله بأنفعال 


حُسن : هعرف يا اماه . والله العظيم هعرف بس طلعيني من هنا . انا عارفه بيت عمي فين في المنصوره . طلعيني يا اماه . ابوس ايديك خرجيني من الاوضه دي . هربيني يا اماه . هربيني يا أماه . خرجيني 


تتجه جمالات إلى ناحية غرفة ابنها محمد ، تفتح الباب ، فتجده نائماً عارياً مُتورم الجسد 


تذرف جمالات الدموع من عينيها قائله 


جمالات : تروح لعمها أحسن ما تموت هنا . يا كبدي يا أبني . ضربه تاخدك يا عبد العزيز . منك لله . منك لله . ربنا ينتقم منه 


... 


في الصباح الباكر ، يكتشف عبد العزيز هروب ابنته حُسن من الدار فيصب غضبه الجم على أمها وأخيها محمد 


يصيح عبد العزيز بجنون 


عبد العزيز : هربتي حُسن يا جمالات !! . هربتي بنتي !! 


تحتضن جمالات ابنها محمد قائله بغضب 


جمالات : أنا نجيت بنتنا منك يا عبد العزيز . انت كنت هتموتهالي . حُسن راحت لأخوك داغر المنصوره . اني نجيت بنتي منك 


يتسائل عبد العزيز ببرود قائلاً 


عبد العزيز : راحت لداغر المنصوره !! . وهي هتعرف توصل له لوحدها !؟ . اه . أنا نسيت ان بنتك واعيه . لافه . هتوصل له . لو عايزه توصل له أكيد هتوصل له . انا مش هروح وراها في حته . براحتها يا جمالات . خليها على راحتها . بس أنسيها . أنسى اختك يا محمد . أنسى ان ليك أخت . زي ما انا هنسي ان ليا بنت 


يتفاجئ محمد ببرود والده المستفز له ولأمه ، ثم يُدير لهما عبد العزيز ظهره وكان ينفخ غاضباً 


... 


تجلس حُسن على رصيف في مدينة قطور ، بفستانها المُمزق الكتفين ، متعبه عطشه تشعر بالأحباط ، وكانت جروحها تستثير يداها لحكها 


تقول حُسن لنفسها بخوف 


حُسن : ابويا زمانه قتل أخويا وأمي . اعمل ايه !؟ . ارجع له !؟ . لا . يا حزني . دا اني لو رجعت هيموتني . اعمل ايه !! . لو روحت لعمي داغر . هيجيلي بيته ويقطعني حتت . يا وقعه متعاصه جله . أهرب منه فين !! . أروح فين !؟ . يا خيبتي 


وفجأه . تجد حُسن شاباً وسيماً يرتدي بدله ممشوق القوام ، يقف أمامها مبتسماً لها بأبتسامه عريضه لطيفه قائلاً 


الشاب : مين اللي قدر يضرب الجمال ده كله !! 


تقول حُسن بتوتر 


حُسن : جمال !! . جمال مين يا عم !؟ 


يضحك الشاب قائلاً لها 


الشاب : عم !! . انا عم !! . بتكلم عن جمالك انتي . مين اللي عمل في جسمك كده !؟ . انتي من هنا !؟


 تتحدث حُسن قائله بقلق 


حُسن : ايوه من هنا . أبويا اللي عمل فيا كده 


يتعجب الشاب قائلاً


الشاب : ازاي أبوكي يعمل فيكي كده !! . انتي عملتي حاجه غلط يا !؟ . هو انتي اسمك ايه !؟ 


تقول حُسن بعجز 


حُسن : حُسن . اني حُسن 


يجلس الشاب إلى جوارها على الرصيف قائلاً لها بأعجاب 


الشاب : حُسن . أسم على مسمى . اهلاً يا ست الحسن والجمال . انا فايد نوار . من القاهره . عندك كام سنه يا شاطره !؟ 


تحدثه حُسن قائله بغضب 


حُسن : عندي ١٣ سنه 


يبتسم فايد قائلاً لها 


فايد : ١٣ !! . صغيره . وأنا عندي ٢٢ سنه . حُسن . أبوكي ضربك ليه !؟ 


تقول له حُسن وهي تبكي بمراره 


حُسن : ضربني عشان سهرت بره بيتنا . سهرت لحد ١١ بالليل . كنت في ليله للست شفيقه . اتعملت في طنطا 


يقول لها فايد ضاحكاً 


فايد : ضربك عشان سهرتي في ليله لشفيقه !! . عنده حق يا حُسن . ازاي بنوته جميله زيك . تسهر بره البيت لحد الوقت المتأخر ده !؟ 


تقول حُسن بضيق 


حُسن : ما مش اني لوحدي اللي سهرت بره . انا كنت ويا البنات . فيه واحده فيهم كان هيحصل لها اكتر مني . إبتسام صاحبتي . اخوها كان هيدبحها بالسكينه . امي قالت لي انه كان هيموتها . بس سامحها . عشان بيحبها سامحها . لكن انا محدش هيسامحني . ارجع لهم ازاي !؟ . اني هربت من البيت 


يقترب فايد من حُسن قائلاً لها 


فايد : بيتكم فين يا حُسن !؟ 


تصرخ حُسن قائله لفايد بخوف 


حُسن : لا اني مش هرجع الدار . أبويا هيموتني . أبويا هيدبحني لو رجعت له 


يمسك فايد يد حُسن قائلاً لها بحنان 


فايد : حُسن . ارجوكي متخافيش من اي حد . انتوا عندكم تليفون في البيت !؟ . لو عاوز أوصل لأبوكي اعمل ايه !؟ . متخافيش انا مش هوديكي ليه . قوليلي بس أوصل له ازاي !؟ 


ترتعش حُسن قائله 


حُسن : أنا مش عايزه اشوفه . اني حافضه رقم البقال اللي في شارعنا . أتصل بيه . وقول له انك عايزه . لكن اني مش هقابله . أبويا بيكرهني . بيحب أخويا محمد أكتر مني . عشان هو راجل . إنما اني بت . مليش لازمه عنده . انت هتكلمه في ايه !؟ 


يقول فايد لحُسن بمكراً 


فايد : هكلمه عشان ألعب معاه لعبه صغيره . انتي بتقولي انه مش بيحبك صح !؟ . انا بقى باللعبه دي . هتأكد فعلاً اذا كان مبيحبكيش . ولا بيضحك عليكي بكده !؟ 


تبعد حُسن يد فايد عن يدها قائله له 


حُسن : ماشي . كلمه . شوف هيقول ايه في لعبتك دي . هتحفظ الرقم بسرعه ولا مخك ضلم !؟ 


يضحك فايد ، ويخلع جاكيت بدلته لكي ترتديه حُسن قائلاً لها 


فايد : لأ انا مش هتعبك معايا . ألبسي الجاكيت ده . على فكره انا سريع في الحفظ جداً . قولي الرقم . وقبله قوليلي أسم أبوكي الشديد العنيد ده . أسمه ايه باباكي !؟ 


تقول حُسن بخوف 


حُسن : عبد العزيز الطوخي . أمام مسجد في سبرباي . متشكره على الجاكيته 


يبتسم فايد قائلاً لها 


فايد : العفو يا حُسن 


... 


وبعد ربع ساعه . يقف فايد مع حُسن عند كُشك على الطريق مُحدثاً والدها في الهاتف قائلاً له بغضب 


فايد : ايه يا أخويا !؟ . انت مجنون يا راجل انت !!! . عايز عليها فلوس !! . أنت بتقول ايه !! 


. يتحدث عبد العزيز مع فايد من خلال هاتف صديقه البقال ، الذي طلب منه الإنصراف حتى يُنهي تلك المكالمه الخاصه 


يقف محمد إلى جوار أبيه مشلول التصرف والإدراك 


يقول عبد العزيز لفايد بسخريه بحته 


عبد العزيز : بقول اللي انت سمعته يا اصنج الودن . انا عايز فيها ٢٠ ألف جنيه . ده تمن حتة أرض شرحه . اني حاطط عيني عليها في البلد . انا ما هصدق اخلص من شقاوة حُسن . اسمع . انا هبعت لك شهاده ميلادها في البريد . وزي ما أنت عايز . اعتبرها يتيمه . ربيها . أكسب فيها ثواب . خليها تحل عني . قول لها ابوكي مش عايزك يا حُسن . ابوكي بيبيعك عشان الفلوس يا حُسن 


. تضع حُسن السماعه على اذنها مختنقه مستمعه إلى حديث أبيها في الهاتف 


يبكي فايد مضطرب القلب مفزوعاً ناظراً لحُسن 


يصيح محمد باكياً قائلاً لأبيه 


محمد : اباه . انت بتبيع أختي !!! . بتبيع لحمنا ودمنا يا اباه عشان الفلوس !!! 


يصفع عبد العزيز وجه محمد بصفعه تؤلمه قائلاً 


عبد العزيز : ابيعها وأبيع أمك . امشي على البيت يا قليل الربايه . امشي يالا


يبتعد محمد عن أبيه لرؤيته وجهه الحقيقي القاسي العابد للأموال ، لقد ضحي بأخته الصغرى من أجل مبلغ ٢٠ ألف جنيه ، وبالتأكيد سوف يضحي به هو الآخر عندما تأتي له فرصه مناسبه مثل هذه 


 ركض محمد إلى الأمام مجروحاً باكياً لا يعلم إلى أين يذهب !؟ 


تصيح حُسن في الهاتف قائله لأبيها بصدمه 


حُسن : عايز ترتاح مني يا أباه !! . هتبيعني !! . عايز تبيع بنتك يا أباه !!! 


يضحك عبد العزيز بلا مبالاه قائلاً لحُسن 


عبد العزيز : أدى السماعه للراجل اللي معاكي يا حُسن . خليني أشوف هيبعت تمنك امتى !؟ . لأحسن الأرض تضيع مني 


تفقد حُسن وعيها واقعه على الأرض ، يمد فايد ذراعيه محتضناً جسدها صائحاً بخوف 


فايد : حُسن . حُسن . أنت أب أنت !!! 


يضم فايد حُسن متحدثاً مع أبيها في الهاتف صائحاً بغضب 


فايد : اه لو شوفتك قدامي . هفعصك تحت رجلي . اسمع انت بقى . الفلوس اللي انت عايزها هتوصل لك وبزياده . أما حُسن . فأنا هاخدها معايا بره . انا مسافر وهاخدها معايا . عمرك ما هتشوفها تاني . انت ماتتخيلش انا غني لدرجة ايه !! . انا عندي ٢٢ سنه بس راجل . انا هعرف أكون لها الأب . اللي انت مقدرتش تكونه . هقدر أكون لها الأخ . اللي يقدر يحافظ عليها يا واطي . فلوسك بكره هتوصل لك مع حد من طرفي . هيستناك قدام مكتب بريد طنطا . هكلمك تاني . وشهادة ميلادها تيجي لي . سمعت يا أوسخ اب في الدنيا


يغلق فايد الهاتف باكياً محتضناً حُسن 


فايد : حُسن 


يغلق عبد العزيز الهاتف مبتسماً قائلاً 


عبد العزيز : ٢٠ ألف جنيه . مُرزقه يا حُسن . هانت وبكره يجي . الواد متريش . محظوظه يا بت . دنيا حظوظ  


يترك عبد العزيز لصديقه ثمن المكالمه ، ثم يسير عائداً إلى منزله منتظراً قدوم الغد بفارغ الصبر لكي يبيع ابنته حُسن لفايد نوار 


... 


تجلس جمالات على الأرض في غرفة حُسن ، صارخه محتضنه أبنها محمد 


جمالات : ابوك باع البت يا محمد . يا لهوووووي . باع حُسن يا محمد . باع بنتي . يا بنتي . يا لهوي . يا لهوي . باع حُسن . يا قلبي يا بنتي . يا قلبي . يا لهوووووي . بنتااااااي 


يضم محمد أمه باكياً وكان ضميره يقتله لأنه لم يستطع إنقاذ أخته من طمع أبيه الظالم 


.. 


وفي صباح اليوم التالي . تقف حُسن مع فايد إلى جوار سيارته منتظرين قدوم أبيها إلى مكتب البريد ، وكان المحامي الذي وكله فايد للأتفاق مع عبد العزيز واقفاً منتظراً وصوله متذكراً ملامحه من خلال وصف حُسن له ، لقد أخبر فايد والد المسكينه حُسن بأنه سيتعرف على محامي العائله عن طريق حقيبه جلديه متوسطة الحجم بيضاء يحملها في يده 


تبكي حُسن قائله 


حُسن : أبويا مش هيجي . مش هيبيعني . مش هيجي . أبويا مش هيعمل كده يا فايد . مش هيجي . لاااااااا 


يكتم فايد فم حُسن بيده بعد رؤيتها لأبيها القادم مهرولاً لكي يتسلم أموال بيعها من المحامي 


تصرخ حُسن محتضنه فايد 


حُسن : اااااااه 


يمسح فايد دموعها بيديه قائلاً لها 


فايد : بس . بس عشان خاطري يا حُسن . بس يا حبيبتي . عارفه !؟ . أنا ربنا جابني هنا مخصوص عشانك انتي يا حُسن . كان ممكن محضرش فرح أخت صاحبي . كان ممكن تحصل لي اي مصيبه ومجيش هنا . بس ربنا بعتني عشانك . متزعليش . انا هحافظ عليكي كويس . لحد ما توصلي لسنك القانوني . وبعد كده هتجوزك رسمي قدام العالم كله . حُسن . أنا بحبك 


تخجل حُسن باكيه قائله لفايد 


حُسن : أني محدش قال لي الكلام ده قبل كده . محدش قالي بحبك يا حُسن . حتى أمي 


يبتسم فايد قائلاً لحُسن 


فايد : أنا هفضل اقولهالك يا حُسن . هفضل أقولك بحبك على طول . محدش من عيلتك يستاهلك . انا هوديكي للناس اللي هيحبوكي بجد . هوديكي لعيلتي . اللي هتبقى عيلتك انتي كمان . احنا هنسافر السعوديه . بتحبيها يا حُسن !؟ 


تبتسم حُسن قائله 


حُسن : بلد سيدنا النبي 


يقول فايد مبتسماً 


فايد : عليه أفضل الصلاة والسلام . حُسن . حسن وبعدين !؟ . ماتبصيش عليه . لأ . اركبي . اركبي يلا العربيه . تعالي يا حُسن 


يفتح فايد باب السياره لحُسن التي كانت تنظر إلى أبيها بنظرات شديدة الكراهيه  


يحدق عبد العزيز إلى الأموال التي تنازل من أجلها عن ابنته الوحيده بشراهه وحشيه ، ثم ينطلق مبتعداً عن مصلحة البريد 


يسير فايد بالسياره إلى الأمام ، وتنظر حُسن إلى الخلف لوالدها بنظره غاضبه ، مودعه عالمه الكريه المتخلي عنها من أجل أهدافه الجشعه.




تمت بحمد الله

لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة