-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 5 - 1 - الجمعة 2/8/2024

 قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل الخامس

1


تم النشر يوم الجمعة

2/8/2024 



 استيقظت قبله وراحت تتأمل وجهه وهو نائم وتفكر فيما حدث معهما حديثا وما مصير ذلك الجنين الذي ينمو في احشائها هل سيفرق بينهما أم سيجعلهما أقوى من ذي قبل وسيتوج علاقتهما العميقة؟


 أغمضت عينيها ثم فتحتها عندما شعرت بانفاسه الحارة تحرق وجنتها تضع قبـ لة خفيفة هاتفا بهدوء: بتفكري في ايه يا حبيبتي؟


 أطلقت تنهيدة عميقة ثم أجابته بخفوت: فيك.


 منحها ابتسامة واسعة مغمغما وهو يوزع قبـ لات خفيفة فوق سائر وجهها: للدرجة دي بتحبيني. 


بعدك عم تسأل يا حسن انا ما ضلل لي غيرك بهاي الدني انت بيي وابني وكل شي انا لما شكيت اني حامل خفت كتير خفت تتركني او تطلب مني اني روح البيبي بس في شي جواتي قال لي ان حسن ما بيعمل هيك

 بس لما شفت رد فعلك عند الحكيم تأكدت شكوكي 

بعرف ان احنا اتفقنا ان ما يكون بينا اولاد بس هادا مو بأيدي حسن الله عز وجل هو يلي أراد. 


دمعت عينيها ثم أردفت بنبرة اخف من صابقتها: لو بدك روح البيبي فانا ما عندي مانع. 


قاطعها بحدة: استغفر الله العظيم ايه اللي بتقوليه ده يا ماجي انت اتجننتي اولا انا ما اعملش حاجة زي دي أبدا 

ثانيا انك تسقطي دي حاجة فيها خطورة عليكي وانا استحالة اضحي بيكي.


 منحها ابتسامة مطمئنة ثم استطرد: انا عايز طفل يكون حلو زيك كده يا حبيبتي بس كل اللي بطلبه منك انك تديني شوية وقت امهد للولاد اتفقنا


 اشرقت ابتسامتها حتى انارت وجهها الجميل ثم عانقته بقوة وراحت تمطره بوابل من الكلمات المعسولة المصاحبة لكلمات الشكر والامتنان. 


أما عنه فلم يفوت تلك الفرصة بل بادلها العناق والسعادة وسحبها إلى عالمهما الخاص الذي لا يعرفه سواهم


❈-❈-❈


يدور حول نفسه كالأسد الجريح وهو لا يصدق ما فعله للتو لأول مرة يتجرأ ويصفع تلك الرقيقة الجميلة الخـ ائنة


 وفي خضم ذلك الصراع الطاحن الذي يدور بداخله استمع إلى أزيز هاتفه فسار باتجاهه بخطوات متعسرة ثم التقطه صك على اسنانه بغضب حارق عندما تعرف على هوية المتصل قرر أن يغلق المكالمة إلا ان فضوله جعله يضغط زر الإيجاب

 استمع إلى صوته الساخر: ايه يا صاحبي ما كنتش عايز ترد ولا ايه ولا مش متقبل الخسارة لأ انا اعرف ان عندك روح رياضية كبيرة جدا بس يلا تعيش وتاخد غيرها يا ابن نصار 

لما تختار المرة الجاية اختار واحدة تكون بتحبك لأني مش ضامن نفسي المرة الجاية بصراحة ممكن اعمل ايه. 


ألقى كلماته المسمومة وأغلق الهاتف مما جعل رائف يصرخ بقوة ملتقطا مفاتيحه دالفا غيرا عابء بندائات السكرتيرة وصديقه المتكررة عازما على تلقين ذلك الحقير درسا لم ولن ينساه أبدا 

سيعرفه من هو رائف نصار كما أنه سيدفعه ثمن جريمته التي ارتكبها في حقه وفي حق عائلته.


 أما عن رحيم فشعر بالخوف على صديقه مما جعله يترك الأوراق على مكتب السكرتارية ويلحق به بسيارته كي يعرف ما الذي حدث معه فيبدو أن صديقه غاضب حد الجنون


❈-❈-❈


جُمع سكان البناية على إثر ذلك الصوت المرتفع الذي أتى من الخارج فتساءل أحد السكان بهدوء: خير ام فضل ايه الدوشة اللي انت عملاها دي؟


 تشدقت إحدى النساء بغضب: هو احنا ما ورناش غيركم ولا ايه كل شوية ما تتهدوا في بيوتكم بقى.


 ارتفع صوت امرأة أخرى: هو ما فيش فالعمارة دي غير انت وابنك والزفتة بنت مختار!


 قاطعتها وهي تهدر بصوت مرتفع: اخرسي قطع لسانك ولسان اللي يجيب سيرة ليلى بنتي بحاجة وحشة البنت اللي هي ومامتها الله يرحمها كانت سمعتهم زي الجنيه الدهب وانتم بكل بساطة كده تصدقوا عليها الكلام اللي يتقال صحيح انكم ناس لا عندكم دم ولا ضمير.


 قاطعتها إحداهما: والله طب ما انت يا اختي كنت واقفة وشايفة اللي حصل من شوية ما اتشمللتيش وقلتي الكلام ده ليه ولا انتم طبختوها انت وابنك سوا.


 أمن الجميع على حديث تلك المرأة 

فرمقتهم بعدائية شديدة مستطردة حديثها اللاذع: صدقوا ولا ما تصدقوش ان شا الله عنكم ما صدقتم ليلى دي انا مرضـ عاها من صـ دري مع بنتي يعني هي وفضل اخوات يبقى الكلام اللي انتم سمعتوه من العقربة ستها ده ما حصلش.


 وايه يا اختي اللي هيخلي واحدة تتبلى على بت ابنها الا بقى لو كانت مخبولة يعني والست سميحة ربنا يكملها بعقلها لسه عقلها زي الفل. 


خلاص يا امي ما فيش داعي للكلام مع ناس زي دول كنت عارف ان هم مش هيصدقوكي ولا هيصدقوا اي كلام هيتقال اصلا

 اذا كان اهلها ما وقفوش جنبها يبقى الناس الغريبة دي هتصدقنا احنا وتكدبهم عموما حسبي الله ونعم الوكيل في اي حد يظن السوء في ليلى

 يلا كل واحد يروح يشوف حاله.


 عندك حق يا ابني كل واحد منه لله ربنا ينتقم من ابوها وستها عشان هم السبب في كل اللي حصل ده.


 ألقت كلماتها وقرعت جرس المنزل الذي تسكن فيه ليلى عازمة على احتـ ضانها    والاعتذار لها عن كل ما بدر منها تجاهها في الآونة الأخيرة 


❈-❈-❈


صرخة مدوية شقت السكون أطلقتها نورسين التي هرولت باتجاه صديقتها تهتف بجزع: سيلا ايه اللي حصل لك يا سيلا فوقي.


 اتسعت حدقتاها في دهشة عندما لم تجد منها ردا فهبت واقفة مردفة بعدم تصديق وهي تضع كلتا يديها على أذنيها: معقول تكون ماتت! يا خبر اسود! اعمل ايه دلوقتي؟


 كان عقلها مشوش للغاية فتلك المصيبة ستطولها بالطبع فإن ماتت سيلا ستموت بجرعة زائدة من المخدرات لذا عليها أن تتصرف بحذر دون أن تلفت الانتباه.


  بحثت عن هاتفها عازمة على الاتصال بحسن نصار فهي تحمد الله كثيرا لأنها احتفظت برقمه سابقا.

 وبالفعل ضغطت زر الاتصال وانتظرت ثواني حتى أتاها الرد من الطرف الآخر: الو مين معايا؟


 أجابته بصوت مرتجف: انا نورسين صاحبة سيلا يا عمو حسن. 


تذكرها على الفور: اهلا يا نورسين في حاجة يا بنتي؟


 هتفت ببكاء: سيلا خدت جرعة مخدرات زيادة وفقدت الوعي يا عمو.


❈-❈-❈


أمام القبر الذي يرقد فيه جثمانها وقف يبكي بهستيريا مغمغما من وسط شهقاته: ليه عملتي فيا كده ده ما حدش حبك قدي في الدنيا ليه خنـ تيني وفضلتي فوزي عليا طب ما كان قدامك ما كنتي اتجوزتيه

لأ وعشان تصعبيها عليا جبتي البنت نسخة طبق الأصل منه ازاي يطاوعك قلبك تعملي فيا كده ده انت لو ما كنتيش متي كنت قتلتك بايدي

 بس تعرفي ما كنتيش هتهوني عليا برضو.


 صمت ينتحب حتى انهكه البكاء ثم  أردف بانكسار: دي حتى بنتك ما قدرتش اكرهها خفت ارميها في الشارع وعلى الرغم اني عارف ومتأكد انها مش بنتي إلا اني مش قادر ابعدها عني ولا اقربها مني انا عايش ميت يا سهام.


 ألقى تلك الكلمات وانخرط في موجة أخرى من البكاء فعندما تسكن الشكوك بداخل انسان يتحول إلى شخص ممـ زق تائه مشتت وربما يصل إلى الجنون.


 ظل هكذا لوقت لا بأس به حتى هب واقفا يهتف بغضب: بس انا مش هفضل كده كتير وبنتك هتدفع تمن جريمتك اللي انت عملتيها مش بيقولوا ما يزرعه الآباء يحصده الأبناء واوعي تفتكري انك عشان متي مش هتحسي بحاجة لأ الأرواح بتتلاقى برضو وهتشوفي بنتك وهي بتتعزب وتتهان وانتقامي هاخده حتى بعد ما موتي.



الصفحة التالية