رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 5 - 2 - الجمعة 2/8/2024
قراءة رواية أنا لست هي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا لست هي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الخامس
2
تم النشر يوم الجمعة
2/8/2024
تطاير الشرر من مقلتيها عندما أبصرت تلك العجوز تقف قبالتها عاقدة ساعديها أمام صـ درها وهي تهتف بفظاظة: خير ما كفكيش الدوشة اللي عملتيها برة وجاية تكملي هنا.
أجابتها بحدة: هو انت ايه يا شيخة مش بني ادمة حد يعمل كده في لحمه ودمه!
ابتسمت بسخرية ولم تعقب.
فتابعت الحاجة فاطمة: إذا كنتم مش عايزين ليلى فأمها أولى بيها.
أمها أمها مين دي! اللي اعرفه يا اختي ان امها ماتت وشبعت موت.
تحدثت بنفاذ صبر: انت عارفة انا قصدي ايه يا ام مختار ليلى بنتي زيها زي فضل وزي ندى.
اشتعل الغضب بداخلها فهي لا تريد أن يدافع أحد عن ليلى ولا يقف بجانبها وعليها أن تذوق الويلات لما فعلته والدتها لذا أردفت بغل: والله بنتنا هتفضل عندنا ولها اب يترد عليه.
رمقتها الحاجة فاطمة باشمئزاز ثم دفعتها في منكبها وولجت للداخل تهتف بصوت مرتفع: ليلى انت فين يا بنتي؟
فتحت ليلى باب غرفتها ودموعها تغرق وجنتيها وهي تهتف بصوت مبحوح من أثر البكاء: تعالي يا خالة اتفضلي.
هرولت الحاجة فاطمة بخطوات تناسب عمرها وجذبتها تضمها إلى صـ درها بقوة وهي تغمغم: حقك عليا يا بنتي انا اسفة ما تزعليش مني حقك على راسي انا اللي سبتهم يعملوا فيكي كده وخنـ ت وصية امك الله يرحمها عشان كده ما لكيش قعاد هنا وهتيجي تقعدي وسط اخواتك في بيتي.
هي مين دي اللي هتيجي معاكي يا ولية يا خرفانة انتي!
تلك الكلمات هدر بها والد ليلى الذي ولج للتو بعد أن استمع لحديث الحاجة فاطمة الأخير
استدارت إليه وهي ما زالت تحتفظ بليلى داخل احضـ انها: زي ما سمعت يا مختار ليلى هتيجي تقعد عندي وده آخر كلام بعد الفضـ يحة اللي امك عملتها لها وما راعتش لا صلة دم ولا قرابة
حرام عليكم يا ناس تعملوا كده في بنت يتيمة.
احتدت عينان مختار فدنى منها يجذب ابنته بعيدا عنها هاتفا بعصبية مفرطة: البت دي مش هتتحرك من هنا بيت ابوها اولى بيها وانت اتفضلي من غير مطرود ووشك السمح اتمنا ما اشوفهوش عندي هنا في البيت مرة تانية اتفضلي.
رمقت ليلى بعجز ثم اندفعت للخارج وهي تغمغم ببعض الكلمات الغير مفهومة وتتوعد لذلك الرجل البغيض ووالدته الشمـ طاء.
بينما ليلى ولجت إلى غرفتها مرة ثانية أغلقت الباب ثم جلست خلفه تنتحب بقوة وهي تدعو الله أن يخلصها مما هي فيه حتى ولو بالموت.
❈-❈-❈
يقف أمام غرفة الفحص بالمشفى يشعر بالغضب والخوف معا وبجواره صديقتها نورسين التي كانت تنتحب بصوت مرتفع
فتذكر عندما أخبرته بما حدث كان في طريقه إلى الشركة لكنه سرعان ما غير وجهته للعنوان الذي اعطته إياه
وبالفعل وصل في وقت قياسي وأبصر سيلا فاقدة للوعي ولا ربما الحياة فحملها بين ذراعيه ووضعها في سيارته واتجه إلى المشفى الخاص بهم برفقة نورسين.
وها هما ينتظران فحص الطبيب الذي جلس للتو يهتف بأسف: حسن بيه انا اسف في اللي هقوله لك بس الآنسة سيلا دخلت في غيبوبة والله أعلم هتفوق منها امتى بس المؤكد انها غيبوبة طويلة لأنها اخدت جرعة زايدة من المخدرات.
صدمة شلت حواس السيد حسن مما جعله يجلس فوق اقرب مقعد يقابله فماذا سيقول لوالديها الآن وهما متعلقان بها حد الجنون فلو عرفت والدتها ستموت بالطبع وكذلك شقيقه خاصة وأنهما السبب في كل ما حدث مع ابنتهما بسبب تدليلهما المفرط لها وتنفيذ رغباتها دون السؤال عن أي شيء.
وضع رأسه بين راحتي يده يفكر ويفكر في تلك الورطة التي وقعت فيها عائلة نصار بالكامل فبالطبع إذا عرف أحدهم سبب دخول ابنة العائلة في الغيبوبة ستكون فضـ يحة بما تحمل الكلمة من معنى.
دقائق وواتته فكرة فجزب نورسين من يدها متجها بها إلى الطبيب الذي فحص ابنة شقيقه وراح يهتف بجدية وصرامة: اللي حصل ده ما حدش يعرفه غيركم انتم الاتنين احنا هنقول سيلا عملت حادسة وانت يا دكتور اعمل اللازم عشان تسافر امريكا فورا.
وهتقول ايه لطنط نهال وعمو ماجد يا
Uncle
انا هتصرف يا نورسين المهم انت لو حد سألك تقولي ان هي عملت حادسة مفهوم؟
اومأت له نورسين وكذلك الطبيب الذي استأذن منه بلباقة عازما على تنفيذ أوامره.
بينما حسن دلف للخارج بشرود وهو يفكر في كيفية اخبار شقيقه وزوجته.
❈-❈-❈
بعد أن وصل إلى الشركة الخاصة بوليد الراوي أخبره الحرس بأنه غير موجود مما جعله يعود لسيارته عازما على الذهاب إلى ذاك المنزل المشؤوم بالنسبة له
أدار محرك سيارته وقبل أن يتحرك شعر بصديقه يجلس بجواره هاتفا بلوهاث: ايه يا ابني ده
انت مجنون ازاي تسوق بالسرعة دي ده انا كنت هعمل 100 حادسة وانا ماشي وراك.
أجابه بحدة: وانت تمشي ورايا ليه اصلا يلا انزل عشان عندي مشوار مهم.
هز رحيم رأسه بعند: استحالة اسيبك وانت في الحالة دي يلا سوق خلينا نشوف اخرتها ايه معاك ومش عايز يا سيدي اعرف حاجة بس ما تقوليش انزل لأني مش ناوي اسيبك لوحدك بصراحة.
زفر رائف بقوة ثم أدار السيارة وانطلق بنفس السرعة التي كان يسير عليها وصديقه يشعر بالخوف الشديد.
وما هي إلا دقائق حتى وصل إلى ذلك المنزل المنشود قرع الجرس مرارا فعلم انه لا يوجد أحد بالداخل فاستدار عازما العودة من حيث أتى لكن شعرا بالباب يفتح أخيرا ويطل من خلفه أكثر شخص يبغضه في حياته وقبل أن يتفوه وليد بكلمة انهال رائف عليه باللكمات والصفعات ولم يتركه إلا عندما استمع إلى صوت طرقعة عظامه فأيقن بأنه قد كسرت وكلما حاول رحيم الاقتراب يناله غضب صديقه لكن عندما أبصر صديقه على حالته الجنونية تلك دنا منه وأبعده عنه بقوة هاتفا بغضب: انت اتجننت يا رائف عايز تودي نفسك في مصيبة ابعد عنه يلا وخلينا نمشي وكفاية كده.
هز رائف رأسه بقوة وكاد أن يقترب منه ثانية إلا أن رحيم أوقفه: قلت لك كفاية انت ليه بتعمل كده اصلا اول مرة اشوفك على الحالة دي يا صاحبي.
تأوه وليد بألم ثم حاول الضحك: ما تقول له يا رائف بتعمل معايا كده ليه ولا اقول لك انا عايز انول الشرف ده
خليك معايا انا يا رحيم هو واقف غضبان كده وبيضربني عشان شافني انا وسيلا واحنا مع بعض في اوضة النوم ومش عايز افسر اكتر من كده بقى عشان الأعراض ما انت عارفني بخاف من ربنا اوي.
ثغر رحيم فاهه بعدم تصديق وقبل أن يتفوه ببنت شفا اوقفه رائف بإشارة من يده هاتفا بتوعد: كفاية يا رحيم وخلينا نمشي وانت يا وليد اوعى تفتكر ان انا هسيبك كده لا دي بس مجرد قرصة ودن فشيت فيك خلقي يعني من الآخر.
رسم وليد ابتسامة على شفـ تيه ثم أجابه باستفزاز: والله طيب وانا مستنيك بس خليك فاكر اني مش هعدي اللي انت عملته بالساهل كده يا رائف.
نظر إليه باستخفاف ثم جذب صديقه من يده متجها إلى سيارته وقبل أن يستقل السيارة استمع إلى صوت رنين هاتفه فأخرجه ثم فتح الاتصال وصله صوت والده المجهد: رائف انت فين قابلني على البيت حالا دلوقتي فيه مصيبة
❈-❈-❈
ابتسامة واسعة ارتسمت فوق شفـ تيه عندما وضع أحد رجاله الملف الخاص بها أمامه هاتفا باحترام: الملف اللي طلبته مني يا سيادة اللوا.
اومأ باتزان فقدم الرجل التحية العسكرية واندفع للخارج
امسك بالملف وفتحه فراح يتأمل صورتها الحسنة بدقة وتفحص
لا ينكر أنها امرأة جميلة لكنها سليطة اللسان فمنذ أن رآها أول مرة وهو يشعر بالفضول تجاهها فطلب من ذلك الشاب أن يجمع كل شيء خاص بها ويضعه في ملف لكي يتثنى له معرفتها أكثر.
ظل يتفحص ذلك الملف فعلم أنها امرأة لم تنجب قط تزوجت مرة واحدة في حياتها وتركها زوجها من أجل عدم قدرتها على الإنجاب فشعر بالحزن عليها فما أصعب ذلك الشعور أن يتخلى أحد عنك من أجل شيء ليس بيدك.
قهقه بمرح عندما تعرف على الأماكن التي تتواجد فيها باستمرار فقرر اللعب معها من الآن وسيبدأ بالنادي الذي تذهب له كل يوم لممارسة رياضة التنس.
أمسك بهاتفه ودون الرقم الخاص بها فهو سيجعلها تجن من ما سيفعله بها
❈-❈-❈
صدمة حلت على الجميع بعدما أخبرهم حسن ما حدث لإبنتهم
فاطلقت هيام صرخة عالية عندما أبصرت ابنة عمها تفترش الأرض فاقدة للوعي بينما شقيقها جلس بجوارها وهو يشعر بالضياع ودموعه تغطي وجهه بالكامل.
بينما رائف كان جامدا لم يبدي أي ردة فعل.
شعر حسن لأول مرة بالعجز فهو يعلم علم اليقين بأن ذلك الخبر سيؤثر بالسلب على عائلته فأخرج هاتفه وطلب الإسعاف ثم دنا من شقيقه يعانقه وانحنى على عقبيه جاذبا إياه إلى صـ دره يربط فوق ظهره صعودا وهبوطا وهو يتمتم له بكل الكلمات المهدئة التي يعرفها.
بينما رائف استدار صاعدا إلى غرفته عازما على الاختلاء بنفسه قليلا فهو لا ينكر بأنه تأثر كثيرا من أجلها فهي كانت بالنسبة له كل شيء في حياته
وعلى الرغم من خيانتها له إلا أنه لم يستطع كرهها أو عدم التأثر بما حدث لها فألقى بجـ سده فوق الفـ راش وراحا يبكي كالأطفال وهو يدعو الله بأن تكون بخير.
عودة إلى الأسفل فقد وصلت سيارة إسعاف وحملت نهال الفاقدة للوعي وأصرت هيام أن تجاورها في السيارة
بينما حسن اصطحب شقيقه وسار خلف سيارة الإسعاف
وصلوا إلى المشفى الخاصة بهم استقبلهم الطبيب وأخذ نهال على غرفة الفحص
بينما جلس الجميع بالخارج ينتظرون.
دقائق ليست بالقصيرة وجلس الطبيب يهتف بأسف: للأسف ما دام نهال جالها صدمة وففقدت النطق.
انهار السيد ماجد فابنته وزوجته في خطر عظيم
بكت هيام بقوة بينما حسن احتـ ضن الاثنين بكلتا يديه وراحا يفكر في تلك المعضلة فشقيقه على وشك الانهيار وابنة عمه تصارع الموت بالداخل
ظل يفكر ويفكر حتى أتته فكرة غريبة فغمغم في نفسه: ايوة صح ما قداميش حل تاني هي البنت بتاعة الاجزخانة
إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية