رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 15 - 1 - الأحد 5/1/2025
قراءة رواية لعبة قلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية لعبة قلب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
الفصل الخامس عشر
1
تم النشر الأحد
5/1/2025
في مكتب الضابط حيث كانت الأجواء هادئة وأشعة الشمس تتسلل عبر النافذة الكبيرة جلس (حاتم) على الكرسي المقابل للضابط واضعًا يديه بهدوء على الطاولة بينما كان الضابط يتفحص بعض الملفات بهدوء شعر (حاتم) أن عليه التحدث فهو يريد فهم تلك ال (حور) فهى لم تخبره سابقا أن لديها أحد بالسجن لذا نظر إلى الضابط ثم قال بهدوء
- ممكن اطلب منك طلب يا (سامى) ؟
اماء له (سامى) رأسه بهدوء ثم قال
- فى ايه يا (حاتم) انت تطلب اللى انت عاوزه بس
ازدرد (حاتم) ريقه ثم قال
- عندى موظفة اسمها (حور رفعت القاضى) جت النهاردة زيارة لحد من المساجين هنا عاوز اعرف هى بتزور مين وايه علاقتها بيه ؟
اغلق (سامى) الملف الذى أمامه ثم نظر إلى (حاتم) باهتمام ثم قال
- ماشى يا (حاتم) بس فى حاجة انت شاكك فيها يعنى ؟!
تحدث (حاتم) بنبرة هادئة
- شفتها في السجن بتزور واحد أول مرة أشوفها في مكان زي ده بدون علمى وما قالتش لي إن فى حد ليها مسجون فأنا مستغرب وعاوز اعرف عنها اكتر لأنى لو واجهتها واثق أنها مش هتقول الحقيقة
- تمام زى ما تحب عاوز تحريات عن السجين مش كده وصلة القرابة بينهم
هز (حاتم) رأسه بالإيجاب ثم قال
- بالظبط محتاج تأكيد اسمه مسجون ليه صلته بيها ايه
فتح (سامى) ملاحظاته ودون فيها ما يريده (حاتم) ثم قال بهدوء
- طيب بسيطة هعمل تحريات عن زياراتها الأخيرة وهشوف مين اللي بتزوره بالظبط أي حاجة غريبة هبلغك أول ما أكتشفها
كانت الكلمات تتبادل بينهما بهدوء ف (سامي) يعرف أن (حاتم) لا يشك بسهولة و(حاتم) يعرف أن (سامي) سيقوم بعمله بشكل دقيق ...
تحدث (حاتم) بثقة وهو يقول
- متقلقش يا (سامي) أنا مش مستعجل على النتيجة بس الموضوع مهم بالنسبة لي أي حاجة تعرفها بلغني فورًا
وضع (سامى) القلم على الطاولة ثم قال بثقة
- أكيد اعتبر الموضوع منتهي هتسمع مني النتيجة قريب
نهض (حاتم) بهدوء وشكر (سامي) قبل أن يغادر المكتب مع كل خطوة كان (حاتم) يفكر في احتمالات كثيرة لكن لا يعلم أين هى الحقيقة ؟! ..
❈-❈-❈
مرت الأيام سريعا وأتى يوم خطبة (مروان) و (چايدا) ...
كانت الأجواء مليئة بالترقب والفرح .. المنزل مزين بالزهور البيضاء والزينة الهادئة والأنوار الذهبية تضيف رونقًا خافتًا على المكان كانت (چايدا) في غرفتها ترتدي فستانًا أنيقًا باللون الزهرى الفاتح وترتدى فوقه حجاب لونه ابيض تضع القليل من مساحيق التجميل يظهر جمالها الطبيعي قلبها ينبض بشدة وهي تستعد لهذه اللحظة التي طالما انتظرتها ..
بينما كان (مروان) في الصالة يرتدي بدلة كلاسيكية رمادية وكان يبدو متوترًا قليلاً رغم محاولاته لإخفاء ذلك بابتسامته الهادئة ..
وصلت اللحظة المنتظرة حيث هبطت (چايدا) من الدرج ببطء كان (مروان) منتظرًا في الأسفل وعندما رأته ابتسمت بخجل كانت عينيها تتلألأ بسعادة كأنها حبات لؤلؤ .. تقدم (مروان) نحوها مد يده بلطف ليأخذ يدها وعندما لمس يدها شعر كأن العالم كله اختفى من حوله ثم حدثها بصوت هادئ
- إنتي حلوة طول عمرك بس النهاردة... مش عارف أوصف قد إيه أنتي جميلة
نظرت (چايدا) لأسفل بخجل وسحبت يدها من يده بخجل وقالت
- شكلك بردو حلو... بس متوتر مش كده؟
- شوية بس دلوقتي لما شفتك .. هديت
مرت لحظات من الصمت بينهما لكنها كانت مليئة بكل ما يريدون قوله ثم تقدم (مروان) ووضع الخاتم في إصبعها بحركة بسيطة وهادئة و الناس حولهم بدأوا بالتصفيق لكن كل ما شعرت به (چايدا) هو الخجل من لمسة يده ليدها ..
كانت (دنيا) ترتدي فستانًا أنيقًا باللون الأزرق الهادئ مما ضفي عليها مظهرًا راقيًا وبسيطًا شعرها البنى منسدل بحرية على كتفيها كانت الابتسامة مرتسمة على شفتيها غير مدركة لعيون (حسام) التي تراقبها من بعيد لكن عندما التقت عيناها بعينَيه شعرت بتلك النظرة التي تحمل شيء من الغضب الاستياء والخيبة ..
وقف (حسام) في مكانه مذهولًا للحظة قبل أن تشتعل ملامحه بالغضب المكتوم رأى شعرها المنسدل وكأن قرارها بخلع الحجاب كان رسالة مباشرة له أنها لن تتراجع كان يتمنى أن تكون الأيام قد غيرت رأيها لكنها الآن أمامه بقرارها الذي تمسكت به منذ لحظة خلافهما الأولى ..
حاول أن يبعد عينيه عنها لكنه لم يستطع كلما نظر إليها كلما ازداد استياؤه ليس فقط لأنها خلعت الحجاب بل لأن (سارة) صديقتها كانت واقفة بجانبها تبتسم وكأنها فخورة بقرار (دنيا) كان يعلم أن (سارة) كانت دائمًا تشجعها على هذا القرار وكأنه يرى فيها الشخص الذي حرك (دنيا) نحو هذا الطريق
شعرت (دنيا) بتلك النظرات ولم تكن بحاجة لأن تلتفت لترى (حسام) كانت تعرف جيدًا ما يدور في عقله رفعت رأسها قليلاً وكأنها تعلن أنها ما زالت متمسكة بقرارها بينما هو لم يستطع إخفاء شعوره بالانزعاج ..
حينها شعر (حسام) وقتها بالعجز ...
اقتربت (دنيا) من أذن (چايدا) الجالسة بجوار (مروان) وسئلتها بنبرة خافتة يشوبها بعض الانزعاج
- عزمتى (حسام) ليه ؟!
نظرت لها (چايدا) بعدم فهم وهى مندهشة من تلك النبرة التى تتحدث بها
- حصل ايه لكل ده ؟! وبعدين مارو اللى عزمه مش انا
زفرت (دنيا) بضيق ولكنها نظرت إليه وجدته غير عابئ بوجودها ولا ينظر لها من الأساس شعرت بالغضب منه فعلى الرغم من كل ما حدث هى تتمنى أن يحدثها ولكن تريد منه أن يفهمها ولا يجبرها على شئ تريده ان يتقبلها كما هى دون تغيرات ..
دخلت (حور) إلى القاعة وهي ترتدي فستانًا قصيرًا للغاية أنيقًا بلون أسود يبرز رشاقتها وجمالها بشكل لافت شعرها المموج كان منسدلًا بنعومة وعينيها تلمعان تحت الأضواء وكأنها تجذب الأنظار إليها دون مجهود ..
كان (حاتم) يتابعها بعينيه من بعيد وضاق صدره بشعور مفاجئ من الغيرة لم يستطع أن يمنع نفسه من الاقتراب منها ووقف أمامها مباشرة ثم قال بنبرة جادة فيها بعض الانزعاج
- الفستان ده قصير أوي يا (حور)
التفتت (حور ) إليه بابتسامة هادئة وقالت
- إيه؟ مش عاجبك؟
رد ببرود وهو ينظر بعيدًا
- لا مش حكاية عاجبني أو لا... بس كنت متوقع حاجة تانية
نظرت إليه وهي ترفع حاجبها ثم قالت
- متوقع إيه بالضبط؟
حاول أن يخفف من توتره وقال بنبرة حادة
- متوقع تلبسي حاجة مقفولة أكتر
شردت (حور) وتذكرت حين كان (كريم) يتشاجر معها بسبب ملابسها فظهرت على شفتيها بسمة بسيطة ظن (حاتم) أنها سعيدة بغيرته تلك عليها لتنظر فى عينيه وهى تقول
- ماشى حاضر مش هلبس كده تانى ..
عندما دخلت (أسما) القاعة كانت الأضواء تتلألأ فوق رؤوس المدعوين والموسيقى تعزف ألحانًا مبهجة تتناغم مع فرحة الجميع عينيها وقعت على (حاتم) الذي كان يقف مع (حور) يتبادلان الضحكات وكأنهما لا يشعران بوجود أحد سواهما رمشت بعينيها عدة مرت وهى لا تصدق فتلك اول مرة ترى فيها (حاتم) مع فتاة بل ويبتسم لها يكفى ما تحملته من حب له طيلة السنوات الماضية ولم تخبر أحد بتلك المشاعر التى فى قلبها حتى أنها لم تخبر (حمزة) بتلك المشاعر أقرب شخص لها بالدنيا وبدأت خطواتها تتسارع نحو (حمزة) الذي كان يتحدث مع (ليلى) وهو يشعر بسعادة بالغة فاقتربت منه وهى تقول ببعض الانزعاج
- حمزتى تعالى عاوزك فى موضوع
هزت (ليلى) رأسها بآسى ثم قالت ببرود فقد تعودت على تلك العلاقة التى بينهم وهى تقول
- روح معها متخافش مش هنكد عليك
ابتسم (حمزة) ثم ابتعد قليلا مع (أسما) فسئلته بضيق واضح
- مين دى اللى مع (حاتم) ؟!
نظر (حمزة) بعيدا حيث يقف (حاتم) فوجده مبتسم على غير العادة مع تلك الفتاة ففهم أنها تلك الفتاة التى يحبها فابتلع ريقه رغم أن (أسما) لم تخبره من قبل عن حقيقة مشاعرها ب (حاتم) لكنها كانت واضحة بالنسبة له فلا أحد يفهم (أسما) أكثر منه فكررت (أسما) سؤالها
- مين دى يا (حمزة) ؟!
تحدث (حمزة) بهدوء الذى يسبق العاصفة
- دى بنت شغالة معاه وهو بيحبها
أجبرت نفسها على الابتسام رغم أن ابتسامتها لم تكن صادقة ثم قالت ببرود مصطنع
- هو بقى يحب ؟!
شعر (حمزة) بكسرة قلبها فهو قد شعر بذلك الشعور من قبل فقال
- (أسما) اللى اعرفها مش بتستسلم وممكن تعمل اى حاجة عشان تحافظ على حبها
شعرت (أسما) بالأرتباك ثم قالت
- ت... تقصد ايه ؟!
- انتى هتخبى عليا يا سمسمة ؟! وبعدين أنا مكنتش اعرف ان (حاتم) زوقه وحش كده
نظرت (أسما) بعيدا حيث تقف (حور) ثم قالت بسخرية
- دى مفهاش غلطة يا (حمزة)
- انتى اجمل مليون مرة
ابتسمت وشعرت بسعادة بالغة فأردف (حمزة) قائلا
- مستنى اشوف هتعملى ايه وتفرقى بينهم ولا انتى مش فالحة غير معايا أنا و (ليلى)
ضحكتت وقد ترقرت الدموع فى عينيها من كثرة الضحك ثم قالت
- صبرك عليا هتشوف هعمل ايه ؟!
نظرت (أسما) بضيق إلى (حاتم) الذي كان يتحدث مع (حور) وكلما تبادلا الضحكات زاد انزعاجها شعرت بالحاجة الملحة لفعل شيء ما ليفرقهم عن بعضهم البعض ...
نظرت حولها سريعًا للتأكد من أن لا أحد يلاحظها وبعدها اقتربت من (حاتم) بخطواط واثقة وما أن وقفت بجانبه ضغطت بقدمها على كعب الحذاء بقوة متعمدة لتكسره في لحظة شعرت به ينكسر تحتها ففقدت توازنها بطريقة محسوبة ثم تمايلت قليلا ووضعت يدها على كتف (حاتم) مستندة عليه كى لا تقع وهى تقول
- يا خبر! كعبي اتكسر!
سمع (حاتم) صوتها والتفت سريعًا نحوها متوقفًا عن الحديث مع (حور)
فأجابها بتلقائية
- خدي بالك! أنتِ كويسة؟
تظاهرت (أسما) بإنها تشعر بالأحراج وهى تقول
- آه بس الكعب اتكسر ومش عارفة أتحرك
نظرت (حور) إليهما بنظرة ضيقة وشعرت بالضيق فلطالما (حاتم) لا يهتم إلا بها دونن عن جميع الفتيات فمن تلك الفتاة التى مهتم بها الآن ... بينما كانت (أسما) تنظر لها بطرف عينها لتتأكد من أنها لاحظت ما يحدث
ابتسم (حاتم) ابتسامة خفيفة ثم قال
- ما تقلقيش اسندي عليا أنا هساعدك
رمشت (أسما) بعينيها عدة مرات ثم قالت
- معلش تعبتك معايا