-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 9 - 1 - الخميس 29/8/2024

    قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل التاسع 

1


تم النشر يوم الخميس

29/8/2024 


اثناء عودتهم إلى المنزل قهقه رحيم مغمغما بعدم تصديق: والله انا ابتديت اخاف منك يا رائف ده انت طلعت مش سهل خالص يا جدع.


 ابتسم رائف بهدوء ولم يعقب 

فاستطرد رحيم: ده وش وليد ما كنش يتفسر لما الظابط قال له هحطكم انتم الاتنين في الحجز يا إما تتنازلوا كان بيبص لك وعينيه بتطق شرار لدرجة اني خفت يقوم يو لع فيك واحنا في القسم. 


اتسعت ابتسامة رائف ثم هتف: اللي زي وليد ده لازم تكون صاحي له اوي يا رحيم ده زي التعبان يفضل يلف حواليك وبعدين يلدعك.


 اومأ رحيم

 فهتف حارس العقار: اخيرا طيب يا سعادة البيه ارجع انا اسكندرية بقى ولا حضرتك عايزني في حاجة تاني؟


 أجابه رائف بامتنان: ربنا يخليك يا عم عبده انا مش عارف اشكرك ازاي.


 ما تقولش كده يا بيه ده خيرك وخير البيه الكبير عليا وعلى ولادي. 


 أخرج رائف محفظة نقوده ثم أخرج منها مبلغا كبيرا للرجل العجوز: خد دول يا حاج عبده وارجع انت على اسكندرية بالسلامة. خد بالك من الشاليه كويس عشان هرجع هناك تاني قريب ان شاء الله.


 التقط الرجل النقود من يد رائف بحرج ثم تحدث باحترام: تنورنا يا سعادة البيه نزلني هنا بقى اخد تاكسي عشان اوصل لمحطة القطار.


 تحدث رحيم بسرعة وده معقول نخليك تاخد تاكسي نوصلك يا عم عبده وبعدين نرجع ما احنا ما وراناش حاجة بقى.


 وبالفعل انصاع رائف لحديث صديقه وغير مسار سيره متجها إلى محطة القطار


❈-❈-❈


قفزت من فـ راشها بسعادة عندما رن هاتفها وتعرفت على هوية المتصل فتنحنحت لتجلي حنجرتها من أثر النعاس ثم أجابته بلهفة: صباح الخير. 


غمغم بتحية الصباح على الطرف الآخر ثم صمت

 فتابعت هي حديثها: عامل ايه انت كويس؟


 أجابها بخفوت: الحمد لله انت عاملة ايه؟


 انا كويسة الحمد لله. 


ساد الصمت بينهما فكلاهما خجل من الآخر 

 شعرت ندى به فهتفت: هنروح نشتري الشبكة امتى؟


 أجابها بهدوء ازعجها كثيرا: آخر الأسبوع ان شاء الله.


 شعرت بالغضب فيبدو أن خجله الزائد جعله قليل الكلام جدا مما جعلها تهتف في عجالة: طيب يا سالم هكلمك تاني عشان ماما بتنادي عليا. 


أغلقت الهاتف بعد أن استمعت إلى موافقته وهي تفكر مليا فهي ثرثارة جدا وخطيبها قليل الكلام لكن سرعان ما اقنعت نفسها بأن هذا بسبب انهما لا بعضهما جيدا. فلربما يتغير كل شيء لاحقا. قبلت الهاتف وراحت تقفز بسعادة. ثم اتجهت للخارج تنادي على والدتها بصوت مرتفع جعانة يا ناس يا اللي في البيت جعانة


❈-❈-❈


انهارت نهال ودخلت في موجة من البكاء بعدما أخبرتها هيام بما فعله شقيقها

 فهتف ماجد بحدة: ازاي حسن يعمل كده ازاي يسفر بنتي من غير ما يقول لي!


 أجابته هيام بهدوء: ما كانش عايز يزعلكم اكتر من كده كفاية اللي انتم فيه عشان كده خد القرار ده الدكتور بتاعها قال ان في امريكا هتتحسن اصرع.


 هب واقفا يهتف بتصميم: يبقى انا هسافر لها فورا.


 وهتسيب نهال لوحدها وهي في الحالة دي يا ماجد؟


 اطرق رأسه أرضا ولم يعقب 

فاستطردت هيام حديثها: ما تقلقش عليها يا حبيبي حسن موصي عليها دكتور كبير اوي هناك وفيه ناس تبعه هيخدوا بلهم عليها انت بس خليك مع نهال المنهارة جنبك دي.


 اقتنع بحديث شقيقته ثم دنا من زوجته وضم رأسها إلى قلبه ومسد فوق خصلاتها وراح يهتف ببكاء: ما تقلقيش يا حبيبتي كل حاجة هتكون بخير وبنتنا هترجع في اقرب وقت ان شاء الله مش كده يا هيام الدكتور قال كده. 


اومأت بالموافقة فهي لا تريد أن تزيد من همهم

 تابعتهما بحزن ثم دلفت للخارج تاركة لهما مساحتهما الخاصة وهي تدعو الله بداخلها أن يشفي سيلا قريبا كي لا تمـ وت والدتها ووالدها قهرا


❈-❈-❈


بعد مغادرة حسن نصار جلست ليلى تفكر في مصيرها القادم ومستقبلها المجهول حتى قطع تفكيرها صوت نورسين المرتفع: قومي خدي شاور وغيري هدومك دي وما تقلقيش انا قاعدة هنا لوحدي.


 تساءلت ليلى بهدوء: لوحدك أمال فين أهلك؟


اجابتها نورسين وهي تجلس: بابي مهندس ومامي دكتورة والاتنين سافروا يشتغلوا في الخليج واخدوا معاهم اختي الصغيرة.


 وانت ما سافرتيش معاهم ليه يا نورسين.


 من فضلك قولي لي نور اصحابي بيقولوا لي كده انا بقى ما سافرتش معاهم عشان حياتي كلها هنا صحابي دراستي حتى الجيران اتعودت عليهم فطلبت منهم ان انا اقعد هنا ووافقوا 

بيبعتوا لي مصروفي كل شهر والحقيقة هم ما بيبخلوش عليا خالص اللي انا عايزاه بيدهو لي.


 صمتت قليلا ثم تساءلت: وانت بقى يا ليلى ايه حكايتك بالظبط وافقتي على حاجة زي دي ليه وانا مش حساكي مبسوطة

 ما تقوليليش ان uncle حسن اجبرك؟


 غامت عينيها بسحابة حزن ثم أجابت: مش بالظبط استاذ حسن اه أجبرني بس الإجبار والضغط الأكبر كان من والدي هو اللي اصر وهددني. 


رفرفت نورسين بأهدابها ثم تساءلت: هدتك هدتك بايه؟


 أطرقت ليلى رأسها أرضا ولم تعقب. 

فعلمت نورسين بأن تلك الفتاة تخفي الكثير لذا احترمت خصوصيتها وهمت واقفة تمد لها يدها هاتفة بمرح: يلا قومي خدي شاور على ما اعمل لنا لقمة ناكلها بتشربي قهوة؟


 اومأت لها ليلى

 فمنحتها نور ابتسامة خفيفة ثم اصطحبتها كي تعرفها على محتويات المنزل.


❈-❈-❈


بعد مرور اسبوع

 ولج غرفة ابنه فأبصره متسطحا فوق الفـ راش دنا منه متسائلا: رائف قوم عايز اتكلم معاك كلمتين.


 انصاع لطلب والده ثم استقام جالسا بعد أن أنزل قدميه من على الفـ راش. 

فتابع السيد حسن: ممكن بقى افهم ايه حكايتك ازاي ما بتسألش على بنت عمك ولا حتى رحت تزورها في المستشفى قبل ما تسافر مش دي سيلا حبيبة قلبك اللي كنت ما بتستحملش عليها الهوا!؟


 أجابه ببرود: كان زمان يا بابا دلوقتي مش عايز اعرف حاجة عنها وبتمنى انها تموت.


 جحظت عينيه في دهشة وعدم تصديق مغمغما: مش ممكن ازاي تقول كده وتتمنى لها الموت ازاي هانت عليك سيلا يا رائف فهمني بقى هي عملت لك ايه بالظبط علشان تعمل كده وتقول عليها الكلام ده؟


 تطلع إلى عيني والده ثم أجاب باختصار: احب احتفظ بالموضوع ده لنفسي ولو حضرتك بقى عايز تعرف استناها لما تفوق وبعدين اسألها ودلوقتي بقى استأذنك عشان عندي معاد مهم. 


رمقه والده مطولا ثم اندفع للخارج وهو يغمغم ببعض الكلمات التي لم تصل إلى مسامع رائف


 بينما هو هب واقفا عازما على ارتداء ثيابه والذهاب لمقابلة صديقه.



الصفحة التالية