رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 9 - 2 - الخميس 29/8/2024
قراءة رواية أنا لست هي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا لست هي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل التاسع
2
تم النشر يوم الخميس
29/8/2024
بعد أن انتهت من إتمام زينتها ولجت للخارج تهتف بصوت مرتفع: يلا يا ماما هنتأخر عليهم.
دلفت والدتها وهي تغمغم بحنق: براحة يا اختي مستعجلة على ايه انا اصلا لو عليا مش عايزة اشوف وش حماتك العكر ده.
عبست ندى بوجهها: الله بقى يا ماما وانا مالي ومالها انا كل اللي يهمني سالم وبس.
برمت والدتها شفـ تيها بعدم رضا وراحت تتحدث بعدم اقتناع: طيب يا اختي مع انكم هتعيشوا في بيت واحد يعني هتشوفيها كل يوم بس انت حرة اللي يشيل قربة مخرومة تخر على دماغه.
دنت منها طابعة قبـ لة فوق وجنتها هاتفة بابتسامة: ما تخافيش يا ست الكل انا هاعرف اكسبها واحطها في جيبي الصغير ده يلا بقى عشان ما نتأخرش عليهم.
قالتها وهي تجذب يدها متجهة للخارج.
فاستوقفتها والدتها هاتفة بجدية: انا عايزاكي تنقي احسن حاجة في المحل واتقل حاجة ما تختاريليش يا اختي حاجات زي الريشة كده فهماني؟
قطع حديثها زوجها بعد أن استمع إلى ما قالته زوجته: اتق الله يا ام فضل انت عندك ولد ما تتقليش على الناس والدهب يعني مش حاجة مهمة الشبكة دي هدية من العريس لعروسته واهم حاجة انهم شاريين يا ام فضل.
اومأت له بعدم اقتناع ثم دلفت للخارج لكن بداخلها غير راضية عن هذه الزيجة
❈-❈-❈
اصطحبتها إلى أحد مراكز التجميل الشهيرة وبعد ولوجهما رحبت بهما احدى السيدات بحفاوة ثم سألت عن طلبهما
فطلبت منها نورسين أن تغير لون شعر ليلى إلى اللون الذي تنشده ومن ثم تقصه
اومأت لها المرأة بالموافقة.
شرعت ليلى في فك حجابها ثم جلست على الكرسي
ورغما عنها دمعت عيناها وهي تتذكر والدتها فقد كانت تجلس أمام والدتها التي كانت تصفف لها خصلاتها بسعادة وهي تهتف بإعجاب وانبهار: شعرك يجنن يا لولية يا حبيبتي اوعي تقصيه ابدا عمرك ما هتلاقي لون زيه كده طبيعي ولا طول اللهم بارك احلى حاجة فيك شعرك وعينيكي.
أجابتها بابتسامة: ما تقلقيش يا ماما مش هقصه ابدا ولا هغير لونه انا اصلا بحب شعري اوي وما يهونش عليا اقص حتى طرطوفة منه.
فتحت عينيها فشعرت بقطرات ساخنة تهبط فأزالتها على الفور.
وما هي إلا ثواني حتى سألتها المصففة: خير يا حبيبتي بتعيطي ليه؟
اجابتها ليلى بخفوت: ما فيش افتكرت ماما الله يرحمها.
الله يرحمها يا حبيبتي ممكن نبدأ؟
اومأت لها ليلى بالموافقة.
بينما رن هاتف نورسين فابتعدت قليلا وهي تجيب: نعم يا uncle.
استمعت صوته على الطرف الآخر: ها يا نورسين جاهزين ولا ايه؟
أجابته بهدوء: لسه يا uncle فيه حاجات كتير اوي لازم ليلى تتعلمها طريقة اكل سيلا وحتى انواع الاكل المفضلة لها والرياضة اللي بتمارسها حاجات كتير اوي لسه ليلى ما تعرفهاش.
أجفلت عندما استمعت إلى صوته المرتفع على الطرف الآخر: ليه أمال بقى لكم اسبوع بتهببوا ايه وبعدين بقى في لعب العيال ده.
ازدردت ريقها بصعوبة مجيبة إياه باحترام: حاضر يا uncle بس ادينا اسبوع كمان يعني الاسبوع اللي بعد اللي جاي على آخره كده نحاول اننا نكون عملنا حاجة.
صمتت تستمع إلى حديثه الغاضب: ماشي يا نور بس خليك فاكرة اسبوعين بس اللي هيكونوا قدامكم خليني اخلص من المشكلة دي بقى.
انهى حديثه ثم أغلق الخط في وجهها.
فزفرت نورسين بقوة هاتفة بحنق: قليل الزوق اوي.
عادت إلى ليلى وهي تفكر في كيفية اخبارها عن أخلاق سيلا التي لن تعجبها بالطبع فكلاهما شتان فبعد تعرفها على ليلى أيقنت بأنها فتاة جميلة من الداخل قبل الخارج حسنة الخلق هادئة الطباع عكس سيلا تماما
فقد كانت سيلا مفعمة بالحيوية والنشاط تعشق كل شيء مخالف للعادات والتقاليد.
أغمضت عينيها ثم فتحتهما مغمغمة في نفسها: ربنا يستر ويعدي الموضوع ده على خير.
❈-❈-❈
أما عند لين فلقد قضيت الأسبوع المنصرم تجمع معلومات عن تلك المرأة جارتهم فبعدما قامو بزيارتهم هي ووالدها شعرت بأن والدها معجبا بتلك المرأة خاصة من تلك النظرات التي كان يخصها بها من وقت إلى آخر فتأكدت شكوكها وقررت بأن تجمع كل المعلومات عن هذه المرأة فهي لن تسمح بأن يتزوج والدها بامرأة غير والدتها الراحلة.
امسكت بهاتفها وراحت تبحث عن اسمها على تطبيق الفيسبوك ابتسمت بنصر عندما ابصرتها فارسلت لها طلب صداقة ثم أغلقت الهاتف وهي تهتف بحقد: على جستي انك تاخدي بابي مني.
راحت تقطع غرفتها ذهابا وايابا وهي تفكر في كيفية ابعاد تلك المرأة عن والدها
ثواني وآتتها فكرة شيطانية فهتفت بسعادة ممزوجة بالإعجاب من عقليتها الشيطانية: لقيتها صح كده بالطريقة دي استحالة هتوافق هيام نصار بارتباطها ببابي
❈-❈-❈
في طريقه للخارج استوقفه صوت شقيقه الحزين: حسن.
استدار إليه يرمقه باستفهام؟
فتابع: بنتي اخبارها ايه يا حسن؟
دنى منه راسما ابتسامة على شفـ تيه هاتفا بحنو وهو يربط فوق كتفه: بنتك بتتحسن صدقني يا ماجد انا بس مش عايزكو تسافروا لأن هي لسه ما فاقتش يعني سفركم ما لهوش لازمة انا يوميا بكلم الدكتور اللي بيتابع حالتها وهو اكد لي ان هي بتتحسن وبتستجيب للعلاج وقريب جدا هتفوق.
ابتسم السيد ماجد بسعادة ثم هتف بلهفة: طيب ما تيجي معايا تقول الكلمتين دول لنهال جايز ترضى تاكل ده من بعد اللي حصل وهي اكلتها بقت قليلة جدا حالتها بقت من سيء لاسوأ ما بقتش عارف اعمل ايه يا حسن.
شعر حسن بالحزن الشديد على ما آل إليه شقيقه وزوجته فضمه إليه هاتفا بثقة: ما تقلقش يا ماجد كل حاجة هتكون بخير إن شاء الله وتعالى يا سيدي نفرح نهال هانم ونأكلها ولو ما رضيتش بمزاجها هأكلها بالعافية زي ما كنا بنعمل واحنا صغيرين
❈-❈-❈
توالت الأيام ونور تعرف وتعلم ليلى كل شيء يخص سيلا حتى أصبحت ليلى ملمة بكل شيء عنها.
وجاءت اللحظة الحاسمة فجلست نورسين بجوار ليلى فوق الأريكة وهي تهتف بتلعثم وتفرك كلتا يديها في بعضهما: في حاجة أخيرة لازم تعرفيها عن سيلا.
تطلعت إليها ليلى باستفهام؟
فتابعت: سيلا كانت على علاقة بشاب…
قاطعتها ليلى بسرعة: ايوة ما انا عارفة وانت قلت لي قبل كده انها كانت مخطوبة لابن عمها وكانوا هيتجوزوا بعد ما تخلص دراستها.
أطرقت نور رأسها أرضا ثم تطلعت إلى عيني ليلى متحدثة بخجل: لا مش رائف سيلا كانت على علاقة بواحد اسمه وليد حبوا بعض وتطورت علاقتهم لحد ما بقت علاقة كاملة.
فغرت ليلى فيها بعدم تصديق وزاغت عينيها هاتفة بصوت مرتفع: نعم هو انا ناقصة مصـ ايب مش كفاية كانت بتخرج وتسهر وتسكر وتلبس عريان كمان استغفر الله العظيم يا رب لأ انا مش هكمل الموضوع ده انا اصلا غلطانة اني وافقت من الاول.
هبت واقفة عازمة على الرحيل من هذا المنزل جذبتها نور من يدها مهدئة إياها: اقعدي بس واسمعيني العلاقة دي خلصت خلاص يعني وليد مش هيتعرض لك تاني ما تقلقيش.
رمقتها ليلى بشك
فاستطردت نورسين: والله العظيم العلاقة دي خلصت صدقيني انا مش هكدب عليك ولا هضرك انت بنت طيبة وما تستاهليش اي حاجة وحشة تحصل لك.
لمست ليلى الصدق في حديثها فجلست مرة ثانية وقلبها غير مرتاح لتلك المهمة الصعبة
زفرت نورسين بقوة ثم هتفت: سيلا كانت شخصية غريبة طيبة وشريرة ناعمة ومتوحشة كانت قدام عيلتها ملاك بجناحين وخارج الفيلا شخص مختلف تماما بتعمل كل حاجة تطلع في دماغها حتى كانت بتشم بودرة والحسن حظك إن عيلتها ما تعرفش أي حاجة عن اللي هي كانت بتعمله ده.
شعرت ليلى بالارتياح نوعا ما فهي ستمكث بداخل الفيلا بحجة الحادث الذي قامت به.
هبت نور واقفة تجذب ليلى من يدها هاتفة بمرح: دلوقتي بقى تعالي نشوف هتلبسي ايه بكرة وانتي رايحة تقابلي عيلتك يا سيلا هانم.
❈-❈-❈
عادت السعادة إلى بيت نصار نوعا ما بعد أن حضرت رانيا شقيقة رائف من السفر.
حاولت أن تخفف عن عمها وزوجته وتطمئنهما بأن سيلا بخير على حسب حديث والدها فقد كانت تطعم زوجة عمها بيدها وهي تشاكسها كي تزيل عنها الحزن ولو قليلا
ثواني وولج السيد حسن وعلى وجهه ابتسامة مشرقة هاتفا بسعادة: عندي لكم خبر بمليون جنيه.
تطلع إليه الجميع بعين فضولية
فمد يده باسطا كفه هاتفا بمشاكسة: المليون جنيه الاول يا عيلة نصار ولا انتم مش متعودين غير ان انا ادي بس.
هتف اخوه بهدوء: اعتبر المليون جنيه عندك بس احنا فعلا محتاجين نسمع اخبار حلوة.
صمت حسن قليلا ثم هتف بجدية: سيلا هتوصل القصر بكرة.
هتف الجميع في صوت واحد: الحمد لله يا رب.
بينما نهال دمعت عينيها من شدة السعادة
دنا منه السيد ماجد يعانـ قه بقوة وهو يسحبه إلى إحدى الارائك يجلسه ومن ثم يجلس بجواره متسائلا: طب احكي لنا هي فاقت امتى وايه اللي حصل وهي عندها في حاجة بتوجعها عندها ايه كسور؟
حيلك حيلك يا ماجد واحدة واحدة عشان اعرف اجاوب اولا يا سيدي الحمد لله ما فيش كسور ولا أي حاجة هي فاقت اول امبارح وانا ما حبتش اقول لكم غير لما نتأكد انها بخير والدكتور طمني ان صحتها زي الفل هي بس الخبطة القوية اللي خدتها في دماغها هي اللي دخلتها في غيبوبة.
دمعت عيني السيد ماجد رغما عنه بينما خرجت هيام عن صمتها مغمغمة بسعادة: احنا لازم ند بح عجل ونوزعه على الفقرا حلاوة رجوع سيلا.
انهت كلماتها ثم أطلقت زغرودة مرتفعة وعما أجواء المنزل السعادة والفرح بعدما افتقدوه طويلا.
❈-❈-❈
شعرت ندى بالقلق على شقيقتها فلقد مر حوالي ثلاثة اسابيع وهي لم تسمع عنها شيئا فكلما سألت عنها أجابتها جدتها انها ذهبت لزيارة خوالها وستمكث هناك بضعة أيام.
دلفت للخارج تنادي على والدتها فأبصرتها تخرج من المطبخ تسألها باهتمام: ايه يا بت صرعتيني ايه الغاغة اللي انت عملاها دي؟
اجابتها بحزن: ليلى يا ماما تليفونها بقاله تلات اسابيع مقفول ما اعرفش عنها حاجة والعقربة ستها كل ما بسأل عليها تقول لي انها سافرت تشوف قرايبها واصلا ليلى ازاي تسافر من غير ما تقول لي وازاي تقفل تليفونها الفترة دي كلها!
أجابتها والدتها بلهفة: تلاقيها ما عندهاش شبكة ولا حاجة.
ازاي بس يا ماما هي اه الشبكة بتبقى وحشة في بعض الأماكن بس اكيد يعني ليلى كانت هتتصرف عشان تطمنا عليها في حاجة غلط بتحصل.
تبدل لون وجه والدتها ثم هتفت بخوف: وانت هتخوفينا ليه بقى اكيد يعني مش هيأذوها ابوها أخره يضـ ربها بس.
اجابتها ندى وهي تسحب حجابها وتركض للخارج: انا بقى هعرف من ستها هم مخبيين ايه عني بالظبط ويا قا تل يا مقتـ ول النهاردة.
وبالفعل وقفت أمام باب الشقة وراحت تقرع الجرس بهستيريا لكن خاب أملها عندما لم تجد ردا
فغمغمت بخوف: راحوا فين دول بس يا رب جيب العواقب سليمة
❈-❈-❈
في مساء اليوم التالي توقف بسيارته أمام المبنى الذي تقبع فيه نورسين ينتظر
وعلى الجانب الآخر توقفت ليلى أمام الباب وقلبها يقرع كالطبول فهي لأول مرة ستخرج بدون حجابها.
هتفت نورسين مشجعة: يلا يا ليلى اقصد يا سيلا uncle مستني تحت.
تطلعت إليها بعينيها الدامعة: انا خايفة اوي يا نور ارجوك ما تسيبينيش لوحدي.
جذبتها نورسين وعانقتها بقوة هاتفة بتأكيد: ما تخافيش كل يوم هتلاقيني عندك ومش بعيد ابات كمان ما انا صاحبتك الوحيدة بقى يا سيلا هانم.
ابتعدت عنها ليلى وشكرتها ومن ثم تشجعت ودلفت للخارج بخطوات متعثرة.
ثواني وكانت تقف أمام السيارة
فعندما رآها السيد حسن جحظت عينيه في دهشة هاتفا بعدم تصديق: سبحان الله كأني شايف سيلا بنت اخويا بالظبط .
ترجل من السيارة واستدار ليفتح لها الباب هاتفا بترحاب: اهلا اهلا يا سيلا يا بنتي اتفضلي عشان كلهم مستنيينك هناك.
وبعد مرور أقل من ساعة وصل السيد حسن إلى الفيلا
ترجل حسن من السيارة مرة ثانية وفتح لها الباب وجذبها من يدها برفق مغمغما: انا عامل لهم مفاجأة اصلي ما رضيتش اقول لهم الطيارة هتوصل امتى.
اومأت له بتفهم
ولج بها للداخل وقرع الجرس الداخلي للفيلا
ثواني وفتحت الخادمة وهي تطلق الزغاريد: يا ماجد بيه يا ست نهال يا هيام هانم يا رانيا هانم الست سيلا وصلت.
هرول الجميع يرحبون بها بسعادة تسبقهم نهال التي عندما أبصرت ليلى أمامها تطلعت إليها بنظرات زائغة ثم سقطت مغشية عليها
إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية