-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 6 - 1 - الخميس 8/8/2024

 قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل السادس

1


تم النشر يوم الخميس

8/8/2024 


 متردد تائه حزين مكسور.

 تلك هي حالة رائف الذي ما زال يمكث في غرفته

 قلبه يخبره بأن يذهب ويطمئن عليها وعقله غير موفق على ذلك ويخبره بأنه شخص ليس لديه كرامة كيف له أن يكون على تلك الحالة وهي فعلت به ما لم يفعله أحد من قبل كيف يتقبل خيـ انتها ويحزن من أجلها ومن المفترض أن يتمنى لها الموت كي يذهب عارها معها. 


هب واقفا عازما على أخذ حمام بارد كي يتسنى له الخروج من تلك الحيرة لكن تأتي صوت طرقات فوق بابه يليه ولوج صاحبه المقرب الذي دنا منه واحتـ ضنه بقوة هامسا بمواساة: ما تقلقش يا صاحبي إن شاء الله هتكون كويسة.


 ابعده برفق ثم سأله بجمود: وانت عرفت منين يا رحيم انا مش سايبك في الشركة من شوية؟


 أجابه وهو يجلس فوق أحد المقاعد المتواجدة في جناحه: كلمت عمو حسن من شوية وهو اللي قال لي وهو كمان اللي طلب مني اني آجي اخفف عنك إن شاء الله يا صاحبي هتكون كويسة. 


قاطعه بصراخ: انا مش عايزها تبقى كويسة دي خايـ نة يا رحيم شفتها بعيني وهي في حضـ ن وليد الراوي ويا ريتها جت على وليد وبس دي كانت…


 بتر باقي حديثه وجلس فوق الأريكة المجاورة لصديقه واضعا وجهه بين كفيه وكأن هموم الدنيا تكونت ووضعت فوق رأسه


 جحظت عيني صديقه دهشة وذهول متى وكيف كانت سيلا بتلك الأخلاق يا لها من غبـ ية كيف تفرط في شخص كرائف وتذهب إلى رجل حقـ ير مثل وليد لقد كان رائف متيما بها حد الجنون كيف لها أن ترفض حبا كبير كهذا

 لكن يبدو أن صديقه يتألم من أجلها ويكابر لذا عليه أن يحاول إخراجه من تلك الحالة فهتف: رائف ايه رأيك نسافر كم يوم الساحل انا وانت عشان تهدي أعصابك شوية؟


 كاد رائف أن يرفض إلا أنه صمت يفكر في هذا الحل العظيم من وجهة نظره فإن بقي هنا سيضعف ويذهب إليها لكن إذا ابتعد سيتمكن من نسيانها أو على الأقل سيخرجها قليلا من رأسه

 لذا هب واقفا وهو يهتف بإصرار: روح حضر شنطتك بسرعة.


❈-❈-❈


اقتـ حم غرفتها فأبصرها تبكي فدنا منها جاذبا إياها من خصلاتها هاتفا بعنف: انت قاعدة عندك بتعملي ايه يا بت انت تروحي شغلك وتيجي هنا لشغل البيت وعلى الله ستك سميحة تمد ايديها في أي حاجة

 عشان تفضلي قاعدة معانا هنا يبقى لازم تعملي بلقمتك وتخدمينا مش كفاية اني مستحملك ومستحمل قرفك

لأ ومش بس كده كمان طلعتي فاجـ رة زي امك. 


تطلعت إليه بعينيها الحمراوتين من شدة البكاء وصرخت في وجهه: حرام عليك كفاية تجيب في سيرة امي مش كفاية اني مستحملة الاهانات والبهدلة سيبها ترتاح في تربتها بقى حرام عليك حرام عليكم كلكم.


 صفعها بكل ما أوتي من قوة ثم راح يهزها بعنف من خصلاتها: وكمان لك عين تتكلمي يا فاجـ رة يا بنت الكلب وديني لاكون مموتك النهاردة صحيح اللي اختشوا ماتوا.


 ثم دفعها بعيدا عنه وكأنها وباء هاتفا بغل: وديني لو صوتك يطلع لكل يوم من ده لحد ما تقولي حقي برقبتي انا هربيك من اول وجديد يا بت سهام. 


ركلها بقوة ثم اندفع للخارج تاركا إياها في حالة يرثى لها


 إلى متى ستتحمل تلك المهانة 

تطلعت إلى السماء ورفعت كفيها تهتف بحرقة: يا رب خدني وريحني يا رب عشان انا بجد تعبت ومش قادرة استحمل.


 تحاملت على ألمها وحاولت الوقوف إلا أنها سقطت لكنها أعادت القارة ووقفت على قدميها عازمة على تنفيذ أوامره كي لا يطولها بطشه ثانية فجـ سدها يؤلمها كثيرا


❈-❈-❈


عودة إلى المشفى التي كانت فيها الأجواء مشحونة للغاية

 ذهب ماجد للاطمئنان على زوجته بينما هيام وقفت خلف زجاج العناية المركزة تتأمل جـ سد ابنة شقيقها الموصول بالأجهزة

 أما عن حسن فقد اتجه إلى غرفة الطبيب ولج بعد أن سمح له بالدخول

 جلس قبالته يهتف بجدية: يا دكتور عملت ايه؟


 أجابه باحترام: تمام يا حسن باشا حجزنا لها على أول طيارة وهتكون النهارده بالليل.


 بس مش عايز شوشرة يا دكتور ومش عايز حد يعرف خالص من عيلتي لحد ما تسافر.


  اومأ له الطبيب بالموافقة

 فشكره ثم هب واقفا يصافحه بحرارة دالفا للخارج وما زالت تلك الفكرة تراوض عقله لكن كيف سيفعلها؟

 وماذا لو رفضت تلك الفتاة وعائلتها؟

 عليه أن يحاول فليس لديه خطة بديلة للخروج من تلك الأزمة يجب عليه إنقاذ سمعة عائلته مهما كلفه الأمر

 لذا اندفع للخارج مستقلا سيارته عازما على الذهاب إلى تلك الفتاة والتحدث معها وإخبارها بكل ما حدث وعليها أن توافق حتى ولو بالإجبار.


 أدار محرك السيارة وقبل أن يتحرك استمع إلى صوت رنين هاتفه ففتح الخط هاتفا بجدية: ايه يا رائف ما جيتش ليه لحد دلوقتي؟


 أجابه على الطرف الآخر بلا مبالاة: واجي ليه انا بتصل بحضرتك عشان اقول لك اني طالع يومين الساحل انا ورحيم. 


هتف حسن بعدم تصديق: بتقول ايه وبنت عمك اللي مرمية بين الحياة والموت مش دي سيلا اللي كنت بتعشقها ايه اللي حصل لك يا رائف انت الصدمة أثرت على دماغك ولا ايه!


 أجابه ببرود مش فارقة معايا يا بابا وادعي ربنا انها تموت عشان لو قامت انا اللي هقتلها بأيدي يلا سلام.


 أغلق الهاتف في وجه أبيه مما جعله يصاب بالدهشة والحيرة معا فماذا فعلت سيلا لرائف جعلته حاقدا وناقما عليها إلى هذا الحد.


 فكر مليا ثم تحرك بسيارته هاتفا: ركز في اللي انت رايح له يا حسن وبعدين شوف الموضوع ده ما فيش غير رحيم أكيد هو اللي هيبقا عارف كل التفاصيل.


❈-❈-❈


تسير في الحارة وهي شاردة حتى استوقفها صوت أحدهم يهتف بهدوء: آنسة ندا.


 كادت أن تستكمل طريقها إلا أنها تراجعت عندما استمعت إلى باقي حديث ذلك الشاب: انا سالم جارك. 


ابتسمت بداخلها فلطالما أعجابها ذلك الشاب الخجول المعروف بطيبته وأخلاقه العالية فاستدارت بعد أن أزالت ابتسامتها من على وجهها: خير يا استاذ سالم مش عيب توقفني في الشارع كده افرض حد شافني في الحارة.


 أطرق رأسه ثم تنحنح بحرج هاتفا بصوت منخفض: انا اسف بس كنت عايز اتكلم معاك شوية وعارف انك مش هتوافقي اننا نتقابل عشان كده هقول لك كلمتين واسيبك تمشي بصي من الآخر كده انا ما بعرفش ازوق الكلام بس انا عايز اتجوزك ولو انت وافقتي هجيب أهلي ونيجو ندخلو البيت من بابه قلتي ايه؟


خفق قلبها بين قفصها الصـ دري ثم منحته ابتسامة واسعة واستدارت راكدة من أمامه مما جعله يهتف بحيرة: طيب هو انا ما فهمتش جوابها هي موافقة ولا ايه؟


 صمت قليلا ثم اتسعت ابتسامته هاتفا بسعادة يبقى: السكوت علامة الرضا. 



ذهب إلى منزله بخطوات واسعة عازما على التحدث مع عائلته من أجل زواجه بتلك الفتاة الجميلة التي احبها مذ كانو صغارا.



 بينما ندى أكملت طريقها إلى منزلها وسعادة عارمة ترافقها فلطالما انتظرت تلك الخطوة من ذلك الشاب فهي تحبه وتحترمه كثيرا. 


وقبل أن تتجه إلى منزلها قررت أن تخبر  شقيقتها بما حدث معها لذا غيرت وجهتها إلى منزل ليلى وراحت تقرع الجرس بطريقة مستفزة جعلت الحاجة سميحة تفتح لها الباب وهي تهتف بغضب: ايه الغاغة اللي انت عملاها دي يا اختي ما تكونيش فاكراه بيت ابوكي.


 ابتسمت بسماجة ثم هتفت وهي تلج للداخل: لأ بيت اختي هي فين بقى عشان عايزاها في موضوع مهم.


 انا اهو يا ندى. 


شهقت بقوة عندما تأملت وجهها ووجدته ممتلئ بالكدمات لكنها اعتادت على ذلك المنظر فقررت ألا تسألها كي لا تزيد جراحها سألتها بفضول: رايحة فين كده؟


 أجابتها وهي تنتعل حذاءها: رايحة الشغل تعالي نتكلم واحنا ماشيين.


❈-❈-❈


خلف الزجاج وقف يتطلع إلى وحيدته الراقدة بين الحياة والموت لا يصدق بأنه كاد أن يفقد ابنته وزوجته في نفس اليوم

 لأول مرة يشعر بالعجز فزوجته الحبيبة وابنته هما كل حياته ماذا سيفعل لو فقد إحداهما 

هبطت دموعه كالشلال فوق وجنتيه ثم رفع كفيه إلى السماء وغمغم بنشيج: يا رب ما تحرمنيش منهم أبدا انا ما ليش غيرهم في الدنيا لو حد فيهم حصل له حاجة انا هموت.


 أخفض كفيه ثم وضع رأسه بينهما وراح ينتحب كطفل صغير.

 شعر بأحدهم يقف بجواره فرفع رأسه ليعرف هويته لكنه سرعان ما ألقى بجـ سده بين احضـ ان شقيقته التي راحت تمسد فوق ظهره صعودا وهبوطا وتغمغم ببعض الكلمات المطمئنة. 

 استمعت إليه يغمغم بصوت مكتوم: هيروحوا مني يا هيام نهال وسيلا هيروحوا مني.


  تأثرت بشقيقها التي تعرف مدى عشقه لزوجته وابنته فرغما عنها دمعت عينيها وغمغمت بصوت متقطع: ان شاء الله هيكونوا كويسين انت بس قول يا رب. 


يا رب.


 قالها ودموعه ما زالت تنساب وقلبه يتمـ زق اربا فالفقد هو أصعب شعور يمكن أن يعيشه الإنسان في حياته.


❈-❈-❈


سعادة عارمة غمرتها بعد ما استمعت إلى حديث صديقتها المقربة فهتفت بصدق نابع من جنبات قلبها: أخيرا ابو الهول نطق ربنا يسعدك يا ندوش سالم انسان محترم وكل المنطقة بتحلف بأخلاقه ودي بقت حاجة نادرة اليومين دول حافظي عليه وكفاية انه ما لفش ولا دار أي نعم هو نطق متأخر شوية بس دخل البيت من بابه. 


ابتسمت ندى بهيام ثم تنهدت وغمغمت بحالمية: انتي يا لولي ما شفتيش منظري كان عامل ازاي لما قال لي حسيت ان ضربات قلبي بقت مش طبيعية لدرجة اني كنت خايفة يسمع صوتها يا لهوي لو شفتيه وهو بيقول لي كان مكسوف ووشه في الأرض يا اختي ده انا بالنسبة له بجحة.


 اتسعت ابتسامة ليلى ثم هتفت بصرامة مصطنعة: اتقلي يا بت ولمي نفسك مش عايزينه يقول عليكي واقعة.


 يا اختي وقعة وقعة المهم اني اتجوزه. 


ضحكت ليلى بمرح ثم هتفت بفرحة: يا اختي حلوة هتبقى عروسة يا فرحة قلبي.


 أجابتها ندى بمرح: يا فرحة قلبي انا ان شاء الله تقرصيني في ركبتي عشان تحصليني في جمعتي يلا وصلنا الصيدلية روحي بقى شوفي شغلك وانا هطير على البيت عشان احكي لماما اللي حصل.



الصفحة التالية