-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 6 - 2 - الخميس 8/8/2024

  قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل السادس

2


تم النشر يوم الخميس

8/8/2024 

ولج إلى قسم الشرطة بمساعدة اثنين من اصدقائه استقبلهم الضابط ثم سألهم بجدية: خير؟


أجابه وليد بصوت خافت: انا جاي اعمل محضر يا حضرة الظابط. 


سأله الضابط باهتمام: محضر في مين وليه؟


زفر وليد بقوة ثم أجابه: رائفت حسن نصرار اتهجم عليا في بيتي وضربني كانوا اصحابي جوة وشايفين كل اللي حصل.


 وهيضربك يعني من غير سبب؟


 اومال هتبلى عليه يعني أهو عندك الشهود اهم ما تسألهم.


 هتف أحد اصدقائه: ايوة يا حضرة الظابط احنا لقينا الجرس بيرن طلع وليد وقبل ما يتكلم  هجم عليه رائف وضربه.


 ايوة صح يا باشا اللي قاله نائل كله مظبوط.


 وجه الضابط حديثه لمساعده مخاطبا إياه بأمر: افتح محضر واكتب يا محمود.


 انصاع العسكري وراح يدون كل ما تحدث به وليد وأخذ بشهادة صديقيه 

وبعد أن انتها دون الضابط كلمته الشهيرة يأمر بضبط وإحضار المدعو رائف حسن نصار على الفور.


❈-❈-❈


يا الله كيف صار هيك؟


 استمعت إليه على الطرف الآخر يتحدث باختصار: انا حبيت بس اطمنك عشان احتمال ما اقدرش آجي لك النهاردة هخلص مشواري وارجع اكلمك تاني ماشي يا حبيبتي. 


أغلق الهاتف بعد أن استمع إلى موافقتها. 

ترجل من سيارته ثم وقف أمام الصيدلية ينظم انفاسه ويرتب حديثه ظل هكذا لبضع ثواني ثم فتح الباب الزجاجي وولج.


 ابتسمت ليلى عندما أبصرته يقف أمامها فتذكرته على الفور فهتفت بترحاب: أهلا يا فندم المدام أخبارها ايه؟


 بادلها حسن الابتسام معجبا بأخلاقها الرفيعة: المدام كويسة تسمحي لي اتكلم معاكي كلمتين؟


 شعرت بالوجل من طريقة حديثه فأومأت له بالموافقة. 

دنا من المنضدة الزجاجية التي تقف خلفها ثم هتف بجدية: بصي من غير دخول في مقدمات بنت اخويا نسخة طبق الأصل منك بس في فرق بسيط في لون العيون وكده

 اخويا ما خلفش غيرها ودلوقتي هي عملن حادثة وفي المستشفى دخلت في غيبوبة والله أعلم هتفوق منها امتى 

ولما عرفت مرات اخويا وقعت من طولها وفقدت النطق واخويا حالته متدهورة جدا فلما شفت علتي بتنهار قدام عنيا فكرت اني اخليكي تحلي محل سيلا لحد بس ما تفوق عشان صحة مرات اخويا ترجع لها واخويا كمان يفوق ويقف على رجله من تاني

 انا عارف اللي بطلبه منك ده صعب بس اعتبريها خدمة انسانية وهديكي المبلغ اللي انت عايزاه.


 زاغت عيني ليلى من حديث ذلك الرجل المريب فتحت فيها لتتحدث إلا أن الكلمات لم تسعفها لكنها سرعان ما اتسعت حدقتاها في دهشة عندما رفع حسن صورة سيلا أمام عينيها فشعرت أنها ترى نفسها في مرآة

 فتلك الفتاة تشبهها إلى حد كبير الفرق فقط هو لون العيون والشعر

 فهزت رأسها بعدم تصديق: مش ممكن دي فعلا شبهي شبهي اوي اللي يشوفنا يقول اننا توأم. 


أمنا حسن على حديثها

 فاستطردت: استحالة اوافق على حاجة زي دي اولا بنتكم مش محجبة وانا مستحيل أخلع حجابي

 وثانيا انا ما اقدرش اخدع ناس بالشكل ده واعيش في وسطيكم ازاي وانا غريبة عنكم ده اصلا حرام شرعا. 


لم يستغرب حسن من حديثها فهو كان على يقين بأنها سترفض في بادئ الأمر

 فتح فاهه ليقنعها إلا أنها هتفت بصرامة: من غير كلام كتير يا استاذ طلب حضرتك مرفوض ومن فضلك اتفضل عشان ده مكان شغل.


 رمقها بحدة فلأول مرة يتحدث معه أحد بتلك الطريقة  استدار دالفا للخارج لكن هتف بثقة: هنتقابل تاني يا انسة الا انت صحيح اسمك ايه؟


 أجابته باقتضاض: ليلى بس ما اظنش اننا هنتقابل تاني لأن ما فيش حاجة من اللي في دماغ حضرتك هتحصل. 


هنشوف.


 تلك الكلمة غمغم بها حسن بعد أن دلف للخارج 

وقف قليلا أمام ذلك المكان يبحث عن ضالته ابتسم عندما أبصر أحد الرجال يدنو منه فهتف بجدية وهو يخرج بعض النقود ويضعها في يد ذلك الرجل: قل لي يا استاذ انت من هنا من المنطقة يعني؟


 اومأ له الرجل

 فتابع حسن: يبقى تعرف البنت اللي بتشتغل في الصيدلية دي.


 ايوة طبعا يا بيه اعرفها دي الست ليلى بنت مختار جارنا. 


اتسعت ابتسامتها ثم هتف بجدية: ده انت وقعت لي من  السما يا راجل تعال نقعد في أي مكان نتكلم شوية ولك الحلاوة.


 ابتسم الرجل بجشع ثم هتف بلهفة: تحت امرك يا ابيه


❈-❈-❈



في الساحل الشمالي بعد أن وصل كل من رائف ورحيم بدل ثيابهما ثم انطلقا باتجاه الشاطئ

 جلس رائف أمام البحر يتأمل جمال صنع الخالق عز وجل ورغما عنه تذكر معشوقته الخـ ائنة أغمض عينيه فجال في خاطره عندما اتوا جميعا إلى ذلك المكان الساحر 



كانوا يجلسون سويا يحتسون الشاي

 فأبصرها تهبط الدرج وهي ترتدي ثوب السباحة المكون من قطعتين فاحتدت نظراته ثم دنا منها يصرخ في وجهها: ايه اللي انت لبساه ده امشي غيري هدومك دي. 


اجابته بدلال أمام جميع عائلتها: ما له يا بيبي ده مايوه عايزني انزل البحر بايه يعني!


 سحبها من يدها بعيدا عن الأعين الفضولية التي تتابعهما حتى ابتعد بها عن مرمى اعينهم دفعها على الحائط ثم اقترب منها وهو ما زال يرمقها بنظرات حادة جعلتها ترتعب قليلا 

رغما عنه تاه في رائحتها الخلابة فراح يستنشقها بقوة وكأنها اكسير الحياة.

 بينما هي ابتسمت بداخلها فهي تعلم جيدا مدى تأثيرها عليه فرفعت يدها وداعبت وجنته برقة هاتفة بعذوبة: يا رائف خليني انطلق واخرج كده انت عارف ان انا بستنى المصيف ده من السنة للسنة. 


قالتها وهي تدنو منه حد الخطر حتى طيعت قبـ لة خفيفة فوق وجنته جعلته يرتجف بداخله

 فقرب تلك الصغيرة منه يجعله في عالم آخر فوجد نفسه تلقائيا يومئ لها بالموافقة 

مما جعلها تبتعد عنه وهي تقفز بسعادة لاكن سرعان ما عبثت عندما استمعت إلى صوته يقول: استني هاجي معاكي وشوفي اي حاجة البسيها فوقيه لحد ما نوصل الشط. 



أفاق من شروده وهو يشعر بالغضب تجاهها اضعافا مضاعفة لطالما كان ضعيفا أمامها وأمام سحرها

 قبض على يده بقوة ثم راح يضـ رب موضع قلبه وهو يهتف بغل: غبي غبي يا رائف وهتفضل طول عمرك غبي وتستاهل كل اللي حصل لك.


 هب واقفا ثم استطرد حديثه: لكن لا ما بقالكيش مكان في حياتي تاني يا سيلا هخرجك من حياتي. وقلبي للأبد وكل حاجة حرمت نفسي منها وشلتها لك هعملها هصاحب وحدة واتنين وتلاتة وعشرة وهخليكي تندمي على كل حاجة عملتيها معايا يا بنت عمي


❈-❈-❈


وفي نفس التوقيت بداخل الشاليه كان رحيم متسطحا فوق الفـ راش يتحدث مع خطيبته رانيا عبر الهاتف والذي قص عليها ما حدث مع ابنة عمها مما جعلها تصرخ بقوة وهي تتساءل بلهفة: طب هي عاملة ايه دلوقتي يا رحيم ورائف يا حبيبي زمانه منهار مش كده؟


 اجابها وهو يبعد الهاتف أذنه: يخرب بيتك سورتيني رائف مش منهار ولا حاجة انا وهو في الساحل.


 قاطعته رانيا باستنكار: ساحل ساحل ايه وخطيبته بين الحياة والموت انت مجنون ولا ايه!


 يا بنتي ما تلمي لسانك ده شوية انا هلاقيها منك ولا من اخوكي

 زي ما قلت لك احنا قاعدين في الساحل انا ورائف. 


صاحت بحدة: ازاي يعني ده انا قلت زمان رائف نايم قدام العناية المركزة هو فيه ايه بالظبط يا رحيم انت مخبي علي ايه ولا يكونش ده مقلب انت عامله عشان انزل صدقني لو لقيته مقلب انا ها…


 قاطع بحدة طفيفة: مقلب ايه احنا هنلعب مع بعض يا رانيا وبعدين هي الحاجات دي فيها هزار يعني!


 صمتت تفكر قليلا ثم هتفت بحزن: يعني سيلا حالتها خطر؟


 ايوة.


 قالها وهو يومئ برأسه وكأنها تراه ثم استطرد: وطنط نهال في المستشفى وفقدت النطق لما عرفت الخبر وعمو ماجد اكيد قاعد جمبها وعمته هيام برضو في المستشفى. 


طب وبابا يا رحيم الله يكون في عونه عامل ايه دلوقتي؟


 اجابها وهو يتقلب على جنبه: عمو حسن بقى محتار هنا وهنا مش عارف يعمل ايه شوية عند سيلا وشوية عند الدكتور وشوية عند طنط نهال الله يكون في عونه بصراحة طول عمره شايل هموم العيلة دي على كتافه

 لا وحرم نفسه من حاجات كتير اوي عشانكم حتى أبسط حقوقه الجواز

 الرجالة اللي زي عمو حسن دول انقرضوا يا رانيا انتم لازم تفتخروا ان عندكم اب زيه.


 عندك حق والله يا رحيم انا هحجز على اقرب طيارة وانزل لازم اكون جمبكم كلكم في المحنة دي بس خلي بالك انا متأكدة انك مخبي عليا حاجة بخصوص رائف وانت كمان المفروض.


 قاطعها بهدوء: ما فيش حاجة اسمها المفروض عندك اخوكي اهو ابقي اسأليه لكن انا ما اقدرش اقول لك حاجة ويلا سلام بقى عشان عايز اعوم شوية.


❈-❈-❈


على أحد المقاهي الشعبية جلس مختار وأمامه أرجيلته يمسك خرطومها بيد وباليد الأخرى كوبا من الشاي الساخن يرتشفه باستمتاع. 


ثواني وشعر بأحدهم يجلس بجواره يسأله باهتمام: انت مختار؟


 تطلع إليه مختار فانبهر بهيئته الراقية فأومأ له بالموافقة ثم تساءل: مين حضرتك؟


 دنا منه ثم أجابه باختصار: حسن نصار رجل أعمال وعيزك في مصلحة.


 التمعت عيني مختار بالجشع فأبعد خرطوم ارجيلته ثم تحدث بلهفة: تحت امرك يا كبير ما دام فيها فلوس.


 ابتسم حسن برضا فهو علم مسبقا من ذلك الرجل الذي التقى به منذ قليل كل شيء عن تلك العائلة وخاصة عن ذلك الرجل القاسي الذي يضـ رب ابنته باستمرار وتعاطيه للمخدرات 

فعلم أن مهمته سهلة سيجعل ذلك الرجل يجبر ابنته على الموافقة بما يريد 

لذا هب واقفا يهتف بجدية: تعالى معايا مش هينفع نتكلم هنا.


 قام مختار ثم تحدث بصوت مرتفع: ولا يا زقلة ضيف الحاجات دي على حسابي وهبقى ادفعها بعدين.


 سار برفقة حسن واستقل معه سيارته وانطلق بعيدا عن تلك المنطقة

 فسأله مختار باهتمام: ها يا باشا فهمني العبارة بقى؟


 أوقف حسن السيارة جانبا ثم استدار يهتف بجدية: مصلحة لو نفزتها هديك مليون جنيه ومش بس كده هوفر لك شقة محترمة في عمارة من عماراتي.


 سال لعاب مختار عندما استمع إلى حديث ذلك الرجل فسأله بريبة: من الآخر كده انا ما ليش لا في القـ تل ولا في المخدرات ودول الحاجات اللي بيجيبوا الفلوس دي.


 وضع يده على مقبض الباب عازما على الهرب إلا أن صوت حسن اوقفه عندما هتف بجدية: الموضوع مش زي ما انت فاهم استنى وركز في كل كلمة هقولها لك. 


منحه مختار جميع حواسه.

 فقص عليه حسن ما طلبه من ليلى منذ قليل وأخبره بأنها طردته من الصيدلية ورفضت الفكرة برمتها

 مما جعل مختار يهتف بصراخ: بت الكاالب مش وش نعمة لا يا باشا انا موافق على كل اللي انت قلته. 


ارتسمت ابتسامة صغيرة على شـ فتي حسن ثم سأله بجدية: ازاي يعني بقول لك بنتك طردتني ورفضت الفكرة كلها؟


 أجابه مختار بثقة: الموضوع ده سيبه عليا يا باشا وانا هخليها تكلمك بنفسها وتقول لك إنها موافقة.



يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة