الفصل الثالث - أريد أنثى
الفصل الثالث
نظرت هدي بخوف لذلك الذي أخذها إلى خارج هذا الشارع المظلم، و أخيرا أستطاعت أن تسحب يدها منه بعد تمسكه الشديد بها
فقال ببعض حده رغم خوفها:
"أظن أن أنسه محترمه ذيك مينفعش تمشي في شارع ذي ده ولا أيه"
نظرت له هدي و قالت ببعض التوتر فهي تخشي الحديث مع اي حد او التناقش:
"لو سمحت يا أستاذ ياريت تلتزم حدودك و كم..
قاطع حديثها بغضب:
" حدود ايه و زفت ايه انتي مش عارفه ايه اللي كان ممكن يحصلك في الشارع ده انتي هبله يا بت ولا أيه"
نظرت له هدي بدموع، ثم تركته و ذهبت و ظل هو ينظر في أثرها بإستنكار
❈-❈-❈
عادت إلي منزلها ثم دخلت مباشره إلي غرفتها وهي ترتعش من ما حدث، فهي لأول مره تتحدث مع رجل فهي لم تجمعها محادثه مع الجنس الاخر قبل ذلك سوي مع عمرو ابن عمها
و لكن ذلك الوقح الذي تعدي حدوده معها جعلها توتر ولم تستطيع أن تواجهه أو تقوم بتعنيفه عما حدث هي تعلم انها أخطئت عندما مرت بهذا الشارع، و لكن ماذا كانت ستفعل فلم يكن امامها خيار أخر، أخذت تسرح بخيالها وهي تتخيل أنها تمتلك شخصيه قويه و كيف كانت ستقوم بتعنيفه و الرد عليه
كانت شارده و لم تلاحظ دخول ساره و لا أنها تتحدث معها قامت ساره بدفعها بلطف من كتفها:
" أنتي فين يا بنتي بقالي فتره بنادي عليكي"
نظرت لها هدي بدون وعي"ها" نظرت لها ساره بتعجب و هتفت:
"ها هو ايه اللي ها مالك فيه ايه"
نظرت لها هدي و قالت بخفوت:
"أصل الصراحه حصلت حاجه و انا تحت و أنا يعني متوتره من ساعتها"
ربتت ساره علي كتفها و هتفت بحنان:
"قولي يا حبيبتي ايه اللي حصل"
نظرت لها هدي و أدخلت بعض الهواء لرئتيها ثم بدأت بقص ما حدث
نظرت لها ساره و قالت بغضب:
"الحيوان أستقوي عليكي يا فالحه، و انتي سكتيله و بعدين إذاي اصلا تخليه يمسك أيدك و كمان زعق ده بجح اوي"
تحدثت هدي وهي تحاول تهدئتها بعدما انفجرت ساره في سيل من الشتائم:
"ساره ممكن تهدي شويه بصي هو فعلا أسلوبه وحش في الكلام معايا بس يعني هو كان خايف عليا، وبصراحه كان عنده حق يعني الشارع كان وحش أوي"
أنفجرت ساره بها و هتفت بغضب:
" انتي هبله يا بت يخاف عليكي بتاع ايه هو اسمه ايه ولا شكله ايه"
تحدثت هدي بجهل و كأنها طفله مذنبه:
"أكيد طبعا معرفش أسمه و كمان انتي عرفاني اني مش بحب اقف ابص في ملامح اي راجل، ف انا معرفش شكله ايه و بالتالي معرفش هو مين"
تنهدت ساره ثم حدثتها بهدوء فهي تعلم ما تمر به هدي:
"بصي يا هدي ماشي هو فعلا ممكن يكون كان خايف عليكي و كل حاجه، ذيه ذي أي ابن بلد جدع مش عاوز بنت بلده تتأذي بس طريقته كانت غلط كان ممكن يعمل كذه حاجه غير انه يمسك ايدك و يمشيكي معاه بالعافيه
ثم أكملت بحنق:" لاو كمان من بجاحته بيزعق كان ممكن مثلا يكلمك بهدوء و يقولك امشي جانبي يا أنسه لحد ما نطلع من الشارع ده، مثلا علشان الشارع ده مش كويس، او حتي من غير ما يتكلم كان فضل ماشي معاكي او وراكي يعني ميخلكيش تاخدي بالك منه علشان متتوتريش، و لو كان حصل حاجه لقدر الله كان أتدخل فاهمه متخليش حد يعلي صوته عليكي تاني "
نظرت لها هدي و حاولت أن تتمالك نفسها و لا تبكي ولكنها لم تستطيع فأنفجرت في البكاء الشديد
أخذتها ساره في أحضانها لتهدأ قليلا و لكن هدي أخذت تقول بشهقات عالية:
"أنا واحدة جبانه أقل حاجة معرفش اعملها ده انا حتي مقدرتش ابص في وشه من الخوف، انا عمري ما هعمل حاجه عدله في حياتي ان انسانه مليش لازمه، ذي ما عمتوا بتقول فعلا عمري ما عرفت اخد حقي من حد مره"
ثم أخذت تبكي بمراره شديدة، كتمت ساره دموعها حتي لا تنهار هي الاخري فقالت لها:
" أنتي مش جبانه يا هدي أنتي بس طيبه بزياده علشان كده مش بتعرفي تزعلي حد، حتي لو الحد ده هو اللي مزعلك و كمان ملكيش دعوه بكلام عمتك و أنتي عارفه كويس ان كلامها كله غلط، و هي بتحاول تعمل او تقول اي حاجه علشان تضايقك"
نظرت لها هدي و قالت برجاء:
"ساره انا عاوزه اتعالج انا عرفت ان اللي عندي ده إضطراب في شخصيتي يعني بيخليني معنديش ثقه في نفسي، و مش بعرف اعمل اي حاجه ليها علاقه بيا في حياتي أنا عاوزه اروح عند دكتور"
هزت ساره رأسها بتفهم و هتفت بموافقه:
"حاضر اللي أنتي عايزاه، بس ممكن تبطلي عياط هشوف دكتور و نروح انا و انتي تمام"
هزت هدي رأسها ثم تسطحت علي الفراش و أغمضت عينيها لتذهب في نوم عميق، تركتها ساره و خرجت وهي حزينه عليها
❈-❈-❈
مر أسبوع علي تلك الاحداث، في صباح يوم جديد
و لم يحدث شئ جديد سوي أن هدي اصبحت تفضل البقاء في المنزل و لم تذهب سوي الي جامعتها و تعود سريعا و كأن أحد يلاحقها
عند خالد أبو الخير اصبح يعامل زوجته بجفاء شديد فقد طفح به الكيل من ما تفعله، فبعد أخر مشاجره بينهم لم تهتم و حتي لم يتغير أي شئ بل ما زالت تهمل أبنتها و منزلها و لا تهتم ل شئ، حتي لم تحزن بسبب معامله خالد لها بل لم تعطي أهميه للأمر، وهي تشعر براحه لعدم إعطائه أوامره لها كعادته
عند سالم ابو الخير لم يعامل زوجته بجفاء؛ لان حياتهم يملئها الجفاء منذ اول زواجهم فهو لا يحتاج ليعاملها بجفاء فتلك هي طبيعتهم لم يشعر يوم بأنه متزوج
بل بإنها غريبه تجلس في منزله إبتسم بحزن وهو يتخيل حياه أخري غير تلك الحياه الكئيبه التي يعيش بها مع تلك المدعوه بزوجته حياه مع فتاه يعشقها و أسره بسيطه هادئه، و لكن ماذا إذا جاء طفل هل يمكن أن تتغير حياته مع زوجته في الوقت الحالي
نظر لها فوجدها تضع طلاء الاظافر بتركيز شديد
تحدث سالم بهدوء:
"ليلي عاوز أتكلم معاكي في موضوع"
ليلي وهي مازالت علي وضعها و تضع طلاء الاظافر:
"خير موضوع أيه"
حاول سالم أن يتحكم في أعصابه حتي لا يقوم بأذيتها بسبب تجاهلها:
"أنا عاوز عيال"
نظرت له ليلي و هتفت بدهشه:
"نعم عيال أيه!
ظل سالم ينظر بسخريه لملامحها ثم قال بخشونه:
" هو ايه اللي نعم قولت حاجه غريبه بقول عاوزك تخلفي عاوز عيل، مش عيل واحد كمان لا انا عاوز عيال، ما هو اكيد يعني مش هعيش حياتي من غير ما اخلف عيال تشيل أسمي ولا أنتي ايه رأيك؟
وقفت ليلي و قالت بإستنكار:
"أنت عاوزني أنا أحمل و أخلف و أرضع و أربي لا طبعا مستحيل اعمل كده"
نظر لها سالم و هتف بسخريه:
"والله ده اللي أي ست بتعمله، انتي مش هتعملي حاجه زياده عنهم يعني"
تحدثت ليلي ببعض الحده:
"لا طبعا انا مش هحمل ولا هخلف، أنت عاوزني أبقي ذي الهبله أماني انا ماليش انا في الشغلانه دي"
وقف سالم ثم ذهب و مسك ذراعها بقوه شديده حتي كاد أن يكسره بين يده، ف سالم عندما يغضب لا يري أمامه ثم أكمل بسخريه:
"أيه يا بت مالك محسساني انك من التجمع ولا كأنك عايشه هانم، يا بت ده انا جايبك من الحاره اللي ورانا يعني متعمليش نفسك هانم عليا و بنت ذوات، ده انا اللي منضفك و مخليكي عايشه عيشه عمرك ما كنتي تحلمي بيها"
نظرت له ليلي بخوف فهي تعلم غضب سالم و لكنها قالت بغضب رغم خوفها:
" أنا اه قاعده في حاره بس انا فعلا هانم و كنت قاعده في بيت ابويا هانم حتي مش بشيل كوبايه، و انت تيجي و عاوزني ابقي جاريه لساعدتك احمل و اخلف و امسح و اغسل لا انا مش خدامه يا حبيبي"
نظر لها سالم و الشر يتطاير من عينيه ثم في ثواني كانت تفترش الارض من أثر صفعه سالم لها، ثم قام سالم بتكسير أي شئ حول حتي لا يقوم بضربها و يمكن أن يؤذيها ثم نظر لها بغضب و هتف:
"أقسم بالله لندمك علي كل كلمه قولتيها يا ليلي انا كنت ساكت بس علشان خاطر عمي و أبويا، أبويا اللي ربنا يسامحه و بلاني البلوه دي، و بنت عمك و انت اولي بيها من الغريب بس ماشي ملحوقه يا ليلي"
ثم نظر لها بإشمئزاز و تركها و ذهب الي الوكاله الخاصه به و بوالده و التي توجد بالحاره أيضا، ثم جلس علي مقعده الذي يكون بالخارج و ليس بالداخل حتي يراقب أحوال الحاره ايضا فهو يعتبر كبير الحاره بعد والده
قام بطلب القهوه من الصبي الذي يعمل لديه و طلب منه أيضا أن يجلب له الشيشه حتي يكتمل مظهره بتلك الهيبه التي يجلس بها وهو يفكر في كل شئ سيفعله ف يجب أن يجد حل لكل هذا
❈-❈-❈
في مركز الشرطه بالتحديد في مكتب خالد الذي كان يجلس وهو يقوم بمراجعه بعض التحقيقات، وجد احد يطرق الباب بمكتبه فدخل العسكري وقال له أنه يوجد فتاه بالخارج تعرضت للسرقه و تريد تقديم بلاغ، سمح له خالد بأن يدخلها
دخلت فتاه و يبدو علي ملامحها البكاء الشديد، هتفت الفتاه بصوت مرهق:
" مساء الخير "
هتف خالد بعميله:
"مساء النور اتفضلي يا انسه"
جلست الفتاه و قالت له برجاء:
"متشكره لحضرتك بس أرجوك ساعدني أنا والله مش عاوز الموبايل ولا الفلوس ولا اي حاجه، غير بس الورق اللي في الشنطه ياخد الشنطة كلها بس يجبلي الورق"
هتف خالد بهدوء فهو بطبيعه عمله يأتي له الكثير من حالات السرقه من ذلك النوع:
"طب ممكن تهدي و تفهميني حصل ايه بالظبط، و ايه الورق المهم اللي انتي محتجاه اوي كده"
بدأت الفتاه بقص ما حدث:
"بص حضرتك أنا كنت خارجه من الشغل انا مهندسه و بشتغل في مكتب هندسه، و أنا خارجه كنت بتكلم مع صاحبتي و عدي واحد بالموتسيكل فاجأه و شد الشنطه، فيه ناس جريت وراه و انا حاولت اجري بس معرفناش نمسكه و الشنطه فيها ورق مهم جدا جدا، لو الورق ده ضاع انا هتأذي في الشغل ده غير انه ممكن تحصلي مشاكل كتير"
تحدث خالد بحزم و عمليه:
"طب تمام يا أنسه احنا هنبعت حد يفرغ كاميرات المراقبه اللي في المكان و هنبقي نبلغ حضرتك، ياريت تسيبي بس رقمك علشان نبقي نعرف نتواصل معاكي"
نظرت له الفتاه بإرهاق و هتفت:
"أرجوك يا حضره الظابط ياريت تلاقوه، انا عارفه ان دي قضيه سرقه ذيها ذي غيرها و ممكن متجبوش الحرامي بس الورق ده فيه حياتي"
هز خالد رأسه بتفهم:
"صدقيني هنحاول بكل مجهودنا اننا نجيبه"
هزت الفتاه رأسها ثم قامت بعمل المحضر، و تركت رقم هاتفها علي أمل ان يعيدوا لها أشيائها
❈-❈-❈
في المنزل عند هدي
كانت هدي تجلس مع خالتها و أبنتها يتحدثون في عده مواضيع، حتي قالت رحمه بهدوء:
"بصوا بقي ركزوا معايا علشان عاوزه اكلمكوا في موضوع كده بس بلاش تاخدوها بهزار"
هتفت ساره بمشاكسه:
" ايه ناويه تجوزي يا رحرح ولا ايه، طب والله لرقصلك في الفرح يا اما ده انتي امي"
ضحكت هدي بشده علي حديث ساره و هتفت:
"و انتي تموتي في الرقص يا فيفي عبده انتي"
رحمه بحنق بسبب حديثهم المازح:
"أقسم بالله اتنين مهزقين قاعدين معايا، ركزي معايا يا بقره منك ليها هو الموضوع فيه جواز بس مش جوازي أنا يا متخلفه منك ليها"
نظر الفتاتان لبعضهم بتوتر ثم قالت ساره:
"هدهد حبيبتي هتبقي عروسه مبروك"
نظرت لها هدي و هتفت وهي ترفع حاجبها:
"وحيات خالتوا و ليه متكونيش انتي، و انتي الكبيره برضوا ولا ايه"
رحمه وهي تنظر لهم بنفاذ صبر:
"خلصتوا، هو صح العريس جاي ل ساره"
نظرت لها ساره وهي علي وشك البكاء:
" يا أما انا عملتلك حاجه اللقمه اللي باكلها مأثره عليكوا اوي كده "
هدي بإستنكار:
"يا بت بطلي الصعبانيات دي مش هتاكل معانا، و بعدين يا بت ده امو داعيه عليه هيكفر ذنوب دنيا و اخره معاكي"
نظرت لها ساره بشر و كانت ستقوم بضربها و لكن رحمة قاطعتهم:
"الواد دكتور و محترم و ابن ناس"
هتفت ساره وهي تنظر لها بسخريه:
"و مين بقي ده اللي جنحاته ماشيه بتخبط في خلق الله ده"
رحمه بتأكيد و سعاده:
" الدكتور وليد، اللي ساكن في البيت اللي قصادنا"
شهقت ساره تبعتها هدي ثم نظروا لبعضهم بصدمه و أنفجرت هدي في الضحك الشديد، وهي تنظر لمظهر ساره التي تكاد تصاب بسكته قلبيه أثر حديث والدتها
نظرت رحمه ل هدي التي تضحك بشده و قالت بإستنكار:
"وهو اسم وليد بيضحك كده بتضحكي عليه ايه يا بت؟
نظرت هدي ل ساره و قالت بأنفاس متقطعه من الضحك:
" بتقولك محترم اااه هموت يا بت يا ساره مضحكتش كده من زمان"
نظرت لها ساره و هتفت بحده:
"أضحكي براحتك ماااشي"
ثم نظرت لوالدتها و هتفت بحنق:
"ما تديلوا هدي بقي يا ماما هي اولي"
نظرت لها هدي بإستنكار:
"و أنا مالي يا لمبي و بعدين هو طلبك بلأسم، قال ايه ساره مقالش هدي"
قاطع نقاشهم صوت رنين جرس الباب ذهبت هدي بعدما أرتدت إسدالها و فعلت ساره المثل، و فتحت ف وجدت عمرو رحبت به و دخل القي التحيه:
"السلام عليكم"
رد الجميع عليه السلام
تحدثت رحمه بحنان:
" تشرب ايه يا عمرو"
تحدث عمرو وهو يمزح معها:
"هو انا غريب يا قلب عمرو لو عوزت حاجه هقوم اعملها بنفسي، خليكي انتي مرتاحه بس"
ثم نظر ل ساره و أراد أن يشاكسها فهتف:
"قومي ابت هاتيلي مياه"
كانت ساره شادره في حديث والدتها و لم تنتبه له فناولته هدي الكوب، فهتف بتعجب و هو ينظر لساره:
"مالها البت دي فصلت شحن ولا ايه"
ثم أخذ يرتشف من كوب المياه، حتي قاطعته هدي وهي تكتم ضحكتها:
"لا جيلها عريس"
بصق عمرو الماء من فمه، و أخذ يسعل بشده وقفت رحمه بقلق واخذت تربت علي ظهره:
" مالك يا ابني اسمالله عليك يا حبيبي"
هتفت هدي بقلق:
"مالك يا عمرو انت كويس"
أخذ عمرو اخيرا أنفاسه و تحدث بهدوء..
يتبع