-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 33 - 1 - السبت 10/8/2024

  

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثالث والثلاثون

1

تم النشر السبت

10/8/2024




"دائماً ما تأتيك الضربة من أقرب الناس إليك، أحذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة، العدو يواجه وجهاً لوجه، بينما الصديق يطعن في الظهر، كن حذراً يا رفيقي لا تعلم من أين يأتيك الغدر"


عند أسر يستيقظ من نومه ونهض بتثاقل ويستند ظهره علي خلفية الفراش ونظر في المنبه بجواره وجدها العاشرة صباحاً تنهد بضيق ونهض بوهن يتجه إلى المرحاض يأخذ حماما بارداً ينعش به جسده ويقلل عن كاهله الآلام والأوجاع ولكن كيف وهي ألالام نفسية وليست جسدية، خرج بعد قليل وارتدى ملابسه العملية من أجل الذهاب إلى العمل انتهي من تجهيز نفسه وذهب لتأدية الصلاة وفور أن أنتهي جلس على الفراش قليلاً واضعاً يده علي صدره يشعر أن هناك شئ سئ سيحدث أخذ نفس عميق ونهض بعدها واتجه إلى مصنعه كي يحضر الاجتماع .

❈-❈-❈

في الشهر العقاري انتهي الموظف من الأوراق وذهب إلي نيڤين وعلى وجهه إبتسامة عريضة:

-اتفضلي يا ست الكل الورق أتسجل وكله تمام التمام كل حاجة أتسجلت بإسمك يا هانم بيع وشراء.

نيڤين بفرحة وهي تمسك الاوراق بتلهف وتنظر بها بإمعان:

-هايل أوي.

 فتحت حقيبتها وأخرجت رزمة كبيرة من الأموال وأعطتها إلى الموظف بإبتسامة:

-مش خسارة فيك.

أخذ الموظف الأموال بلهفة وبدأ في عدها:

-تسلمي يا ست الكل أنا خدامك في أي وقت.

نهضت نيڤين بتكبر ورددت بتعالي:

-شكرا يلا باي.

 نظر لها بسخرية وقلدها متهكما:

- باي الله يرحم شكلك كنتي شحاتة أصلا علي راي المثل يدي الحلق للي بلا ودان.

عاد بنظراته إلي الأموال بيده وعادت ابتسامته من جديد وأكمل هو عد الأموال بلهفة.

بينما علي الطرف الآخر صعدت نيفين سياراتها وعلي وجهها إبتسامة ماكرة فهذا الملف الذي بيدها هو كنزها الذي سعت كثيراً للوصول اليه وها هو الأن بين يدها دون أدني مجهود.

قادت سيارتها متجهة إلي عملها وعلي وجهها إبتسامة ماكرة فعليها أن تنفذ بقية خطتها لتقوم بغلق صفحة أسر إلي الأبد.

❈-❈-❈

وصل أسر إلي المصنع في تمام الساعة الثانية عشر وصعد مباشرة إلي غرفة الاجتماعات فقد تأخر عن موعده تفاجئ بالغرفة مليئة بحشد كبير من الموظفين نهضوا احتراماً له نظر لهم بتعجب وجلس معهم حتى تأتي نيڤين هذا إجتماع روتيني يحضره رؤوساء الأقسام فقط.

فتح الباب بعد عشرة دقائق ودلفت نيفين وخلفها أربعة أفراد من الأمن ينهض الجميع باستثناء أسر الذي ظل جالساً يطالعها بتعجب ولم ينهض من مكانه فهو يجلس في مواجهتها ويترأس الطاولة من الناحية الأخرى جلست في مقعدها المعتاد ووضعت ساق فوق ساق بتكبر وعلي شفتيها إبتسامة نصر.

تطلعت إلي جميع الوجوه حولها وتحدثت بغرور:

-أنا جمعتكم النهاردة عشان أبلغكم أن أستاذ أسر باع المصنع ليا بيع وشراء وأنه هو هيبقي مجرد موظف عادي هنا.

حدق بها بصدمة وانتفض من مكانه متجهاً إليها ونظرات كالجمر الملتهب وتحدث بعصبية:

-أنتي بتقولي أيه يا مجنونة أنتي ؟

ردت نيڤين ببرود:

-صوتك يا أسر وإلا الأمن يرموك بره .

أشارت إلى الأمن بإمساكه نفذوا أمرها سريعاً وحاوطوه، حاول هو فك نفسه منهم بعصبية وهو يصيح بهم بجنون:

-أبعدوا عني أنتوا أتجننتوا أنا هرفدكم أنا صاحب المصنع ده يا أغبية ابعدوا عني.

كل هذا تحت مرأي ومسمع من الموظفين الموجودين بقاعة الاجتماعات التي ارتفعت همهماتهم مما هول ما استمعوا له.

هتفت نيڤين ببرود:

-أيه يا بيبي أنتي نسيت ولا أيه إنك بعت ليا كل حاجة حتي العربية والشقة ده أنت ماضي علي الورق إمبارح بنفسك.

تطلع لها بصدمة وعدم فهم:

-أنتي بتقولي أيه محصلش أنا ممضتش علي حاجة أنتي نصابة وأنا هسجنك سامعة هسجنك.

ارتفعت ضحكات نيڤين ونهضت من مقعدها وذهبت في إتجاهه وتحدثت بهمس بجوار أذنه:

-حصل أنت ناسي يا بيبي أنك مقرأتش الورق بتاع إمبارح ولا أيه؟

 أبتعدت عنه وألتفت إلى المحامي الخاص بالمصنع:

-شوف الورق سليم ولا لا يا أستاذ راضي أسر شكله بينسي كتير الفترة دي.

ارتدي المدعو راضي نظارته الطبية وطالع الورق بإمعان شديد رفع نظره أخيرا ونظر إلى أسر بأسف:

ـالورق سليم يا أسرباشا والإمضاء سليمة والورق متوثق في الشهر العقاري كمان.

صاح بعصبية وهو يحاول فك نفسه لينقض عليها:

-والله ما هسيبك يا نصابة أنا هقتلك سامعة هقتلك.

نظرت له بسخرية وهي تشير للأمن :

-خدوا منه أي مفاتيح معاه وأرموه في الشارع ولا فكر يقرب من المصنع بلغوا البوليس أه نسيت يارت تطلقني زي الشاطر وأنا هكون زوق وهتنازل عن المؤخر.

أخذ الأمن منه أغراضه وسط سبه وضربه لهم ليتكاتفوا عليه الأربعة رجال ويأخذوه عنوة إلى خارج المصنع وألقوه وسط الطريق وقاموا بضربه حتي تشل حركته تماما هذا علي مرأي نيڤين التي تنظر له بتشفي وبعدها نظرت إلي  الموظفين ببرود:

-يلا علي شغلكم أظن العرض إنتهي والاجتماع خلص.

غادر الجميع وجلست هي وعلي شفتيها إبتسامة نصر مما حققته.

❈-❈-❈

أما عند أسر ظل علي وضعه فترة ثم نهض بتثاقل وي

حاول السير ولكن جسده يخونه هو الآخر من الآلام المبرحة التي به والدماء التى تسيل من ثائر جسده.

 ابتعد قليلا عن المصنع وجلس علي آول رصيف يقابله وصرخ بشدة وهو ينظر إلي السماء:

- يااااارب مليش غيرك .

اجتمع المارة حوله يحاولون الحديث معه أو نقله إلي المستشفي فجروحه تنزف بغزارة رفض بشدة وابتعد عنهم وينهض بتثاقل يسير وسط السيارت غير عابئ بالسيارات التي تحيط به من كل إتجاه فقط يسير بضياع حتي وقف فجأة ووضع يده على قلبه بآلم وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة وفى لمح البصر وقع صريعاً في منتصف الطريق اجتمع المارة حوله بلهفة ويطلبوا له الإسعاف.

❈-❈-❈

في القاهرة يجلس أحمد يحتسي قهوته ويتابع عمله باهتمام قاطعه رنين هاتفه برقم الرجل الذي يراقب أسر رد بلهفة:

-أيه الأخبارفي جديد ؟

نهض بصدمة:

- مستشفي طيب مسافة الطريق وابقي عندك.

 أغلق الهاتف وأخذ أغراضه مستعدا للمغادرة تزامناً مع فتح باب المكتب ودخول قاسم الذي نظر له بترقب:

-أنت خارج ولا ايه؟

أومأ أحمد بإيجاب:

-أيوة لازم أنزل اسكندرية حالا.

قطب قاسم جبينه بعدم فهم وتسأل:

-تنزل اسكندرية دلوقتي حالا ؟ خير في أيه ؟

ربت أحمد علي ظهره برفق وعقب:

-بعدين يا قاسم خير أطمن يلا سلام غادر سريعاً أسفل نظرات قاسم المتعجبة من سفره المفاجئ.

❈-❈-❈

في المصنع تجلس نيڤين في مكتبها وعلي وجهها إبتسامة نصر .

طرق الباب ودخلت السكرتيرة تخبرها بوصول أسعد.

نيڤين بتكبر:

-دخليه.

السكرتيرة بأدب:

-أوامر حضرتك.

خرجت السكرتيرة ودخل أسعد وهو ينظر لها بتعجب:

-أيه بنتي كلمتيني قولتلي تعالي هو في أيه بالظبط ؟

نيڤين بضحك:

-أقعد بس عشان أعرف أحكيلك.

أسعد بعدم فهم:

-أديني قعدت ها في أيه ليه طلبتي نتقابل منها مش خايفة من أسر ولا أيه ؟

نيڤين بسخرية:

-أسر خلاص بح.

أسعد بعدم إستيعاب:

-أطلقتي؟


الصفحة التالية