-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 28 - 1 - الجمعة 2/8/2024

 قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثامن والعشرون

1

تم النشر الجمعة

2/8/2024


"لم أفعل بحياتي سوي الخير ولم أجني منه سوي الشر، هل هذا عيب به؟ أو هذا من مكر واستهتار البشر بي؟ سئمت من الدنيا بما فيها والجحيم علي من يستهويها"

بعد مرور أسبوع خرجت عليا من المشفى وعادت الي المنزل برفقة أسرتها. 

ورفضوا رفضاً قاطع حضور ممرضة برفقتها وتمارا وتقى وأسيل يتناوبون علي مراعاتها. 

في مساء أحد الأيام عاد أدهم من عمله وصعد إلي غرفة والدته يطمأن عليها وجد الجميع برفقتها قبل جبينها بحب وجلس برفقتهم. 

وتحدث برفق:

-أخبار ماما أيه النهاردة ؟

ردت تقي مبتسمة:

-الحمد لله زي الفل وكلها كام يوم وترجع زي ما كانت بإذن الله. 

ابتسم أدهم بحب وقال :

-يا مسهل الحال ربنا يسمع منك يا تقي. 

ألتفت الي والده وقال:

-بابا أحمد وعائلته جايين يزوروا ماما النهاردة. 

ضرب سراج جبينه بخفة وتحدث بلهفة:

-أسما. 

نظر أدهم الي والدته التي نظرت لهم بلهفة وهتف معاتبا:

-بابا. 

تحدث سراج بحزم :

-أنا قلبي حاسس أنها أسما أختك فعلا يا أدهم ولما أتأكد من ده هاخدها من وسطهم. 

نظر الجميع الي بعضهم بحيرة وتسالت أسيل بعدم فهم:

-قصد حضرتك أن أسما الي جت هنا هي نفسها أسما أختي الي كانت في الحادثة مع خالتوا الله يرحمها في اسكندرية؟

أومأ بإيجاب:

-أيوة يا بنتي هي بإذن الله. 

تسالت تمارا بحيرة:

-بس أزاي بعد حادثة بابا وماما دورنا عليها كتير وملقنهاش؟

عقبت تقي بحماس:

-وده أكبر دليل أنها لسه عايشة. 

تنهد أدهم بقلة حيلة وقال :

-يا جماعة بس أنا خايف من حاجة نعشم البنت علي الفاضي ومتطلعش أختنا وأظن هي فيها الي مكفيها ليه نزود عليها أحنا نحاول ندور وراها من غير ما تعرف لغاية ما نتأكد أنها هي.

تسالا تمارا بحيرة:

-طيب هنعمل كده أزاي؟ لازم تحليل DNA هي أه فيها شكل من خالتوا وأدهم فعلا بس جايز صدفة. 

تدخلت أسيل في الحوار متسائلة:

-طيب هو مكنش فيها حاجة مميزة ؟ لبسها وحمة في جسمها مثلا حلق أنسيال أي حاجة من الحاجات دي.

❈-❈-❈


حركت عليا يدها الطليقة بلهفة حول عنقها التفت الجميع لها بإنتباه. 

تسألت تقي بحماس :

-هي كانت لابسه حاجة مميزة فعلا يا خالتوا؟

حركت رأسها بايجاب وهي تشير الي عنقها.

هتفت أسيل بلهفة :

-سلسلة ؟

ما ان نطقتها أسيل حتي صاح سراج بلهفة:

-صح يا أسيل أسما كانت لابسة سلسلة في رقبتها باسمها. 

صقفت بحماس وقالت :

-يبقي السلسلة دي لسه معاها  وعشان كده في الدار سموها بالاسم ده. 

تحدث سراج بأمل :

-يارب يا بنتي يطلع تخمينا صح.

ألتفت إلي أدهم وقال:

-أدهم أنا محتاج أتكلم مع قاسم لوحدنا يا أبني. 

أوما أدهم بإيجاب:

-حاضر يا بابا يوصلوا بالسلامة ان شاء الله لو قاسم جه معاهم حضرتك تقدر تقعد معاه في المكتب لو مجاش أنا هبلغ أحمد إنك حابب تقابل قاسم بس يا جماعة فضلا بلاش نبين للبنت أي حاجة. 

نظر الي والدته بإشفاق وقال:

-سامحيني يا ست الكل بس بلاش تطلع تشوفك دلوقتي لما نتأكد أنها هي. 

أكدت تقي حديثه وقالت:

-بالظبط محدش يطلع يشوفها أصلا وأنا هفضل معاها هنا .

أومأ الجميع بتأيد. 

نهض أدهم وقال:

-بالظبط ده أفضل أنا هروح أغير هدومي بعد اذنكم. 

نهضت تمارا هي الأخري :

-وأنا هروح أحضر الغداء قبل ما يوصلوا.

نهضت أسيل وتقي أيضا وذهبوا برفقتها. 

بينما نهض سراج وجلس جوار عليا يضمها بحب هاتفا بأمل:

-أطمني يا عليا قلبي حاسس أنها هي وبإذن الله هترجع لحضننا من تاني. 

تطلعت له بأمل وهي تدعي الله داخلها أن تكون هي ابنتها وتعود لها بالفعل ويكون هذا عوض الله لها حتي لو ظلت طريحة الفراش ما بقي من عمرها. 

بينما الآخر يدعي بداخله أن تكون إبنتهم بالفعل ويتأكد حدسه لينتشلها من وسط هذه العائلة فلن يسامح أو يغفر فيما حدث بها منهم، حتي لو أنها يتيم بالفعل ليس لهم حق فى أذيتها أو المساس بها من الأساس. 

❈-❈-❈

تقف تلف حجابها بسعادة بينما يجلس زوجها علي الفراش يتأملها بحب اراد مشاغبتها فقال :

-بقولك يا قلبي ايه رأيك اعتذر لأحمد ونخرج انا وأنتي لوحدنا. 

انتفضت بفزع واستدارت اليه تتحدث بنفي:

-نعم؟ لا طبعاً يا حبيبي أنا عايزة أروح.

تسأل قاسم بفضول:

-للدرجة دي أتعلقتي بالبنات ؟

حركت رأسها بلا وعقبت:

-مش بس اتعلقت فيهم المكان نفسه الجو هادي دفى أسري حبيت المكان وناسه. 

ابتسم بهدوء وعقب ساخراً:

-في دي عندك حق أكيد هنا في برود أسري. 

عضت علي شفتيها بخجل وهتفت بأسف:

-مش قصدي يا حبيبي والله أنا أسفة .

نهض من مكانه واتجه اليها متمتما بحب:

-مفيش داعي تتأسفي يا قلبي أنا مش زعلان ومقدر وضعك يلا يا ستي خلصي لبس عشان منتاخرش علي الناس. 

ابتسمت بحماس وقالت :

-حاضر يا حبيبي حاضر. 

أكملت كا تفعله بينما جلس هو مرة أخرى على الفراش يتابعها بشرود حتي انتبه الي صوتها المتسائل.

ألتفت لها مبتسماً :

-نعم يا قلبي بتقولي أيه ؟

ابتسمت بحب وتسالت:

-ايه الي وأخد عقلك ؟ سرحان في أيه ؟

غمز بخفة وعقب :

-الله هو حبيبي غيران ولا أيه ؟

هزت رأسها نافية وتحدثت بصدق :

-توء توء مش غيرانة يا حبيبي عشان عارفة أني قاعدة علي قلبك و مربعة .

نظر لها بتمعن وسرعان ما قال:

-أيوة بقي يا عم الواثق انت اطمني فعلا مفيش في قلبي ولا عقلي وغيرك وسرحان فيكي أنتي يا قلبي. 

رمقته معاتبه :

-سرحان فيا وأنا قدامك ؟ طيب أسرح وأنت بعيد عني! 

غمز بخفة وعقب :

-يا قلبي أنتي دايما في عقلي وقلبي سواء كنتي معايا أو لا ها بقي كنتي عايزة تقولي ايه؟

ردت مبتسمة :

-حبيبي كنت حابة نجيب ورد ليهم ينفع؟

ابتسم بهدوء وعقب :

-أكيد طبعا هناخد حاجة وأحنا راحين يا قلبي. 

عضت شفتيها باحراج وقالت :

-قصدي أحنا نجيبه وأقدمه ليهم. 

أومأ بتفهم وقال:

-حاضر يا قلب حبيبك ينفع طبعاً. 

ابتسمت بإمتنان:

-ربنا يخليك ليا يا حبيبي. 

قبل جبينها بحب :

-ويخليكي ليا يا قلب حبيبك ويبارك ليا فيكي أنتي والبمبينو الصغير. 

ابتعد عنها وتحدث مستئذناً:

-هسبقك وأنزل تحت يا قلبي أشوف الجماعة خلصوا ولا لا عقبال تخلصي اوك؟

ردت بإيجاز:

-حاضر يا حبيبي. 

تحرك متجهاً الي الخارج إلى أن توقف فجأة وعاد أدراجه فتح إحدي الادراج وأخرج منها سلسال واتجه الي زوجته ووقف خلفها يضع السلسال حول عنقها.

نظرت له بحيرة  وتسألت:

-السلسلة بتاعتي؟ 

أومأ بإيجاب:

-أيوة حابب تلبسيها دايما بعد كده. 

قطبت جبينها بحيرة وتسألت:

-ليه ؟

ابتسم بهدوء وعقب :

-دي الذكرة الوحيدة من أهلك ويمكن تكون السبب في إن حد يتعرف عليكي. 

تطلعت له بأمل :

-يارب يا قاسم يارب ده يحصل أنا تعبت اوي بجد نفسي يبقي ليا أهل وعائلة أكون منهم ويكونوا مني. 

ضمها بحب مقبلا جبينها وتركها وغادر وظلت هي تتلمس السلسال بحب فهي ستظل الذكري المتبقية لها من عائلتها أينما كانوا سواء أحياء كانوا أو أموات تحت التراب.

❈-❈-❈

في الأسفل تجلس وفاء تضع ساق فوق ساق جوار زوجها وتتحدث بتأفأف:

-شايف الهانم بقالها ساعة بتلبس لا والبيه إبنك قاعد جنبها فوق. 

"لأ مش قاعد جنبها فوق يا ماما جيت أقعد من جنبك أهو"

نطقها قاسم متهكما وهو يقترب منهم وجلس في المقعد المقابل لها. 

وهتف بنبرة لا تقبل النقاش :

-ماما لو سمحتي أظن كفاية كده أحنا متأخرناش في اللبس ولا حاجة وكمان يا أمي عشان خاطري لو بتحبيني وليا معزة في قلبك بلاش تحرجي أسما وتقللي منها وأحنا عند الناس دي مراتي يا أمي أي تقليل منها أوغلط فيها هيبقي غلط فيا أنا وتقليل مني لو سمحتي كفاية بقى. 

زفرت بحنق بعد أن رمقته شذراً:

-بقي كده يا قاسم قاعد تديني أوامر ؟

نظرت الي زوجها وهتفت معاتبة:

-سامع كلام إبنك وساكت عن إلى بيقوله؟

الصفحة التالية