-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 29 - 1 - السبت 3/8/2024

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل التاسع والعشرون

1

تم النشر السبت

3/8/2024


"دائماً ما تضعنا الحياة في تجارب يصعب حلها وعلينا أن نتخطاها، ولكن لنفعل ذلك يجب أن نضحي بشئ مقابل ذلك، وخاصة إذا وضعت في معركة الحياة والبقاء فعليك أن تختار وقتها شخصاً واحداً، وإذا احسنت الاختيار، وقتها أعلم إنك فوزت في معركة الحياة"

ظلت أسما تقف منصدمة كل ما مر بها اليوم لم يستوعبه عقلها البته، هل لها عائلة؟ سيصبح لها سند وعزوة كما تتمني؟

تخشي أن تغمض عيناها وتفتحها تجد كل ما مرت به الأن حلماً جميلاً وتفيق منه علي واقع مؤلم.

فاقت من شرودها علي هزت قاسم لها وهو ينظر لها برجاء:

-أسما أنتي مش هتسبيني صح ؟ أنا ضحيت بكل حاجة عشانك يا قلبي مش هتبعدي عني صح ؟

ظلت تنظر له بتيه لا تدري بما تجيب من ناحية عائلتها التي ظهرت من العدم ومن ناحية آخري زوجها الحبيب الإختيار صعب للغاية العائلة لا تعوض ولكن كيف تتخلي عن قاسم بعد ما فعله لأجلها.

شعر أدهم بما يدور داخلها وأن الوضع صعب بالنسبة لها رغم أنه لم يعلم أنها شقيقته سوي الأن فتألم لأجل حيرتها ونظراتها التائهة.

تحرك تجاه والده وتحدث برفق:

-بابا الإختيار صعب العائلة صحيح مش بتتعوض بس أسما دلوقتي أمانها مع قاسم هي متعرفش غيره دلوقتي وهو بيحبها وهي كمان بتحبه وهو كفيل يتصرف مع أهله.

نظر نورالدين إلي زوجته معاتبا بينما هي بهت وجهها وتطلعت أرضاً لا تجرأ علي رفع رأسها ومتابعة الحديث الدائر.

❈-❈-❈

اقترب أحمد من شقيقه مساندا له حتي لو سيبتعد عن حب حياته ويعاقب دون ذنب له لم يسمح أن يكسر قلب شقيقه هو الآخر ربت علي ظهر قاسم بحنان وتحدث بنبرة ذات معني:

-أولا يا عمي قاسم وأسما بيحبوا بعض وكمان حامل في إبنه هي ممكن تختارك أنت هتبقي مبسوط لما تبعدها عن جوزها والطفل يتولد من غير أب وأم ؟ بدل ما تساندها وتكون عون لها وتعرفها إنك في ضهرها دايما وتفضل مع جوزها وتعوضها عن الي فات عايز وبعدها عن جوزها وتهد بيتها ؟

أشار سراج علي نفسه بذهول:

-أنا عايز أخرب علي بنتي ؟ وكمان عايز أهد بيتها أن كل إلي عايزه أحافظ علي بنتي وانقذها من الذل والإهانة إلي شافته في بيتكم.

تسأل أحمد باستفسار:

-ذل أيه  ؟ ماما وبابا مش متقبلنها بس يا عمي لكن عائشة في البيت معززة مكرمة.

ألتفت إلي أسما وتسأل:

-أسما أنتي عايشة في بيتنا في ذل في حاجة حصلت من ماما غير كلامها وبس؟

حركت أسما رأسها يمين ويسار برفض وتحدثت بصدق:

-لأ كلامها بس وأنت وقاسم كنتوا دايما واقفين جنبي.

إستدار أحمد إلي سراج وأسترسل بإيضاح:

-سامع يا عمي.

تدخل أدهم في الحديث برفق:

-بابا سيب أسما ترجع مع جوزها وأحنا في ضهرها ولو حصل أي حاجة أسما من نفسها هي إلي هتيجي هنا وتتحامي فينا.

نظر إلي أسما بحنان وقال:

-صح يا أسما ؟

ابتسمت بخجل وهتفت بتوتر:

-صح.

تنهد سراج بقلة حيلة وعقب:

-يا بنتي أنا مش قاصد أحطك في حيرة لا يا بنتي والله أنا حابب أعوضك عن إلي فات وبس لكن مش قصدي أبعدك عن جوزك والله.

إبتسمت بحب وقالت:

-أنا حاسة أني بحلم بجد الإختيار مش صعب أنا لو هختار كان لازم أختار عائلتي لأن العيلة مفيش قبلها حد وطلبت من قاسم كتير يبعد عني عشان يرضي عائلته بس قاسم أنا فتحت عيني على قاسم وحبه ليا ولو خسرته هفضل ندمانة طول عمري وأبني هيتولد من غير أب ويدوق إلي أنا دوقته يمكن أهل قاسم مش متقبلني لكن والده اتغير معايا عن الأول وكمان طنط يمكن شديدة معايا بس هي حماتي وفي مقام ماما ومفيش بنت بتزعل من أمها.

ابتسم سراج بحب وقال:

-ربنا يكملك بعقلك يا بنتي ويبارك فيكي.

ألتفت إلي والدي قاسم الذين ينظرون أرضاً بإحراج وتحدث بنظرة ذات معني:

-أيه رأيكم في تربية الملاجئ ؟ أظن متربية صح ؟ أظن لو واحدة غيرها عملتوا معاها ربع إلي عملتوه فيها كانت هتمسح بيكم الأرض.

رفع نورالدين رأسه بإحراج وتحدث بأسف:

-أنا أسف يا حاج سراج حقك علينا كنا في غفلة أوعدك أن الي حصل ده مش هيتقرر تاني واطمئن بنتك أمانة في بيتنا ومن هنا ورايح بنتنا.

ألتفت إلي زوجته وتحدث معاتبا:

-صح ولا غلط كلامي يا وفاء ؟

إبتلعت ريقها بإحراج وقالت:

-صح وأنا بعتذر لأسما عن كل إلي حصل.

❈-❈-❈

نظر سراج إلي تمارا وقال:

-خدي أسما لمامتها يا تمارا.

أومأت تمارا بإيجاب:

-حاضر يا عمي.

اقتربت من أسما مبتسمة وضمتها واتجهوا سويا إلي الأعلي.

بينما أشار سراج إلي الشباب:

-وأنتوا هتفضلوا واقفين كده ؟ أقعدوا يلا.

ربت أحمد علي ظهر شقيقه وجلسوا متجاورين بينما جلس أدهم جوار والده.

حدق أدهم بأحمد الذي يكابح في كظم غضبه وتحدث بهدوء:

-أيه يا أحمد مش هنتفق ونقرأ الفاتحة ؟

أستعت حدقتي أحمد بصدمة وتسأل:

-نقرا الفاتحة ؟ مش حضرتك رافض ؟

قاطعه سراج مبتسماً:

-لأ يا أحمد مش رافض ولا كنت هخلي أسما تسيب جوزها ده كان اختبار لأقاسم ولأهلك وليك أنت كمان كنت حابب أعلم والدك ووالدتك درس أنهم بعد كده ميحكموش علي حد من غير ما يعاشروه أحنا مش ربنا علي الأرض أحنا بشر والبشر خطأين.

تنهد أحمد براحة:

-وقعت قلبي يا عمي.

نظر أدهم إلي والده مبتسماً بتسلية:

-أنا نفسي صدقت يا حاج وكنت مصدوم لما رفضت أحمد بعد ما كنت موافق عليه.

ألتفت سراج إلي قاسم الصامت وتسأل:

-أيه يا جوز بنتي هتفضل ساكت كده كتير ؟ ولا تكون زعلان من إلي حصل ؟

رد قاسم بحنق:

-وحضرتك مش عايزني أزعل وأنت عايز تاخد مني مراتي وأبني هي أه بنتك بس مراتي أنا وأنا أبوها وأخوها وعائلتها كلها من ساعة واحدة أنا كنت دول.

إبتسم سراج ساخراً وعقب:

-مممممم شامم ريحة غيرة أنت غيران عليها ولا زعلان أن بقي ليها عيلة في ضهرها ؟ أنت بتحب أسما يا قاسم بس بتحبها بتملك عايزها ليك لواحدك بس ده خلاص انتهي أحنا بقينا لينا فيها زي وأكتر كمان حط ده في عقلك عشان أنا حما غيور علي بنتي أنا كمان اه وأعمل حسابك هي هتبات مع مامتها النهاردة والصبح نعمل التحليل ولما النتيجة تظهر بإذن الله وإلي واثق منها نبدأ إجراءات إثبات النسب .

رمقه قاسم بغيظ وقال:

-أي أوامر تانية ولا خلاص كده ؟

ابتسم سراج بإستفزاز وعقب:

-لأ لحد الان لا بس اعمل حسابك كل يوم أسما تيجي تطمئن علي مامتها ويوم الجمعة تبات معاها.

قاطعه قاسم متهكما:

-طيب ما تنقل إقامتها عندكم هنا وخلاص بدل ما هي راحة وجاية دي حامل ومحتاجة راحة.

اتسعت ابتسامته وقال:

-حلو أوي أصرت المسافة علينا والله خليها معانا لم تولد وأبقي تعالي زورها.

ضغط قاسم علي شفتيه بغيظ:

-لأ طبعاً مراتي مش هتبعد عن حضني.

ألتفت إلي أحمد وصاح بغيظ:

-ما تشوف حماك يا أحمد.

كبت أحمد إبتسامته بصعوبة وعقب بعبث:

-هو حماك أنت كمان أنت جوز بنته لكن أنا لسه خطيبها يا حلو.

زفر قاسم بحنق وعقب:

-هي لسه فيها حلو ما خلاص الحلو بهدلته الأيام وجارت عليه.

تحدث نور الدين بهدوء:

-طلباتك يا حاج سراج .

رد سراج بثقة:

-طلباتي تخلص أنا بناتي الأتنين يبقوا فوق الراس أي حد يدوس لواحدة منهم علي طرف هاجي أخد الأتنين بلا راجعة

الصفحة التالية