-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 31 - 1 - الثلاثاء 6/8/2024

 قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الواحد والثلاثون

1

تم النشر الثلاثاء

6/8/2024


"حينما تحسن الإختيار فأعلم وقتها إنك فزت في معركة الحي


توقف قاسم بسيارته أمام المنزل وهبط من السيارة وكذلك هبطت أسما بتردد انتبه لها زوجها وتسأل بحيرة:

-مالك يا أسما ؟

ابتلعت ريقها بتوجس وردت بهدوء:

-مفيش حاجة يا حبيبي متشغلش بالك أنت.

ضيق عينه واقترب منها متسائلاً:

-أسما أنتي مش حاب تدخلي ولا أيه ؟ ده بيتك ؟

تنهدت بحزن وقالت:

-مش موضوع مش عايزة أدخل بس دايما حاسة أن المكان ده مش مكاني وأني مفروضة عليه.

ربت علي ظهرها بحنان وعقب:

-بس ده كان زمان يا أسما أنتي خايفة أن ماما تعاملك وحش يعني ؟ أنسي يا أسما كل حاجة عدت أنسيها يا قلبي أحنا هنبدأ صفحة جديدة نقطة من آول السطر.

ابتسم بمرارة واسترسلت بإيضاح:

-عشان نبدأ صفحة جديدة من آول السطر الصفحة القديمة لازم تتمسح كأن ملهاش وجود من الأساس.

قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:

-مش فاهم قصدك يا حبيبتي أنتي لسه زعلانة من بابا وماما؟

حركت رأسها يمين ويسار بنفي وتحدثت بصدق:

-لأ طبعاً بس يا تري ده فعلاً شعورهم من ناحيتي وهما مش زعلانين مني ولا هما مرغومين على تعاملهم معايا عشان بابا وماما إلي ظهروا.

آخذ نفس عميق وتحدث بنبرة ذات معني:

-أسما متفكريش عشان متتعبيش الأسباب كتير لكن المهم النتيجة وبإذن الله النتيجة تبقي إيجابية صح ؟ ولا غلط ؟

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-صح بس الفكرة أنا كنت حابة أنهم يتقبلوني ويحبوني زي ما أنا.

مازحا قائلاً:

-ايه ده هو أنتي بقيتي واحدة تانية ولا أيه ؟

رمقته معاتبة وعقبت:

-علي فكرة أنا مش بهزر أنا بتكلم جد.

داعب أرنبة أنفها بمشاغبة وعقب:

-ولا أنا كمان بهزر يا قلبي أنا بتكلم جد يا حبيبتي أنتي هو أنتي أسما إلي عرفوها ريحي نفسك وبلاش كتر تفكير ها ندخل ولا عجبتك الوقفة ؟ أنا بودي نريح ساعتين ولا منرجعش تاني بس الصراحة خايف أبوكي ناقص يجبنا من قفانا.

❈-❈-❈

ابتسمت علي مزحته وصمتت لاحظ تغير وضعها فتسال بنفاذ صبر:

-مالك يا أسما قلبتي ليه تاني؟

نظرت له بتردد وقالت:

-هو ممكن بعد ده كله مطلعش بنته وينتهي الحلم إلي عيشته علي كابوس مزعج .

قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:

-أيه التشاؤم ده ؟ ليه بتقولي كده ؟

لاحت الدموع في عينيها وقالت:

-مش عارفة يا قاسم بس أنا خايفة وكمان أحنا لسه عاملين التحاليل النهاردة المفروض مكنش عشمت نفسي علي الفاضي يا قاسم.

ضرب كف بكف وهو يحرك رأسه يمينا ويساراً بقلة حيلة:

-هو أنتي أيه يا بنتي بس بتدوري علي الحزن بمكنش أفرحي يا أسما أفرحي واحدة غيرك كان زمانها بتنططت من الفرحة مش تقعدي تندبي كده.

ردت بحزن عميق:

-غصب عني يا قاسم غصب عني لو حد مر بالي أنا شوفته كان هيفكر زي وأكتر كمان.

ربت علي ظهرها بحنان وقال:

-طيب ممكن ننسي إلي فان ونسيب كل حاجة علي ربنا ممكن بشروا ولا تنفروا خلينا نسيبها تمشي زي ما عايزة أنا مش فارق معايا حاجة وقولوتها ليكي قبل وهقولها تاني يا عمري انتي مراتي وبنتي وأختي وكل حياتي ها ندخل بقي عشان تجهزي ؟ حابة مترجعيش وتفضلي هنا تفكري براحتك أنا مش هتأخر معنديش مشكلة المهم أنتي تبقي مرتاحة وبس.

تنهدت بهدوء وقالت:

-لأ لازم أروح أنا وعدت ماما عليا ومش هينفع أخلف وعدي معاها.

ابتسم بهدوء وقال:

-ماشي يلا بينا.

اتجهوا إلي الداخل متشابكي الأيدي ضغط علي زر الجرس وفتحت لهم الخادمة دلفوا سويا وكانت وفاء تجلس في البهو القوا عليها السلام.

ردت وفاء بإرتباك:

- وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.

نظرت إلي أسما بتردد وتسألت:

-أخبارك يا أسما أنتي بخير ومدام عليا أخبارها أيه ؟

ردت أسما مبتسمة:

ـبخير الحمد لله وأخبار حضرتك وعمي ؟

ردت وفاء ممتنة:

-الحمد لله يا بنتي.

تحدثت أسما معللة:

-طيب هطلع أنا أجهز نفسي عشان هرجع تاني عند ماما حضرتك محتاجة حاجة ؟

حركت رأسها نافية وعقبت:

-لا سلامتك.

صعد قاسم وأسما الي غرفتهم وأعدت أسما أغراضها وغادروا مرة آخري متجهين إلي منزل سراج مرة آخري.

❈-❈-❈

هبط من سيارته وولج إلي المشفي خطي بخطي مرتعشة كم  اشتاق لرؤيتها يود أن يرتمي داخل أحضانها هو يريدها أن تعود هو سعر بالذنب تجاهها فهو من أوصلها إلي ذلك.

وصل إلي غرفة الرعاية الموجودة بها واقترب كي يدخل تفاجئ بممرضة تخرج من الغرفة.

وقفت أمامه وتسألت:

-أي خدمة يا فندم ؟

أومأ بإيجاب:

-أيوة هدخل أشوف والدتي.

نظرت له بإشفاق وقالت:

-هو حضرتك كنت فين ؟ والدتك توفاة امبارح بالليل وأخواتك جم أخدوها البقاء لله.

أتسعت عيناه بصدمة وتراجع إلي الخلف عدة خطوات وهو يحرك رأسه يمينا ويساراً بنفي تركها وغادر وهو يركض بأقصي سرعة لديه لم يستمع إلي ندائها ولا أي شئ آخر فقط يسارع الزمن يشعر أن قلبه يكاد أن يتوقف، أستقل سيارته وقادها بأقصي سرعة لديه لا يري الطريق أمامه ولا يستمع لشئ سوي كلمات الممرضة وصوتها يتردد داخل أذنه البقاء لله .

ظل يقود بلا هوادة إلي أم توقف في منطقة صحراوية خالية تماماً هبط من السيارة ووقف أمامها يصرخ بأعلي قوة لديه:

-أمييييييييييييييييييي لأ يا أمي ليه سبتيني ومشيتي وأنتي غضبانة عليا أنا السبب في موتك.

توقف عن الصراخ وظل يبكي بصوت عالي وهو يجلس علي الأرض أسفل أشعة الشمس الحارقة ولكن لا يشعر بها من الأساس فنيران قلبه الملتهبة حرارتها أعلي وأشد.

❈-❈-❈

يجلس في مكتبه يتابع عمله بأندماج قطعه طرق علي الباب ودخول السكرتيرة الخاصة به رفع رأسه متسائلاً:

-في أيه يا عايدة؟

ردت بإحترام:

-في واحد إسمه لؤي عايز حضرتك.

تململ بتأفاف:

-وده عايز أيه ده كمان!

قطبت جبينها بعدم فهم:

-مش عارفة يا فندم تحب أدخله ولا أخليه يمشي.

زفر بحنق وقال:

-خو هيرضي يمشي ! لأ طبعاً ده جبلة خليه يدخل نصف ساعة بالظبط وأدخلي قولي عندي إجتماع سامعة ؟

أومأت باحترام:

-حاضر يا فندم.

غادرت السكرتيرة إلي الخارج وبعد قليل دلف لوي:

-مسا مسا مسا علي الناس الكويسة.

زفر بحنق وعقب:

-خير يا لؤي بيه في أيه ؟

جلس لوي واضعاً ساق فوق ساق بثقة وقال:

-زهقت قولت أجي اغير جو واتسلي شوية.

رمقه باستخفاف:

-بجد شايفني تلفزيون قدامك ؟

رد لوئ بملل:

-زهقان هفضل قاعد كده من غير شغله ولا مشغله ما تشوف ليا أي شغلانة عندك.

قلب عينيه بضجر وقال:

-شغلانة أيه أحنا مش قفلنا كلام في الموضوع ده ؟ وبعدين مش قولت ليك متجيش هنا تاني قدر ابويا شافك جنابك هتبوظ كل إلي وصلنا ليه .

زفر بحنق وقال:

-وأنا هفضل قاعد في البيت كده.

صاح أسعد بنفاذ صبر:

-اعمل أي زفت علي دماغك روح أقعد علي قهوة اتمشي علي البحر مش تنط ليا هنا أنا راجل ورايا مشاغلي مش فاضي أنا لشغل العواطلية بتاعك ده.

رفع لؤي حاجبه بإستهجان وصاح مستنكرا:

-نعم أنت بتكلمني أنا كده ؟ الله يرحم لما كنت بتجري ورايا عشان اساعدك.

زفر أسعد بنفاذ صبر وقال:

-كفاية رغي بقي واتفضل يلا مع السلامة أنا مش فاضي ولما أحتاج ليك أنا إلي هاجي ليك لغاية عندك لكن سحنتك الحلوة دي مش عايز أشوفها تاني اتفضل بقي اطلع بره وخد الباب في ايدك يا شاطر.

نهض لوي بشر وكاد أن يوبخهه إلي أن فتح الباب.

الصفحة التالية