-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 36 - 1 - الخميس 15/8/2024

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل السادس والثلاثون

1

تم النشر الخميس

15/8/2024


"لأ تأسفن علي غدر الدنيا، فطالما يحيا بها ذئاب بشرية، لا يهمها سوى أن تتشفي بك، وتسعى قصاري جهدها لهدمك، ولكن الله ليس بغافلا فكما تدين تدان"

خرج الطبيب ووجهه لا يبشر بالخير ركض الجميع تجاهه وأول من تسأل كان قاسم:

-أسما يا دكتور بخير صح يا دكتور طمني؟

نظر له الطبيب بإشفاق وقال:

-مع الأسف الوضع صعب جدا الوقعة قوية حصل تهتك في جدار الرحم وحالياً في نزيف شديد لو النزيف موفقش في ظرف ٢٤ساعة هنستأصل الرحم.

تراجع قاسم عدة خطوات إلي الخلف وتهاوي علي المقعد بصدمة.

تسأل أحمد بحذر:

-طيب والطفلة ؟

رد الطبيب بعملية:

-الطفلة حالياً في الحضانة وضعها صعب الرئة مكتملتش وزنها ٧٥٠جرام عندها صعوبة في التنفس الوضع صعب هو كله بإيد ربنا بس الوضع مش مبشر بالخير.

تنهد أحمد بأسي:

-اللهم أجيرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيراً منها.

عاجله نورالدين بتساؤل:

-طيب نقدر نشوفها أو نشوف الطفلة ؟

حرك الطبيب رأسه نافياً وعقب:

-لأ الطفلة مش هينفع يتشال عنها جهاز التنفس ومدام أسما هتدخل الرعاية المركزة وحالياً مفيش زيارة غير لما الحالة تستقر والنزيف يقف بعد إذنكم.

غادر الطبيب ونظر أحمد الي والديه بأسف وبعدها اتجه إلي شقيقه وجلس علي قرفصيه أمامها وتحدث بحنان:

-إهدي يا قاسم إن شاء الله هيبقوا بخير أدعي أنت ليهم بس.

تطلع له بأمل وتسأل:

-تفتكر يا أحمد أنت مسمعتش كلام الدكتور؟ خلاص يا أحمد كل حاجة راحت مراتي وبنته راحوا مني.

❈-❈-❈

رمقه أحمد معاتبا وعقب:

-كل حاجة بإيد ربنا يا قاسم قوم معايا أغسل ايدك واقعد أدعي أنا عايزك تتوضى وتصلي الفجر بس الدم علي هدومك أدعي وسلمها لله وحط فى دماغك شئ واحد بس إلي ربنا كتبه هيكون يا قاسم.

اقتربت وفاء وتسألت بفضول:

-هو أيه إلي حصل بالظبط ؟ هي وقعت أزاي من علي السلم؟ وايه إلي مصحيها في وقت زي ده أصلا وكمان أنت وأحمد كنتوا صاحين ليه أنتوا كنتوا بتعملوا أيه ؟ أنتوا اتخانقتوا صح؟ وهى جريت علي السلم روحت أنت ماسك ايدها قمت موقعها من علي السلم صح كده ؟ ولا كنتوا في أوضيتكوا واتخانقتوا سوا عشان تخليها تسمي البنت وفاء علي أسمي راحت هي مصرخة وقالت لأ يعني لأ هسميها علي إسم أمي روحت أنت ضربها كفين هي بقي لبست الاسدال وخرجت من الاوضة عشان تمشي روحت أنت جريت وراها جبتها من شعرها جت تعضك في ايدك عشان تجري وقعت من علي السلم صح كده ؟ بس ليه يا أبني مش مهم أنا مش فارق معايا تتسمي أيه .

طالعها قاسم بذهول بينما مسح أحمد على وجهه عدة مرات قبل أن ينهض من مكانه ويتحدث بنفاذ صبر:

-أيه إلي بتقوليه ده ؟ زعق لمين وجرجر مين من شعرها أنتي لو هتبلغي عننا مش هتقولي كده والله ! أنا وقاسم كنا في المكتب بنشتغل فجأة سمعنا صوتها بتصرخ ولقنيها واقعة كده.

اقترب زوجها منها وتحدث بنفاذ صبر:

-أيه إلي بتقوليه ده بدل ما تطيبي خاطر إبنك وتقولي كلمة حلوة عمالة تصيحي وتألفي ده مش ناقص غير تروحي تقدمي بلاغ في ابنك والله وبعدين يا وفاء هو أحنا سالكين بوفاء واحدة لكل تيجي وفاء تانية كفاية أنتي علينا والله وراضين بعقاب ربنا بيكي.

رفعت حاجبها بإستهجان وقالت:

-نعم نعم قصدك أيه أن شاء الله ؟ مش بفهم أيه إلي حصل عشان لما الظابط يجي افهمه الوضع أكيد هيصدقني أنا.

هز أحمد رأسه بيأس وعقب:

-أنتي كده هتوصلينا لحبل المشنقة والله من غير حاجة.

رمقتهم شذرا وقالت:

-أنا غلطانة أصلا أني بدور علي مصلحتكم.

ألتفت إلي زوجها وهتفت بإستياء:

- ايه يا حبيبي إلي بتقوله ده كفاية وفاء واحدة ؟ ليه أنا مالي أن شاء الله ؟ 

نهض قاسم وغادر دون أن ينبس بحرف واحد بينما رمق أحمد والدته معاتبا وتحرك خلف شقيقه.

تطلعت إلي زوجها بحيرة وتسألت:

-هو قاسم رايح فين ؟

رد زوجها بنفاذ صبر:

-سبيه محتاج يبقي لوحده إلي هو فيه مش سهل في لمحة بصر هيخسر مراته وبنته.

تنهدت بحزن وقالت:

-طيب هروح اتكلم معاه أهون عليه.

هتف برجاء وهو يمسك يدها بلهفة:

-لأ لأ خليكي هنا أقعدي أرتاحي أخوه معاه أرتاحي أنتي خلينا هنا جنب المسكينة إلي جوه.

أومأت باقتناع وجلست علي المقعد وتسألت بحيرة:

-هو أحنا مش هنقول لأهلها ؟

جلس جوارها وزفر بحنق وعقب:

-مش عارف يا وفاء هنبلغهم ازاي ولا نقول أيه! مش بعيد يحصل حاجة لقدر الله لوالدتها تاني وفي نفس الوقت مش عارف هنقول ليهم أيه الوضع صعب أوي.

هتفت وفاء بتفكير:

-بص خلينا ساكتين ونشوف قاسم هيعمل أيه.

أومأ بإيجاب وعقب:

-ده الأفضل فعلاً.

❈-❈-❈

ظل يسير بلا هوادة حتي وصل إلي خارج المشفى نظر حوله وجد مقاعد حديدية بالحديقة اتجه إليها وجلس عليها بصمت، بينما شقيقه كان يتبعه بحزن وجلس جواره مربتا على فخذه برفق.

"أسما سمعت كلامنا وفهمته غلط"

قالها قاسم بشرود.

تنهد أحمد بأسف:

-في الأغلب ده إلي حصل لأنها كانت طالعه لأنها وقعت علي ضهرها لكن لو نازلة كانت وقعت علي وشها أطمن هتفوق وهتفهمها كل حاجة وهتعرف أن سوء فهم.

تنهد قاسم بمرارة وأسترسل بأسي:

-تفتكر هتسامحني ؟ أحمد أسما احتمال متخلفش تاني وبنتنا إلي كنا بنعد الدقايق عشان تيجي بين الحياة والموت يا أحمد كل حاجة راحت في لمحة بصر هي الدنيا وحشة أوي ليه ؟ ليه تضحك لينا وتفتح لنا أبوابها وفجأة تسحب كل حاجة مننا؟

عاتبه أحمد قائلاً:

-أيه إلي بتقوله ده يا قاسم حرام عليك استغفر ربنا بدل ما عمال تستني البلي قبل وقوعه أرضى بقضاء ربنا وأدعى من قبلك أنهم يقوموا بالسلامة القدر مش بيتغير لكن الدعاء قادر يخفف عنك ولا تيأس ولا تنقط من رحمة الله يا قاسم ده إختبار من ربنا ليك عايز يشوف هتعمل ايه ؟ هترضى بقضاءه ولا لأ قوم يا قاسم اغسل إيدك وأنا هروح اصلي الفجر وأروح أجبلك هدوم تغير عشان تتوضي وتصلي أنت كمان وتدعي لمراتك وبعدها تخرج تلف في الشارع تشوف الناس وضعها أيه إلي محتاج اديله خرج صدقات علي قد ما تقدر بنية شفاء مراتك وبنتك فهمتنى البكا ولا هيقدم ولا هيأخر بالعكس هيزود الآلم وبس يلا قوم تعالي معايا قوم.

نهض قاسم برفقة شقيقه بشرود تام يقدم قدم ويؤخر الآخرى وفى داخله يقين أن الله لن يخزله وسيعطيه فرصة آخرى من جديد.

❈-❈-❈

ظلت مستيقظة علي الفراش فقد جفاها النوم طوال الليل بعد ما حدث  والمشادة النارية بينها وبين أسر، استمعت إلى آذان الفجر نهضت تؤدى فرضها وبعدها عادت إلي الفراش مرة أخرى تحاول النوم دون فائدة.

زفرت بضيق ونخص ت مرة آخري وأعدت لوحتها وعدة الرسم وارتدت اسدالها وحملت أغراضها واتجهت إلي الأسفل وخرجت إلي الحديقة.

وضعت عدتها وظبطت من وضعية اللوحة وجلست علي المقعد وانتظرت حتي بدأ بزوخ الشمس وبدأت في رسم شوق الشمس بإندماج تام فما أجمل من رسم تتضمن في مقلتيها بذوخ الشمس بأشتعتها الذهبية من بين ظلام الليل المعتم.

مر ساعتين وانتهت من لوحتها وهي تطلع لها بإعجاب نهضت بتثاقل تفرد ذراعيها وتتمطأ بتكاسل نظرت في هاتفها وجدت الساعة السادسة صباحاً حملت لوحتها برفق وباقي عدتها واتجهت إلي الداخل متجهة إلي غرفتها وأثناء صعودها أستمعت إلي صوت آت من المطبخ.

الصفحة التالية