-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 34 - 1 - السبت 3/8/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الرابع والثلاثون

1

تم النشر يوم السبت

3/8/2024

بللت عبرات شاهين كف الطفله الصغيره وهو يحملها ويحتضنها، ثم قبلها مطولاً وبدأ يتحدث بصوت ثقيل 


=عارفه.. فيه حاجات ما عرفتش قيمتها إلا  افتقدتها، ولحد دلوقتي مش قادر اعوضها  وبخاف أحس أن افتقدها للأبد وما يكونش في امل للرجوع، ودي حاجات لا يمكن نعوضها بمال الدنيا كله


أدمعت عيني ضحي وهي تشعر بالعطف علي حاله فحقا كان مثير للشفقة، وشعرت أنها تجلس أمام شخص آخر فأين ذهب غضبة وتجبره المعتاد، ابتلعت ريقها وقالت بخفوت


= كل حاجه فيها الوحش والحلو يا عمي، و احنا لازم قدام الحاجات الحلوه دي ندي امتنان وشكر حتى لولادنا . 


تابع متحدثاً بصوت حزين للغاية وبندم أعنف  


= تعرفي يابنتي.. انا اكتشفت أني كنت بستكـتر علي منذر اللي إحنا مبنستكـتروش على نفسنا.. يعني فين وفين على مافهمت إن من حقه يتعـصب زي مانا بتعـصب عليه.. و يزهـق زي مانا بزهـق.. و يقول كفايه تعبت زي مانا بتعب.. يلاحقنـي بطلباته زي مانا بلاحقه بطلباتي كل يوم.. لو كنت أعرف كنت إستحملت شويه كنت عديت مكنتش وقفت على الواحده ومكنش ده هيبقي حالنا! طبيعه بشر هنعمل ايه بنصعب الحياه وبنخليها مستحيله!!


إلتفتت مايسة نحو ضحي وهتفت بإلحاح وأمل 


= انا عارفه ان انتٍ ممكن تكوني زعلانه مننا برده وبالذات انا عشان المعامله اللي كنت بعملها لك زمان، بس انتٍ قلبك ابيض حاولي تحنني قلبه علينا واحنا والله ندمانين ومش هنعمل حاجه تضايقه تاني


تنحنحت قائلة بتردد وهي تتحاشى النظر في عينيها كي لا يكشف أمر حزنها وعطفها تجاههم 


= والله يا طنط من غير ما تقولي انا حاولت بس منذر مش بيجي بالزن في المواضيع دي 

بالذات لازم القرار هو اللي يكون واخده من نفسه.. وما تزعلوش مني الموضوع برده كبير مش سهل علي منذر يفضل في العذاب ده اكثر من 20 سنة.. صعب ينسي في يوم وليله حتى لو انتم ندمانين فعلا


تنهد شاهين قائلاً باستسلام


=مايسة ما تضغطيش عليها عشان ما تعملهاش مشاكل بينها وبين جوزها خليها براحتها دي برده غلطتنا ولازم نحلها احنا، مش نجيب حد يحلها لنا ومش قادرين حتى نتعب شويه 


رسمت ابتسامة زائفة على ثغرها، وهي تقول بنبرة متوترة 


=اكيد ما اقصدش كده وانا قلت ولله كلمته بس هو ما سمعش كلامي، عشان كده بقول لكم هو مش هيجي بالكلام لازم القرار يجي من نفسه بس هحاول مره ثانيه اوعدكم .. عن اذنكم بقى مضطر امشي عشان اتاخرت.


أخذت الطفله وتحركت لتسبقها حماتها و

ابتسمت لها قائلاً برجاء ودود


= أبقي تعالي تاني بالله عليكي ما تقطعي بينا احنا ما بقاش حد بيزورنا ولا يعبرنا، وكمان هاتي بنتك معاكي تاخد بحسنا شويه.


للحظة، توقفت في مكانها عاجزة عن التقدم نحو الدرج، حيث شعرت بشدة بتعاطفها معهم لأنهم أصبحوا وحدهم ولا يراهم أحد حقًا، من  يكن يعلم أن حالهم سيصبح هكذا في النهاية بعد تجبرهم وقسوتهم ضد منذر ولكن زوجها كان محقًا، فهذا هو ذنبه بالفعل وهم من فعلوا ذلك وأكثر.


بعد خروجها أغمضت عينيها وهي تتنهد بعمق ثم فتحت عينيها مستديرة للإمام لترحل، و كانت تفكر بجدية شديدة في أمر أسره زوجها  وهتفت مع نفسها بحسم 


= لازم منذر ما يعرفش موضوع والده انا كنت جايه عشان اخليه يطمن! انما لو قلته أن والده اتشل هيحس بالذنب وانه السبب وهو مش ناقص، خليه احسن يعرف لوحده؟ بلاش مني.


❈-❈-❈


مر يومين وتفاجأت ديمة باتصال بسمة لها دون إتفاق مسبق للتسامر و رغم انها قد تضايقت من اختفائها المفاجئ لكنها عادت ترحب بها وهي تهتف بعتاب


=مع اني كنت ناويه ما اكلمكيش خالص بسبب اختفاك المفاجئ ونمرتك اللي غيرتيها بس يلا هطلع احسن منك، اخبارك ايه.


جاءتها زفرة حارة من قلب بسمة متألمة لتجيب عليها يتصارع داخلها


=والله كان غصب عني يا ديمه لو تعرفي اللي حصلي هتعذريني وبعدين بيني وبينك كان نفسي ابعد عن كل حاجه، وعن كل الناس و قطعت علاقاتي بكل حد عشان كده غيرت نمرتي وريحت نفسي حتى مروه ذات نفسها اول واحده قطعت معاها وفهمتها اني هسافر البلد وهغير نمرتي ومكاني وكل حاجه ومش هينفع نتقابل تاني . 


عادت تبتسم بتهكم وهي تقول بنبرة جاده


=بمناسبه مروه صحيح عرفتي اخر الاخبار ولا انتٍ هتعرفي منين بعد ما خلصتي السنه وهي عادت، مش اتصاحبت على الشاب اللي اسمه محمود ده اللي كان بيجي يوم ويغيب عشره كان معاكي في نفس الدفعه! 


اتسعت عينا بسمة وهي تسألها بغباء واضح


=معقول مروه ومحمود! وهي ازاي تقبل حاجه زي كده وهي عارفه ان كان عينه مني.. هم لسه متصاحبين لحد النهارده علي كده؟. 


ظهرت علامات الملل تكلل ملامح ديمة ثم نهرتها بصوت حازم 


=ما انا جايه لك في الكلام أهو! ده انتٍ ربنا نجدك انك بعدتي عن الاثنين دول من فتره اتخانقوا خناقه كبيرة وفرجوا الجامعه كلها عليهم وقالوا كلام لبعض صعب وما يصحش، الظاهر أنه كان عاوز يسيبها وهي مش راضيه عشان كده طلعت القديم والجديد عليه وطلع متجوز ومخلف بس راميهم ومش بيسال عليهم وسارق ابوه وهربان وخدي عندك بلاوي ومصايب من دي كتير قالتها له قدامنا كلنا و

هو كمان ما سكتش وقال انها مطلقه ومحدش بيطيقها وبيره ولما صدقت انه عبرها اصلا.


ارتبكت ملامحها بشكل واضح لينتفض قلبها وهي ترد بعدم استيعاب 


=لا لا واحده واحده عليا كده عشان انا مش فاهمه حاجه؟ مروه صاحبتي انا اللي كنت بروح واجي معاها على طول طلعت مطلقه؟ دي عمرها ما لمحت ليا لحاجه زي كده ابدا ولا قالتلي وانا كنت بقول لها كل اسراري! لا وكمان محمود اللي كان عاوزني اتطلق عشان اتجوزه ما طلعش زي ما كنت فاكره شاب مكافح و بيشتغل ويدرس وما فيش زيه واتاريه رامي مراته وابنه وسارق ابوه؟ ايه الناس اللي انا كنت مصاحباهم دول.


شعرت بسمة بالدموع بعينيها واللوم بعينى ديمة وهي تتحدث بجدية شديدة 


=انا ياما حذرتك بصراحه منها وما كنتش فاهمه ايه سر صحوبيتك مع البنت دي بالذات وكانت باينه جدا انها بني ادمه مش سويه ولا كويسه، وبالنسبه للشخص اللي اسمه محمود ده برده كويس انك حذرتي منه من البدايه.. ودلوقتي واضحلك انه كان بيرسم وش عليكي عشان ينول غرضه وانه مش بتاع جواز واصلا ما فيش راجل محترم يقبل على نفسه يكلم واحده متجوزه ويطلب منها كمان انها تطلق وتتجوزه .. وما حدش عالم اصلا كانت نيته فيها ايه لو كنتي طوعتي


كانت تسمعها وتشعر بشئ ما يثقل أنفاسها بشدة، حاولت ملأ رئتيها بالهواء لتشعر بالمزيد من الألم والصدمة فيهما ولولا انسحبها عنهم فجاه لكانت وقعت في فخ الاثنين! حيث

تألم قلبها لمجرد تخيل الأمر وانها اذا كانت وافقت على طلبه واستسلمت ليشيطانها وقد انفصلت عن معاذ وذهبت الى جحيم أكبر، لتردف بنبرة متألمة 


=انا عمري ما كنت هطوعه واسمع كلامه اصلا انا مش وحشه للدرجه دي يا ديمه! حتى لو جوزي في كل عبر الدنيا الطلاق عندي ارحم.. ومش هكذب عليكي انا عارفه ان مروه مش كويسه وابتدي ده يظهر الفتره الاخيره لما كانت عادي بتلمحلي اني اصاحب وانا متجوزه ولا اطلق من جوزي ودلوقتي عرفت سبب زنها عليا كانت عاوزاني ابقى زيها مطلقه، بس انا ما كنتش اعرف حد غيرها يخرجني من الجو اللي كنت فيه ويوافقني على الجنان اللي في دماغي! والاهم من كل ده كانت بتسمعلي لكن بعد كده فوقت متأخر وبعت عنها هي اول واحده.. اما بالنسبه لمحمود ما كانش قريب مني عشان ابعد اصلا.


صمتت الأخري برهة، ثم هتفت بعدها بتفهم 


=انا فاهمه كل ده يا حبيبتي وما قلتش عليكي وحشه، بس اتمنى تكوني اتعلمتي مهما كانت الظروف واعذارك ما ينفعش تمشي في طريق غلط وانتٍ عارفه انه غلط وانتٍ الحمد لله لحقتي نفسك في الوقت المناسب.. و خلاص خدوا جزاهم وراحوا والجامعه اصلا رفدت الاثنين.. دول كونوا عمالين يعدوا السنه يجي اكتر من خمس مرات ولا بينجحوا وشكلهم كانوا جايين يتسلوا مش يتعلموا.. 


ثم اتسعت ابتسامة ديمة وتابعت حديثها وهي تضيف بحماس 


= سيبك بقى وقفلي على الموضوع ده عاوزين نرتب خروجه ونتقابل انا هطق ما بقبلش حد وعلى طول قاعده في البيت مع الاولاد وحتى مذاكرتي بقيت في البيت وبروح على الامتحانات بس.. و في كلام كتير عاوزه اقوله لك. 


وجدت ديمه هاتفها يرن برقم صديقتها على الطرف الاخر فاستاذنت لتغلق وتجيب عليها،

زاد ارتباك ديمة وتلعثمها وهي ترد بأسف 


=نيره انا اسفه عارفه اكيد بتتصلي بيا تعاتبيني عشان زعلانه مني اني ما جيتش الخطوبه بس والله حصل ظرف غصب عني منعني.. وكان نفسي بجد احضرها .


عقدت حاجيبها باستغراب وهي ترد بتعجب


=اتصل اعاتبك ايه بس! انا فكرتك ما جيتيش عشان عرفتي ان انا اجلتها وكنت بتصل  اعزمك تاني عشان حددت الميعاد


صدمت الأخري من كلماتها الغير متوقعه ثم فكرت قليلاً قبل أن تهتف بارتياح كبير


=بجد يعني الخطوبه ما اتعملتش اصلا، دي تبقى جتلي على الطبطاب لو الكلام ده صح

الصفحة التالية