رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 34 - 2 - السبت 3/8/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع والثلاثون
2
تم النشر يوم السبت
3/8/2024
❈-❈-❈
كان يجلس منذر داخل غرفه المكتب بالمنزل يعمل حتى الآن حتى يجعل عقله يتوقف عن التفكير بالماضي، تثائب وعاد يعمل لكن النعاس بدأ يتسرب لعينه، فأكتفي بما عمله اليوم فأخذ ينهض ليذهب إلي جناحه ليجد زوجته كانت مستيقظه تطلع إلي ملامحها الناعسة وتسأل حائراً
= ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي.
أجابت مبتسمة وهي تعيد ترتيب الكتب تضعها في مكتبها الصغيرة الخاصة بها، الذي جهزه لها منذر عندما تفاجأ بحبها للقراءه بالفتره الاخيره
= ما بعرفش انام وانت بره، قلت اقرا شويه اي حاجه لحد ما تطلع.. منذر انت كويس مش حاسس عاوز تقولي حاجه أو تتكلم .
رد عليها منذر بهدوء وهو يقبله من وجنتيها
= لا يا ضحى مش عاوزه اتكلم في حاجه أنا تمام، ما تقلقيش عليا عارف أني متغير الايام دي بس الموضوع هياخذله شويه وهرجع انسى تاني زي ما نسيت زمان..
نظرت له غير مصدقة لما تفوه به فـ باغتته حين همست بخفوت
= بس انت ما نسيتش زمان يا منذر انت حاولت تتجاهلهم! بس برده ده اريح من انك تفضل في العذاب ده على طول
حاول يحيط خصرها ومسد على شعرُها من ورا، واجاب وعينيه تنضح بنظرة إشتهاء
= ما تسيبكٍ من الكلام ده كله وخليكي معايا، انا بجد عاوز انسى يا ضحى! ومتاكد طول ما انتٍ معايا وبنتي هنسى.
أصغت له بانتباه تام فقالت بابتسامة متوترة
= يعني انت متاكد ان انت عاوز تنسى عيلتك يا منذر.
وضع اطراف اصابعه على شفتيها ليجعلها تصمت ولا تتحور حول ذلك الموضوع مجددا، ثم ضمها لقلبه واخفض رأسه ليستنشق عبير شعرها بعشق متوهج فقال بعد تنهيدة
= ريحة جسمك من غير أي برفان.. بتقتلني!!!
قلت لك خليكي معايا وبلاش تفتحي المواضيع دي ماشي .
طالعته بنظرات ودية وخجل ثم هتفت بتردد
= ماشي زي ما تحب يا حبيبي، منذر هو انت ما وحشكش فكره ان يكون ليك اولاد ثاني ونجيب اخ لاوليندا.. يعني تخيل لو جبنا ولد يكون شبهك في كل حاجه.. شكل و طباع و أخلاق و حنين و كله أنت!!
هز رأسه برفض دون تفكير فقال بهدوء
= لا يا حبيبتي مش نفسي ولا عمر هيكون نفسي، انا مكتفي ببنتي وبس .
نظرت له بإستغراب وسألت بنبرة حزينة
= ليه؟ عشان نفس السبب برده بتاع زمان، منذر انت لما بتفكر بالطريقه دي بتخوفني وترعبني عليك.. منين بتقول عاوز تنسى وتتجاهل ومنين مسيطر عليك فكره ان احنا لو جبنا ولد ثاني هتفرق بينهم وهتبقى نسخه من والدك ووالدتك
تحدث منفعل بصرامة وبجدية شديدة
= عشان ده اللي هيحصل فعلا يا حبيبتي، و قبل ما تقوليلي احنا مش شاهين ومايسه طب ما ممكن غصب عننا نوصل للدرجه دي واحنا مش دريانين وانا مش هخلي ولادي يحسوا الاحساس ده.. كان نفسي في اطفال وجبنه مش هتفرق بقى كام واحد... وبعدين ده اللي حصل معايا بالظبط كانوا في الاول بياخدوا بالهم مننا انا ومعاذ وبعد كده اتعودوا انهم يجوا عليا عشانه ويا ريتهم خدوا بالهم غير في الآخر بعد العمر ده كله، بذمتك لما تفتكري اللي كانوا بيعملوا زمن فيا بيبقى نفسك بجد تجيبي اخ انا عن نفسي لا.
تابع حديثه وكأنه تحول والعشق والحب يرسم بسمة تملئ ثغره
= وبعدين أنا عايزك مُتفرغة ليا أنا وبس، مش عايز حد يشغلك عني حتى لو الحد ده إبني!!
لكن لما تكون طفله واحده هتعرفي، وبعدين افتكري اول ما جات اوليندا شفتي انشغلتي معاها ازاي ونسيتيني ما بالك بقى انا لو كنت اخ ثاني.
أصرت على مفاتحته مجددًا بطريقتها الخاصة قائلة برجاء
= يا منذر ما تكبرش الموضوع ده غير ده، و بعدين أنا عايزة بيبي منك تاني!! عارف لو هتقولي مش دلوقتي وموافق على الفكره انا هوافقك لكن انت مش راضي خالص .
مط فمه للإمام بعدم رضا ثم قال بجدية
= مش عارف يا حبيبتي مش بحب اديكي حاجه انا متاكد من قراري فيها بس يعني.. ممكن افكر ولا حاجه بعد اربع خمس سنين.. بس افكر ده مش اكيد .
شهقت بصدمة وهي تردد بصوت حزين
= خمس سنين وقرار مش نهائي كمان !!! ليه يا منذر!!
أردف قائلاً بجدية واقتضاب
= قولتلك ليه! انتٍ ليه بتحبي بتسمعي الاجابه كذا مره
قال بضيق هذه المرة و أبتعد عنها، فضمت وجنتيه برفق وقالت بإلحاح أكبر
= طب مين قالك يا حبيبي إني هنشغل عنك أو هفرق بين الاطفال؟ أنا هبقى مُتفرغة ليهم و ليك مش هيبقى في حياتي أغلى منكم!!!
رمقها بإزدراء قبل أن يهتف بصرامة
= أنا قولت لاء يا ضحي!! وده قرار ما فيهوش مناقشه وانتٍ عارفه لما بقفل يبقى خلاص
أبتعد عنها وتحرك تجاه الأريكة ونظر إليها و هو يقول بهدوء مغير تمامًا لإنفعاله الذي كان منذ دقيقتين
= تعالي!!
نظرت له بضيق و بعدها نظرت للأرض و هي تمسك طرف فستانها تحاول اشغال نفسها، ليقول مرددًا بإصرار
= اسمعي الكلام وتعالي ما بحبش انده عليكي وما ترديش بدل ما اقوم، قربي!
اقتربت منه وجلست بالفعل ودفنت راسها في صدره لكن عندما تذكرت موضوع الانجاب مجدداً أبتعدت عنه بضيق بسيط، لكنها قررت إنها ستفتح معه الموضوع مره اخرى، أبتعدت عنه بخجل وقالت
= اديني جيت اهو عاوز ايه ؟
حاول أن يهدأ روعه ليهدأ أيضاً قلبه الذي ينبض بقوة، فـقال بخبث
= طب يعني كملي جميلك و أقعدي على رجلي!
توترت بشكل ملفت للأنظار من كلماته وزاد احمرار وجهها حتى بات ككتلة ملتهبة من الحرج، وهي ترد بحرج
= كده كويس عشان رجلك ما توجعكش .
تفهم حرجها المستمر من وزنها الذي لا يراه كبير الى ذلك الحد او ملفت ليجعلها ما زالت تخجل منه، جعلها تجلس على قدمه فعلًا،
كانت متحرجة أكثر منه فقالت باعتراض
= يا منذر!!
أضاءت ملامح منذر وقلبه حين قبلها قبله خاطفة ليناظرها وهو يقول بأنفاس محمومة
= يا عيونه!!
اخفضت عينيها خجلًا فحاوطت رقبته و دفنت راسها في تجويف عنقه، فـ إتنهد و قال و هو يمسح على ظهرها
= كده أفضل!
قالت بعدم فهم وهي تشدد على حضنه
= ليه كده بقى؟
أبعد راسها عنه، ونظر إليها بإبتسامة عاشقة
فقال بحنان
= عشان عايزك تبقي في حُضني على طول!!!
وكمان عشان اعرف اصالحك بذمه، كله إلا ازعل حبيبتي وروح قلبي.
هزت رأسها بقله حيله ثم قالت بإبتسامة و هي تنظر له بحب
= ما باخدش منك غير كلام وبس؟ بس تعرف بحس شخصيتك معايا بتختلف 180 درجة يا منذر ..!!
حدق إليها بابتسامة ماكرة و اخبرها بنظرة شوق عاشق متيم و أردف
- مش مراتي .. و بنتي و حبيبتي، أكيد هيبقى ليها معاملة خاصة!
أسبلت عيناها نحوه بحب كبير وثقة أكبر بسبب كلماته، وزادت ابتسامتها تدريجيًا وهي ترد بدلال
= حبيبي إنت!!
لم يكن هناك مجال للحديث فقد اجتاحها بقوة
اختطفها معه إلي عالم آخر يقتصر عليه و عليها وعلي عشق جارف أثقل القلوب التي فاضت بأشواقها، ناثرًا عشقه فوق ملامحها و علي سائر جسدها.. حيث صارت شفاهة تعزف سيمفونية رائعة من الشغف فوق خاصتها بنهم لم يستطيع التحكم به و هي بين ذراعيه يبثها أشواقه العاتية وعشقه المحموم.