رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل الأخير - 5 - الأربعاء 7/8/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الأخير
5
تم النشر يوم الأربعاء
7/8/2024
وبقوه أضافت من كلماتها التي كانت تغزو بقلبها دون رحمه والآلم يمزق روحها
= بس انا فكرت بكل ده قبل ما اوافق اكمل معاه ومكمله عشان بحبه بجد مش عشان بحب شكله؟ ولا سنه؟ ولا بضغط على نفسي اكمل عشان الولاد! أهو انا بالعند فيه سبته بقى عشان يعرف حتي بالاولاد أهو برده قادره ابعد عنه.
هتفت أختها موضحة بهدوء رزين
=معلش جربي اسمعي لي وحطي شروطك و صارحوا بعض.. في حاجات كتير هتتحل و تشوفوا ممكن تعملوا إيه عشان يشيل الافكار دي من دماغه ويصدق انك معاه عشان بتحبيه.. ولا انتٍ لسه مش بتحبي؟
لم تستطع الرد أو نفي أي شيء، فهو كان كذلك بالفعل. كان آدم زوجًا محبًا يدافع عنها ويحميها من أي شخص ويخشى عليها من الأذى. بل يضحي بحياته من أجلها فقط وعلى الرغم من كل هذا الاهتمام الذي قدمه لها، إلا أن اندلاع شرارة التصادم بينهما في الفترة الأخيرة أدى إلى بعض الجفاء. فهمت صمت أختها وقالت بنبرة هادئة.
=تمام الاجابه وصلت يبقى بلاش نخرب بيتنا مع اول مشكله فعلا ولو لسه جواكي اللي يشفعله ويخليكي تسامحي جربي معاه فرصه ثانيه
تمتمت عفويًا من بين شفتيها بصوت هامس لكنه يعكس الكثير عن نيرانها المتأججة بداخلها
= يا ابله رانيا انا بحبه واكيد مش كرهته في الكام يوم دول! بس مش قادره اسامحه ولا اصدق انه عمل فيا كده وان كل الفتره اللي كنت عايشه معاه فيها كان مصدق وسامع للناس اللي بره اكتر.. يعني على كده كل كلمه كنت بقولها له ان انا بحبه كان بيبتسم وجواه بيقول يا ترى هي بتكدب ومكمله عشان العيال ولا لا؟؟
كان وضع رانيا مشابه لها حزينة عليها نوعًا ما و تشعر بالإشفاق على حالها، لذا أرادت أن تطمئن علي قراراتها، لكن خشيت من حسم الأخري لذلك هتفت بعقلانية
= حبيبتي ما فيش حياه من غير مشاكل او ساعات المشاكل هي اللي بتقوي العلاقه كمان يعني خلينا نبص على الحلو برده، انا اول حاجه سالتها لك لما جيتي مد ايده عليكي أو غلط فيكي أو فينا او اهانك! او كان بخيل من ناحيه الفلوس والمشاعر! أو خانك.. جاوبتي وقلتلي من غير تفكير لا طبعا ادم مستحيل يعمل كده ولا يضربني ولا يخوني ولا عمره مسني بكلمه وكان دايما مهتم بيا وبيحبني.. والدليل انك وقفتي قصادنا واخترتي الاهتمام والحب ده وانا مش بلومك هنا بس مصدقه كلامك انه كان كويس فعلا معاكي! عشان كده بقول لك فكري تاني.. و بلاش قرارات متهوره في لحظه غضب .
ثم هتفت باهتمام كبير
= المهم دلوقتي يا حبيبتي طمنيني الدكتورة قالت لك ايه على موضوع حملك، عشان انا كمان بقيت بقلق حتى بعد ما اطمنت من اخر مره رحنا سوا!
❈-❈-❈
كان معاذ يجلس في الردهة بفارغ الصبر، ينتظر أي اتصال من والدته، لكن لم يأتِ شيء. فقام وقال بعدم صبر.
=انا بقول اقوم اروح اشوفهم احسن فات ساعتين اهو وانا مش على اعصابي
أمسكته زوجته من يده بسرعه وهي تقول بحنق
=يا معاذ استنى لو كانوا عاوزينك كانوا اتصلوا عليك، وبعدين مش قلت ان ابوك عايز يقعد معاه لوحده.. حتى والدتك قاعده دلوقتي في شقه حد فيكم لحد ما ابوك يتكلم معاه ويحاول يحنن قلبه عليكم .
ظهرت ملامح الحزن عليه فقال بضيق شديد
=فات اكتر من ساعتين استنى ايه وبعدين كل ده بيتكلموا انا قلقان بصراحه وعاوز اعرف ايه اللي حصل هناك خايف بعد كل اللي عملناه وفي الآخر منذر ما يسامحش
نهضت بسمة من فوق المقعد ثم وقفت عاقدة ساعديها أمام صدرها و أجابت مترددة
=لا ما هو مش هيسامح يا معاذ وخلينا واقعيين ده اللي حصله كتير منكم احنا بس بنحاول نرجع الود وده برده هيكلف كثير فلازم تستقبلوا منه اي رده فعل، وحتي مراته قالت لك كده بنفسها وهي بتدينا العنوان بس نفسها هي كمان جوزها يطلع من الحاله اللي هو فيها .
أنتبه لكلماتها جيداً فقال مرة أخري باسي
=ضحى دي طلعت طيبه أوي وانا مش هجيب سيره ان هي اللي اديتنا العنوان فعلا زي ما وعدتها، كفايه برده أنها عاوزه تصلح اي حاجه
وانا كمان نفسي اعمل اي حاجه ليهم ونرجع زي زمان.
❈-❈-❈
جلس بسيوني أمام منذر بداخل منزله، و وضع قدم وساق فوق الأخرى بغرور وتكبر مرددًا
= كويس انك جيت يا منذر كنت لسه هتصل بيك! طبعا انت عارف ان بحبك وبقدرك قد ايه بس اللي عملتك مراته حاجه ما يسكتش عليها ولازم تعتذر لبنتي وقدام الناس كلها كمان.. اهانتها من اهانتنا وانت اكيد ما يرضاكش اللي حصل .
لوت الأم شفتيها جانباً هاتفه بنبرة صارمه
=هو انت لسه هتستاذن منه يا بسيوني غصب عنه لازم يجيب مراته وتعتذر انت مش شايف مراتك عملت في بنتي ايه؟ مش شايف وشها؟ كل ده عشان بتنصحها ازاي تتاقلم على المجتمع بتاعنا اللي هي ما تطولش تبقى منه بنتي لو مش متربيه كانت ردت عليها وضربتها
بس حقها هيجيلها.
تصنعت رغد الدموع وحزنها و أخبرتهما بزيف
=مامي من فضلك هو ما لوش ذنب وبعدين كفايه انه جه هنا وانا متاكده انه عاوز يحل! و أنا هعذرها عشانك لكن برده لازم تعتذر ليا زي ما قالوا وقدام الناس كلها كله إلا كرامتي.. هو انت ساكت ليه؟
مط فمة للإمام بملل وأجاب باقتضاب
=مستنيكم تخلصوا عشان اشغل ده! واللي مراتي سجلته بالصدفه.
فتح منذر هاتفه وإذ فجاءة يصدح اصوات الاثنين عبر الهاتف الذي أجفلها، شهقت عندما علمت أن محادثتها مع زوجته ضحي كانت مسجله وقد كشفت نواياها امام منذر وأسرتها
أتسعت عينا رغد والخوف ضرب قلبها، ولم يختلف الأمر عن أسرتها أيضا عندما علموا حقيقه ابنتهم وانها المخطئه ثم ساد على الجميع صمت بذهول.
زفر بحدة و ألقي بهاتفه علي الأريكة فجميع المصائب تتوالي فوق رأسه، رفع منذر زواية فمه جانباً بسخرية و قال باستفسار
=خير ساكتين ليه؟ مش كنتم بطالبوا بحق بنتكم واللي قلتي عليها متربيه وان مراتي ما تطولش تبقى واحده من المجتمع ده اللي بنتك منه وبتقول لمراتي بكل بجاحه سيبيلي جوزك انا استحقه عنك ولا الالفاظ اللي بتقولها لمراتي لا واضح فعلا انها متربيه وان المجتمع بتاعكم ما فيش زيه
أبتلعت رغد ريقها و أرتدت قناع الجمود وهي داخلها تشتعل من الغيرة والحقد، بينما هتف والدها بتحذير
= منذر حاسب على كلامك
صاح بغضب كالوحش الكاسر وهو يتذكر موقفه من البدايه وان لم يصدق زوجته
=وانت كنت حسبت على كلامك انت والهانم مراتك وبنتك وانت بتغلط في مراتي وفاكرين ان ليكم حق، معنى كده بقى في كل مقابله كنت بتقابليها لمراتي كنتي بتكوني قاصده ترمي كلام وانا المغفل اللي كنت فاكرك فعلا طيبه ونيتك خير.. انا ممكن كنت اتوقع أي حاجه منك الا انك فعلا تكوني عينك مني و بتحاولي توقعي بيني وبين مراتي عشان تاخديني ايه يا مدام رغد التدني اللي انتٍ فيه ده
استدارت رغد له التي رأت الغضب ينضح من عينيه وهو يسألها بجمود قاصداً
=انا مش عارف للمره كام قلتها لك، انا بحب مراتي وكان كلامنا اصلا كله عليها و افعالها معايا وقد ايه انا بقدرها وعمري ما هسيبها لكن رغم كل ده مصممة، مش بعيد تكون مش اول مره كمان والثالث جوازات اللي فاتوا لعبتي عليهم كده برده؟ ما هي اللي تعمل كل ده وتخطط نتوقع منها اي حاجه رخيصه زيها .
أظهرت جرأة سافرة واردفت بشكل عاطفي دون اهتمام بمظهرها أمام عائلتها أو أمامه، وهي تقلل من قيمتها الذاتية بشكل أكبر
= هو انت ايه يا اخي لحد اخر لحظه لسه برده بتقول انك بتحبها قدامي، ده انت كرهتني في اسمها وكل قاعده نقعدها تقعد تذكر هي قد ايه ست عظيمه وما فيش زيها وحبك ليها وانك مش قادر تستغني عنها حتى لو هي اللي غلطانه تجري تصالحها .. كان لازم اكرهها!
نظروا نحوها اهلها بذهول وحرج، واكلمت من بين دموعها بتبرير حزين
= انا مش وحشه على فكره بس كان نفسي حد يحبني فحبيت حبك ليها ايه كفرت ولا انت كمان كنت هتكون غلط لما تحبني وتديني شويه.. وعلى فكره انا اديت كتير في الثلاث جوازات اللي فاتوا عشان تنجح وفي الاخر ما نجحتش ولا لقيت اللي يحبني اشمعنا هي وانا لا