رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الخاتمة - 1 - الخميس 8/8/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الخاتمة
1
تم النشر يوم الخميس
8/8/2024
❈-❈-❈
كان صوت الأمطار يتزايد وهو اسفله، كان يقف أسفل بنايه ضحى القديمه متردد في الصعود لها لكن في النهايه حسم الأمر وذهب
للاعلي يدق علي باب المنزل، وعندما فتحت انصدمت من وجوده وهو بتلك الحاله وأسرع قائلاً بصراحة وضعف
= محتاجلك.. وكلي أمل ما ترفضنيش!
لم يكن هناك حاجة للتفسير، فقد فهمت أن مواجهته مع والده قد حدثت وأن النتيجة كانت سلبية للغاية، ولكن هل يمكنها أن ترده خايب الرجاء وتنتقم على ما فعله بها؟ بالطبع لم تكن تلك الأفعال من ضحي التي احبها.. حتى في غضبها منه، لا تستطيع منعه من حنانها.
فبهتت إبتسامتها وهي تنظر له، فقربها وهو بيسند رأسه فوق راسها بينما ضمها لصدره يحتضنها أغمضت عينيها وهي بحضنه ساكنه، وبعد فترة دلف إلي غرفتها فبدا يحكي ما حدث في أحضانها كالعاده ليشعر بالأمان من جديد.
رفع عيونه الغارقه بالدموع لها وهي تستمع له
في اهتمام شديد هاتفا
= لسه فاكر المرات اللى انضربت فيها حتي في مره أغمى عليا من الخوف و فاكر لسعه الحازم و هو نازل على جسمی.. ومره من المرات دي عشان سرحت عن معاذ شويه رغم انه ما حصلوش حاجه وكان كويس بس
بابا ضربنى جامد والجيران صحيوا على
صوتی و فضلت اسبوع تعبان و مش بقدر اتحرك
لتشعر ضحي بضربات قلبه تتصاعد بشده أثر كلماته وأطرافه أصبحت كالثلج، لتهتف بخوف
=عمرك ما حكيتلي انه كان بيضربك انا كنت فاكره ان كان بيعنفك بالكلام وبس او حتى لو بيضربك ما توصلش للدرجه دي.
توقف عن الكلام ليلتقط أنفاسه وتلفت حوله بنظرات زائغة كأنه تائه في دروب الحياة المريرة، لم يعد يتحمل كل تلك الضغوطات.
هو أوشك على الإنهيار كلياً، لكن هي كانت واصبحت دونا عن الجميع بارقة أمل لاحت في الأفق حينما قابلها وزينت حياته للافضل كثيراً لذلك من المستحيل الابتعاد عنها. منذر وهو يبتعد عنها لينظر لها واردف بحسرة
=اي حاجه خيالك يجيبها هو عملها معايا بمنتهى الجبروت من غير ما يفكر! وماما كانت بتقول له ايوه اضربه خليه يتعلم ازاي يبقى راجل اصل كنت هفرح لما اخوه يحصل له حاجه بسببه، حتى قالتلي كمان لو كنت رجعت من غيره كنت قتلتك! ضحي انا اخدت القرار مش هسامح الناس دي في حياتي ابدأ. ودي مش قسوه انا مش هقدر علي الخطوه دي
مررت انظارها بقلق عليه وشعرت بأنه معاناته مع عائلته لم تنتهي بعد وهناك الكثير حدث لكنه غير قادر على البوح به، لذلك رغم عدم رضاها على الخصام بين عائلته الذي لم يحسم حتى الان الا انها لم تضغط عليه ولم تعترض على رايه، بل تحدثت هاتفة بإشفاق
= طب بلاش تقفلها سيبها للظروف هو انت حقك ما حدش هيلومك وهم كمان ما عملوش حاجه يخلوك تقدر تنسى القسوه دي منهم والكلام لوحده مش كفايه ولا الاعتذار .. بس عشان خاطر بنتك سيب الباب مفتوح ولو جاتلك فرصه وقدرت ما تترددش
أبتسم كونها متفهمة جيد الى حالته كعادتها كان يتمدد على فراشه الوثير ثم تحرك تجاهها ليضمها اليه بحنان وهو يقبل عينيها ويلتقط بشفتيه دموعها مرددًا بحب
=بالظبط هم ما عملوش حاجه تخليني اشفع ليهم انتٍ الوحيده اللي بتكوني فهماني يا ضحى عشان كده جيتلك، مش عشان بحبك وبس؟ كل ده مش كفاية جنب انك لما تلاقيني بتألم او زعلان تقعدي تسمعني باهتمام يمكن ما بتقدميش حلول يمكن مش عندك رأي طول الوقت بس دايما تسمعيني.. دايما تصدقيني.
كانت تسمعه بصمت ثم أبتعد عنها ليقبل كتفها بحنان، و التوى ثغر منذر للجانب مُشكلًا ابتسامة متشوقة ولمعت نظراته ببريق الحب
وهو يضيف بتأثر
= كنت فاكر إني كبرت كفاية و فهمت الدنيا والناس وبقيت بقدر عليهم بس اكتشفت إن مهما كبرت هفضل عاوز أجري أعيط في حضنك يا ضحي.. يمكن هي دي فايدة الحُضن
إنه يشيل وجع قلبك اللي ماحدش بيقدر يشيله!! غيرك في حياتي.
تنهدت بقوه واردفت بخيبة أمل
= وانا كمان علي فكره كان نفسي اجي افضفضلك بس كل اللي فيني بسببك
احمرت وجنتاه كليًا بحرج منها من تذكيرها له بذلك الموقف المشحون بينهما، ثم تابع قائلًا بابتسامة لطيفة
=أنا آسف بس معنديش غيرك أفضفضله، ضحي أنتٍ احلي حاجه حصلت في حياتي و الشخص الوحيد اللي بحبه اكتر من نفسي.. تعرفي ساعات كنت بسأل نفسي أنا بحبك ليه! المنطقي إنه ميبقاش في سبب علشان لو السبب ده راح الحب ده هيروح برضه بس مؤخراً بقيت احسن ان في سبب أنا و إنتٍ شبه بعض في حاجات كتير جداً .. أنا بجد بحبك و بحب أبقى جنبك و بحب تبقى جنبي بس لما اكتشفت سبب للحب ده ، سألت نفسي لو سبب ده راح ايه اللي هيحصل !
اعترضت ضحي بشدة على قوله مرددة بعتاب
= منذر هو انت واخد بالك قبل ما امشي قلتلي ايه؟؟ اللي في بطني ينزل وما رضيتش تسمعني وتعرف ايه اللي حصل بيني وبين رغد
هز رأسه بتفهم، ثم ربت على فخدها متحدثاً بنبرته الجادة
= فاكر وما رضيتش اجي هنا غير وانا مصلح كل حاجه، انا رحت لرغد بعد الفيديو اللي بعتته مامتك واجهتها بيه قدام اهلها وما عرفتش تفتح بقها في الأول وانا ما سكتلهمش
وقللت منها قدام نفسها وقدام اهلها زي ما كانت بتعمل معاكي بالظبط.. واتفقت معاهم نعمل حفله وتعتذر قدام الناس كلها ليكي يا اما هنشر الفيديو و افضحها حتى لو وصلت انهم يرفدوني انا ما عنديش مانع بس المهم ارجع كرامتك.
انصدمت وخفق قلبها بشدة من المفاجاه ولم تنكر سعادتها الكبيره بعد كلماته تلك، لكنها قالت بتصميم وهي تمسح دموعها
= برده ماما ماسمعتش كلامي وبعتت الفيديو
ما كانش في داعي على فكره تعمل كل ده و ممكن ما يوقفوش وساعتها هتخسر شغلك اللي ما فيش زيه والمجتمع اللي مش قادر تسيبه
ليقبل منذر وجنتيها بحنان وهو يقول بندم
= أنا والله العظيم نـدمان ومبتمناش أي حاجة في الدنيا دي غير إنك تسامحيني، دة انا منذر حبيبك وعوضك زي ما كنتي بتقولي زمان..
أرجوك يا ضحي ما تدمريش كل حاجه بنيناها
عشان خاطر الإنسان اللي غيرتي ده حافظي عليه وصونيه.
نهضت لتجلس بعيداً عن الفراش وفركت يدها بضيق قليل ثم نفت قائلة بعبوس خفيف
= احنا صحيح كنا بنبني سوا فعلا لكن دلوقتي بتهد لوحدك! انت ما سمعتنيش والله واعلم لو كنت سمعت كنت هتصدقني ولا لاء؟ والتغير اللي هحولك لواحد قاسي لدرجه تقولي اللي في بطنك هينزل عاوزني اقتل ابني يا منذر هو ده التغيير اللي انت فرحان بيه
نهض منذر خلفها و رد عليها بخشونة هادئة
= ممكن تسمعيني! على فكره المواجهه بين ابويا برده جت بفايده وخليتني اواجه نفسي وأعرف ان انا غلطت معاكي انتٍ بالذات كثير، مش عارف كنت معمي ولا في غشاوه على عيني بس غصب عني اندمجت ونسيت نفسي شويه مع المجتمع والشهره اللي حواليا و العالم الغريب ده او زي ما بتقولي السكينه كانت سرقاني عيل صغير فرحان بلعبه جديدة بالذات ان كنت كاره حياتي زمان و المجتمع اللي كنت جاي منه بسبب اللي عملوا اهلي فكنت عاوز اندمج فده عشان انسى بس في الآخر اكتشفت ان عمري ما هنسى و لا عشان انجح ولا انسى لازم اتغير مع التغير اللي حواليا لا لازم احافظ على اللي انا اتعلمته واتربيت عليه والحلال والحرام عمرهم ما بيتغيروا مهما رحت وقابلت مجتمعات جديده حواليا.
تنفست ضحي الصعداء لعودته أخيراً الى رشده لكنها حاولت كتم ابتسامتها بصعوبه فلم تحصل على كل ما تريده بعد، وأجابت بصوت منهك
=لسه فاكر ترجع دلوقتي بعد ما جرحتني و خليتني خلاص أفقد الأمل فيك و ابدا اسرح بدماغي واقول الدور شكله عليا وانا اللي هتغير وهيروح لغيري.
هز رأسه نافياً وهو يدنو منها فلم يختلف حاله عنها كثيرًا بل ربما أشد حزن منها، هو يحترق شوقًا بداخله ليرد عليها بعتاب لطيف
=طب تعرفي بقى انا اللي مفروض احاسبك على التفكير ده، طب هاتي مره لمحتلك بكده؟ انا من كتر حبي فيكي كنت عاوزك تدخلي معايا في المجتمع ده عشان ما نحسش ان في فرق بينا وانتٍ اللي تسيبيني، طب هتصدقني لو قلتلك طول الوقت كلامي بره الشغل مع رغد كنا بنقعد نتكلم اكثريه الكلام عليكي واقول لها قد ايه بحبها وهي وقفت جنبي وبرتاح معاها في الكلام وانا اللي قليل عليها وهي كتير عليا.. لدرجه حتى قالتلي النهارده لما واجهتها انها كرهت اسمك من كتر ما انا بتكلم عليكي
ضغطت على شفتيها بضيق وهي ترد بغيرة
=اه باماره ما رحت حكيتلها على مشاكلك مع ابوك مش كده هي قالتلي كده بنفسها طالما التسجيل وصل لك اكيد سمعت ده كمان و قالتلي كنتي فاكره نفسك هتفضلي طول الوقت الزوجه الصالحه اللي هيقعد يحكيلها ويفضفض معاها.. وخلاص راحت عليا.
تبدلت تعابير وجهه للإشراق ولم يكترث بافتضاح أمره فالمهم الآن أن تشعر هي تحديدًا بما يكنه لها في قلبه رغم كل ما حدث وتحدث بإبتسامة راضية
=وتزعلي لما اقول عليكي غبيه طب انا بعمل ايه دلوقتي؟ انا على فكره اول حاجه عملتها لما عرفت انك مشيتي كنت رايح اجيبك بالعافيه بس اتفاجئت بمعاذ قدامي ورحت و سمعت والدي، وبعدها شفت التسجيل اللي بعتته مامتك ورحتلها على طول وخلال الفتره دي كنت عاوزه اخلص كل ده بسرعه عشان اروحلك واجري افضفض معاكي.. على فكره انا ما قلتلهاش حاجه عن أهلي او يعني مجرد كلام كده من غير ما ادخل في تفاصيل! رغم أنها كانت بتحاول كثير ونفسها احكيلها اي حاجه عن حياتي وانا كنت دايما ارد عليها رد واحد كان بيغظها أني ما برتاحش إلا مع ضحى لما بتكلم معاها
اشاحت وجهها عنه بغيظ كبير منه فأضاف عليها بإقتضاب
= يا ضحى ما انا برده ما كنتش عارف نيتها ايه كنت بعتبرها فعلا مجرد صديقه عادي عمري ما اتعرضت لحاجه زي كده واحده تبقى حقوده كده وتلف حواليا، أنا كنت لما اشوف غيرتك منها اقعد اقول طب هتبصلي انا على ايه ما حواليها ناس احلى واحسن مني، والله لحد دلوقتي ما بصدق أن كنت اعرف واحده وحشه بالشكل ده وما عرفتش إلا متاخر.. على الاقل غاده زمان كانت واضحه عنها في شرها.
هتفت ضحي بخوف كبير وهي ممسكة بكفه دون وعي
=و أهو حصل عشان بعد كده تصدق وتسمعني من اول كلمه، الستات بيعرفوا الحاجات دي من اول نظره..وشكل الحاجات دي هنقابلها كتير بقى والهانم رغد دي مش هتكون اول واحده و..
وضع إصبعه على شفتيها مقاطعها بجدية
=طب ما نقابل ايه يعني عارفه انا قلت لها ايه انا مبسوط أنك عملت كده عشان عرفتيني ان انا بحب مراتي قد ايه ومهما تعملي هجري وراكي عشان انتٍ اللي تستاهليني وعمري ما هفكر اسيب الغالي واروح للرخيص.. هو انتٍ ليه مش عايزه تصدقيني انا بحبك بجد ومهما اشوف واقابل عمري ما هروح ابص لغيرك.. يا ضحى اللي بيبص كده بيبقى عينه فارغه و الغلط فيه