-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الخاتمة - 2 - الخميس 8/8/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الخاتمة

2

تم النشر يوم الخميس

8/8/2024

فكرت كثيرًا في الأمر بمفردها، لقد جاء بنفسه إليها ليعتذر وفعل المستحيل لكي تعود إليها كرامتها المهانة وأمام الجميع أيضًا، حتى وإن كلفه الأمر استقالة من وظيفته وأهم شيء أن يتنازل عن كبريائه قليلاً ويسمح لها بالاحتفاظ بالطفل وأنه لم يجبرها على التغيير معه، فماذا ترغب أكثر من ذلك؟ ابتسمت لتصرفه بحكمة وأردفت قائله بتردد


=لا مصدقة خلاص، تفتكر فعلا ممكن يوافقوا على طلباتك ما فكرتش يعني ان ممكن فعلا يطردوك هتلاقي شغل فين بعد كده.


تحدث بجدية وهو يضمها إليه بتملك ويده تمر بعشق وشوق على ظهرها بحنان و ضحي تضمه إليها هي الاخرى بشوق وهي تشعر بحبه لها يكاد يغرق الكون من شدته


=ما تقلقيش ما احنا سيبنا بيت بابا زمان و ما كناش نعرف اي حاجه ولا معانا فلوس وواحده واحده ابتدينا نفكر وندبرها فهندبرها برده المره دي، وبعدين انا قلت لك كله إلا كرامتك 

فاكره يعني لو قالوا ليا ما فيش شغل طالما مصمم على اللي في دماغك هقول لهم خلاص وارجع في كلامي ما في داهيه المهم انتٍ! وبعدين ما انا رحتلها وقللت منها زي ما عملت وصممت على اعتذر منها قدام الناس كلها عاوزه ايه تاني اكتر من كده وانا اعمله لك 


أجابت بحزن وهي تشعر بتجدد الدموع في عينيها بضعف فهي تخشى تجدد غضبه منها من جديد بذلك الموضوع 


=ما جبتش سيره اللي في بطني واللي حصل غصب عني ولله وانت فكرت كنت قصده، انا لحد دلوقتي مش قادر استوعب انت ازاي قدرت تنطقها وتقولي نزليه.. دي نعمه من ربنا اديها لنا من غير عمليات ولا تعب بترفضها ليه؟ 


ليميل منذر يقبل عينيها بحنان حتى يمنع بكائها، واردف بنبرة عميقة متأثرة 


=كانت لحظه غضب وقتها انا كنت على الاخر اصلا وسواء اللي حصل ده ولا ما حصلش اكيد لما كنت هقعد مع نفسي كنت هقول ايه الهبل ده ومستحيل طبعا اعمل كده واعرض حياتك وحياه ابني للخطر، مش هينزل يا ضحى اكيد انا مش وحش لدرجه اموت ابني عشان شويه عقد جوايا، مع العلم انا لسه خايف والفكره دي جوايا اني افرق بينهم واعمل نفس اللي اتعمل فيا زمان بس هو نصيب بقى لازم أرضي بي


ابتسمت مرددة بثقة بصوت مطمئن وهي تمرر يدها على وجهه بحب


= على فكره، فكره انك تفكر كده في حد ذات الموضوع يبقي مستحيل تعمل كده، احنا عمرنا ما هنكون اب وام مثاليين يا منذر مهما عملنا 

أكيد هنغلط وهيجي وقت وهنندم وهنتاسف 

ومش عيب.. شيل المسؤوليه مش سهل عشان كده هنيجي في النص نغلط وهنرجع تاني احسن من الأول 


هز رأسه بالايجاب وقرب منها وهتف بحرارة


=عارف وطول ما انتٍ معايا متاكد ان ده عمره ما هيحصل، تعرفي كنت فاكر وجودي اساسي في حياتك، بس اكتشفت ان وجودك انتٍ اللي بيكملني مش بعرف اعيش من غيرك..هترجعي معايا مش كده؟ وبيتنا مش هتسيبيه تاني فاهمه حتى لو غلطنا انا اللي هسيبه مش انتٍ

وبعدين ما نزعل ونغضب في نفس البيت هو من قله الاوض هناك ولا هي لازم شحططه وخلاص.


لم ينتظر ردها فقام بمعانقتها بشده لدرجة أن ضحي شعرت بوجع في عظامها من شده احتضانته لها، بالرغم من قسۏة عناقه الا أنها شعرت بالأمان والطمأنينة بعد أن كانت تشعر بالضياع ثم ابتسمت ابتسامه بدلال وردت 


=ماشي هعتبرك عيل وغلطت وهعديها طالما حقي من البنت الصفراء دي هيرجعلي كمان، و بعدين برده فرق السن اللي بينا متهيا لي هيوضحلك قد ايه انا عندي عقل ونضح اكبر منك 


ابتسم منذر بصدمه وسألها بانزعاج 


=هو انتٍ ليه فجاه حسستيني كانك امي! وانا لسه عيل صغير بتعلم؟ جري إيه يا ضحى ما تقوليش الكلام ده تاني عشان انا الكبير مهما كان


ضحكت بخفة عليه وردت عليه بابتسامة متسعة للغاية


= المفروض أنا إللي ازعل مش أنت علي فكره 

وبعدين تعالى هنا نسينا نقطه مهمه بالنسبه للتغيير وكل مرحله وليها تغييرها انا مش هتغير عشان أعجب حد و أكون لايقه على المجتمع يا منذر المفروض اجبر اللي قدامي يحترمني مهما كنـ..


قاطعها ليقوم بتقبيل إذنها بشوق وهو يهمس لها بعشق و يمرر يده على وجهها بحب


=شش خلاص من غير ما تكملي انتٍ معاكي حق واكثر كلمه قلتيها اثرت فيا وزعلتني من نفسي لما قلتلي انا قابلتك زي ما انت يبقى انت ليه عاوزني اتغير ومش عاوز تقبلني زي ما انا، اعملي اللي انتٍ عاوزاه طالما باحترام و مش بتتعدى حدودنا و تقاليدنا مش لازم صحيح اتغير عشان احنا ما كناش غلط ولا وحشين من الأول، خلاص انسى كل ده بقى وما تقلقيش مش هطلب منك حاجه زي كده تاني.


❈-❈-❈


مرت الأيام وآدم على نفس الحال حتى اسود

وجهه و غادرته الرغبة في الحياة.. واستقرت

هالات سوداء تحت عينيه اللتان كانتا مليئتين

بالحيوية والنشاط كل هذا كان بسبب غيابها

عن حياته وكعادته كان يراقبها وينتظرها

حتى تخرج من منزل أختها ويبقى يتبعها لساعات ويستمع الى احاديثهما و اكثر ما

المه هو انها لم تذكره ولو للحظة وهنا تأكد انها لم تحبه قط وعندما رفضت الإعتراف بانها سامحته، كانت صادقة ولم تكن تحاول التظاهر.. 


كان آدم فعل كل ما بوسعه ولكنها عنيدة ذلك البعد كان قد جرحها جرحاً لم يشفى باي

طريقة كانت وهو كان قد وعدها ان لم تقبل

بالبقاء معه لن يجبرها على ذلك أكثر من هذا .


وبين ذلك لم يفهم ضاعت الكثير من المحبة .. هو لم يكن لديه اي علم انها تحاول الوقوف على رجليها ومن خلال عدم ذكره كانت تحاول الغفران له على فعلته تلك معها.. هو لم يفهم تجاهلها ذلك على انها تريد ان تجعله يقلق عليها ويتصل ويعاتبها وتعاتبه وتتصلح الأمور 

من جديد هذه المرة، هو لم يكن يعلم بتلك الدموع التي تظرفها كل ليلة عندما تغلق على نفسها الباب في غرفة منعزلة وتبقى تبكي حتى تنام.. للأسف الشديد هو لم يكن يعلم باي شيء واستقرت في عقله تلك النظرية.. بمعنى اصح في عقولهم!؟ هي تظن انه يأس وقام

بالقائها دون وجه حق والآن يعيش حياته بطريقة عادية بينما هي تعيش جحيما لا يطاق وهو يظن انها لم تعد تحبه قط وانه بسبب ما فعله بها لا يستحق الحب ولا يستحق حتى الحياة وانتهت قصتهما وعندما يأس توقف عن مراقبتها


وفي يوم من الأيام عاد للمنزل وقبل ان يخطي اي خطوه استمع الى صوت عزف موسيقى! عقد حاجيبة بعدم تصديق واقترب بسرعه للداخل على أمل ان تكون هي عادت.. وبالفعل كانت هي.. اغلقت الموسيقى و دنت منه بخطوات مرهقة لتقف امامه بكل هدوء مبتسمة .


رمش بعينه برهبة وتوتر ثم رفع يده وحاول وضعها على خدها ولكنه تراجع في آخر لحظة والدموع تملئ عينيه خائف أنه تكون حلم! لكنه لم يكن لديه حل آخر من التحقق ان كانت حقيقة ام حلما غير ان يلمسها ابتلع ريقه بعد ذلك و رفع يده و وضعها فوق خدها وراح يتحسس وجهها الناعم بينما هي أغمضت عينيها وسافرت الى عالم آخر ..وتلك الأثناء تأكد أنه لا يحلم بل هي أمامه بشحمها ولحمها وعنادها.


أمسك بذراعها بارتياح يجتاح كل كيانه أيّ مشاعر تردد داخله وفي قلبه زقزقة صغيرة مترقب نظراتها لوجهه عندما همس


= ديمة!. 


هتفت له مبتسمة ببشاشة لنشوة السعادة التي سرت داخلها


= آدم!. 


ثم همس مجدداً بإنتشاء وكأن روحه عادت له من جديد وهو يحتضنها بقوة شديدة


= وأخيرًا رجعتي و بقيتي ليا من تاني... وفي حضني.. كده هنت عليكي كل الفتره دي تسيبيني ما كنتش اعرف ان قلبك قاسي كده 


قطبت حاجبيها تقول بعتاب رقيق


= ما كانتش قسوه! بس كنت بحاول اصفي قلبي عشان ارجعلك من جديد وانا مسامحه فعلا.. صحيح اللي عملته مش قليل لكن لقيت ليك عذر وعلى راي اختي انت سبت في قلبي اللي يشفعلك ويخليني اغفرلك الغلطه دي 


أطلق آدم تنهيدة طويلة قبل أن تتبدل تقاسيم وجهه لحماس مرتقب ويهدر


= بجد سامحتيني خلاص ومش هتسيبيني تاني يا ديمة ولله اللي حصل ده كان..


تطلعت له بحب جارف قبل أن تقاطعه بحزم بينما اقتربت منه تلاعب تلابيب قميصه 


=هششش طالما سامحت ورجعت يبقى مش هنفتح الموضوع تاني! خلاص خلينا ننسى طالما وعدتيني مش هتعمل كده تاني و وعدتني بحياه جميلة زي ما كان نفسي فيها مش كده.


أبتسم آدم يبادلها نظرات الحب ثم أمسك إحدى كفيها التي تداعب مقدمة قميصه ومال برأسه ليلثمها بشفتيه، معقبا بحنان ولهفة 


= طبعا يا حبيبتي والله لسه عند وعدي! ما فيش خوف تاني من الناس ولا هتردد في اي حاجه عاوز اعملها معاكي ولا همنعك تعملي حاجه لمصلحتك.. آه يا ديمة ما تتصوريش الفتره اللي عدت عليا كانت صعبه ازاي وعرفت قيمتك وإني بحبك أوي


لم تنحسر ابتسامتها وهي تخبره بصوت هادئ ثابت ونظرات حانية


= وانا والله العظيم كمان يا ادم بحبك، وكنت عارفه قيمتك من زمان وانك حاجه عمرها ما هتتعوض في حياتي لو خسرتك.. عشان كده كنت بحاول اعمل المستحيل أن علاقتنا تكمل، والفتره اللي فاتت كنت بحاول اصفي قلبي و نفسي.. لأنني نتستحق فرصه ثانيه فعلا واللي بينا كتير.. وانت عمرك ما كنت وحش معايا انت بس غلبتك غيرتك زياده عن اللزوم بدون تفكير


حَدَقَ فيها مُتبسّمًا ثم تحدث بعشق وحزن 


= انا بحبك.. بحبك مش هينفع تبقي لحد غيري ولا انا ينفع ابقى لحد غيرك.. انتٍ عارف كويس اني بحبك وانتٍ كمان بتحبيني.. مش عارف كنت غبي قلقان خايف بس كل اللي اعرفه اني مش هسيبك تضيعي مني


وقفت ديمة بعدها على اطراف أصابعها قبل أن تميل برأسها لتقبله وقبل ان يتعمق معها جفلا الاثنان مبتعدان عن بعضهما بارتباك اثر صوت الباب يدق هتف آدم بتعجب وهو يهندم ثيابه، متغضنة الجبين 


= غريبه مين هيخبط علينا دلوقتي هو حد من اخواتك قالك جي ولا انتٍ طلبتي حاجه من البوابه قبل ما تطلعي .


هزت رأسها برفض وهي تقول بصوتٍ خافت


= لا خالص ما طلبتش حاجه و اخواتي قالوا هيعدوا عليا بعد أسبوع يطمنه وما رضوش يستنوا معايا، ما تفتح وانت تعرف مين؟!. 


هز رأسه بقلق وتحرك ليفتح الباب وسرعان ما اتسعت عينا آدم بصدمة كبيرة وهو يقول


= رنا!. 


إندفعت رنا بجسدها داخل أحضانه مطوقة رقبته بذراعيها الصغيرتين و هي تجهش ببكاء 

متمتمة بين شهقاتها بصوت متقطع


= بابا، لسه في مكان ليا في قلبك ولا خلاص كرهتني ومش عاوزني زي خالتي وابنها.. من ساعه ما بطلت اديهم الفلوس اللي بتديها لي وهم اتغيروا معايا أوي وعرفتهم على حقيقتهم المفروض كنت ارجعلك بس كنت خايفه تقولي دي نتيجه اختيارك وشيلي وانا ياما حذرتك.. بس مش قادره اكتر من كده اقعد معاهم ولا استحمل. 


أرجع رأسه للخلف مطلقًا ضحكة عالية رنت

في الأرجاء لا يصدق عوده ابنته أخيرا له، و بسرعه احتضانها هو الآخر بلهفة غير مستوعب عودتها قائلاً بصوت مشتاق 


=انتٍ فعلا عبيطه طالما لاحظتي حاجه زي كده من الاول تعالي وقوليلي انتٍ متخيله ان ممكن تيجيلي لحد عندي واقول لك لا مش عاوزك، تبقى لسه ما تعرفنيش! ولا تعرفي قلبي كان مستني اللحظه دي قد ايه وكان واثق انها هتحصل حتى لو فاتت سنين كتير 


أكمل حديثه لها بعبث وهو يجذبها الى الداخل واغلق الباب وهي إحتضانه براحه وسعادة


= بس يا حبيبتي خلاص تعالي أما اعرفك على ديمه هتحبيها أوي ومن البدايه كده مش عاوز شغل ستات وغيره! هاه اعتبروا نفسكم اخوات.. وانتم الاتنين حبكم عمره ما هيقل ولا يزيد بالنسبه لي.


لترفع رنا عينيها الدامعتين بتردد إلي ديمة التي رسمت ابتسامة مشرقة وهي تقول بلطف 


= ازيك يا رنا انا ديمه، ادم كان بيحكيلي عنك كتير و كان نفسي اشوفك من زمان وتتعرفي على اخواتك.


الصفحة التالية