رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الخاتمة - 6 - الخميس 8/8/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الخاتمة
5
تم النشر يوم الخميس
8/8/2024
خلال الأشهر التاليه، استمرت الأجواء الهادئة سائدة مع الجميع دون وجود ما يعكر الصفو العام وتوطدت العلاقات العاطفية مع كل من ديمة و آدم وباتا كيانًا واحدًا، كذلك تقرب منذر من ضحي أكثر ليجعلها تنسى خطأه السابق و اقترب أيضا من صغيرته وأغدقت عليهم بالكثير من الحب الذي حرم منه منذ لحظة ميلاده، حتى أنه بدأ يتجاهل شعوره بالتوجس من طفله القادم والاهتمام به أيضا وهو مازال في أحشاء زوجته فكان يذهب معها ويتابع زيارتها الى الطبيبه ويطمئن على صحه الاثنين وظل الوضع متأرجحًا بينه وبين عائلته..
أما عن العمل، فقد عاد إلى وظيفته في الشركة بعد أن أخبر زوجته بالأمر ولم تعترض طالما أن رغد غادرت ولم تعد موجودة. وفي الأساس، فكرت بعقلانية أكثر بوجود رغد أو غيرها يجب أن تثق بزوجها وبنفسها وهذا سيكون الحل الأفضل لممارسة حياتهما براحة. فمن المحتمل أن تذهب رغد وتأتي غيرها و المشكلة ليست فيها فقط! هناك الكثير من الأمثلة المشابهة لها.
أما عن الجانب الآخر، فلم يعد منذر يزعج ضحى بالتغيير والحديث عن ذلك المجتمع. فقد اقتنع وانتهى الأمر بأن ذلك المجتمع ليس الأفضل كما كان يتوقع في السابق وشاهد ذلك الدليل بنفسه ومع مرور الأشهر، أنجبت زوجته طفلهما الثاني وأطلقا عليه اسم "كريم".
كما إهتم آدم بحضور المتابعة الدورية للحمل مع زوجته، ولم يفوت أي جلسة كشف تخص ديمة فكان على إطلاع أولاً بأول بنمو طفلته في أحشائها.. فنعم كانت المولودة الجديده فتاه مما أسعد الاثنين بشده فتلك ستكون الفتاه الوحيده لديمة والمدلله بعد رنا لوالدها واتفقوا على تسميتها "تقى"، ورغم ان آدم اطمئن على صحه ديمة لكن لم يهدا إلا عندما انجبت أخيراً ولم يصدق حينها بأنها عادت من جديد له سالمه، وبدأت على الفور في أخذ احتياطاتها حتى لا تنجب مره أخرى وكان يتابع آدم بنفسه وهذه المره كان صادق بذلك.
أما عن بسمة و معاذ لقد وافقت على إنجاب طفل جديد لهما وانجبت بالفعل فتاه وقد اسميتها أمها "همس" وكان بالفعل معاذ محق في كلمته فلم يتركها طوال شهور حملها ابدأ و حينما كانت تئن ليلاً من التعب والإرهاق كان يظل جوارها مستيقظاً، وأحيانا يمسد على رأسها ويدلك كتفيها حتى يرتخي جسدها ويجعلها تغفو على صدره، في البدايه كانت تحاول ان تحمله مسؤوليه أكبر حتى تختبره هل بالفعل سيكون صادق ام لا لكنه فاجئها حقا.
فلم يدخــر وسعه في تلبية كل رغباتها حتى الغريب منها كون شخصيه مثل بسمه فلم تطلب او تتوحم على اشياء عاديه بالفعل، و ظل مرافقاً لها وحريصاً على صحتها حتى انجبت أخيرا.
ولكن كان هناك شيء يغضب بسمة دائماً منه، وهو عدم مسؤوليته بالعمل في بعض الأحيان، كان يتكاسل عنه ويظل في المنزل معهم حتى تنفذ النقود التي معه ويضطر للنزول مجدداً. وعلى الرغم من محاولتها معه لعدم فعل تلك العادة السيئة، إلا أنه كان مصراً على فعلها لأنه لم يتحمل المسؤولية من البداية. لذا لا يزال يؤثر عليه تلك النقطة في بعض الأحيان، حيث يتكاسل لكنه يعود مجبراً لأنه بحاجة إلى الصرف على أسرته.
❈-❈-❈
في أحد المطاعم البسيطة، تجمعت الثلاث فتيات مع بعضهن البعض بعد أن تركوا أطفالهم مع اهلهم وجاءه هنا حتى يرتاحون قليلاً من المسؤوليه ويتسلون، بينما في الجانب الآخر من نفس المكان علي طاوله اخري، كانت الأزواج يجلسون مع بعضهم أيضاً.
فقد عادت علاقة ضحى مع بسمة من جديد ولم يتغير الأمر بين ديمة وبسمة. كما استمرت علاقة منذر ومعاذ بصورة وديّة وفيما يتعلق بآدم، لقد وفى بوعده مع ديمة وتركها تلتقي بأصدقائها وتخرج ولكن أمام عينيه و رحب بخروجه مع جيرانه القدماء.
عند طاوله الرجال التي تبعد عنهما بمسافة قصيره، ردد آدم باهتمام وبنبرةٍ ذات مغزى
= لسه عند كلامك يا منذر ومش قادر تسامح ولا حتى بتفكر.. بصراحه انا بقول قدام اخوك اهو من زمان وانا بحاول مع ابوك انه يبطل المعامله دي وكنت متوقع النهايه دي! حتى كنت خايف انك توصل للاخر وتتغير وتنتقم منه
هز منذر رأسه قبل أن يرد بحكمه وهدوء اكتسبها من تجاربه
= مين قال إن عشان اخد حقي لازم أعمل فيك نفس اللي إنتَ عملته فيا! ما أنا ممكن أَخُُد حقي منك من غير ما أقلل من قيمتي ولا حتى أعمل تصرفات ثُعبانية تصغّرني في نظر نفسي، مثلًا ممكن أقول(حسبي الله ونعم الوكيل).. وأستعوض ربنا وأستناه يجيبلي حقي منك، بس ياريت إنتَ وقتها تقدر تتحمل عواقب دُعاء المظلوم .. عشان كده عمري ما فكرت انتقم من امي وابويا ولا اي حد ظلمني.
بينما علي الجانب الآخر عند طاوله الفتيات بنفس المطعم، أردفت ضحي بعمق
= مش هنكر يا بنات ان انا نفسي العلاقه ترجع بين أهله كويسه، بس في نفس الوقت مش هضغط عليه وعلى صحته انتم ما تتصوروش قد ايه الموضوع ده مآثر فيه
عوده الى الطاولة الأخري التي تخص الرجال،
تحدث منذر بجدية وتفهم
= أنا فاهم أنه عمل كل ده بدافع الخوف بس هو مش صح خالص وأنا مخدتش حاجة وأنا صغير عشان اديله دلوقتي وهو ده اللي حاصل، أنا محتاج حب وحنان واهتمام و تسامح وحاجات أنا عمري ما شوفتها منهم، محتاج حضن وهم عمرهم ما حضنوني فاهمين حاجه.؟؟
عوده مجدداً الى طاوله الفتيات، لتقول بسمة بنبرة متفهمة
= انا فاهمه ده كويس والله يا ضحي ودايما بقول لمعاذ انه يقول لاهله كده ومتاكده لو سيبنا الموضوع مع الوقت هيجي لوحده مش هيحصل بالزن والضغط بتاعهم .
هنا لم يستطع آدم التعقيب بشيء إلا أن يقول بصوت نابع من الجدية
= عارف انت ايه حلك يا منذر، أنك تحاول تنسي معاملة أهلك ليك و انت صغير و
تسامحهم علي كل المشاعر اللي حستها
بسببهم، و بعدها سامح نفسك انك دورت علي الحب و الامان في المكان الغلط.. لحد ما قابلت مراتك وعوضتك.
بينما عند طاوله الفتيات، تدخلت ديمة في الحوار مردده بصوت خافت
= بس والله يا بنات لو بصينا للموضوع بزاويه تانيه ان زي ما خسركم الموضوع جي بفايده برده!.
دمدم معاذ لاخية وآدم بتعاطف صادق
= فيه حاجات بتبان كإنها خساير وبتزعل عليها...لكن لما تقعد مع روحك وتفكر بتعرف إن خسارتها مكسب.. وانا متاكد ان الخسائر اللي حصلت معايا ومع أهلي كمان جات لصالحنا كلنا، ما كناش هنتغير اصلا لولا منذر سابنا.. بس هم والله فرحانين ان احنا علاقتنا لسه زي ما هي! وبيقولوا كويس انه ما قطعش من كله ودايما يقولوا لي بلاش تبعد عنه واسمع كلامه .
تكَّدر وجه بسمة عند سيرة تغير معاذ مرسلة لهما تعابير الخذلان منها.. ألا يكفي أنها بالكاد تماسكت غيظها وهي تتعامل مع تغيراته المزاجيه وقالت مشتقة من الغضب
=ما تتصوريش بفرح قد ايه يا ضحى لما منذر يتقابل مع اخوه، بحس من كلامه معاه بيقدر ياثر عليه ويخليه يتحمل المسؤوليه فعلا.. نفسي ربنا يهديه ويبطل العاده المستفزه والكسل إللي فيه ده، بيفضل قاعد فتره في البيت واول ما الفلوس تخلص ونحتاج يرجع ويشتغل.. هقول ايه الله يسامحهم اهله.
أومأ لهما معاذ وعقب بتكاسل
=يا جماعه ما انا برده بني ادم وبتعب هو لازم الشغل 24 ساعه ولا كل يوم فيها ايه لما اريح يومين ولا ثلاثه؟ مش كل اللي عاوزاه بتلاقيه ما لهاش بقى فيه الا لما اقصر .. لكن هي على طول نازله زن عليا لحد ما طهقت.
ضحك منذر علي أخيه وهو يردد محاوله تعديل الأمر وسلوكه السيء
= يا ابني ما هي بتزن ليه على كل ده؟ اكيد عشان مصلحتك.
لدي طاوله النساء، لوت بسمة ثغرها فغمغمت بامتعاض
=يعني انا اللي ما طهقتش ولا بعمل كل ده عشان ايه؟ نفسي يشيل قرشين للزمن بدل ما تحصل لنا مصيبه ونحتاج، ما هي دي مشكلته مش بيعمل حساب لبكره.. عليه حاجات عجيبه.
عقِب مُعاذ على كلامهما مستنكراً بعبوس
= هو يعني انا لقيت الفلوس بتجري في ايدي وقلت لا؟ وهي برده عليها حاجات عجيبه يعني في مره قبل ما تولد دخلت عليا لقيتها نازله اكل ولما سألتها قالتلي لا مش حامل بس بعود نفسي عشان لما أحمل.. والله يا جماعه اليوم ده خفت لا تصحى بالليل تاكلني وانا جنبها انا شخصيا..