رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الخاتمة - 6 - الخميس 8/8/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الخاتمة
6
تم النشر يوم الخميس
8/8/2024
صارحت بسمة إلي الفتيات متمتمه والغيظ يلتهمها رغم تمالك نفسها
=ده بارد ومستفز! اقول له هاتلي شويه طلبات بالمره وانت تحت يقولي وما تنزليش ليه ولا فاكره نفسك لسه حامل و بتتوحي؟ انا بقيت ذيك مسؤول في البيت ده وبشتغل
رفع معاذ إحدى حاجبيه بعبوس ثم غمغم باستياء
=ولا الوحم وقرفه انا عارف ايه اللي خلاني اتسحب من لساني واقول لها احملي بقت كل شويه تطلب مني حاجه ملهاش علاقه بالوحم وتقولي نفسي جايه عليها.. يا جماعه والله ده أنا ليا الجنه اللي انا مستحملها دي عليها شويه حاجات لا تطاق !.
ترققت ملامحها المكفهر لبعيد لدي طاوله الرجال بمسافة قصيرة، لتمتم بأسى
= انا عارفه أن ربنا بيخلص كل ذنوبي اللي عملتها واللي ما عملتهاش في الدنيا معاه عشان ليا الجنه في الآخر، هو حد يقدر يستحمله غيري والله ساعات بحس ان انا مخلفه ثلاثه مش اتنين.
دمدم معاذ متهكمًا على تصرفات زوجته بضيق
= وعليها دلع مايص تحسسك كانها طفله وسط مالك وهمس ولادي! وكل ده عشان تخليني اعمل اللي هي عاوزاه وللاسف بعمل ما يا ريتها بتسكت .
قالت بسمة فجأة إلي الفتيات بصوتٍ مفعم بالحماس
=اصلاً الصمت العقابي ده ما ليش فيه، ده يخلي الراجل مبسوط.. عشان كده بقرار اعاقبه بكلامي وطلباتي و لن اصمت ابدأ.. ابدأ
شمخت بذقنها تضيف بثقة عالية وقد ارتدت رداء الكبرياء الذي يليق بها
= مش قرفنا على السوشيال ميديا ويقولوا ماذا لو عاد معتذر؟؟ ارجعيله وطلعي عيني يا حبيبتي، ياجي يسالوا الخبرة اللي زيي والناس اللي بتفهم
عوده لطاوله الرجال، ليسألهم معاذ بنفس العبوس مستنكراً
=هي مين دي اللي بتفهم دي مكانها مستشفى العباسيه؟ طب تصدقوا بالله مره قلتلها جربي تحتوي اخطائك حضنتني؟ والله ما فهمت قصدها إلا بعد شهرين! بنت متولي تقصد ان انا أخطائها! بذمتكم دي اتعامل معاها ازاي ولا ارد اقول ايه .
أطلقت بسمة زفيرًا ضجرًا ثم اعتدلت مكانها بإنهاك وقالت متذمرة وهي تشير الى نفسها بثقه وكبرياء
= على الأقل انا لما بغلط بعترف، يعني انا مثلا ما عنديش يعود معتذر انا عندي يعود منتقم ماشي اصل انا شريره وباخد حقي اول باول فمش هيرجع، بس اهو ربنا جبر بخاطري و رجعلي اسيبه ؟!.
تذمّر لهما معاذ مبرراً بدفاعية وتهديد
= هي هتفضل كده ما بتفصلش لحد ما اجيب اخري منها؟ وساعتها هتشوف الوش التاني اللي ما تعرفش عنه حاجه لحد دلوقتي ومش هتستحمله، ماشي يا بسمة .
أشاحت الأخري بوجهها للجانب تسترسل أيضا بغضب متقد وتوعيد
= هو انا هسيبه، ماشي يا معاذ يا أبن مايسة النميسة .
بعد مرور وقت طويلاً بالخارج أمام المطعم كان معاذ يقف بهدوء تام في انتظار خروج زوجته من الداخل، وعندما التفت خلفه وجدها تتقدم منه بحماس قبل ان تتعلق في ذراعه هاتفه بشقاوه
=حبيبي يا ابو همس وحشتني والله!
انشق ثغره عن ابتسامة صغيرة قبل ان يقول بنفس حماسها
=وانتٍ كمان ليكي وحشه يا أم مالك، عارفه الشويه اللي قعدتهم معاهم ما بطلتش سيره عليكي.. إلا بكل خير وحياتك ؟؟.
هتفت بسمة بصوتٍ يضج مرحا من بين ضحكاتها المفعمة بالمتعة
=بجد! القلوب عند بعضها بقى عشان انا كمان من ساعه ما سبتك ورحتلهم وأنا ما بطلتش سيره عنك إلا بكل خير برده.
ناظرته بحب واضافت قائله بدلال
=هو انا ليا بركه الا انت يا أبو همس، حبيبي!
ضيق معاذ عينيه الذي كان يحدق بها وعم الصمت بينهما لدقيقة وكأنه يدرس شيئا ما قبل أن يقول ببطء لها
=تعرفي لما بقيتي تقوليلي حبيبي بقيت احس انك بتقوليها بصدق وحساها فعلا عكس السنين اللي فاتت، هو انتٍ ما كنتيش بتحبيني الا دلوقتي ولا إيه؟!. قولي صدقيني مش هزعل
في لحظة صمتت تفكر، فلم يكن يدرك أنه جعلها تشعر بسعادة كبيرة، بل قد ملأ أي نقص فيها وحتى إن كانت تنكر وجوده، لتشعر لأول مرة أنها امرأة حقيقية تمتلك كامل الأنوثة بسبب اتباعها لكل ما تطلبه من إثارة وجنون في حياتهم...
ثم انطلق لسانها تجيب بصراحة مدغدغة أحاسيسه لأول مرة بكلمات صريحة بالحب الذي اكتسحها اكتساحا وأتخم أنوثتها بالرضا
=بص هقول لك على حاجه ذكرى قديمه كده من غير ما ندخل في تفاصيل عشان ما ننكدش على بعض، زمان مروه كانت بتسالني لما انتٍ مش طايقة أوي كده ما تطلقتيش ليه؟ قلتلها وقتها ان في احساس بحسه غريب ان انا بحبه أوقات وما كنتش عارفه هل انا بحس الاحساس ده عشان انت الراجل الوحيد في حياتي ولا ايه، بس وقتها كنت مرعوبة إن أنا أتنيل أحبك.. و الحمد لله إتنيلت.
كان الآخر مندمج في الحديث لكن عند آخر كلمات، لوى فمه بابتسامة وسخر يردد
=و لازمتها ايه بحبك بقى مع اتنيلتي!! دي عليكي مصطلحات في الرومانسيه عجيبه!
ثم هز رأسه بقله حيله و اقترب منها يحتضن وجهها النحيف الجميل بيديه هامسا بنبرة مميزة
= بس اعمل ايه ما انا متنيل انا كمان بحبك ولازم استحمل، بحبك يا ام العيال.
ضحكت بسمة بشده وهو أبتسم بسعادة... نعم يختلفان في جميع صفاتهم الا ان شاء القدر وجمع بين قلبيهما.
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع، راقبت كوثر دخول ابنتها مع زوجها بوجه محتقن عقدت حاجيبها باستغراب وهي تسألهم بقلق بالغ
=في ايه مالكم والله قلبي كان حاسس هتاخدوا لكم عيني وانتم ماشيين، انتم مش وش حفلات مع بعض أصلا ما فيش مره بتروحوا إلا لما ترجعوا كده عملتي ايه ثاني يا ضحى
استدارت ضحي ناحيتها بدهشة وهي تردد بضيق
=يا ستي انتٍ هو انتٍ امي ولا امه طب ايه رأيك بعد المره دي هو اللي غلطان! ويا ريت كده وبس كان هيضرب واحد هناك ويعملها خناقه ويرجع يقول انتٍ إللي بتبوظيلي شغلي مش قادر يمسك اعصابه
نظر منذر إليها بصدمه وهو يقول بغضب شديد
=امسك اعصابي في ايه ده جاي يقولي عاوز يرقص مع مراتي لا وكمان بجح مش يتكسف على دمه بعد ما عرف أنك مراتي لا يقولي فيها ايه، ده أقل واجب معاه عشان يتعدل.. والله لولا بسيوني بيه لحقني كنت خليت وشه شوارع اللي فرحان بيه ده
فكرت للحظات في العبث معه لتلقينه درسًا تثير أعصابه أكثر مثل ما كان يفعل معها سابقا، وهتفت بنبرة استفزاز
=يا حبيبي عادي كل مرحله وليها تغييرها الله ما هو ده المجتمع ولازم نتعود عليه، متهيا لك ما تاخدش الكلام بحساسيه أوي كده! انا عمري ما هبص لغيرك وانت عارف كده كويس.. لازم يكون عندك ثقه في كده.
أبتسم منذر ساخراً وهز رأسه متفهم قبل أن يرد قائلاً بغيظ شديد
=آه هي بقت كده وانا اقول مالها بارده كده ولا فارقه معاكي حاجه، طب تصدقي بالله والله وانا بضربه لمحتك فرحانه وبتضحكي بس رجعت وقلت وهي هتفرح ليه وجوزها بيتخانق اتاري الهانم شمتانه فيا مش كده؟؟. جاتلك على الطبطاب بتعدي نفس كلامي زمان مش ده اللي زعلك وقلنا مش هنفتحه ثاني.
نظرت إليه مبتسمة ببرود وأجابت بصوت خافت يحمل الخبث
=انا هروح اشوف الاولاد أحسن، تكون ماما هددك شويه انا عارفه الحاله دي ما تقلقش يومين وهتروق.. بتحصل عادي! و ماما كمان
ما اقولكش في النصايح اللي زي دي ايه بروفيشنال.. وانت برده يا حبيبي ما تقفش على الوحده عشان البيت يمشي وبلاش شغل غيره اللي طلعلي فيها دي مش عارفه منين .
راقب رحيلها بأعين غاضبة ثم ردد بتبرم
=شايفه استفزاز بنتك طب اعمل فيها ايه دلوقتي؟ هو انتٍ بتضحكي انتٍ كمان يا طنط يبقى بنتك هتجيبه من بره صحيح
حيث لم تتمالك الأخرى نفسها من الضحك عليهم وردت كوثر ضاحكة
= ما لازم اضحك هي دي تصرفات ناس عاقله والله انا حاسه اني قاعده مع عيال صغيره مش ناس كبار ربنا يهديكم.
❈-❈-❈
بعد مرور عشر دقائق، دلف منذر من باب الجناح ليجد زوجته تغير ثيابها وهي مازالت تضحك على منظره قبل قليل، تطلع فيها بامتعاض متوعدا لها لكن لم يستطيع امساك نفسه وضحك من إضحاكها له، اقترب باغتها بتطويقها من كتفيها ليضمها إلى صدره ورفض إبعادها عنه رغم تلويها بجسدها للتخلص منه، امتص مقاومتها كليًا، فقال مداعبًا
= ينفع اللي عملتيه تحت ده؟ وبعدين ما كنتش اعرف ان قلبك اسود اتاريكي مخزنه وساكته عشان مع اول فرصه تطلعلي القديم والجديد.
تغنجت بكتفيها بدلال قبل أن تردد ببراءة زائفة
= انا لا خالص بريئه طبعاً، انا عملت كده عشان احاول اهديك واعرفك أن ياما بتحصل حاجات زي كده عادي! بس بذمتك اتعلمت وعرفت انك ممكن تتحط في ظروف و ما تعرفش تتحكم في غيرتك ولا لأ
عقد حاجيبة باستغراب وهو يقول مبتسماً
= ده احنا اتعلمنا اهو وبقيتي مش سهله هقول إيه بعتذر يا ستي للمره مش عارف الكام على الموضوع ده، وبعدين مش انا حبيبك برده فوتيلي بقى.
هزت رأسها بالايجاب واردفت برومانسية حالمه
= أيوة انت حبيبي يا منذر، ومش حبيبي وبس انت حب عمري وحياتي ودنيتي كلها
أبتسم منذر بسعادة وعانقها اكثر قائلاً بحب
= بجد أنا كل ده
انخفضت عينها خجله من اعترافها بكل ذلك بعشقه وقالت ضحي باحتياج وهي تتنفس انفاس الحارة
= واكتر من كده انا......
ماكان عليه سوى أن يعقد علاقة منفردة أمام صمتها الذي جعل وجنتاها يشتغلان بحمرة الخجل، واشعلت فيه الرغبة والشوق ليأخذها لعالمه الساحر الخاص بهما وحدهما، خاطفا أنفاسها وروحها لجنة عشقهما.
❈-❈-❈
في حي السيده زينب، تم فتح الوكاله من جديد وتعلقت اليافطه مرة أخرى باسم "الحاج شاهين واولاده" بدأت الانظار تتجمع بفضول حول شاهين الذي كان يقف على قدميه بصحة جيدة لا يشكو من شيء، لكن عندما تحرك خطوه ظهر عرج بسيط في قدمه أثر جلسات العلاج لم يمحي بعد، كان يشعر بالفخر والسعاده وهو يراه عودت الوكاله من جديد له، اقترب منه شخص هاتفا بترحيب حار
=حمد لله على سلامتك يا حاج شاهين والله ما صدقت نفسي لما الصبي بتاعي قالي انك فتحت الوكاله من تاني.. ايوه كده يا عم انزل ونور الحته من تاني.. ده السيده زينب كانت مظلمه من غيرك.
التفت له شاهين وابتسم مجاملاً وهو يرد
=تسلم وتعيش!
فسأله الآخر بفضول مرددًا
=على كده في حد من ولادك هيمسك معاك الشغل!
ضغط شاهين على شفته ليرد بألم طفيف
=لا خلاص كل واحد منهم فتح باب رزق لي و ربنا معاهم.. هشتغل شغل على قدي لوحدي اهو اسلي نفسي بدل القعده في البيت والتفكير بدون فايده.
أصبح الآخر منزعجًا من تسرعه الدائم عندما لاحظ حزنه وتفهم الامر، ثم حاول تغيير الموضوع مرددًا بتشجيع
=خير ما عملت برده يا شاهين القعده وحشه للي زينا واللي واخد على الشغل بتتعبه القعده! بس الشغل معاك لي وحشه، طب ايه رايك بقى ان اول طلبيه هتكون ليا يلا بقى شد حيلك و ورينا .
صمت قليلاً بتفكير ثم عاود التحديق تارة في وجه الآخر وتارة أخر في الخلف للوكاله، ليشعر بحماس شديد بالعمل حقا.