رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 44 - 1 - الخميس 1/8/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الرابع والأربعون
1
تم النشر الخميس
1/8/2024
طريقتكِ في الحب أفقدتني عقلي، وأنا لم أكن في حياتي عاقلاً إلا حينما أحببتكِ... ما رأيكِ في أن نستبدل الأشياء، أنا أعطيكِ قلبي وأنتَ تمنحيني عقلك بدلاً عنه؟!
_ ومن قالَ لكَ بأنني ما زلتُ أحتفظ بعقلي!! منذ أحببتكَ ذات لقاء وأنا أهيمُ بكَ كالمجانين... ولكن دعني أخبركَ شيئاً!! ما رأيكَ أن أمنحكَ روحي بلا مقابل؟!
ياساااادة
نُحبهم .. أولئـك الذين ..
تتكئ أرواحنا على ضفاف الطمأنينة معهم ..
وتستريح أفئدتنا من أعباء الحياة بصحبتهم ..
وتتجدد .. سعادة نفوسنا بلقائهم
فهناك دومٱ حب قصته لا تحكى ولا تكتب ..
هو حكاية قدر جميله ...
تصادفك مرة واحدة في حياتك ولن تستطيع تكرارها ..
وتبقي أجمل حكاية إن استمرت ..
او حتي إن انتهت ..
تبقي ساكنة في أعماق روحك كعطر ورد ..
ان غفوت ايقظتك ..
وإن اخمدت مشاعرك ستنعشك ذكرياته ..
ذلك هو الحب الصادق الذي لا يلوثه شئ
ثم ماذا :
وانني لانخدع في التسعة والثلاثين من أشباهها...
حتى أصل لها وأكتشف أن لا أحد يشبهها
لأنها استثناء..
فوالله اني ارفض ان نتبــادل الرهـائن
فلا اريدها ان تأخــذ ملامحــها التـي أدسهــا بيــن النصوص
ولا أن تــرد إلــيّ قلبي ونبضي ..
فما ذنبي إن كانت النفس أمارة بالشوق إليها
❈-❈-❈
بغرفة غزل قبل قليل ..مكثت مكانها تكبح غلالة دموعها التي انفجرت كالبرك..أرجعت برأسها على الأريكة، لا تعلم أتسعد أم تحزن لما صار..ابتسامة من وسط أحزانها، تردد مع نفسها
-جاسر عايش، ياقلبي ابني عايش، يعني هقدر ألمسه واحضنه تأتي ..ضحكة مرة مع شهقة مرة وهي تهز رأسها
-المهم ابني عايش، حبيبي....استمعت الى طرقات خفيفة على باب الغرفة، استدارت برأسها وجدتها جنى فتراجعت كما كانت ..استمعت إلى همسها
-ماما غزل ممكن ادخل!!
لم تكترث لحديثها وظلت كما هي ..دلفت جنى إلى أن جلست بجوارها تطالعها بصمت فهتفت غزل بتقطع :
-من إمتى وانتوا بتدبحو فيا ياجنى، من امتى وابني وأبوه بيستغفلوني
-ماما غزل الموضوع مش زي ما حضرتك متخيلة..اعتدلت ترمقها وصاحت بغضب:
-انا بسأل سؤال تردي عليا وبس، متلفيش وتدوري، ابني رجع امتى وانتو عارفين وبتلعبوا بمشاعري ومين غيرك إنتِ وجواد
-ماما غزل ممكن تسمعيني حضرتك مش مدياني فرصة اتكلم
-عرفتي جاسر عايش امتى وجواد كان يعرف ولا لا ...وصل كنان يمسك بيديه بعض الحلويات
-مامي خدي افتحي..مامي ..مامي
طالعته غزل للحظات وتذكرت هرولته على والده فهتفت بقوة :
-جنى هتقولي ولا تطلعي برة
-ماحضرتك لازم تسمعيني الاول ..أشارت غزل على الباب بغضب
-اطلعي برة مبقتش عايزة اتكلم معاكي
-ماما غزل ..
-قولت اطلعي برة!!
نهضت تنظر اليها لبعض اللحظات بصمت ثم أشارت إلى كنان
-تعالى مامي ..جذبت غزل كنان
-سيبي الولد ماانتِ على طول سيباه ليه دلوقتي عايزة تهتمي بيه ، ولا علشان جوزك رجع..دا ابني وانا اللي ربيته أنتِ مالكيش حق فيه
-حاضر ياماما..هو ابنك وخديه لو دا هيريح حضرتك ويخليكي متزعليش من جاسر، بس جاسر مظلوم
-برة يابت مش انتِ اللي تطلبي اعمل ايه مع ابني وان كان فضلك عليا وقالك أنه عايش قبلي فدا علشان هو اهبل وغبي.. وحياته عندي لازم اربيه
تحركت جنى بعدما عجزت من الحديث إليها
جذبت كنان وطبعت قبلة على وجنتيه مردفة :
-حبيب نٓانٓا كينو..رفع الصغير رأسه من فوق ألعابه قائلًا:
-نعم نٓانٓا ..ملست على خصلاته واردفت بابتسامة:
-كنان انت شوفت بابي فين ؟!
أشار بيديه الصغيرة وهتف بصوته الطفولي :
-بابا جه لعب مع كنان بعيد اوووي يانٓانٓا، ومامي كمان كانت إلعب معانا ...صمت الطفل يضع أنامله الصغيرة على ذقنه ثم هتف:
-وجدو جواد كمان
جزت على اسنانها تتمتم
-وجدو جواد كمان ..طيب ياجواد انا تلعب بيا، ظلت تدور حول نفسها بالغرفة تفرك جبينها
-دول اعمل فيهم ايه ..صمتت تنظر الى كنان الذي يتناول الشيكولاتة فأردفت :
-كينو حبيبي ، بتحب نانا
اومأ برأسه ونظر إليها بعيونه البريئة ..فأوقفته قائلة :
-طيب اسمع يابطل نانا ..هتروح تقول لتيتا نهى نانا بتقولك هاتي هدوم كنان علشان انام في حضن نانا تمام يابطل
اومأ برأسه وتحرك إلى الخارج
-هقول لمامي الأول ..أوقفته قائلة:
-لا حبيبي روح وتعالى بسرعة علشان تخرج مشوار مع نانا بس سر لكنان محدش يعرف، وشوف طنط عاليا فين وقولها روحي لنانا
اومأ برأسه وهو لايعلم معنى حديثها وتحرك للخارج
توقفت تنظر إلى ذهابه وانسابت عبرة
-كدا ياجواد تضحك عليا، ابنك يكون عايش وانت بتلعب بيا
ظلت تدور في الغرفة كالمجنونة، دلفت عاليا تفرك كفيها وتنظر إلى غضبها متسائلة:
-حضرتك عايزاني ياماما، اصل كنان
اقتربت تدقق النظر بعيناها ثم تسائلت
-زعلانة منك قوي ياعاليا، انا اعتبرتك بنتي وأنتِ تضحكي عاليا ..
فهمت عاليا عن ماذا تتحدث، ورغم كدا استدارت تهز رأسها متسائلة:
-معرفش حضرتك تقصدي ايه ياماما
تحركت غزل إلى أن وصلت إليها وتوقفت أمامها:
-ينفع تخبي عليا حمل جنى، كنتي مفكراني هزعل، ليه حرمتوني من الفرحة دي
تذكرت عاليا خروج جنى منذ فترة قليلة من غرفة غزل فظنت أنها أخبرتها بحملها فاجابتها بتقطع
-حضرتك مكنش ينفع أقول لحد، علشان ياسين شدد عليا وقالي دا علشان حياة جاسر ممكن تكون في خطر، هو بس كان عايز اراقب جنى لتتهور وتعمل حاجة وتعرض جاسر للخطر
رسمت غزل ابتسامة رغم نيران قلبها المشتعلة، حاولت المضي قدما لتعلم ما نويت على معرفته فتسائلت بخفوت:
-أيوة فعلا كان لازم إنتِ تعرفي ماهو إنتِ اقرب واحدة لجنى، وليكي الحق
وكويس انك عرفتي تحافظي على السر..وبدليل حمل جنى اللي بقاله فترة ومحدش شك..اه هي بالشهر الكام دلوقتي
ابتسمت عاليا قائلة:
-في التالت أو ممكن الرابع معرفش والله ياطنط، بس اللي اعرفه انهم عرفوا بوجوده من أربع شهور تقريبا
قبضة قوية اعتصرت قلبها، لتشعر بغصة منعت تنفسها، مما جعلها تهوى على الأريكة تحاول ألا تنساب دموعها فأردفت بصوت كاد أن يسمع بسبب حالتها التي توصلت إليها مما عرفته:
-مين غير جنى وأنتِ وياسين تعرفوا
جلست بجوارها تربت على كتفها
-الحمد لله أنه رجع بالسلامة أهم حاجة
استدارت تنظر إليها وتابعت سؤالها
-مين غيركوا يعرف
فركت كفيها واجابتها
-عمو باسم وحضرة المستشار راكان البنداري
-يعني صهيب وعز مايعرفوش
هزت راسها بالنفي واكملت:
-لا مفيش غير دول ..واللي اعرفه ان راكان البنداري هو اللي عرفهم بوجود جاسر
-حماكي عرف امتى ؟!
هزت راسها قائلة:
-معرفش كل اللي اعرفه انهم اتقابلوا في الفيوم اول مرة من أربع شهور تقريبا من خلال راكان البنداري
اومأت لها تشير إليها بالخروج ..توقفت عاليا تطالعها فتحدثت:
-حضرتك ليه مش فرحانة برجوع جاسر
ترقرق الدمع بعيناها، لترفعها تنظر إلى عاليا
-موتوا جوايا فرحة رجوعه ، روحي شوفي بنتك..
تحركت للخارج، ولكنها توقفت عندما تسائلت غزل
-هو فين ؟!
قطبت جبينها متسائلة:
-مين ؟!...نزلت برأسها للأسفل تمتم اسمه بخفوت
-جاسر!!..أجابتها عاليا قائلة:
-عند غنى الكل هناك
اومأت لها ثم تراجعت بجسدها للخلف مطبقة على جفنيها، وهناك حرب شعواء بداخلها، حرب بين فرحة رجوعه، وحزن قلبها على ما فعله زوجها .. دقائق وهي مغمضة العينين وحياتها تمر أمامها كشريط سينمائي منذ زواجها إلى أن عاد ابنها ، تذكرت جميع معاناتها فنهضت متجهة إلى جناح ابنتها لتفتحه بعنف تنظر إلى جاسر الذي يجلس بالأرض يحاوط إخوته ثم اتجهت بنظراتها إلى جواد وألقت قنبلتها
-"جواد طلقني"
هب واقفًا من مكانه يطالعها بصدمة ، لحظات وكأن أحدهم طعنه بخنجر بارد ليشعر ببرودة تجتاح جسده، بل تصلب بالكامل وكأن الله يزهق روحه ، تعانق عيناه الجامدة بعينها المرتجفة، فهتف بحديثه البارد الذي أخرجه من قلب ادمته دون رحمة قائلًا:
-الكل يطلع برة..نهض جاسر سريعا واتجه الى والدته
-ماما ايه اللي بتقوليه دا
-جاسر ..خد اخواتك واطلع برة،
-الكل برة..
-ماما ايه اللي بتقوليه دا
-انا قولت الكل برة ..صاح بها جواد ورغم قوتها إلا أنها خرجت بنبرة باردة اخترقت روحها قبل صدرها
خرج الجميع فاقترب منها لبعض الخطوات قائلًا:
-عايزة ايه يادكتورة، سمعيني قولتي ايه، أنتِ عارفة السن وتحكماته ياريت تعيدي اللحن الموسيقى بتاع غزل بنت 19 سنة
ارتجف جسدها ..ورغم ذلك عقدت ذريعها على صدرها وهتفت بصوت مرتفع :
-إنت سمعت ياسيادة اللوا
تحرك بخطوات سُلحفية وعيناه ترمقها بأسهم نارية يشير بيديه
-لا عايز اسمع تاني ..صمتت ولم تجيبه ولكنه صرخ بصوت افزعها حتى قفزت بمكانها
-سمعيني قولتي ايه ؟!
انسابت عبراتها وارتجف جسدها
-هسيب البيت ياجواد، هاخد كنان وارجع الفيوم، وانت خليك مع ابنك مثلوا براحتكم، بدل غزل هانت عليك يبقى مالوش لازمة الكلام
كور قبضته وشعر بدوران الأرض حوله، فنظر إليها بعتاب
-عايزة تسبيني ياغزل بعد العمر دا كله، دا معملتهاش وولادنا صغيرين هتعمليها بعد مابقوا ابهات
بكت بصوت مرتفع وهتفت من بين بكائها
-أنا هونت عليك ياجواد ، موت فرحتي برجوع ابني ، دوست على قلبي ياجواد
سحب نفسًا وزفره يشير إليها :
اقعدي ياغزل لازم نتكلم وبعد كدا كرري اللي إنتِ عايزاه، اقترب وحاصرها بعيناه :
-اعملي حسابك مش سهل انك تراضيني بعد كدا ، مش هتنازل عن حقي مهما عملتي، اعرفي انك دبحتيني وهدمتي قلعة الامان اللي كنت بحاول احصنك بيها
جلست وارتفعت شهقاتها كطفلة تبلغ من العمر عشر سنوات، وضعت كفيها على وجهها عندما ازادت شهقاتها ، هي تعلم أنها اخطأت ولكن اين حقها فيما فعلوه
جلس بجوارها وحاوطها بذراعيه يجذبها لأحضانه، محاولا تهدئتها
-بطلي عياط، دي فرحة رجوع ابنك ياغزل ..ابنك كان ميت ياغزل
رفعت رماديتها التي اختلطت بمياه دموعها الحارقة
-حقي فين ياجواد منك، بتقولي مش هتتنازل عن حقك طيب وأنا حقي فين
حق الشهور اللي انت ارتحت فيها وانا قلبي بيتقطع على شاب دفنته عريس
حق وجع قلبي وانا كل ليلة احضن ابنه علشان يفكرني بيه ومنساش ملامح ابني، حقي فين وانا طول الليل اعيط وادعي ربنا احلم بيه علشان وحشني بس ، حق قهرتي وانتوا عارفين ومخبين عليا
❈-❈-❈
احتضن رأسها وانحنى يلثم جبينها
-حقك في قلبي ياغزل، قالها وهو يزيل عبراتها بابهامه ثم تابع حديثه بقلبه المنفطر
-مين قالك أنا كنت مرتاح بعد ماعرفت أنه عايش ، بالعكس
نهضت تهتف ببكاء تدور بالغرفة:
-بالعكس!! ازاي ياحضرة اللوا، ابنك اللي كلنا صدقنا موته وفجأة عرفت أنه عايش وقابلته كمان، دا مش طمنك وريح قلبك
رغم مرارة الألم الذي يشعر بها، وحديثها اللاذع الذي نزف قلبه هتف:
-اه مرتحتش ياغزل، نهض من مكانه وأجابها بنبرة تقطر وجعًا :
-بتعاتبيني على ايه ياغزل..بتعاتبيني علشان خوفت عليكي..بتعاتبيني علشان استحملت الألم والخوف لوحدي، كنتِ منتظرة مني اشوفك بتموتي كل يوم وأنتِ شاكة أنه ممكن يروح وميرجعش، أه الحمد لله الواحد قلبه مليان بالإيمان ، لكن احنا بشر مش أنبياء، ازاي كنتِ هتقدري تتحملي تعيشي هنا بهدوء واطمئنان وابنك هناك شايل كفنه وياعالم يرجع ولا ميرجعش
ابتعد ببصره عنها وتابع حديثه الذي عصر قلبها:
-مكنش في أيدي حاجة غير اني ادعي له في كل صلاة، وأقول يارب استودعتك اياه، متعيشنيش فقدانه تاني...يارب كفاية موت، الناس بتموت مرة وانا كل فترة بموت وبضغط على نفسي، لا انا عارف اقول لأولادي لا ولا قادر اتحمل غيابهم، المرة دي عرفت وحسيت بقد ايه ابويا وامي اتوجعوا
تعالت أنفاسه ينظر بأرجاء الغرفة كالتائه الذي يبحث عن ضالته:
-كل مااسمع صوت التليفون وانا أقول خلاص دا خبر ابني، خلاص بيبلغوني وفاته ..كنت عايش ومش عايش ، ضغط على نفسي ، وانا بحاول اعيش الوجع و مقدرتش عليه فتخيلي إنتِ هتقدري تعيشيه
جلس أمامها على عقيبه وغرز عيناه برماديتها التي تنساب منها دموعها
-اصعب احساس في الدنيا انك تكوني عايشة وحاسة أن فيه حته من روحك في خطر وأنتِ عاجزة ومش عارفة تعملي ايه، اه الاعمار مقدرة، لكن قلوبنا مسيرة، ماتقدريش تتحكمي وتقولي هقدر ..دا ابنك ياغزل ، ابنك اللي دفنتيه من اكتر من سنة، ابنك اللي زي ماقولتي أنه احنهم واكبرهم ، كنتي هتقدري تتحملي تبعتيه هناك بعد مارجعلك
-انا مش فاهمة ياجواد ايه اللي بتقوله دا يروح فين ويرجع منين انا مش فاهمة حاجة
صرخ بها وفقد سيطرته على أعصابه
-ماهو لو حضرتك مكسرتيش نفسه واديتي لنفسك لحظات واسمعتي هو حصله ايه ، إنما ازاي جنون غزل رجع مش علشان ابنك خبى عليك انه رجع ابدا يادكتور، أنتِ اللي قهرك اني خبيت عليكي ، انحنى وحاوط جسدها بذراعيه
-ابنك كان ميت ورجع من الموت نحمد ربنا ونشكر فضله ولا نقعد نقطع فيه وهو ياحبيبي عنده اللي يكسره ، دا واحد كان عايش بشخصية مش شخصيته، واحد فتح عيونه معرفش هو مين ولا حتى اسمه ايه، قعد سنة وهو عايش حياة مش حياته لولا أن ربنا رحيم بينا وربط على قلوبنا ووقفله ولاد الحلال اللي ساعدوه لحد ما وصل لعندي
اعتدل ناصب جسده ونظرته تحاصرها
-راكان شك في الجثة اللي اندفنت وفضل يدور لحد ما أقنع ياسين أنهم يعمل تحليل نووي للجثة، وطبعا التحليل سلبي،
تحرك بعض الخطوات وتابع حديثه بصوت مرتفع وانفاسًا سريعة:
-مسكتش وفضل يدور ورا الموضوع لحد مااكتشف من كاميرا مراقبة لصيدلية مقابلة للمشفى أنهم خطفوا جاسر بعد العملية في الوقت اللي خرجت من عنده بعد مااقنعوني أنه ابني وخلاص ودعته بدلوا الجثة وخرجو جاسر على أنه ميت في عربية تانية ، وبعد كدا فضل شهور في غيبوبة ولما فاق كان فاقد الذاكرة، ماهو واقع من فوق الجبل على دماغه ، يسكتوا على كدا ، لا يادكتور كان بيحطوله مخدر يموت الأنسجة الدماغية علشان يفضل فاقد الذاكرة وكمان يكون تحت رحمتهم بسبب المخدرات
شهقة خرجت من فمها وانسابت عبراتها كزخات المطر تهز رأسها بعنف
هبت واقفة متجهة إلي باب الغرفة
-استني عندك، انا لسة مكملتش كلامي
جاسر كان عايز يقابلك من يوم ماقابلته وانا اللي رفضت ، والحمدلله اني رفضت ، عارفة ليه يا دكتورة..قالها وهو يتحرك إليها حتى توقف أمامها ولم يفصلهما سوى أنفاسهما وأكمل
-علشان خوفت على وجعك ياغزل اكتر ماخوفت على وجع قلبي، محبتش تعيشي معايا الالم والفزع اللي انا كنت عايشه، علشان متأكد انك مهما تكبري هتفضلي غزل العيلة اللي دايما جواد أمانها مهما كانت قوتها، ودا من واجبي مردتش اعرفك، ولولا حمل جنى مكنتش هرجع جاسر غير لما يخلص مهمته
جحظت عيناها بذعر :
-ايه اللي بتقوله دا ياجواد، انا مستحيل اخليه يرجع سمعتني ..استدار يواليها ظهره حتى لا يضعف أمامها
-ليه مش طردتيه وقولتي له ارجع مكان ماكنت، مبقتش تفرق معاكي وجوده من عدمه