-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 44 - 2 - الخميس 1/8/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الرابع والأربعون

2

تم النشر الخميس

1/8/2024 

تحركت تتشبث بكتفه 

-جواد متعملش كدا مستحيل تبعت ابنك هناك قولي مش هتعمل فيا كدا 


-ابنك بيأدي واجبه ياغزل ومقدرش امنعه، ممكن امنعه ويموت قدامك من غير أي حاجة، عايزك تقوي وتستودعي ربنا فيه، وان شاءالله لو مكتوبله يرجع هيرجع ..واياكِ اسمعك تقوفي قدامه 


فتحت الباب وتحركت للخارج كالمجنونة: 

-مستحيل اوافق على كدا ..اتجهت إلى غرفته 

قبل قليل بعد خروج الجميع من غرفة غنى، اتجه جاسر إلى غرفته والحزن والألم علامات قاسية على وجهه 

ربت بيجاد على ظهره 

-متخافش أنا متأكد عمو جواد هيعرف يسيطر على الوضع..رفع نظره الى غنى التي جلست على المقعد تحتضن رأسها ، ربتت ربى على كتفها

-غنون حبيبتي متزعليش بابا وماما مهما اختلفوا عمر زعلهم مايوجعهم من بعض وأنا متأكدة من كدا


جلست جنى بجوار جاسر واحتضنت ذراعه عندما وجدت الحزن مخيم على الجميع 

-وأنا كمان بقول زي ما روبي قالت عمو جواد هيعرف يحتوي الموقف كويس، طنط غزل مصدومة مش اكتر، ولما عمو يفهمها اول حاجة هتجي لعندك وكمان هتتأسف لعمو


اتجه بيجاد الى غنى ورفعها من أكتافها يضمها لأحضانه :

-ممكن تبطلي عياط، متبقيش هبلة دا جواد الألفي وغزالته، يعني مش كلمة ولا موقف اللي يموت الحب اللي بينهم 


البسي حاجة وتعالي ننزل نتمشى تحت في الحديقة

رفعت عيناها التي تورمت من البكاء وتمتمت ببكاء

-تفتكر بابا هيدي ماما !!

احتضن وجهها بين راحتيه واقترب يلثم جبينها قائلًا:

-دي مش عايزة سؤال، أنا متأكد من كدا ، مامتك حست انها عايزة تطلع حزنها فقالت كدا وخلاص ، لكن هي تموت لو بعدوا عن بعض، ايه ياغنى انا اللي هقولك...بسط كفيه وسحب يديها 

-تعالي حبيبتي ياله هننزل نشم هوا، وهنرجع كله هيكون تمام 

التفت بنظره الى جاسر الذي يرجع بجسده ويغمض عيناه ، فتحرك دون حديث بعدما أشار برأسه لجنى المتشبثة بذراعه عليه ..تحركت غنى بجوار زوجها إلى أن وصلت إلى باب الغرفة، فاستدارت تنادي على ربى لتترك خصوصية لأخيها

-ربى تعالي حبيبتي اتمشي معانا شوية الهوا نضيف دلوقتي..اتجهت إلى جاسر وانحنت تقبل جبينه 

"حبيبي نورت بيتك من تاني"

فتح عيناه ونزع ذراع جنى محتضنا كفيها يلثمه 

-حبيبة قلب اخوكي، روحي ارتاحي وخلي بالك من حبيب خالو، عايزك تاخدي بالك من نفسك ..ابتسمت تضع كفيها على أحشائها 

-إن شاءالله حبيبي ..اتجهت بنظرها إلى جنى :

-قومي خدي شاور وارتاحوا من المشوار، خلاص جوزك رجع ودا أهم حاجة دلوقتي ، أما ماما وبابا متأكدة هيتصالحوا قبل مالليل يجي ..


اومأ لها جاسر متوقفا 

-عارف ومتأكد من دا، روحي علشان عز، وانا هرتاح ساعتين واكيد هقعد معاه

ربتت على كتفه مردفة:

-متزعلش منه حبيبي ، هو مصدوم مش أكتر 


خرج الجميع ولم يتبقى سوى جنى وجاسر بغرفتهم، تحركت إلى أن وصلت إلى وقوفه، حاوطت خصره تضع رأسها بصدره :

-حبيبي متزعلش هما معزورين، اي حد مكانهم هيفكر كدا..ضمها لأحضانه يضع رأسه بخصلاتها بعدما أزاح وشاحها 

-ماما صعبانة عليا قوي، عارف حقها تزعل، بس بابا ميستهلش ردة الفعل دا، خايف عليه ليزعلها ، والاتنين عندهم حق 

رفعت رأسها من حضنه وتعمقت بالنظر إلى عينيه:

-طنط غزل بتعشق عمو جواد ، ومستعدة تدوس على الكل علشانه، حتى على ولادها نفسهم، ولو نسيت افتكر عملت ايه في بابا لما عمو وقع بعد سفري 

حرك أنامله على شفتيها متذكرًا تلك الفترة 

-بلاش نتكلم في ذكريات حزينة، عارف ومتأكد إن بابا هيعرف يحتوي ماما ، زي ماانا بحتوي جنان مهلكتي 

حاوطت عنقه ترفع نفسها تطبع قبلة على خاصته تهمس بنبرتها المثيرة التي خطفت قلبه 


"بحبك"..رفعها من خصرها واتجه إلى فراشهما ليستلقى عليه يضمها لأحضانه عله يستطع أن يخرج مما يشعر به 

دفنت نفسها بأحضانه ومازال حديثها الذي جعل قلبه ترنيمة من ترانيم العزف الموسيقى..ظلت فترة تسقيه من حنان عشقها إلى أن أغمض عيناه وذهب بثبات عميق هروبا من أحزانه التي طغت على كيانه 


استندت على مرفقيها تمسد على خصلاته مرة وعلى وجهه مرة إلى أن استمعت الى طرقات على باب الغرفة 

نظرت إلى نفسها، فنزلت بهدوء حتى لا تيقظه تجذب روبها وترتديه، متجهة إلى الباب ..لتفتحه وقفت متصنمة 

-طنط غزل !!




-فين جاسر، هنا ولا تحت 

التفتت برأسها تنظر إلى نومه، فأردفت بتقطع:

-اصله ..دفعتها بغضب ودلفت للداخل وجدته غارقًا بنومه، اتجهت إلى فراشهما وجلست بهدوء حتى لا تيقظه ، رفعت كفيها المرتجف على خصلاته وانحنت تستنشق رائحته بإشتياق..انسابت عبراتها وفقدت سيطرتها عندما اخترقت رائحته رئتيها 


فتح عيناه على صوت بكائها همس بصوت متحشرج بنومه

-ماما !! قالها واعتدل جالسًا ينظر إلى جنى بذهول ، تراجعت متجهة إلى الحمام لتترك لهما مساحتهما الخاصة، مررت غزل كفيها على وجهه وهتفت معاتبة :

-جالك قلب ياجاسر، جالك قلب متجيش تشوف مامتك، رفع كفيها وقبله بدموع عيناه على حالتها التي أدت إلى انهيارها

-آسف ياماما ..عارف اني غلطت في حقك، سامحيني!!

جذبته لأحضانه واجهشت بالبكاء 

-حبيب وروح ماما انت ياقلبي..

بكى على بكاؤها ثم خرج من أحضانها يحتضن كفيها ويقبلهما مرة أخرى 

-من حقك تزعلي مني،اسف بس والله ظروفي كانت أقوى مني 

ظلت تتجول بعيناها على وجهه، مرة وعلى جسده مرة 

-عملوا فيك ايه ياحبيبي ، فيه حاجة وجعاك ..وضعت كفيها على رأسه 

-دماغك سليمة، بتحس بصداع 

ابتسم من بين دموعه

-ماما أنا كويس اهو، ومفيش حاجة تعباني ولا حاجة ..المهم انك تكوني راضية عني وتسامحيني 

جذبت رأسه وبدأت تلكمه على ظهره بخفة:

-مقدرش ازعل منك يانور عيني، انا اتصدمت في الأول فيك انت وباباك ، بس مش مهم المهم انك رجعتلي وانت كويس، انت اللي تسامحني ياحبيبي 

لف ذراعيه حول جسدها واغمض عيناه، ماأجمل أن تجد حضن الأم الذي يربط على قلبك في أعظم أحزانك ياالله على هذا الشعور..ربي يرحم والدتي ويدخلها فسيح جناته 


همس بضعف من قوة مشاعره:

-ياااه ياماما كنت محتاج لحضنك قوي 

قوي ..قالها بدموع قلبه قبل عيناه، ...ياالله على قلبي المتمزق ايها القلب التعيس كيف لك أن تنسى ان الأم أعظم شخص في هذا الكون  


كيف لك ياانسان أن تتغاضى عن أعظم نعم الله وهي الحنان الأموي 


فالأم هي عظام العمود الفقري، التي تجعلك مستقيمـا وصحيحًا، إنها دمك، ودقات قلبك،


هي الشمعة المقدسة تعمل من أجل إضاءة ليل الحياة الحالكة لنا بكل تواضع ورقة وفائدة...الأم التي لا تقارن بأغلى الأشياء... فإذا وضع العالم بالكامل في كفة، والأم في كفة، فبكل حب سوف أختار كفتك أنتِ فقط. ف صوتها  هو أرق الألحان وأعذب الأنغام التي لا نستطيع نسيانها..هي  أعظم كتاب تقرأه ويفيدك ...اختااااه 


❈-❈-❈


إن غاب كل أصدقاؤك وأخوتك فالأم لكِ العالم أجمع. إذا صغر العالم كلّه فالأم تبقى كبيرة. ، ليس هناك شيء في هذا العالم البارد الأجوف ولا ينبوع من الحب العميق القوي إلّا ذلك الينبوع في داخل قلب الأم.

وكيف تنسى ياصديقي عندما ذكرها نبي الأميين حيث جعل الأم أولى الناس بحُسن الصحبة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يَا رَسُول اللهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قال "أُمُك"ثم أبوك


فرضاها جنة وغضبها نار ألم يقل الله بكتابه العظيم 

"و بالوالدين إحسانا"


وليس مايتسع لي من الوقت سوى أن أقول من فقدها فقد فقد جنة الدنيا، فبعدها لا توجد سعادة حقيقة ولا دعوة من القلب نقية ...رحم الله امهاتنا جميعا 


ضمت وجهه وطبعت قبلة حانية على جبينه قائلة:

-آسفة حبيبي صحيتك من النوم، كمل نومك ياله 

هز رأسه بالرفض :

-نوم ايه بس ياماما، كفاية حضنك عليا 

قالها وهو يضع رأسه على كتفها وهي تحاوطه بذراعها 

رفعت يديها تداعب خصلاته مبتسمة 

-إنت عارف لو بابا دخل علينا دلوقتي هيعمل فيا ايه، وانت قاعد معايا كدا ،

نظر لنفسه وتذكر أنه كان نائمًا بصدره العاري 


-آسف ياماما ماأخدتش بالي ...لمست وجهه وابتسامة حنونة تحتضن به بأعين امانها قائلة:


-هتفضل طول العمر في نظري الطفل الصغير ابو خمس سنوات ..

ابتسم مشاكسًا:

-طيب والحج جواد أخباره ايه بعد قنبلتك دي 

اعتدلت متوقفة، ثم تذكرت ماصار بينهما منذ قليل :

-انزل تحت علشان نفطر كلنا مع بعض زي زمان حبيبي 

استدارت وخطت بعض الخطوات ..، بحث عن تي شيرتيه ..ولكنه لم يجده بجواره، فنهض متحركًا إليها :

-ماما!! توقفت وهي تعلم عن ماذا سيحكي،..تحرك إلى أن توقف أمامها ، هجيب حاجة ألبسها ، استدار متسائلًا:

-بابا فين ؟!

رسمت ابتسامة واجابته:

-شوية وهينزل، بياخد شاور..قطع حديثه عندما دلف جواد ، توقف يطالعهم للحظات ، ثم اقترب من ابنه 

يلكمه بصدره :

-ايه الجحود اللي فيك دا يابن جواد مفكر نفسك لسة طفل، ماتتلم يالا وتلبس حاجة دي امك ياروح خالتك 


قهقه متراجع يجذب كنزته ، فدفعه جواد بقوة 

-ليه ياحبيبي خليك كدا، فرج عضلاتك لامك الفرحانة بيك وبشبابك 

-مش شايفة بغل قاعد قدامك عريان ، اضربيه بالقلم على وشه ، الواد عياره فلتتحركت تتشبث بكتفه 

-جواد متعملش كدا مستحيل تبعت ابنك هناك قولي مش هتعمل فيا كدا 


-ابنك بيأدي واجبه ياغزل ومقدرش امنعه، ممكن امنعه ويموت قدامك من غير أي حاجة، عايزك تقوي وتستودعي ربنا فيه، وان شاءالله لو مكتوبله يرجع هيرجع ..واياكِ اسمعك تقوفي قدامه 


فتحت الباب وتحركت للخارج كالمجنونة: 

-مستحيل اوافق على كدا ..اتجهت إلى غرفته 

قبل قليل بعد خروج الجميع من غرفة غنى، اتجه جاسر إلى غرفته والحزن والألم علامات قاسية على وجهه 

ربت بيجاد على ظهره 

-متخافش أنا متأكد عمو جواد هيعرف يسيطر على الوضع..رفع نظره الى غنى التي جلست على المقعد تحتضن رأسها ، ربتت ربى على كتفها

-غنون حبيبتي متزعليش بابا وماما مهما اختلفوا عمر زعلهم مايوجعهم من بعض وأنا متأكدة من كدا


جلست جنى بجوار جاسر واحتضنت ذراعه عندما وجدت الحزن مخيم على الجميع 

-وأنا كمان بقول زي ما روبي قالت عمو جواد هيعرف يحتوي الموقف كويس، طنط غزل مصدومة مش اكتر، ولما عمو يفهمها اول حاجة هتجي لعندك وكمان هتتأسف لعمو


اتجه بيجاد الى غنى ورفعها من أكتافها يضمها لأحضانه :

-ممكن تبطلي عياط، متبقيش هبلة دا جواد الألفي وغزالته، يعني مش كلمة ولا موقف اللي يموت الحب اللي بينهم 


البسي حاجة وتعالي ننزل نتمشى تحت في الحديقة

رفعت عيناها التي تورمت من البكاء وتمتمت ببكاء

-تفتكر بابا هيدي ماما !!

احتضن وجهها بين راحتيه واقترب يلثم جبينها قائلًا:

-دي مش عايزة سؤال، أنا متأكد من كدا ، مامتك حست انها عايزة تطلع حزنها فقالت كدا وخلاص ، لكن هي تموت لو بعدوا عن بعض، ايه ياغنى انا اللي هقولك...بسط كفيه وسحب يديها 

-تعالي حبيبتي ياله هننزل نشم هوا، وهنرجع كله هيكون تمام 

التفت بنظره الى جاسر الذي يرجع بجسده ويغمض عيناه ، فتحرك دون حديث بعدما أشار برأسه لجنى المتشبثة بذراعه عليه ..تحركت غنى بجوار زوجها إلى أن وصلت إلى باب الغرفة، فاستدارت تنادي على ربى لتترك خصوصية لأخيها

-ربى تعالي حبيبتي اتمشي معانا شوية الهوا نضيف دلوقتي..اتجهت إلى جاسر وانحنت تقبل جبينه 

"حبيبي نورت بيتك من تاني"

فتح عيناه ونزع ذراع جنى محتضنا كفيها يلثمه 

-حبيبة قلب اخوكي، روحي ارتاحي وخلي بالك من حبيب خالو، عايزك تاخدي بالك من نفسك ..ابتسمت تضع كفيها على أحشائها 

-إن شاءالله حبيبي ..اتجهت بنظرها إلى جنى :

-قومي خدي شاور وارتاحوا من المشوار، خلاص جوزك رجع ودا أهم حاجة دلوقتي ، أما ماما وبابا متأكدة هيتصالحوا قبل مالليل يجي ..


اومأ لها جاسر متوقفا 

-عارف ومتأكد من دا، روحي علشان عز، وانا هرتاح ساعتين واكيد هقعد معاه

ربتت على كتفه مردفة:

-متزعلش منه حبيبي ، هو مصدوم مش أكتر 


خرج الجميع ولم يتبقى سوى جنى وجاسر بغرفتهم، تحركت إلى أن وصلت إلى وقوفه، حاوطت خصره تضع رأسها بصدره :

-حبيبي متزعلش هما معزورين، اي حد مكانهم هيفكر كدا..ضمها لأحضانه يضع رأسه بخصلاتها بعدما أزاح وشاحها 

-ماما صعبانة عليا قوي، عارف حقها تزعل، بس بابا ميستهلش ردة الفعل دا، خايف عليه ليزعلها ، والاتنين عندهم حق 

رفعت رأسها من حضنه وتعمقت بالنظر إلى عينيه:

-طنط غزل بتعشق عمو جواد ، ومستعدة تدوس على الكل علشانه، حتى على ولادها نفسهم، ولو نسيت افتكر عملت ايه في بابا لما عمو وقع بعد سفري 

حرك أنامله على شفتيها متذكرًا تلك الفترة 

-بلاش نتكلم في ذكريات حزينة، عارف ومتأكد إن بابا هيعرف يحتوي ماما ، زي ماانا بحتوي جنان مهلكتي 

حاوطت عنقه ترفع نفسها تطبع قبلة على خاصته تهمس بنبرتها المثيرة التي خطفت قلبه 


"بحبك"..رفعها من خصرها واتجه إلى فراشهما ليستلقى عليه يضمها لأحضانه عله يستطع أن يخرج مما يشعر به 

دفنت نفسها بأحضانه ومازال حديثها الذي جعل قلبه ترنيمة من ترانيم العزف الموسيقى..ظلت فترة تسقيه من حنان عشقها إلى أن أغمض عيناه وذهب بثبات عميق هروبا من أحزانه التي طغت على كيانه 


استندت على مرفقيها تمسد على خصلاته مرة وعلى وجهه مرة إلى أن استمعت الى طرقات على باب الغرفة 

نظرت إلى نفسها، فنزلت بهدوء حتى لا تيقظه تجذب روبها وترتديه، متجهة إلى الباب ..لتفتحه وقفت متصنمة 

-طنط غزل !!




-فين جاسر، هنا ولا تحت 

التفتت برأسها تنظر إلى نومه، فأردفت بتقطع:

-اصله ..دفعتها بغضب ودلفت للداخل وجدته غارقًا بنومه، اتجهت إلى فراشهما وجلست بهدوء حتى لا تيقظه ، رفعت كفيها المرتجف على خصلاته وانحنت تستنشق رائحته بإشتياق..انسابت عبراتها وفقدت سيطرتها عندما اخترقت رائحته رئتيها 


فتح عيناه على صوت بكائها همس بصوت متحشرج بنومه

-ماما !! قالها واعتدل جالسًا ينظر إلى جنى بذهول ، تراجعت متجهة إلى الحمام لتترك لهما مساحتهما الخاصة، مررت غزل كفيها على وجهه وهتفت معاتبة :

-جالك قلب ياجاسر، جالك قلب متجيش تشوف مامتك، رفع كفيها وقبله بدموع عيناه على حالتها التي أدت إلى انهيارها

-آسف ياماما ..عارف اني غلطت في حقك، سامحيني!!

جذبته لأحضانه واجهشت بالبكاء 

-حبيب وروح ماما انت ياقلبي..

بكى على بكاؤها ثم خرج من أحضانها يحتضن كفيها ويقبلهما مرة أخرى 

-من حقك تزعلي مني،اسف بس والله ظروفي كانت أقوى مني 

ظلت تتجول بعيناها على وجهه، مرة وعلى جسده مرة 

-عملوا فيك ايه ياحبيبي ، فيه حاجة وجعاك ..وضعت كفيها على رأسه 

-دماغك سليمة، بتحس بصداع 

ابتسم من بين دموعه

-ماما أنا كويس اهو، ومفيش حاجة تعباني ولا حاجة ..المهم انك تكوني راضية عني وتسامحيني 

جذبت رأسه وبدأت تلكمه على ظهره بخفة:

-مقدرش ازعل منك يانور عيني، انا اتصدمت في الأول فيك انت وباباك ، بس مش مهم المهم انك رجعتلي وانت كويس، انت اللي تسامحني ياحبيبي 

لف ذراعيه حول جسدها واغمض عيناه، ماأجمل أن تجد حضن الأم الذي يربط على قلبك في أعظم أحزانك ياالله على هذا الشعور..ربي يرحم والدتي ويدخلها فسيح جناته 


همس بضعف من قوة مشاعره:

-ياااه ياماما كنت محتاج لحضنك قوي 

قوي ..قالها بدموع قلبه قبل عيناه، ...ياالله على قلبي المتمزق ايها القلب التعيس كيف لك أن تنسى ان الأم أعظم شخص في هذا الكون  


كيف لك ياانسان أن تتغاضى عن أعظم نعم الله وهي الحنان الأموي 


فالأم هي عظام العمود الفقري، التي تجعلك مستقيمـا وصحيحًا، إنها دمك، ودقات قلبك،


هي الشمعة المقدسة تعمل من أجل إضاءة ليل الحياة الحالكة لنا بكل تواضع ورقة وفائدة...الأم التي لا تقارن بأغلى الأشياء... فإذا وضع العالم بالكامل في كفة، والأم في كفة، فبكل حب سوف أختار كفتك أنتِ فقط. ف صوتها  هو أرق الألحان وأعذب الأنغام التي لا نستطيع نسيانها..هي  أعظم كتاب تقرأه ويفيدك ...اختااااه 


❈-❈-❈


إن غاب كل أصدقاؤك وأخوتك فالأم لكِ العالم أجمع. إذا صغر العالم كلّه فالأم تبقى كبيرة. ، ليس هناك شيء في هذا العالم البارد الأجوف ولا ينبوع من الحب العميق القوي إلّا ذلك الينبوع في داخل قلب الأم.

وكيف تنسى ياصديقي عندما ذكرها نبي الأميين حيث جعل الأم أولى الناس بحُسن الصحبة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يَا رَسُول اللهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قال "أُمُك"ثم أبوك


فرضاها جنة وغضبها نار ألم يقل الله بكتابه العظيم 

"و بالوالدين إحسانا"


وليس مايتسع لي من الوقت سوى أن أقول من فقدها فقد فقد جنة الدنيا، فبعدها لا توجد سعادة حقيقة ولا دعوة من القلب نقية ...رحم الله امهاتنا جميعا 


ضمت وجهه وطبعت قبلة حانية على جبينه قائلة:

-آسفة حبيبي صحيتك من النوم، كمل نومك ياله 

هز رأسه بالرفض :

-نوم ايه بس ياماما، كفاية حضنك عليا 

قالها وهو يضع رأسه على كتفها وهي تحاوطه بذراعها 

رفعت يديها تداعب خصلاته مبتسمة 

-إنت عارف لو بابا دخل علينا دلوقتي هيعمل فيا ايه، وانت قاعد معايا كدا ،

نظر لنفسه وتذكر أنه كان نائمًا بصدره العاري 


-آسف ياماما ماأخدتش بالي ...لمست وجهه وابتسامة حنونة تحتضن به بأعين امانها قائلة:


-هتفضل طول العمر في نظري الطفل الصغير ابو خمس سنوات ..

ابتسم مشاكسًا:

-طيب والحج جواد أخباره ايه بعد قنبلتك دي 

اعتدلت متوقفة، ثم تذكرت ماصار بينهما منذ قليل :

-انزل تحت علشان نفطر كلنا مع بعض زي زمان حبيبي 

استدارت وخطت بعض الخطوات ..، بحث عن تي شيرتيه ..ولكنه لم يجده بجواره، فنهض متحركًا إليها :

-ماما!! توقفت وهي تعلم عن ماذا سيحكي،..تحرك إلى أن توقف أمامها ، هجيب حاجة ألبسها ، استدار متسائلًا:

-بابا فين ؟!

رسمت ابتسامة واجابته:

-شوية وهينزل، بياخد شاور..قطع حديثه عندما دلف جواد ، توقف يطالعهم للحظات ، ثم اقترب من ابنه 

يلكمه بصدره :

-ايه الجحود اللي فيك دا يابن جواد مفكر نفسك لسة طفل، ماتتلم يالا وتلبس حاجة دي امك ياروح خالتك 


قهقه متراجع يجذب كنزته ، فدفعه جواد بقوة 

-ليه ياحبيبي خليك كدا، فرج عضلاتك لامك الفرحانة بيك وبشبابك 

-مش شايفة بغل قاعد قدامك عريان ، اضربيه بالقلم على وشه ، الواد عياره فلت

الصفحة التالية