-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 44 - 3 - الخميس 1/8/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الرابع والأربعون

3

تم النشر الخميس

1/8/2024 

❈-❈-❈

غمز جاسر لوالده بعدما ارتدى كنزته:

-دي غيرة ياحج ولا ايه، غيران على أمي مني 

لكمة قوية بوجهه حتى صرخ جاسر يمسك وجهه

-ايدك تقيلة..هرولت غزل تصرخ باسم ابنها 

-جاسر!!..رفع رأسه يضحك 

-لا باين الحب من الضربة، توجه لوالدته 

-دا واحد تطلبي منه الطلاق، دا تطلبيه في بيت الطاعة 

رغم ابتسامة جواد من مشاكسة ابنه إلا أنه دفعه وتحرك للخارج يسبه، خرجت غزل  خلفه 

-جواد..استدار سريعًا يرمقها بنظرات نارية يريد إحراقها بها

-ايه !! عايزة ايه ..ابتلعت ريقها بصعوبة من عصبيته وغضبه الذي تجلى بعيناه، خطت مقتربة منه 

-انا آسفة!!

-وأنا مش قابل اسفك ياغزل، سمعتي مش قابله ، إنتِ مش لسة عيلة علشان تغضبي وتثوري عليا قدام ولادك الرجالة، اقترب منها يجز على أسنانه

-بعد خمسة وتلاتين سنة جاية توقفي قدامي وتقولي طلقني، ياريت بينا وبين بعض، لا يادكتورة، قدام ولادك 


أطبقت على ذراعيه 

-حبيبي متزعلش مني ..نزع ذراعه وأردف بنبرة باردة :

-إزاي قاعدة مع ابنك وهو من غير هدوم ايه مبقاش فيه حيا خالص، لا والحلوف عاجبه نفسه وبيضحك 

قالها وتحرك بخطوايه التي تأكل الأرض بسبب شدة غضبه 

توقفت تنظر إلى تحركه بابتسامة هائمة لفتاه تبلغ من العمر عشرون عاما 


تهمس لنفسها :

-هتفضل رجُلي الأول مهما يمر من سنين ياجواد، اول راجل فتحت عيوني عليه واخر راجل ، الغيرة بتنط من عينك حتى من ابنك 


بالداخل عند جاسر بعد مغادرة جواد وغزل 

سحب نفسا وزفره بقوة بعدما شعر بالاطمئنان، أفلت ضحكة عندما تذكر نظرات والده وغيرته النارية على والدته، حدث حاله: 

-هل هو بالفعل يشبه اباه ، هل هو كما وصفه عمه صهيب جواد الصغير، تنهيدة عميقة أخرجها بدقات قلبه

حينما اقنع نفسه ، أنه يفوق درجات العشق عن والده، ولا احد مثله مهما حدثوه واقنعوه، فهو جمع كل العشاق، بداية من العصر الجاهلي إلى أن وصل لعصره الحالي، فلقد فاق الجميع بحبه لمعشوقته، بحث بعينه عن مهلكته فاتجه إلى المرحاض ، دفع الباب وولج بهدوء وجدها تجلس بالبانيو مغمضة العينين كأنها تستجم..اقترب ثم انحنى بجسده يهمس بجوار أذنها

-ايه الخيانة دي ..فتحت عيناها مبتسمة ثم تسائلت:

-طنط غزل خرجت..استند على حافة البانيو وبسط كفيه على خصلاتها بالمياه قائلًا:

-لا ..برة قالتلي ادخل خد شاور مع مهلكتك وانا هستناكم برة


رفعت حاجبها تطالعه بسخرية

-لا والله ..حضرتك بتتريق يعني ولا ايه 

أفلت ضحكة غامزًا بطرف عينيه

-هو فيه احسن من التريقة ياروحي 

أشارت على الباب وتحدثت 

-طيب ياسيادة الظابط الموقر، ممكن تخرج عايزة اخد شاور 


أومأ برأسه متراجعًا للخلف ..تنهدت بإرتياح بعدما وجدت ابتسامته مرة أخرى ..فجأة شعرت بمن يطوقها من الخلف مما جعلها تصرخ وتضحك بنفس الوقت 


بغرفة ياسين 

ظلت تذهب إيابا وذهابًا تنتظره، فمنذ خروجه منذ الصباح لم يعد إلى الآن 

قطع توترها عندما دلف للداخل ..هرولت إليه: 

-فينك دا كله، ومبتردش عليا ليه 

هوى على مقعده يطبق على جفنيه 

-عاليا عايز اخد شاور وانام بس ممكن تسألي بعد مااقوم من النوم..جلست بجوار تطالعه باستفهام 

-مالك ياياسين، أوس مرجعش معاك 

نهض ينزع كنزته واتجه إلى الحمام 

- انا هاخد شاور وانام مش قادر اتكلم في حاجة

دلفت خلفه وامسكت روب حمامه الخاص به ..

-تمام حبيبي ، البورنس اهو هستناك برة ..اومأ لها دون حديث ودلف تحت المياه لتنهمر على جسده وشعور بداخله يهز جبال وهو يتذكر حديث أوس 

فلاش باك 

استقل السيارة وتحرك خلفه، كان يقود سيارته ..تحرك سريعًا يقطع طريقه، وترجل منها متوقفًا أمام أوس 

-دوس عليا ياله مستني ايه ..

ترجل أوس يدفع الباب بقوة حتى كاد أن يهشمه، واقترب ودون أي حديث لطم ياسين بقوة على وجهه، يمسكه من تلابيه


-عايز ايه يالا، بتجري ورايا ليه..رغم ذهول ياسين من فعلته الا أنه اعذره قائلاً :

-اسمعني ياياسين، الموضوع مش زي ماانت متخيل ..ركل إطار السيارة بقوة وصاح غاضبا :

-ارخص مش عايز اتكلم مع حد، ابعد عني ياياسين علشان مدهسش عليك بالعربية..اقترب ياسين وحاول الحديث إلا أنه كان كالمجنون لايمتلك عقلا ولا سيطرة على غضبه، فاستدار يستقل سيارته وتحرك حتى كاد أن يدعس اخيه، لولا تراجع ياسين بسرعته ..ظلت نظراته على تحرك سيارته التي لم تظهر من كثرة غبارها بسبب سرعته المجنونة، اتجه وتحرك خلفه ليعلم إلى اين يذهب ..ظل خلفه إلى أن وصل إلى دخول مدينة الاسكندرية، حينها علم أنه ذهب الى ريان المنشاوي 

امسك هاتفه وهاتف والده 

-بابا أوس داخل على اسكندرية ..اجابه جواد الذي كان حزينا بعد خروج غزل 

-خلاص ارجع انت وانا هتصرف ..حاول مهاتفته ولكنه لم يرد على والده،

خرج ياسين على صوت زوجته 

-حبيبي ماما غزل برة وقالت لازم ننزل كلنا نفطر مع بعض 

جذب البورنس وارتداه قائلا

-مش قادر ياعاليا، قالها وتحرك للخارج وجد والدته تداعب ابنته، تحرك إلى غرفة ملابسه سريعا:

-هلبس حاجة ياماما..اومأت له دون حديث، ونظراتها تحاصر عاليا ، فتسائلت :

-ياسين كان فين ياعاليا ؟!

رفعت كتفها بعدم معرفة:

-معرفش والله ياماما ، هو جه على الحمام ..قاطعهم خروج ياسين ، اقتربت غزل منه 

-حبيبي كنت فين ؟!

حمحم وأجابها :

-كنت بشوف اوس

-أوس!! ليه هو أوس مش في اوضته؟!

هز رأسه بالنفي وأجابها 

-راح اسكندرية!!

-اسكندرية ليه عنده شغل يعني، اتصل بيه وخليه يرجع حالا وقوله جاسر رجع هتلاقيه هنا خلال ساعة 

جلس على المقعد يفرك جبينه ثم هز رأسه والحزن خيم على ملامحه

-عرف ياماما وغير متقبل رجوعه، وقال اخويا دفنته ومش متعرف على دا ، حتى قالي مش هيرجع البيت طول ما جاسر فيه 

جحظت عيناه تصرخ به :

-هات تليفونك ..أعطتها عاليا هاتفه التي لم تقل صدمة عن غزل ..ظلت تهاتفه ولكن دون رد ..اتجهت إلى غرفتها وامسكت هاتفها وبعد لحظات أجابها :

-أيوة ياماما!!

-مسافة الطريق تكون قدامي هنا، ومش عايزة اسمع نفسك يابن غزل، سمعتني لو اتأخرت كتير يبقى اعرف ان مالكش ام ..قالتها وأغلقت الهاتف دون حديث ..هوت على الفراش وكلمات ياسين تحرق قلبها، إلى أين وصل اولادها، بدأت تعاتب وتلوم نفسها 

-منتظرة من أوس ايه وانت عملتي أكتر منه ..استمعت الى طرقات على باب الغرفة 

-الفطار جهز يادكتورة  وفي الحديقة زي ما حضرتك طلبتي وبعتنا للباشمهندس سيف وصهيب، حازم 

اومأت لها ثم أشارت بالخروج قائلة

-انزلي وانا هجهز وانزل 

بعد فترة على مائدة الطعام جلس الجميع بعد تلقيهم خبر رجوع جاسر ، وصدمات من بعضهم البعض إلى أن تقبل البعض بعدما قص جواد ماصار في الشهور الماضية المنصرمة 


ربت حازم على كتفه 

-نورت بيتك حبيبي وحمد الله على سلامتك ، ثم اتجه إلى جواد مردفًا

-مش لازم القادة تعرف ياجواد ولا ايه 

كانت نظراته على غزل التي لم تنزل عيناها من فوق ابنها فاستدار الى حازم 

-باسم أخبرهم ياحازم، يمكن من قبل ماانا اعرف، باسم وراكان ثم اتجه بنظره الى ياسين يشير إليه بعينيه

-وكمان حضرة الظابط 


اتجه عز يرمقه بنظرة صامتة، فهز رأسه موضحًا:

-لا مش زي ما انتوا متخيلين، انا عرفت أنه مش هو اللي اندفن، بس عايش معرفتش غير قبل مابابا يعرف باسبوع، راكان كان حويط ومكنش عايز حد يعرف، ولسة لحد دلوقتي مُصر محدش يعرف، ياله كلها اسبوعين ونخلص من الكابوس دا 


-وليه خليته يرجع ياجواد دلوقتي ، كنت اصبر انت مش ضامن الناس دي بتخطط لأيه 


ارتشف عصيره واتجه إلى ابنه يشير إليهم :

-علشان جنى حامل ومكنش ينفع احطها في محل شك قدام اي حد فيكم 


ألقى عز العصير من فمه دفعة واحدة حتى وصل إلى وجه جاسر ، يطالع أخته بذهول ..بينما رمقها صهيب بنظرات لم تعلم مداها 

-يعني ايه جنى حامل، ليه جاسر كان بيقابل جنى


ارتشف جواد عصيره بهدوء ينظر لابنه بابتسامة متشفية وحرب النظرات بينهما ..جز جاسر يسب عز 

-كدا يامتخلف رجعت عليا جتك القرف ..قالها ونهض يسحب كف جنى 

-تعالي هاتيلي طقم غير اللي اخوكي المتخلف غرقني بيه 

ابتسامة ساخرة على ملامح جواد 

-اه ياحبيبي اجري لتاخد برد ..اهرب يابن جواد 

-جنى ..صاح بها صهيب الذي توقف يوزع نظراته عليهما

-ايه اللي عمك قاله دا، انتِ كنتي على علاقة بجاسر

-ايه ياصهيب ماتوزن كلامك ياعم ، ايه على علاقة دي، دي مراتي ، هو حضرتك فقدت الذاكرة ولا ايه 

أفلت بيجاد ضحكة صاخبة جعلت الجميع يتوجه بالنظر إليه فأمسك كوبه قائلًا:

-ايه مالكم يعني ضحكتي اذهلتكم والحامل من الميت مش اذهلكم ..


ثم اتجه إلى صهيب 

-ايه ياعمو صهيب لازم تفضح البنت قدام الكل، استر عليهم 

خطى إليه جاسر وعيناه تطلق قذائف نارية لولا صيحات جواد 

-جاسر اطلع غير هدومك، ثم اتجه إلى بيجاد وعز 

-مالك ياحلوف منك له، ماقولنا انا وياسين وجنى عرفنا من اربع شهور، هتزودوا كلام مالوش لازمة واستعباط هتطردكم من على السفرة 


توقف عز وعيناه على أخته يرمقها بنظرات عتابية:

-عندك حق ياعمو هنتكلم في ايه، احنا لزمتنا ايه في حياتهم اصلا ، افطروا بسعادة ..قالها واستدار ليتحرك إلا أن أوقفه جواد 

-اقعد افطر يالا، واعقل ياعز احنا الايام  دي محتاجين نتماسك علشان نقوى مش شوية هبل، جاسر كان فاقد الذاكرة زي ماحكينا يبقى العتاب مش عليه ..نظر إلى منزله الذي يحاوطه الأمن وتابع الحديث 

-لاحظوا بقينا عايشين في سكنة عسكرية لازم  نخاف على بعض ازاي علشان نخرج من الكبوة واحنا في عز قوتنا مش شوية زعل غصب عننا نثور ونقطع الارحام ..ونشتغل شغل اطفال، علشان محدش يقدر عليكم لازم تحموا ضهر بعض، القوة في الاتحاد يابني

الصفحة التالية