-->

رواية جديدة لؤلؤة الليث لإيمي عبده - الفصل 4 - الجمعة 2/8/2024

 

قراءة رواية لؤلؤة الليث كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






قراءة رواية لؤلؤة الليث

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل الرابع

تم النشر يوم الجمعة

2/8/2024



تنهد ليث بيأس، فهو يختلق تلك القصه؛ ليوصلها إلى نكبة حياتها، لكنها مازالت تحيا بآمال وهميه عن واقع خرافى لا وجود له سوى بعقلها فقط!

- أتظنين أن أحد سيهتم  بأمرها، فهم يرون أنهم حفنة جرذان أتو بهم صغار؛ لخدمتهم، وكبار؛ لتجارتنا.

- أى تجاره؟!

- ألم تفهمى بعد؟ أتعلمين؟ أنتى كتلك الفتاة فهى أيضا لم تعى بعد حقيقة ما يحدث، فحين سألته متعجبه "عما يتحدث؟" أخبرها أن الزعيم العجوز تزوج منها كحال كل من تتزوج بداخل هذه القريه، فهم يتزوجون العجائز اللذين يستطيعون دفع أثمانهم الباهظه للزعيم، ويأخذ من قاما على تربيتهم عمولته السخيه، أما هم فينتقلوا من القريه إلى سجون من يشترونهم؛ ليتمتعوا بهم، ولا مفر سوى الموت، وقد أعقب كلماته بضحكه مخيفه جعلتها تفزع، وتصرخ برفض تام بأنه كاذب، وحاولت تهديده بوالديها، لكنه قهقه بصخب وأخبرها "أنها حمقاء لأنها لم تفهم بعد"

- تفهم ماذا؟

- أن من ربياها صغيره ليسوا والديها، وسألها بسخريه "كيف لم تلحظ أنه لايوجد أى منهم شبيه بوالديه سوى أبناء الزعيم؟" ثم إقترب منها وهمس بخبث بأنه سيخبرها سراً.

- وما هو هذا السر؟

- أنهم ليسوا والديها، وأنهم يخطتفونهم من المهد بمنزل عوائلكم، ويأتون بهم إلى هذه القريه النائيه؛ ليصبحوا عبيداً لهم؛ لذا وأخيراً فهمت ما يحدث، وقد صدق حدسها حين سمعت الزعيم يوبخ من يدّعون أنهم والديها؛ لأنهم لم يحسنوا تربيتها، كما أراد هو ولم يبديا أى ضيق حتى، حين أخبرهما أنه سيتخلص منها، وقد إستغل الحارس شرودها، فحاول الإقتراب منها، وهنا خرجت عشق من مخبئها تحمل قطعة حديد مدببه قد أحضرتها سابقاً؛ علها تستطيع فك قيد أختها وتهريبها، ودون تفكير أو شعور غرستها بقلب هذا العجوز المقزز الذى جحظت عيناه بذهول وخر ميتاً أسفل قدميها، ففزعت ونظرت إلى عشق بخوف.

- لماذا فعلتى هذا؟ ستتأذين!

لكنها أجابتها ببرود ثلجى: لقد تحملنا الكثير ألا تظنى أن الآوان قد حان؛ لنتخلص من هؤلاء المجرمين،
حينها إتسعت عيناها حين إنتبهت أن عشق إستمعت لكل ما قاله هذا الحارس الأحمق، وهو مغيب عن وعيه بسبب الخمر، وظن أنه سيذلها، ويغتصبها، ولن يعلم أحد بما تفوه به؛ لأنها ستلقى حدفها بالصباح قبل أن تتمكن من النطق بحرف.

❈-❈-❈

كانت لؤلؤه تستمع لكلمات ليث بحماس، وترقب مما جعله يتناسى ضيقه، ويبتسم رغماً عنه، فهللت بسعاده.

- لديك بسمه رائعه!

- أحقا؟

- أجل.

تنهد بإرتياح؛ لرؤية سعادتها حتى كاد ينسى ما كان يتحدثا به، لكنها لم تنسى!

- ها؟ ماذا حدث لعشق وأختها؟

عاد العبوس إلى وجهه، حين تذكر الأمر، ثم حاول أن يخفى ضيقه، ويتمسك بهدوئه، ثم بدأ يسرد لها ما حدث مع عشق التى لطالما كانت ذكيه بارعه فى رسم الخطط؛ لتتمتع بالحريه المحرمه عليها، فقد كانت مختلفه منذ الصغر، وأخفت هذا عن والديهما المزيفين ببراعه، ولم تكن تشعر يوما نحوهما بأى حب بل كانت أختها، وفقط! 

أفكارها التى كانت غريبه على هذا المكان ما جعلتها تستنكر الأذى الذى نالته أختها من الزعيم، وتشعر بالتقزز منه.

سألته لؤلؤه بجماس: وهل إستطاعت أفكارها تلك معاونتها فى تحرير أختها؟

- بلى فقد أدخلت قطعة حديد بقفل السلسه الحديديه التى تحجز جسد أختها، وإنفتح القيد بلحظه!

- ثم ماذا؟

- قررت أن تجعلها تهرب.

- وهل نجحت؟

- نوعا ما.

عبست بعدم فهم: ماذا تعنى؟ هل نجحت أم لا؟

تنهد بيأس: لا تكونى متسرعه.

- وأنت لا تكن مزعجاً، وأسرع فى إخبارى!

- حسنا فقط إستمعى إلى جيدا، لقد فكرت عشق بخطه وأخبرت أختها بها.

- وما هى؟

- أن تخفيها حيث لا يعلم أحد حتى المساء، وبعتمة الليل، حين تستعيد جزء من عافيتها تساعدها لترحل.

- وماذا عن عشق؟

- قررت ألا تمكث بالقريه.

- ماذاا؟!

حين صرخت مستنكره صر أسنانه بغضب: مره أخرى! أنتِ مصره على جعلهم يمسكون بنا، وحينها لن تعلمى ما تبقى من القصه مطلقاً؛ لذا إصمتى، وإفهمى لو غادرت عشق سيعلمون بأمر أختها بمجرد شروق الشمس، ولكن أختها رفضت؛ لشدة خوفها عليها، ولكن عشق طمئنتها متعلله بأن لا أحد سيعلم فالرياح كانت عاتيه بتلك الليله، وقد خططت جيداً ستجعلها تخلع ثيابك، وتلبسها لذاك الحرس الأبله، ويلفا جسده بقيدها، ويلقيا به على وجهه كما من المفترض أن يحدث معها، وحين يستيقظون سيظنونه هى، ولم تسمح عشق لإعتراض أختها بأن يجعلها تتراجع بل أصرت على خطتها، وهى تؤكد لها أنه حتى يشعروا بإختفاء الحارس ستكون بمأمن عن هذه القريه، ولكن المشكله أنها لا تعلم إلى أين تذهب، فأشارت لها بعيناها إلى الأفق البعيد، إلى خارج تلك الجبال التى تحيط القريه من بعيد، فهناك ستجد حياه، وأناس لم تُقتلع الرحمه من قلوبهم، ستعطيها زاد، وزواد كافى، والكثير الكثير من المياه، وأمرتها بألا تسير إلا بعتمة الليل، وتختبئى بزوايا الصخور بالنهار حتى تصل إلى بر الأمان، وإذا إستطاعت النجاة فلتمتع بحياتها.

- وماذا عن عشق؟

- مازالت صغيره على سن الزواج، وحتى ياتى هذا الوقت ستكون جيشها الخاص، وحينها سيتحرر الجميع من هؤلاء المجرمين.

تخلل القلق صوت لؤلؤه، وهى تسأله: قد يخاف الصغار ويخبروا أهاليهم.

- عشق ليست بلهاء، وتعلم جيدا من تختار، وحثت أختها على الهرب، والتنعم بحريتها، ولكن أختها كانت ماتزال خائفه أن يعلموا بأن الجثه المقيده هى للحارس العجوز، لكن ما طمئنها هو قول عشق، حين ذكرتها بأن الجثه ما إن تطفوا فهم يطلقوا التماسيح عليها، وستظل عشق تصرخ، وتنتحب عليها حتى يلتهوا بها، وينسوا أمرها حتى تنهى التماسيح وجبتها، فتنهدت بإستسلام فهى تعلم أن عشق عنيده، ولن تتراجع أبداً لذا سألتها أين تختبى؟

- أحقا؟ أين ستخفيها حتى يتم كل هذا؟

- إحذرى؟

- امم فى جوف الغابه.

- لا يوجد بالقريه غابه كثيفه كفايه لتختبأ بها.

- وكيف لى أن أعلم؟ على كلٍ أين ستختبأ؟

-  بغرفتها بداخل منزل والديها المزيفين.

- ماذا؟! هل جنت؟!

- لا عزيزتى لكن لكى تخفى كنزاً ضعيه أمام الأعين، فالجميع يبحث عن الشىء المخبأ لا المكشوف.

- ماذا يعنى هذا؟

- يعنى أنهم لن يشعروا بها هناك، ورائحتها لن يميزوها، فبالطبع ستكون لاتزال موجوده حيث نشأت.

- أولم تخف؟!

- خافت، ولكن على عشق، وليس على نفسها، لكن عشق طمئنتها بألا تخشى عليها منهم بل الأصح أن تخشى عليهم منها، فهى لن ترحم أحد.

إبتلعت ريقها بخوف من نظرة عينا ليث المخيفه، وكأن عشق تجسدت به لكنه تابع بهدوء، وأخفى سريعاً ما بعيناه من غضب، وأخبرها أن الفتاه إتبعت خطة عشق التى تمت على خير ما يرام، فقد أُعمِي هؤلاء الحمقى المغرورين حتى لم يظنوا أن هناك من يستطيع خداعهم، ولم يبالى أحد بإختفاء العجوز فهو سكير دائماً، وقد يكون غفى بمكان ما، وإفترسته وحوش الجبل التى ولحظ تلك الفتاه لم تقترب منها وكأنها تشعر بمصابها!

لقد برعت عشق فى خداع الجميع، وإستطاعت إختيار من سيتكاتفوا؛ لنيل الحريه بدقه -وياللعجب- لم يكن هناك صبى، ولا فتاة لا يرغبون بالإنضمام لها، وكل هذه من تحت أنف الزعيم، وأتباعه، ووضعت خطتها، وبدأت تنفيذها معتمده على وحوش الجبل اللطفاء.

- وحوش لطفاء؟! أتمزح؟!

- لا إنها ليست مزحه، لقد كانت تطعمهم، وكلما تمت صفقة بيع تحت مسمى الزواج تتسلل عشق مع جيشها فى الليل؛ لتختطف التاجر، ومن معه، وتلقى بهم للوحوش بعد أن تفقدهم وعيهم، وتأخذ الضحيه، وتخفيها عن الأعين حتى تهدأ الأمور، فتساعد الضحيه على الهرب؛ لينال حريته مما جعل الجميع يتلهفون إلى إتمام الصفقات، ولم يرتاب أحد بالأمر؛ فقد ظنوا أن حديثهم عن رغد العيش بعد الزواج هو السبب، ولم يشك أحد بشيء فالتاجر ومن معه وضحيته يغادرون القبيله مساءاً حتى يتخفوا بستار الليل، ولا يعلم بشأنهم أحد من الخارج، ومن الطبيعى أن يلتقوا بوحوش الجبل الجائعه، وليس مهما إذا ما لقو حدفهم مادام ثمن الضحيه وصل إلى يد الزعيم.

توقف ليث عن الحديث حين وجدها تنكمش بخوف: حسبتك أشجع من ذلك!

فحركت رأسها برفض، والخوف يزيدها شحوباً مما جعله يتنهد بضيق: لن أتابع ما دومتى خائفه.

- لا، أريد أن أعلم النهايه.

حماسها طغى على خوفها، مما جعله يبتسم بسخريه متابعاً: إلى أين وصلنا امم نعم، لقد كان الزعيم فى غفله عما يحدث، ولا يهمه سوى المال، ولكن تكرار هذه الحوادث جعله يأمر الجميع بالإختباء بالمنازل قبل أن يحل الظلام بوقت كبير مما سهل على عشق عملها، وتحرر الكثيرين لكنها كانت كزهره بريه تتفتح لتزداد جمالاً يوما بعد الآخر.

إحتدت نظرات لؤلؤه، فقضب جبينه متعجباً: ما بكِ؟

- لا تتغزل بتلك العشق.

رفع حاجبيه مندهشاً: عشق شخصيه خياليه لا وجود لها!

- لا أهتم لا تتغزل بها.

أومأ بهدوء: حسنا، فلنعد إلى حديثنا، لقد أراد الزعيم إقتطافها لنفسه قبل أن يراها أحد التجار، وإتفق مع الوالدين اللذان وافقا بسعاده، لكنها كانت نافره بالطبع من هذه الزيجه، لن تصبح لهذا الكهل الواهن المقزز، لذا فكر من معها بتهريبها لكنها رفضت! فماذا سيفعلون بدونها سيستسلمون لقدرهم؟! لن يستطيعوا التعامل مع وحوش الجبل اللاتى ستنقض على القبيله بوضح النهار، فمنذ أن أصبحت لها وجبات من عشق إعتادت على هذا، ولن تتحمل الجوع أو الركض للبحث عن الحيوانات بعد أن تلذذت بلحم البشر، وإعتادت عليه كما أن الإستسلام للمجرمين سيكون مؤلماً بقدر الموت نفسه؛ لأنهم يعلمون مصيرهم معهم، لذا ستظل لكن ستبحث عن خطه؛ لتربح بها، خطه؛ لتنقذ نفسها وجيشها فقد آن الأوان للرحيل، لتترك هؤلاء الحمقى فرائس لوحوش الجبل، لكن كيف؟! فخروجهم بالليل جميعاً دفعه واحده سيكشف أمرهم، وإذا هربوا على دفعات قد يُؤسر بعضهم، لذا لابد من خطه محكمه، وقد واتتها الفرصه على طبق من ذهب، فقد أخبرتها إبنه الزعيم.

- من؟! إبنته؟!

- نعم. إبنة الزعيم، فالأحمق لا يهتم للفتيات هن بنظره خلقن للمتعه فقط، والأهم هم الصبيه؛ لأنهم رجاله، فمن يتمرد يقضون عليه، لقد تزوج الكثيرات وأنجب الكثير، عشر رجال، وخمسة عشر فتاة.

- كم؟!

- كما سمعتى، ورغم مقته لهن لكنهن كن مفيدات، فبيعهن يثمر بالكثير من المال له وحده دون الحاجه لدفع عموله لمن قاموا على تربيتهن، وقد كانت تلك الفتاة على وشك إبرام صفقتها، وأرادت الهرب لذا أخبرتهم أنها تستطيع وضع مخدر بطعام والدها، وحين أخبرتها عشق أن السم أفضل لكى يتشتتوا، ولا يحسنوا التصرف بموته أجابتها بأن موته رحمه له لا يستحقها فليظل حتى يرى الوحوش تفترسه، وكل من معه يستحقون جميعاً هذا الرعب، وتم ما خططتوا له حتى هربوا، وتحرروا أخيراً.

- وهل عادت أخت عشق لها؟

- لا، ولكنها كانت بخير؟

- وكيف تعلم بهذا؟

- لأنى من قصصت هذه القصه، فلتخبرينى ماذا تعلمتى؟

- أن الزعيم، وأمثاله أوغاد، ويستحقون نهايتهم المؤلمه.

- نعم، ورئيسنا المبجل، ورجاله هم أمثال الزعيم.

قضبت جبينها متعجبه: ماذا تعنى؟

- أعنى أن هذا المنزل الضخم هو تصغير لتلك القريه، ونحن نشبه عشق وزملائها.

إتسعت عيناها بصدمه: أتعنى؟!

لم تستطع متابعة إستفسارها لكنه أومأ بتأكيد: نعم، نحن شرذمة من العبيد يتجارون بنا، ومن يخرج من هنا فهو لهلاكه وليس لسعادته.

لقد أضرمت كلماته فى قلبها الحريق، وقد أدركت كم عاشت حياتها أسيره حمقاء! وتذكرت كلمات ورده التى لطالما أخبرتها ألا تصدق كل ما يحدث حولها هنا، الخارج مكان جيد فقط لمن ليس هنا، وأن علياء ليست جيده، ولا تهتم سوى بنفسها وفقط؛ لذا فالإنصات لها غباء، كما حذرتها ألا تغضب من ليث لأنه قد يخفى عنها حقائق لا تعلمها لكنه بالتأكيد هو الوحيد هنا من يهتم لأمرها بحق حتى ولو كذب عليها، وكم أزعجها هذا الحديث حينها، وفكرت بأن تقاطعها، وأخبرت ليث بما قيل لها، لكنها تفاجئت به يخبرها بهدوء أن ورده محقه بكل شىء، لكنه لم يوضح أكثر، ولم يعطها الفرصه للإستفسار. 

قبل أن تستفسر لؤلؤه بما يختلج نفسها من إستفسارات مخيفه نهض ليث ينظر حوله بإرتياب: هناك أحدٌ قادم!

❈-❈-❈

خرج من غرفتها، وقبل أن يوصد الباب خلفه وجد الرئيس يقف أمامه يسأله بإنزعاج.

- ماذا تفعل بالداخل؟

لكنه لم يخف، وإستطاع إخفاء إجفاله من تلك المفاجئه المزعجه، وأجابه بهدوء: لا شيء فقد تناهى إلي مسمعي صوت ما من الداخل، فدخلت لأتأكد.

- وماذا وجدت؟

لم تخفى عليه نبرة السخريه بصوته، لكنه ظل على هدوئه: لا شىء، فقد كانت تتحدث في منامها.

- أراك مهتماً بتلك الفتاه! فماذا هناك؟

- لا شىء. 

- أحقا؟

- نعم فهى فقط حيوانى الأليف.

لمعة إنتصار ضوت بعينا الرئيس جعلته يقضب جبينه بقلق لكنه لم يستطع معرفة ما الذى يخبئه له الآخر، وغادر ينظر فى إثره الرئيس ببسمه خبيثه، ثم تحولت عيناه للداخل؛ ليستمتع برؤية صدمة لؤلؤه بوصف ليث لها، وكم أسعدته دموعها المتألمه، وغادر إلى غرفته يخطط كيف يستفيد مما حدث قبل أن يعلم ليث بخطئه.

❈-❈-❈

كانت تلك الليله أسوأ ليله مرت بلؤلؤه حتى الآن ألا يكفيها فقد صديقتها الوحيده! لتكتشف أنها سجينه لدى تجار رقيق، ثم يفجعها ليث بكلماته لتدرك أنها لا مكانة لها عنده.

❈-❈-❈

من بين هذه الآلام ظهرت علياء؛ لتعبث برأسها مستغله حزنها: أتعلمين أنا حقا أشفق على حالك.

نظرت لها متفاجئه: ولما هذا؟!

تنهدت بأسى زائف: أرى أن ليث يستغلك فقط.

فأنكست رأسها بإنكسار، وإبتلعت غصتها بحزن: وماذا بيدى لأتخلص به منه؟

أخفت بسمتها المنتصره بصعوبه: أن تهربى.

إتسعت عيناها بتفاجؤ: ماذاا؟!

لكنها لم تبالى بصرختها المستنكره، لم تعنفها لإرتفاع وتيرة صوتها، ولم تنتبه لؤلؤه لكل هذا؛ فهى لم تكن فطنه إلى حد الإنتباه، بينما حثتها علياء بخبث.

- نعم أُهُربى، لا تجعلى من نفسك حمقاء مثلى، لطالما تمنيت أن أخرج من هنا، أن أرى الحياة الحقيقيه خارج هذه الحوائط، يا ليتنى إستطعت الهرب.

لو تمت البيعه لؤلؤه كغيرها سيعلم ليث بالأمر، لذا كانت الخطه هى حثها على الهرب، والتظاهر بمساعدتها حتى يتسلمها التاجر الذى سيبيعها، وللحق فقد أخبرتها علياء بشعورها الحقيقى، فلطالما تمنت الهرب، لو إستطاعت ذلك، أو لو أدركت الحقيقه باكراً لكانت نفذت من بين براثن الزعيم، ولعلها كانت الآن تحيا حياه طبيعيه بين أسره حقيقيه محبه.

لم تعلم لؤلؤه ما يحدث حولها من مكائد مدبره فقد تعمدوا خداعها؛ لتظن أنها ستهرب بدلاً من تخديرها وإخراجها ليلاً؛ لأن خروجها برضاها سيكون أقل جلبه ولن يدرى ليث بشىء.

❈-❈-❈

حين أصبحت لؤلؤه أمام التاجر أخبرتها علياء أن ذاك الرجل أتى لأجلها؛ ليعاونها على الهرب بعيداً، وحثتها على الإسراع قبل أن يشعر بها أحد، لكن لؤلؤه خشيت أن تتسبب لها فى الأذى حيث تمتمت بصوتٍ خفيض، والخوف يعتمر قلبها. 

- لكن ألن تتأذي انتِ؟

تنهدت بإنزعاج فإطالة الحديث تزيد فرص كشفها: لا تقلقى عزيزتى، فقط إنجى بنفسك، وتمتعى بحياتك.

للحظه تخيلت علياء كعشق، ولم تُرد أن تتركها تحارب وحدها، لكن علياء كانت قد ضجرت منها، فأشارت بعينيها إلى التاجر، فأخرج منديلاً، ولف ذراعه بخفه وسرعه حول رأس لؤلؤه، ووضعه على فمها، وقبل أن تدرى ما يحدث حولها، أو تحاول التحرر منه كان المخدر القوى قد بدأ مفعوله، وتلاشت قواها. 

❈-❈-❈

كانت لؤلؤه ترى خيالات متحركه حولها، وظلام يتخلله أضواء تظهر وتختفى وشعرت بإهتزاز الأرض أسفلها، ولكنها لم تقوى على النهوض، أو أن ترى حقا ماذا يحدث حولها؟ ولم تدرى أنها مستلقيه بداخل عربه يجلس حولها بعض الرجال، ولكنها أحست بالرعب، ورغم ما قاله ليث لكنها أحست بأنه وحده من سيحميها، وتمنت لو كان قريباً منها، وتذكرت كلمات ورده حول علياء مما زادها فزعاً، وأحست بالدوار يعود لها، وكأن الأطياف تدور حولها.

يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة