-->

قصة قصيرة جديدة بين ممرات الحياة لزينب عامر - الجمعة 2/8/2024

 

قراءة قصة بين ممرات الحياة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







قصة قصيرة بين ممرات الحياة

قصة جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب عامر

تم النشر يوم الجمعة

2/8/2024


علىّ صوت الأنفاس بين الظلام الدامس الذي راح يتخلله ضوء بسيط من أسفل باب الغرفة التى فُتح بابها ببطء،  اقتربت من منتصف الغرفة سيدة حتى وقفت امام الفراش وراحت تنادى بصوت عالي لعل الراقد بين الشراشف يستيقظ: 

- من هنا.

تململت في نومتها ثم ظهر شعرها المشعث من أسفل الغطاء فنادتها بتردد:

- أيتها السيدة.  

حركت الشرشف ببطء فظهرت عينها السوداء المخيفة التى جعلت السيدة تتراجع ببطء يتماشي مع وزنها السمين، وقفت أمام الباب وقالت بصوت مضطرب: 

- استيقظى سيدتى لأخذ الدواء . 

حركت الشرشف للخلف قليلا ليظهر وجهها الشاحب ،  ظهر الرعب على وجه الواقفة فسألتها السيدة بصوت هادئ: 

- من أنتِ؟ 

لم تجيبها لكن عينيها بدأت تدور في المكان،  رفعت يدها على وعينيها التي أحاطها السواد ثم زاغت يمينا ويسارا جعل السيدة السمينة  تفر من أمام الباب وأخذت تحدث نفسها أثناء سيرها حتى اوقفها الطبيب سألا: 

- ما الذي حدث هند ولما تهرولين هكذا؟  

التفتت هند رادا عليه وهى تشير ناحية الغرفة المغلقة في نهاية الممر: 

- لقد أصابني الفزع أثناء مرورى على تلك الغرفة ولم اعرف أن بها أحد. 

فهم الطبيب فزعها ثم حثها على السير وإكمل عملها بشجاعة قائلا: 

- لا تخافي إنها حالة جديدة جاءت امس، تابعي عملك. 


اكملت سيرها بين الممرات بينما هو وصل الى باب الغرفة،  فتحه ثم حرك عيناه على الفراش،  وجد السيدة القابعة عليه تلتفت يمينا ويسارا،  تقدم منها حتى وقف امامها رافعا دفتره الذي لا يفارق جيبه أمام عينيه قائلا: 

- اهلا بكِ نادية، كيف حالك اليوم. 

لم ترد عليه لكنها ظلت تتطلع إليه في صمت حتى تحركت من مكانها بسكون تام وملامح ثابت،  اقتربت منه جاذبة يده ثم قالت له بتوسل جعله يفتح فاه من الصدمه: 

- عادل أرجو أن تظل معى لا تتركنى،  لن اجعلك تعانى مرة اخرى. 

نفض الطبيب يده ثم تراجع خطوتين الى الخلف وبدء بكتابة شئ في دفتره ثم رحل وتركها في بكاء مرير وتوسل ان لا يتركها. 

*****

في تمهل تحركت بين ممرات المشفى تخفى وجهها،  وصلت امام الباب الخلفى ثم فرت هاربة كأنها أصبحت حرة طليقة بعد سنوات من العذاب بين القضبان. 

***

صراخ وعويل شق السكون بين الظلام،  أقتربت الممرضة من اصوات الصراخ لتجد الطبيب منكب على وجهه غارقا في دمائه وصوت السيدات وعويلهم من خلف الأبواب يرج في المكان،  عادت للخلف من هول رؤيتها للمنظر،  تجمهر عدد كبير من الممرضين والأطباء،  إقترب احد الاطباء من الجثة لكي يفحصها ويتأكد من محاولة اسعافها، مد يده قابضا على اليد المقابلة له،  تحركت الجثة في محاولة للاعتداء أثناء حركت يدها،  تراجع الجميع للخلف، علت الشهقات والصراخ لرؤية وجهها،   حاول الطبيب الذي علّ ملامحه الصدمة التماسك وقياس النبض فإذا به مفارقا للحياة،  التفت يمينا ويسارا بحثا عن أحد يساعده فإذ برفيقه يوقفه قائلا: 

- انتظر قليلا لا تحرك شيء سنخبر الشرطة. 

ايده الجميع ثم تحرك احدهم طالبا الشرطة ولازال الجميع يلتفون حول الجثة. 


❈-❈-❈

وصلت امام البناية القاطنة بها، تحركت قدمها امام أول درجة من الدرج فإذا بها تلتفت يمينا ويسارا في محاولة منها لتركيز،  زاغت عينها في كل مكان ثم ارتفعت يدها علي اذنها في محاولة منها لإسكات تلك الأصوات التى تنتابها كلما وصلت هنا،  تحركت بضجيج مستمر برأسها،  فتحت باب المنزل فإذا بها تسمع أصوات من الداخل،  تقدمت في هدوء ومحاولة التركيز عن ماهية تلك الأصوات،  حركت يدها على الباب حتى ظهر من الداخل رجل يعانق سيده على الفراش في وضع حرج، على صوت انفاسها وتشوشت الرؤية أمامها،  زاغت عيناها عن ما تراه وفرت دمعة من عينيها اليسري،   وصلت واقفه لحظات في تلك البقعة التى جعلتها لا تدرك ما هى مكانتها فى ذلك البيت،  عادت الى المطبخ ببطء يتنافى مع سعير فؤادها المشتعل حتى استلت سكينا من أحد الأدراج عائدة به إليهم، في لحظات كان الرجل يصرخ فزعا من رؤيتها أمامه وملامحه زادت احمرارا من شده الخوف،  بينما السيدة الأخرى كانت تخبيء جسدها بين ثنايا الفراش،  اقترب الرجل منها في محاولة منه لسكونها الذي يعلمه قائلا بصوت يترجاها ان تهدأ: 

- حبيبتي لما أنتِ واقفة هكذا،  ضعي السكين ارضا سيجرحكِ. 

نظرت إليه قائلة بصراخ: 

- من أنت وما الذي اتي بك هنا؟ 

جف حلقه من هول الصدمة وغز العرق جبهته ثم قال بصوت متلجلج: 

- انا زوجك عامر. 

صرخت به وهى تقترب منه بغليل ظهر على ملامحها قائلة: 

- كاذب عامر ليس هنا،  أنك ذلك الشبح الذي يطاردني في كل مكان سأنتقم منك حتى لا تعود مرة آخرى. 

مع سكونها كانت لحظة سكون عامر بين يديها و صوت انفاسها الذي بدأ بالهدوء مثل ما حولها،  بينما تحت تلك الاغطية كانت السيدة شاهدة على كل شيء يحدث في المكان،  شعرت بعينان تراقبها في الغرفة،  التفتت يمينا في محاولة منها للبحث فإذا بها تجد جسد يهتز من أسفل الغطاء،  اقتربت جاذبة الغطاء ومعه ظهر صراخ شق السكون،  هجمت عليها هى الاخرى لتنهي حياتها في ثوان. 

جلست بجواره حاضنة تلك الاريكة تحادثها قائلة: 

- لقد اشتقت اليكِ ابنتي،  أين كنتِ تلك الايام فقد افتقدتكِ. 

طرقات على باب المنزل واصوات اهتز لها ارجاء المنزل فإذا بالشرطة امامها ومعها الطبيب يقفون امامها في زهول،  من حديثها مع الاريكة استدار اليهم الطبيب قائلا بصوت هادى: 

- انها مريضه بمرض نادر شخصه الطبيب عابد قبل رحيله ب توهم كابجراس. 

اقترب الشرطي ومعه الجميع يفحصون البيت ليصعقن من طريقة قتلها لتلك الجثث،  حيث كانت جثة الزوج مفقوعة العينان والسكين يتخللها كأنها تعاقبه على شيء وحدها هي من تعلمه. 

تحرك الشرطي ناحية المنزوية على الأرض،  رفعت عينيها التى احطها الضباب،  وجدت سكينه ممدودة ناحيتها وصراخ وعويل وأصابع الاتهام موجه اليها، رفعت يدها علي اذنها تحجب تلك الأصوات عنها،  تحركت من مكانها بعدما شعرت أنها محاصرة من كل جهة، وقفت ثم بدأت بتخليل شعرها وجذبه حتى بدت بحالة من الهستيريا،  تحركت بسرعة كبيرة جاذبة تلك السكين من الجثة في محاولة منها للانتحار،  لكن قبل ان يجذب الطبيب يدها كانت السكين اخترقت عروق رقبتها مما جعل الحضور تشخص ابصارهم من هول الصدمة. 


تمت بحمد الله

لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة