-->

قصة قصيرة جديدة لأجلك اعتزلت النساء لأسماء المصري - الفصل 1 - الجمعة 2/8/2024

 

قراءة قصة لأجلك اعتزلت النساء كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






قصة قصيرة لأجلك اعتزلت النساء

قصة جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أسماء المصري

تم النشر يوم الجمعة

2/8/2024

الجزء الأول 

لحظات من العمر مرت، حلوها ومرها ولكن الشيئ الأهم هو تخطيها معا، يداً بيد وروحا معلقة بجسد شريك الحياة حتى نجتاز الصعاب وبعدها نتذكرها فقط عندما نجلس لندردش سويا كروح واحدة بجسدين.


ترقبت عودتهما بفروغ صبر فهي ﻷول مرة تبتعد عن توأم روحها وصديقتها الصدوقة كل هذه المدة إلا بأوقات قليلة جداً، وقفت تبتسم لهما وهما يدلفا من بوابة القصر شابكي أناملهما بعضها البعض فهرعت ترتمي بحضن نرمين فتركت الأخيرة يد زوجها لتبادلها الحضن وتربت عليها:

-وحشتيني أوي يا سو.


ابتعدت ياسمين ورمقت ذلك الواقف بنظرة حادة وهي ترد عليها:

-وأنتي أكتر يا نرمو، لولا إصرار يزن على سفركم مكناش بعدنا عن بعض كل الفترة دي.


ابتسمت لها وتحركت للداخل ويزن يتسائل غير عابئ بتلميحها الظاهر للعيان:

-فارس لسه مجاش ولا ايه؟


ردت ممتعضة منه:

-على وصول.


أومأ مبتسما وهمس لزوجته:

-هقف في الجنينه استناه لحد ما ييجي وانتي خدي راحتك.


خرج فالتفتت لياسمين تعاتبها:

-ليه كده بس يا سو؟ انتي كل مكالمه أو فرصة لازم تعامليه بالشكل ده!


ردت متجهمة وحزينة:

-مش هو السبب في بعدك عننا وسفرك...


قاطعتها نرمين فورا:

-ﻷ مش هو السبب يا ياسمين، انتي عارفه كويس مين السبب بس خلاص مش مهم بقى الكلام ده وادينا جينا أجازه بعد كام شهر اهو بسبب زن مامته وماما.


أخرجت ياسمين زفرة اعتراض:

-بس عشان زنهم يا نرمو! بجد الله يسامحك عشان أنا مش عارفه أعيش وانتي بعيده بالشكل ده وزعلانه أوي إننا اتفككنا كده ولولا إصرارك ففارس عمره ما كان يوافق انكم تبعدوا.


تذكرت بعض الأحداث التي مرت عليها قبل وبعد زفافها جعلت يزن يقرر الابتعاد تماما عن كل المشاكل التي قد تواجههما إن استمرا بالمكوث برفقة العائلة فردت عليها تحاول كتم حزنها بداخلها بسبب افتراقها عن عائلتها:

-انتي متخليه اني مبسوطه ببعدي عنكم؟ حتى يزن كان مفكر إن مامته هتيجي معاه بس طبعا انتي عارفه انها رفضت وقعدت مع آسر ومراته بس في النهاية البعد كان في مصلحة الكل عشان المشاكل.


ربتت ياسمين عليها:

-بس فارس حل المشاكل دي كلها يا نرمو، أولا علاقتك بچنى كويسه جدا من قبل الفرح وخلاص تقريبا رجعتوا صحاب وبالنسبة لمازن أنا شيفاه عايش مبسوط معاها وزي السمن ع العسل خصوصا بعد ما ولدت البيبي التاني.


هزت رأسها توضح:

-المشاكل مكانتش بيني وبين چنى ولا حتى مازن، انتي عارفه طنط دينا وماما بقوا حديد على نار هما الاتنين.


قاطعتها ممتعضة:

-واللي في النص هي شيري يا نرمين عشان المشاكل بين حماتها ومامتها، لكن انتي بره الموضوع.


ضحكت على سذاجة توأم روحها:

-لو كنت فضلت كانت مامة يزن دخلت في الحوار وزمان العيلة كلها مولعه.


تنهدت ياسمين بعدم ارتياح:

-فارس قدر يسكت طنط دينا واعتذرتلك وبرده هي أسلوبها رجع زي زمان بعد مازن ما خف ورجعت طنط دينا الجميله اللي الكل بيحبها ومش شايفه حاجه في حياتها غير احفادها وولادها وشغلها، بس طبعا طنط هدى هي اللي في كل تجمع لازم تعمل مشاكل وفارس مش عارف يعمل معاها ايه.


ضحكت الأخرى:

-ماما محدش يقدر عليها من البشر غير فارس يا ياسمين، ولو هو ساكت عليها فطبعا عشان خاطرك بس ف النهاية انا مرتاحه كده.


زفرت باستسلام وتوجهت للخارج عندما استمعت للبوابة تُفتح ودلف فارس ومعه يزن:

-عيب والله الاقيك واقف بره كده ده بيت أخوك.


ابتسم يزن بتكلف:

-الاصول متزعلش حد، المهم إن ليك وحشه والله.


جلس اربعتهم على مائدة الطعام فهتف فارس متسائلا:

-هتحضر سبوع هادي ابن مازن؟


صمت الآخر وكأنه يفكر برد ولكن فارس علق عليه:

-مظنش لسه النفوس شايله من بعضها ولا ايه؟


نفى الأخير فابتسم فارس:

-هيفرح لو لقاك داخل عليه السبوع وبرده أكيد نرمين عايزه تبارك لچنى مش كده؟


انتهوا من تناول الطعام فجلس كل اثنين بركن لينفردا بعضهما البعض وتحدث فارس بصوت منخفض قليلا:

-قولي بقى هتفضل منفصل عن العيلة كده لحد امتى؟ الشركة محتجاك يا يزن وبالرغم إن آسر وساجد قايمين بالواجب بس وجودك كان فارق كتير في أداء الشركة والموظفين كمان وغير كده انا عايز اتفرغ لشركة السيارات وهخلي مازن لوحده في الفهد ازاي وهو لسه صحته مش تمام.


فهم تلميحه بترك إدارة الشركة المملوكة له وحده ليده:

-هو انت عايز تسيبلي إدارة الفهد؟ طيب العالمية وشركة العيلة وليا فيها أسهم انما انا دخلي ايه بالفهد؟


ابتسم يوضح:

-لو ع الأسهم تقدر تشتري في الفهد براحتك زيك زي اي مستثمر


أخرج يزن زفرة طويلة منفسا عن حزنه:

-الوضح ميسمحش دلوقتي وخصوصا إن المكتب بتاعي في ايطاليا لسه يادوب بيقف على رجله و...


قاطعه فارس بحدة قليلا:

-حته مكتب أصغر من أصغر فرع للعالمية، هو ده اللي هامك، ومالك ومالي ومال العيلة اللي كان في امانتك مش مهم؟ انتي فاكرني أهبل.


نفخ هواءً ساخنا بامتعاض فهدر به فارس:

-يا بني المشاكل العائلية متتحلش بالهروب، خلاص انت عملت اللي عايزه وبعدت شويه والدنيا هدت وومبقاش في داعي ابدا تبعد.


لم يعقب عليه فوجده يأمره بنفس العجرفة التي لم يعتادها أبدا:

-أنت تريح يومين وبعدها تنزل العالمية من تاني لحد ما أشوف هعمل ايه في مجموعة الفهد.


وقف منتفضا ورافضا:

-ﻷ يا فارس، السبب الأساسي في بعدي هو أنت على فكره مش مشاكل حماتي وطنط دينا ومازن وكل الهري ده.


تجهم وجه فارس ناظرا له بحيرة والآخر يضيف:

-تحكمك في كل اللي حواليك مخليني رافض التبعية بتاعتك، مش قادر يا أخي ابقى تابع ليك زي باقي العيلة ولا عارف ابلع الأوامر والإهانات والغرور بتاعك ولو فضلت هنا هنخسر بعض.


صمت فنظر له فارس مطبقا فمه بقوة ومحاولا بلع حديثه وتكلم أخيرا:

-تحب تشيل انت مسؤلية العيلة وابعد انا عن الصورة زي ما بعدت عن مجلس إدارة العالمية وزي ما ناوي أبعد عن الفهد؟ أنا بصراحه تعبت من موضوع كبير العيلة ده وتعبت من الشغل فلو شايف نفسك تقدر تحل مكاني أنا هسيبلك الجمل بما حمل وانا مبسوط ومرحب بده عشان أعيش حياتي بقى.


رفض يزن محتدا:

-وأنا اشيل العيلة فوق دماغي ليه، ما كل واحد يشيل شيلته و...


قاطعه فارس صائحا:

-يعني لا عايز تشيل ولا عايزني أنا اشيل اومال نسيب العيلة تغرق؟


نفى موضحا:

-لسه قايل كل واحد يشيل شيلته يا فارس.


ضحك الأخير بصخب واستهزاء:

-عيلة زي الفهد لما اتسابت من غير كبير اوشكت على الافلاس ﻷن المركب ام ريسين بتغرق فما بالك بقى لو كل واحد مشى اللي في دماغه يبقى العيلة هتتفتت وكله يقول يلا نفسي والاكيد انها هتقع، العيلة لازم لها كبير يفكر ويحل فلآخر مره بسألك، تشيل انت الشيلة وابعد انا وارتاح؟


رفض بحركة طفيفة من رأسه فعقب عليه:

-أنا عارف شخصيتك كويس يا يزن، أنت شبهي وصعب تقبل بالتبعية أو إن حد يقودك وده أنا راعيته من أول لحظه وسبتلك رئاسة مجلس إدارة العالمية عشان متحسش اني بمشيك ومع ذلك انت حتى مش قابل اني ابقى كبير العيلة، فأنت عايز ايه بالظبط؟


لم يرد فتابع فارس:

-وجودي على راس العيلة دي عشان يعمل اتزان للكل لأن عيلة الفهد عيلة مش متزنه ودي حقيقة، وطالما رفضت تشيل ههمهم يبقى بوقك ميتفتحش بنص كلمه وتعمل اللي يتقالك عليه من غير نقاش، كل اللي اقدر اعمله عشان ميحصلش صدام بيني وبينك هو محاوله مني اخفف طبعي وانا بتعامل معاك وغير كده ملكش عندي حاجه.


صمت ونظر له يدقق بملامحه الواجمة وأضاف:

-هسيبك يومين ترتاح وتتفسح وتزور أهلك ومن يوم الحد بأمر الله تنزل الشركه وتمسك منصبك من تاني يا رئيس مجلس الادارة، مفهوم؟


غادرا من تلك الزيارة وعودة لعش الزوجية الذي لم يمكثا فيه سوى بضعة أيام قبيل سفرهما فجلس يزن متجهم الوجه وحزين ولاحظت هي بالطبع حالته منذ أن دلف سيارته حتى وصلا، فاقتربت منه وجلست على فخذيه وجهها مواجها له تحيط قدميه بساقيها وتستند بركبتيها على الأريكة.


ابتسمت فور أن تلاقت أعينهما ومسحت على وجهه برقه:

-ماله حبيبي؟ من ساعه ما خرجنا من عند فارس وأنت مكشر.


زفر متنهدا:

-تحكمات الباشا على الكل وعليا بالتحديد، مصر يخليني تحت طوعه.


سألته بتعبيراتها ولا تزال تجلس نفس الجلسة، ولكنها بدأت تتحرك حركات بدت عفوية ولكنها بعيدة كل البعد عن ذلك وبالطبع هو يعلم تماما مقصدها فابتسم وقبلها من عنقها وتكلم بصوت مكتوم إثر تقبيله لها:

-نزل فرمان برجوعنا ونزولي الشغل من يوم الحد.


ابتعدت عن لمساته ونظرت له بضيق:

-يعني ايه الكلام ده؟ وشغلك اللي في ايطاليا وبيتنا اللي هناك و...


قاطعها بحدة:

-ومن امتي فارس بيفرق معاه حاجه، هو شايف إن كل ده ميهمش قصاد مصلحة العيلة.


انحنت تقبله من تجويف رقبته وابتعدت تغمز له:

-سيبك منه واعمل اللي يريحك وبس، مش ده اللي اتفقنا عليه!


وضع راحته على وجهها وداعبه متسائلا:

-أنتي بجد مرتاحه في ايطاليا؟ من غير لا اصحاب ولا أهل ولا...


قاطعته واضعة كفها على فمه:

-يمكن في الأول كنت مضايقه ومفتقده أهلي بس الموضوع بييجي بالتعود واحنا بقالنا 6 شهور وخلاص اتعودنا ومع ذلك أدينا جينا أهو زياره قبل ما يمر سنه حتى على سفرنا.


قبلها قبلة عميقة فبادلته إياها وابتعد يتمتم:

-ربنا يقدم اللي فيه الخير.

❈-❈-❈


نزلت الدرج ببطئ ممسكة ببطنها فهرعت دينا صوبها بلهفة:

-چوچو، قومتي من السرير ليه؟


ردت مبتسمة بعد أن عادت دينا لسابق عهدها معها ومع الجميع:

-عايزه اتمشى شويه يا طنط، معقول هقف في السبوع محنيه كده ومش قادره اقف عدل.


ربتت عليها توضح:

-عشان والده قيصريه يا چوچو وكمان جرح الولاده متعب عشان مكانش لحق يرتاح من بعد ولادة مودي..


جلست على أقرب مقعد ببطئ تسندها حماتها وجلست بجوارها:

-الحمد لله انا مش تعبانه وعايزه أعمل سبوع لهادي متعملش  زيه في العيلة كلها ولا هيتعمل.


قبلت وجنتها وربتت على كتفها هاتفة بفرحة:

-ربنا يفرحك ويفرح ابني واشوف ولادكم بيجروا حواليا يارب..


عقبت عليها:

-عقبال بيري يا رب، هي لسه رافضه العريس اللي اتقدم لها؟


أومأت تهز رأسها باستسلام:

-من ساعة الشاب اللي كانت بتحبه ده ما سابو بعض وهي رافضه أي ارتباط وبتقولي أنا مش هتجوز جواز صالونات وبقيت مش لاقيه حل ولا لاقيه حد تسمع له.


تنفست بحزن فعلقت عليها چنى:

-خلى ياسمين تكلمها، هي بتحبها وبتسمع لها يمكن تقدر تقنعها تقعد مع العريس مره تانية.


وافقتها وصمتت تنظر لبكريها الذي دلف لتوه من العمل فاقترب منهما وقبل رأس والدته وأتبعه بتقبيل جبين زوجته وسألها مبتسما:

-الولاد كويسين؟ ناقصكم حاجه عشان السبوع؟


نفت برحكة من رأسها وهي تحتضن خاصرته ومع فارق الطول بالكاد استطاعت أن تحتضن خصره:

-ربنا يخليك لينا.


جلس مجهدا وتمتم ساخرا:

-فارس عمال يقطم فيا ويقولي بدل السبوع والكلام الفارغ ده كنت عملت عقيقة لهادي ومودي أحسن.


علقت عليه والدته:

-حتى ابوك قال كده، بس قولتله چنى نفسها تفرح ولو عايزين تدبحوا وتوزعوا على الجوامع مفيش مشاكل.


هز رأسه موافقا على اقتراحها:

-واله فكره حتى لو اتوزعت بعد صلاة العشا لإن غالبا مش هحلق الاقي شيفات تلحق تدبح وتسوي اللحمه.


قبلته زوجته من وجنته:

-لو كلمتهم دلوقتي ممكن يلحقوا وخليهم يبعتوا للجوامع اللي في المناطق الشعبية زي فارس ما عمل وقت ولادة جاسر.


نهض بعد أن أخرج نفسا طويلا استعدادا للخروج:

طيب اما أروح الحق واشوف هعمل ايه.

❈-❈-❈


نهجت بأنفاسها واستندت على كتفه وهي لا تزال تجلس على فخذيه ومسح هو على ظهرها ممتنا لما توفره له من سعادة وراحة بال ولكنه دائما ما يشعر بحزنها الخفي الذي تحاول دائما إخفاؤه عنه فتكلم بصوت منخفض ورقيق:

-مش هتبطلي تفكير في الموضوع إياه؟ كل ما نبقى مع بعض بحس كأنك بتاخدي الوقت الحميمي سبب عشان تضايقي نفسك بالتفكير.


ابتعدت عن حضنه ووقفت ترتدي ملابسها وتمتمت بحزن:

-عشان أنا متأكده إن عندي سبب يمنع الحمل، ما هو مش معقول بعد جواز أكتر من 6 شهور وبرده مفيس حمل.


رمقها بنظرات متفحصة وهتف ممتعضا:

-أنا قولت لك لو عايزه نكشف تعالي نروح ورفضتي، وقولت لك حتى لو ربنا مش كاتب لنا الخلفه فأنا راضي، أنا مش فاهم مالك زعلانه ليه والموضوع كله بأيد ربنا.


بكت توضح:

-منا خايفه يطلع عندي حاجه يا يزن وساعتها أنا مش هقبل اظلمك معايا أكتر من كده، مش كفايه اتجوزتني وأنا مطلقه وأنت مسبقش ليك الجواز و...


قاطعها ناظرا لها بحدة:

-أنا مش قولتلك 100 مره مش عايز اسمع منك الكلام ده تاني، أنتي ليه مصره نزعل من بعض ونشيل من بعض من غير سبب يا روحي، انا بحبك ومش فارق معايا الخلفه.


هتفت فورا تقاطعه:

-بس فارق مع مامتك وماما وكل العيلة اللي كل ما حد يكملني يسألني مفيش حاجه جايه في السكه، وخصوصا بقى اللي عاصروا جوازتي وبرده كان في تأخير وأنا...


كم تثيره بحديثها المستمر عن زواجها المنتهي من ذلك النذل الحقير وكم يشعر بالغيرة تحرقه كلما تذكر أنه لمسها وقبلها وضاجعها كما يفعل هو وبالرغم من تفهمه وتقبله لمسألة طلاقها إلا أن غيرته كلما فتحت ذلك الموضوع تجعله يصعد للسماء بفعل دخان جسده الناتج عن نيرانه الموقدة بداخله:

-للمرة المليون يا نرمين لو عايزه نكشف يلا بينا وكويس اننا في مصر عشان متبقيش لوحدك واخواتك البنات يكونوا معاكي عشان لو طلعت النتيجه زي ما انتي متوقعه يبقوا جنبك.


لمعت عينيها بالألم:

-ده أنت متاكد بقى من توقعي!


نفى برأسه موضحا:

-أنا لا متاكد ولا شاكك ولا فارق معايا من أساسه بس أنتي اللي مش مريحه نفسك، وخلاصة الكلام ده يا نرمين عشان بس تعرفي رأيي.


صمت واقترب منها واحتضنها يربت على ظهرها بحنين:

-انا بحبك اوي ومش فارق معايا حمل وخلفه والكلام ده كله، بس في نفس الوقت عايز اريحك عشان كده بقولك روحي اكشفي ولو طلع في حاجه تتعالج نبدأ خطوات العلاج عشان تحملي وتحلي عن دماغي، طلعتي سليمه والتأخير عشان ربنا عايز كده يبقى تبطلي زن ونكد ملوش داعي.


عقبت عليه باكية:

-ولو طلعت مبخلفش اصلا؟!


جعد جبينه زاما شفتيه بحنق:

-بتدوري على النكد بشكل غريب، مبقاش في حاجه صعبه على العلم إلا في حالات قليله جدا ولو لا قدر الله طلعتي من الحالات دي يبقى إرادة ربنا يا نرمين، وبعدين تعالي هنا قوليلي، هو لو طلعتي سليمه والعيب فيا هتعملي ايه؟


ردت فورا بدون تفكير:

-ولا حاجه، بس انت يحق لك تتجوز...


قاطعها ضاحكا:

-وأنتي يحق لك تتجوزي.


اتسعت حدقيتها:

-اتجوز ازاي وأنا على ذمتك؟ 


ضحك يشاكسها:

-عادي ما انتي تطلقي وتتجوزي غيري وتخلفي بقى وتتبسطي.


رفضت بتعابيرها:

-أنا عمري ما أفكر اسيبك واتجوز غيرك.


غمز لها يحتضنها:

-وانا كمان عمري لا افكر اسيبك ولا اتجوز غيرك فشيلي الأفكار دي من دماغك أنا لا هطلقك ولا هتجوز عليكي ولو طلع في سبب لعدم الخلفه فربنا كبير، نطمن الاول وبعدين كل حاجه بايد ربنا..


هتفت تتضرع للسماء:

-يارب.



الصفحة التالية