-->

قصة قصيرة جديدة لأجلك اعتزلت النساء لأسماء المصري - الفصل 5 - الجمعة 2/8/2024

  

قراءة قصة لأجلك اعتزلت النساء كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






قصة قصيرة لأجلك اعتزلت النساء

قصة جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أسماء المصري

تم النشر يوم الجمعة

2/8/2024

الجزء الخامس 

اسمع قلبي وشوف دقاته..

تعرف حبي من نغماته...

ليه تسألني وتحيرني..

اسمع قلبي وشوف دقاته تعرف حبي..

اسمع..

اسمع قلبي...


ظلت تدندن كلمات الأغنية وهي تضع الطعام بالأطباق وتتراقص بخصرها المهلك لرجولته يمينا ويسارا وهو يقف خلفها يراقبها ويسجل كل حركة عفوية منها وكانه يراها لأول مرة، وكل هذا وهي لم تنتبه حتى الآن بمراقبته لها.


في كلمه عايزني أقولهالك أنا عرفاها..

مهما تحاول ريح بالك مش قيلاها..

اسأل قلبي عن اسراره مش بيخبي ولا بيداري..

ليه تسألني..

هتحيرني..


اقترب منها وحاوط خصرها فتوقفت فجأة عن الغناء عندما دفن رأسه بعنقها يشتم عبيرها المسكر لحواسه وهمس دافعا أنفاسه داخل أذنها:

-بحبك يا سلطانه، كملي وقفتي ليه؟


التفتت بعد أن تركت ما بيدها تهمس بخجل:

-الخدم واقفين.


غمز لها يشير بنظراته للمطبخ الفارغ تماما من العاملات:

-الخدم كلهم خرجوا من لحظة ما جيت، واضح إن الاغنيه واخده كل تفكيرك يا روحي.


تعلقت بعنقه تتدلل عليه:

-قصدك اللي بغنيله الاغنيه هو اللي واخد تفكيري وعقلي وقلبي كمان.


قبلها قبلة عميقة مؤججة للمشاعر وبادلته شغفه بشغف أكبر ولكنها سرعان ما تبدلت وابتعدت وقد شعرت بالغثيان على غير العادة فهرعت للمرحاض لتتقيئ وهي متعجبة من حالتها المتكررة في الأيام المنصرمة، فمتى شعرت بالتقزز من قبلته أو لمساته؟


تبعها ووقفت يسندها متسائلا بتعجب:

-ايه اللي حصل؟ بقالك فاره على كده!


هل تخبره أنها شعرت بالتقزز من قبلته؟ بالطبع لم تستطع إخباره بذلك فادعت كذبا:

-أنا شكلي داخله على دور برد محترم.


لم يبتاع حديثها فزغر بعينه اليسرى:

-برد ايه في عز الصيف وكنتي زي الفل من شويه، دي مش اول مره يحصلك كده لما اقرب منك، اوعي تكوني حامل.


نفت على الفور:

-ﻷ طبعا، اللوب مستحيل يحصل معاه حمل يا حبيبي.


احتضنها فاستنشقت رائحته التي دائما ما تثيرها وعلى غير العادة أصابتها بالغثيان مجددا فحاولت الابتعاد قبل أن يلحظ ولكنه شعر وتجهم وجهه هادرا:

-ايه حكايتك؟ أنتي قرفانه مني؟


ابتعد يشم نفسه متعجبا:

-أنا ريحتي وحشه ولا ايه؟


ردت تبتلع ريقها:

-ابدا يا حبيبي، أنا بقالي يومين بشم ريحه مش حلوه مش منك خالص، خايفه تكون كورونا.


سحبها داخل حضنه وقبلها من وجنتها:

-بعد الشر، وبعدين أعراض الكورونا حاجه تانيه انما دي أعراض حمل يا روحي مع انك أول مره تقرفي مني أنا شخصيا، قبل كده كنتي بتقرفي من الأكل او انواع روايح معينه.


سحبت الطبق وأشارت له ليسحب غيره وخرجا معا:

-أنت خلاص اتأكدت اني حامل! الوسيلة بتاعتي نسبة الحماية فيها أكتر من 90%.


وضعت ما بيدها على المائدة وجلست بجواره وهو يؤكد:

-برده أنا شاكك من فتره انك حامل وتقريبا انهارده اتأكدت، خلينا نروح نطمن أفضل.


وافقته وصعدت معه لجناحهما بعد أن تناولا الطعام ولعبا مع صغيريهما قليلا وعندما حاول أن يأخذها بحضنه نفرت منه مجددا فزفر بضيق وتوجه للمرحاض:

-هاخد شاور بالشامبو بتاعك يمكن تستحملي ريحتي عشان مش هقدر أنام بعيد عنك.


خرج بعد وقت ملتفحا بمنشفة عريضة وجلس يرتدي ملابسه وهو يخبرها:

-اعملي حسابك بكره نروح المستشفى عشان الوضع ده مينفعش يستمر كتير.


ضحكت من امتعاضه الذي بدا طفوليا واقتربت منه تقبله فأحكم ذراعيها على خصرها وعمق من قبلته وهي تحاول دفعه بعيدا ولكنه كان صلب أمامها وابتعد يتنفس بإثارة:

-الله يسامحك بجد، في حد يقرف من جوزو حبيبو برده؟


استلقى على الفراش وسحبها داخل حضنه وسألها:

-ريحتي مضيقاكي كده؟


نفت بحركة من رأسها وأغلقت عينيها وذهب بسبات عميق.


استيقظت على حركته بالجناح صباحا فهمست بخمول:

-أنت رايح الشركة؟


نفى موضحا:

-رايح المصنع أشوف النموذج بتاع الطيارة الأخير ده ع الله يتوافق عليه عشان بدأت ايأس.


تركت الفراش وتعلقت بعنقه:

-حبيبي، فارس الفهد عمره ما ييأس بس أنت سيبها على ربنا.


رد مقبلا عنقها:

-ونعم بالله، هستناكي تعدي عليا ع الساعة 4 عشان نروح للدكتورة.


بالفعل مرت عليه وذهبا سويا وقامت الطبيبة بالكشف عليها فابتسمت ونظرت لفارس الواقف بجوار شاشة الأشعة التلفزيونية يركز بصره بتلك البقعة السوداء الذي يعلمها تمام العلم وسألها مشيرا للشاشة:

-ده حمل مش كده؟


أومأت الطبيبة مؤكدة:

-حمل غالبا هيكون في 3 أسابيع.


تعجب وسألها:

-ازاي حصل مع وجود وسيله فعاله كده؟


أجابته تركز الجهاز على بطنها:

-حضرتك اللوب متحرك من مكانه أهو وده اللي سبب الحمل، طبعا وﻷن الهانم مش متابعه معايا بصفة دورية فمقدرناش نلحق الوضع.


زفر أنفاسه فسألته ياسمين بحزن:

-أنت زعلان اني حامل؟


نفى مبتسما:

-لا يا روحي بس أعراض الحمل المرة دي جايه بدري وجامدة كمان مش عارف ليه.


ردت الطبيبة:

-جايه بدري وجامدة ﻷنهم توأم يا باشا.


اتسعت حدقتيه ولمعت عيني زوجته وهي ترتفع بجسدها لتنظر للشاشة متسائلة بعدم تصديق:

-بجد؟ توأم! انتي متاكده يا دكتورة؟


أومأت وهي تحرك ذراع الجهاز على بطنها:

-ده الكيس الأول أهو وده التاني اللي قريب من اللوب.


سألتها بخوف:

-اللوب ممكن يأذي البيبي ده؟


حركت رأسها بمعنى ربما:

-ممكن ﻷنه قريب منه جدا.


صاح فارس على الفور:

-طيب ما تشيليه.


وضحت له بهدوء فهي كما تعلم حالة مريضتها جيدا تعلمه هو أيضا تمام العلم:

-مينفعش يا فارس باشا، لو حاولنا نشيله ممكن نعرضها لخطر الإجهاض عشان كده هيتساب لحد الولاده وهناخد بالنا كويس وإن شاء الله ميحصلش حاجه.


ابتسمت ياسمين بفرحة:

-هجيب توأم زي شوشو ونرمو.


بالطبع تعلم الطبيبة جميع من ينتمون لتلك العائلة، وتعلم أيضا أن من تتحدث عنهما هما توام متماثل فنفت موضحة:

-مدام شيرين ومدام نرمين توأم متماثل أنما دول توأم مختلف.


نظرات الفضول الخارجة من عينيه جعلتها توضح دون حاجته لسؤالها:

-يعني ممكن يطلعوا ولد وبنت أو ولدين أو بنتين بس الاكيد أنهم مش هيبقوا شبه بعض.


صفقت براحتيها كالاطفال:

-الله، أنا فرحانه اوي كان نفسي طول عمري أخلف توأم.


قبلها من رأسها وابتعد يسأل الطبيبة:

-في حل لحالة القرف والغثيان اللي بتجيلها كل ما أقرب منها؟


نفت وهي تحاول أن تخفي ابتسامتها التي بدت له متشفية:

-للأسف الوضع ده ممكن يستمر طول فترة الوحام، وممكن ينتهي بعد الشهر الثالث وممكن يستمر لحد الولادة، كل حمل وله ظروفه.


ضغط على أسنانه وهي تطنب بشرحها:

-الحمل الأول كان جايلها بغثيان صباحي في فترة الوحام وانتهى ومظنش كانت في موانع للمعاشرة الزوجية خالص، والحمل الثاني مكنش فيه غثيان خالص بالرغم انها كانت بنت بس كان في زلال طول فترة الحمل، والمرة دي الواضح إن الغثيان من روايح معينة فممكن حضرتك تجرب تغير البرفان بتاع حضرتك يمكن وقتها تتحمل الروايح.

❈-❈-❈

بعد مرور أربعة أشهر

ارتمى بجوارها يلهث من فرط نشوته:

-أصعب شهور عدت عليا بجد والحمد لله انها عدت عشان كنت ناوي اتجوز عليكي.


ضحكت غير مصدقة لحديثه فارتفع ينظر لها بجدية:

-منا مكنتش ناوي اغلط يبقى الحل ايه.


ربتت على لحيته:

-حبيبي مستحيل يغلط بس برده مستحيل يلمس واحده غيري مش كده؟


قبلها قبلة عميقة وهو يهمس:

-ﻷجلك اعتزلت النساء.


قبلته فورا قبلة عميقة ولكنها لم تكتمل بسبب أصوات الشجار الدائر بالخارج بين صغيريها فقفز يرتدي ملابسه وهو يصيح متوعدا:

-هعلقهم الاتنين في النجفه لحد ما يبان لهم أهل.


ضحكت تحاول تداركه ترتدي ملابسها بعجالة:

-استنى بس بالراحه عليهم.


خرج كالبرق ينظر لهما بنظرات حادة أخافت الصغيرة فعادت للخلف أما جاسر فوقف أمام والده وكأنه رجل يتحداه:

-أنا مش قولت بلاش خناق مع بعض؟


هتف جاسر بصوت طفولي:

-يا بابي هي بتكسر لعبي.


اقترب منها ليوبخها ولكن عندما رأى خوفها بهذا الشكل انحنى فورا وحملها مقبلا إياها ومتذمرا:

-آخ منك أنتي مبعرفش ازعقلك خالص.


انحنت ياسمين تربت على رأس جاسر:

-معلش يا جسورة، شوف اللعبة اللي اتكسرت لو متنفعش خالص هخلي بابي يجيبلك واحده غيرها ويلا روح العب في اوضتك.


ارتفعت تنظر له بتحذير:

-بتفرق جامد في المعاملة يا فارس خد بالك ولا عشان بتعرف بتبلفك القرشانه دي.


قبل الصغيرة ملتهما عنقها وهي تضحك عاليا:

-دي روح قلبي دي مبعرفش اعمل معاها حاجه.


❈-❈-❈


جاءت اللحظة الحاسمة وهي تجلس تنتظر تحضيرها ﻷنجاب صغيريه وكالعادة اجتمعت العائلة التي كبرت كثيرا بالأبناء والأحفاد ولكن يهتم الجميع بما ينجبه كبيرهم.


تركت نرمين الرضيع الذي بيدها لزوجها واقتربت منها تطمئنها:

-متخافيش يا سو أنا هاخد إياد واروح اقعد مع شوشو عشان متتجننش من شقاوة الولاد، وكفايه عليها عياط مايان اصلا أنا مخلفة بنت تبوسيها تعيط تأكليها تعيط تلاعبيها تعيط.


عقب يزن وهو يداعب صغيره:

-هرمونات النكد بتاعة البنات بادئة معاها من بدري أوي، الحممد لله إياد  طالع هادي خالص مش شبهها.


ضحك الجميع على مزحته وظلوا يضحكون حتى دلفت الطبيبة وتبعها فريق التمريض استعدادا لدخول ياسمين غرفة العمليات.


لحظات بدت وكأنها ساعات وهو يجلس بجوار جدها يهز قدمه بلازمة عصبية ويهمس لنفسه كلما نظر لساعته:

-اتأخروا اوي.


ربت الجد على راحته:

-اهدى يا بني المرة دي توأم عشان كده اتأخروا، اهدى وكلها شويه وولادك ومراتك يبقوا في حضنك.


عقبت چنى على حديثه:

-يارب يا جدو.


اقتربت من أخيها وسألته كمحاولة منها خلق حديث ليلهيه:

-رسيتو على الاسامي ولا لسه؟


أومأ يخبرها:

-الولد جاد والبنت چودي.


ضحكت ناظرة لزوجها:

-كده فارس ناوي يسمي الولاد بحرف الجيم والبنات بحرف ال چ.


علق عليها فارس:

-غالبا كده.


وقبل أن يستمع لتعقيب الحضور خرجت الطبيبة تبتلع ريقها بتوتر ناظرة لفارس فتعجب من ملامحها الخائفة فتسرب الخوف لقلبه ووقف فورا يسألها بلهفة:

-في ايه؟ مراتي كويسه؟


أومأت تضغط راحتيها معا:

-الحمد لله.


عاد يسألها:

-والولاد حد فيهم تعبان ولا حاجه؟


نفت برأسها فصرخ بها صرخة أجفلتها:

-اومال في ايه؟


ردت تخبره مطرقة رأسها ارضا:

-أصل التوأم طلعوا ولدين مش ولد وبنت، وبجد مش عارفه ازاي ﻵخر لحظة كان ظاهر في السونار انهم ولد وبنت.


تنفس بحنق صارخا بها:

-حرام عليكي وقعتي قلبي في رجليا، ما يطلعوا زي ما يطعلوا المهم أنهم كويسين محدش منهم عنده مشاكل صحية.


أكدت مبتسمة أخيرا بعد أن اطمئنت أنه لن يوبخها على خطئها:

-ﻷ الحمد لله زي الفل ودكتور الاطفال معاهم كمان بيكشف عليهم عشان نطمن زياده.


سألها بلهفة:

-ياسمين فاقت؟


أومأت تخبره:

-بس لسه متعرفش إنهم ولدين.


ابتسم وتحرك صوب الرعاية الخاصة:

-سبيني وأنا أقولها.


دلف مقبلا رأسها:

-حمدالله ع السلامة يا روحي.


ردت بتعب:

-الله يسلمك يا حبيبي، البنج الكلي ده احسن بكتير من النصفي يا فارس، المرة الجاية عايزة بنج كلي برده حتى لو مش توأم.


ضحك عاليا وناظرا لها بتعجب:

-في واحده عاقله تبقى لسه مخرجتش من العناية المركزة وتكون بتفكر في الخلفة الجايه، انتي بجد؟


أومأت مبتسمة:

-طالما مفيش مشاكل صحية ليه ﻷ؟


سألته وقد انحنى يقبل رأسها:

-چودي طالعه شبهي ولا شبهك؟


ضحك يمسح على شعرها:

-مشوفتهومش لسه، جيت اطمن عليكي الأول بس في حاجه مهمه لازم تعرفيها.


نظرت مهتمة وهو يكمل:

-چودي طلعت ولد يا سلطانه.


لم تع ما أخبرها به ولكنها عندما فهمت تذمرت حزنا:

-ﻷ بجد انا جايبه كل الهدوم pink واللبس كله بناتي.


ربت على رأسها بحنان:

-ولا يهمك، كله يتغير عشان خاطر الفهد الجديد، المهم دلوقتي أختاري اسم بقى كفايه أنا اختارت اسم جاد.


ردت فورا وكأنها تعلم بإنجابها لصبي آخر:

-جود أنا كنت عايزه الاسم ده بس انت صممت على جاد فكده بقى عندنا جاد وجود.


قبلها قبلة عميقهدة بعنقها وهمس بحب:

-عقبال ما يكون عندنا امبراطوية جيم يا روحي وطالما قدها يبقى كل سنه عايز بيبي جديد ولو خستعتي يبقى هروح اتجوز عليكي بقى.


قوست فمها تنظر له بنصف عين ورددت كلماته:

-هو مش انت برده اللي قولت لي ﻷجلك اعتزلت النساء!


أومأ برأسه مقتربا منها يحتضنها بحب مرددا:

-سلطانتي الجميلة وياسمينتي الرقيقة فقط ﻷجلك أنت اعتزلت النساء.



تمت

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة