-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الخاتمة ج2 - 1 - الأربعاء 31/7/2024

  قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الخاتمة

الجزء الثاني

1

تم النشر يوم الأربعاء

31/7/2024

"خمائل الغرام بين السرج والثرى"


مثلما أذاقت العذاب لقلوب غيرها ها هو القدر يُذيقها من نفس الكأس، زوجها رغم رفضه أن ينزعوا عنها أجهزة التنفس الصناعي، ليس حبًا بها بل نوع من العذاب وهي يتحلل أعضاء من جسدها حتى تأكل الفراش من لحمها، كان لابد مت وضع نهايه وألنهاية كانت عادله، ستذهب لتتلقي عذاب أقسى من جراء أفعالها. 


وهنالك آخر ينتظر نفس الرحمه وهو قعيد الفراش بلا حول ولا قوة، الطمع فيما ليس له أفقده ما كان له، عُمر قد يعيشه بلا حركه أو رحمه تُرجي له. 

❈-❈-❈

بعد مرور عِدة أشهر 

صباحً

وقفت ثريا تنتظر تنظر الى ذلك التيرميتر الذي بين يدها  بترقب دقائق لا تمُر، حتى مر وقت نظرت بآسف من تلك النتيجة السلبية كعادة الشهور الماضية، شعرت بيأس كآن إمتثالها للعلاج وتعليمات الطبيبه لا تأتي بنفع،  ويبدوا أنها لن تجدي نتيجه، فها هي مثل الشهور الماضية ليست حامل... ألقت ذلك التيرميتر  بسلة المُهملات غسلت وجهها وتوجهت للخروج من الحمام 


بينما قبل لحظات  

فتح سراج  عينيه نظر لجواره لم يجد ثريا، تمطئ بيديه ونهض متوجهًا نحو حمام الغرفه 

توقف مُبتسمًا حين فتحت ثريا الباب، نظرت نحوه لكن حاولت إخفاء عبوسها، قبل سراج  إحد وجنتيها قائلًا: 

صباح  الخير صاحيه بدري أوي،لاء شكل وشك إنك منمتيش. 


تحججت بكذب: 

لاء نمت بس صحيت من شويه عندى قضيه شاغله راسي. 


إبتسم وهو يضمها قائلًا: 

قضية مهمة أوي كده، متقلقيش هتكسبيها. 


اومأت له ببسمه مُصطنعه قائله: 

إن شاء الله

على ما تستحمي هطلعلك غيار. 


أومأ لها مُبتسمًا وتوجه لداخل الحمام، أغلق الباب خلفه توجه نحو كابينة الإستحمام أنعش جسده بحمام دافئًا وخرج بعد دقائق توجه الى تلك المرآة بالحمام، وقف ينظر الى ذقنه النامية لكن مازالت مُشذبة، كاد يبتعد لكن دهس بقدمه على  تلك العلبة الورقيه،لفتت نظره، إنحنى وجذبها، كما توقع وهمس وهو يضغط على تلك الورقة بقوة ثم القاها بسلة المُهملات قائلًا: 

إختبار حمل... والنتيجة سلبية أكيد ده اللي مضايق ثريا. 

غص قلبه وتنهد وإتخذ القرار. 


بينما ثريا قلبها يئن بشوق وتوق أن تحمل بأحشائها نطفة تتحول جنينًا وتُصبح أمً كما تتمني...حاولت التغلب على ذلك الشعور الحزين ابدلت ثيابها بأخرى كذالك أخرجت ملابس لـ سراج التى سمعت صوت فتح مقبض الباب،نظرت نحوه ورسمت بسمة مُصطنعة،كي تُخفي آلم قلبها،كذالك سراج إبتسم لها بتلقائيه وقلبه مغصوص يعلم أن بداخلها حزينه لكن يكفي،مرت عِدة شهور وهي مواظبة على العلاج ولا يأتي بنتيجة،ربما هنالك حلًا آخر ربما يأتي بنتيجة أسرع...نظر نحو الفراش بعد أن تحدثت له:

طلعت لك غيار عالسرير،هنزل أنا بقي النهاردة اليوم هيبقى طويل ومحدش يساعد الحجه فهيمه غيري. 


إقترب منها وضم خصرها بين يديه محاولًا أن يجعلها تبتسم أبتسامة غير مُصطنعه قائلًا: 

مش كنتِ بتقولي عندك قضية مهمة. 


إرتبكت قائله: 

كنت فاكره ان القضية النهاردة بس إفتكرت إنها بعد يومين. 


ضمها قائلًا بحنان: 

للدرجه دى قضية مهمه وموتركِ كده. 


تتهدت مطولًا وإبتلعت ريقها قائله: 

مش متوتره، بس  هي فعلًا قضية مهمة أوي ودي جلسة النُطق بالحكم فى قضية إثبات جواز... ولسه لها موال تاني بإثبات نسب طفلة. 


بداخلها ذمت ذلك الجاحد الذي يتنكر لطفلته وهي تتمني مثل تلك الطفلة، ليت الحياة عادلة... وتعطي النِعم لمن يستحق. 


لاحظ سراح أنها سهمت فضمها قائلًا  بمرح: 

طب طالما مفيش عندك قضايا وفاضيه أنا بقول نستغل هدوء البدرية فى حاجه لذيذة.


رفعت وجهها تنظر له بإستفهام،لكن كان الرد تلك القُبلة التى تلاها قُبلات،وقُبلات ولمسات رقيقة جعلت عقلها حتى لو لوقت يغفو عن آسي قلبها،وهي تستجيب لخمائل الغرام التى تلتف بهما معًا تجعلهما مثل أغصان الشجر المُتسلقة التي تتلف حول بعضها تمتزج بأعناقها... لحظات... دقائق... كآنهما بغفوة بعيدًا عن مدار الأرض هائمان مثل العواصف تخترق وتتوغل بلا حساب بنسائم قلبهما، ليعودا بعد إرهاق لكن ليس وقت وإنتهي بل مشاعر مُتدفقة تشُق ينابيع عذبة وغزيرة تروي الظمأ.


تنحي عنها وتمدد بظهره على الفراش وجذبها على جسده،يجذب خصلات شعرها للخلف مُقبلًا جبينها وحاوطها بيديه ينظر الى عينيها العُشبية وتلك الأهداف السوداء،خصلات شعرها تتمرد مره أخري على وجهها،خصلات سوداء يتخللها بعض الشُعيرات الرمادية كآنها مثل خيوط النور تتخلل الظلام .  


قبل وجنتيها وهي  بداخلها للحظة كادت تُخبرهُ،أن فترة عدم إنجابها  قد تطول أكثر وأكثر ولما لا يخضعان للحل الآخر قد يؤتي بنتيجة أسرع، لكن هنالك شئ قيد لسانها وهي تضع جبهتها فوق صدره تتنفس مطولًا، ضمها سراج  وهو الآخر كاد أن يُخبرها بموافقته، لكن أراد مشاغبتها أولًا: 

كل ده نفس، إيه اللى معكر مزاجك عالصبح؟. 


كان سهلًا أن تخبره بما يؤرقها بكن إستخدمت المراوغة قائلة! 

قولتلك القضية مهمة أوي، القاضي لو حكم بصحة جواز  موكلتي، وقتها قضية نسب بنتها هتبقى سهله، مش عارفه  ده إنسان إزاي اللى يتنصل من جوازهُ، كمان بنته فى ناس غيرهُ مش لاقي ضافرها. 


غص قلب سراج  لكن سُرعان ما إندهش حين نظرت له وضعت يديها حول وجهه قائله: 

ما تدخل يا سراج  وتروح للراجل ده وتكلمه ودي يمكن عقله يرجع له ويرضي يعترف بـ بنته. 


ضحك سراج قائلًا بغرور: 

بسيطه وأخليه يرجع مراته كمان. 


تنهدت ثريا قائله:

هى وأهلها ممكن يوافقوا ترجع له وتعيش حتى لو خدامه،بس الحقير أساسًا إتجوز وعرفت إن مراته حامل هي كمان وبيقولوا حامل فى ولد عشان كده مش فارق معاه بنته واللى البنت اللى طلقها التانيه بنت ناس كمان قال إيه كان بيحبها وكان عاوز يتجوزها من الاول بس ضغطوا عليه،بس أرجع وأقول الغلط على أهل البنت إطمعوا إنها هتتجوز صغيرة من ناحية يتباهوا ومن الناحيه التانيه بيفكروا إنهم بيوفروا مصاريف تعليمها، بمبدأ فى دماغهم هتاخد آيه من تعليمها والتعليم بيخلى عيون البنات تفتح، تفتح  على إيه معرفش، الرك على تربيتهم، كتير بنات كملت تعليمها وبقت ما شاء الله لها قيمة،بس فى منهم قصاد ده إتأخروا فى الجواز او متجوزوش لانهم محتاجين رجال بمواصفات عقلهم...ده اللى فى دماغ بعض الناس كمان إنها هتبور،او توفير،او تباهي.


ضمها سراج قائلًا:

أيًا كان السبب لازم يعترفوا إن كل شئ نصيب وقدر.


لمعت عين ثريا قائله:

فعلًا...نصيب وقدر وإحنا ماشين عليه.


إبتسم سراج قائلًا:

انا نفسي مكنتش أصدق إنى آجي لهنا تاني وأقابل حورية الشمس اللى سحرتني ومن شِدة الرفض لقمة الرضا والعشق.


إبتسمت ثريا قائله:

بس خلى بالك لسعة الشمس وحشه جوي جوي. 


ضحك وبمباغته إستدار ليصبح هو بالاعلى إنخضت ثريا لكن سُرعان  ما تبسمت وتفوهت إسمه بدلال حين شعرت بأنفاسه وقُبلة على عُنقها: 

سراج... 


قطع بقية حديثها حين ضم شفتيها بين شفتيه بقُبلات، تجاوبت معه، لكن  قطع الغرام  سماعهم لصوت رنين جرس الشقة... رفع سراج  نفسه عنها بضجر، بينما تبسمت ثريا وهو ينهض يجذب ذلك المِعطف القطني وإرتداه وخرج من الغرفه، عاد لها نفس الفِكر مره أخري  وأمنية أن يكون لها أطفال، بل طفل واحد يكفي. 


بينما سراج فتح باب الشقه وتبسم لـ عدلات التى تنحنحت بحرج: 

صباح الخير يا سراج بيه، الحجه فهيمه بعتت عشان أخبر سيادتك إنها عاوزاك فى أوضة إيمان. 


تحير عقله لكن أجابها: 

تمام، عشر دقايق وهروح لها. 


غادرت عدلات، عاد سراج  للغرفه مازالت ثريا نائمه بالفراش سألته بإستخبار: 

مين اللى كان بيرن الجرس: 

أجابها: 

دى عدلات، بتقول ان مرات أبوي عاوزانى فى أوضة إيمان، هدخل أستحمى وأروح أشوف في إيه بدري كده. 


تبسمت ثريا قائله: 

خير، هو البنات بتبقى متوترة بس بتعدي. 


إبتسم سراج  وهو يدلف الى الحمام، بينما ثريا نهضت من الفراش عاودت إرتداء بعض ثيابها ودخل الى قلبها شعور آخر بالامل. 


الصفحة التالية