-->

رواية جديدة تعويذة العشق الأبدي لسمر إبراهيم - الفصل 21 - 1 - الإثنين 19/8/2024

  

قراءة رواية تعويذة العشق الأبدي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تعويذة العشق الأبدي

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سمر إبراهيم 


الفصل الواحد والعشرون

1

تم النشر يوم الإثنين

19/8/2024



في الليلة السابقة


يقف ممسكًا بلفافة تبغ يمسح المكان بثاقبتيه ينظر إلى الفوضى التي تعمه، فريق المعمل الجنائي يعملون كخلية نحل في المكان، هناك من يرفع البصمات عن المكان وآخرون يقومون بتصوير الجثة ومسرح الجريمة.


ألقى بلفافة التبغ أرضًا بعد أن أخذ آخر أنفاس بها ودعس عليها بقدمه ليقترب من إحدى زملائه محدثًا إياه بصوت منخفض وهو ينظر إلى رجل يقف مرتعدًا في أحد أركان الشقة:


- هو ده اللي اكتشف الجريمة؟


أماء له بموافقة وهو يعقب:


- أيوة يا فندم دا بواب العمارة وهو اللي بلغ.


أشار إليه فأتى الرجل مهرولًا وهو يتصبب عرقًا، رجل ريفي بسيط يبدوا أنه في العقد الخامس من عمره علامات الزمن قد حفرت على وجهه لتعطيه أضعاف عمره.


وقف أمامه متهدل الأكتاف مطأطئ الرأس متحدثًا ببتلعثم شديد:


- ت ت تحت أ أ أمرك يا سعادة البييه.


أشعل لفافة تبغ أخرى آخذًا منها بعض الأنفاس نافثًا إياها ببطئ وهو ينظر إليه بتفحص:


- إحكيلي اللي حصل بالظبط.


ازدرد بخوف وهو يجيبه بتلعثم:


- اللي حصل يا بيه الساعة ٨ كده وقفت عربية أبهة قدام العمارة ونزل منها واحد باين عليه العز ومعاه رجالة شكلهم كدا حراسة ودخلوا العمارة من غير سلام ولا كلام ولما نديت عليهم علشان أسألهم رايحين فين محدش رد عليا بس لما شوفت الأسانسير عرفت إنهم طلعوا الدور السادس اللي فيه شقة المرحوم بس مشوفتهومش وهما نازلين علشان الأستاذ أيمن اللي في الدور الرابع بعتني السوبر ماركت ولما رجعت بعد يجي ساعة ملقيتش العربية قصاد العمارة.


أخد نفس آخر من لفافته وهو يعقب:


- وبعدين يا ... انت قولتلي اسمك إيه.


أجابه مسرعًا وهو يربت بيده على صد.ره


- محسوبك إبراهيم يا سعادة البيه.


أشار إليه بيده الممسكة بلفافة التبغ وهو يعقب باقتضاب:


- كمل يا عم إبراهيم.


أكمل وقد تملك الخوف منه فلأول مرة طوال عمره يقف مثل هذا الموقف:


- بعد اللي حصل ديه بيجي ساعتين لقيت الأسانسير متعطل في الدور التامن إظاهر حد من السكان ساب الباب مفتوح واضطريت يا بيه وأمري لله إني أطلع أجيبه من فوق بس لما جيت عند الدور السادس شوفت الباب بتاع الأستاذ أحمد مفتوح على آخره الفار لعب في عبي يا سعادة البيه أصل مش بعادة يعني يسيب الباب مفتوح بالمنظر ديه قربت من الباب ورنيت الجرس كذا مرة محدش رد دخلت بالراحة لقيت الشقة مقلوبة عاليها واطيها زي ما سعادتك شايف كده ولقيت أحمد بيه مرمي عالأرض والدم مغرق الدنيا وعينه مبرقة ومبيحطش منطق أني اتفجعت يا سعادة البيه وفضلت أزعق لحد الجيران ما اتلمت وبلغوا حضراتكم.


أماء بتفهم والتفت لزميله مردفًا:


- فرغولي كل كاميرات المراقبة عايز نمر العربية اللي وقفت قدام العمارة عايزكم توصلوا لصاحبها قبل النهار ما يطلع.


أماء له بموافقة وانصرف من أمامه لينفذ ما طُلبَ منه واتجه أدهم نحو الطبيب الشرعي ليرى هل انتهى من عمله أم لا:


- ها يا دكتور إيه الأخبار؟


استقام الطبيب وقام بخلع الكمامة الطبية عن فمه وتحدث بعمليه:


- كله تمام يا أدهم باشا هو الظاهر لنا دلوقتي إن الجثة كان فيها كدمات ورضوض كتيرة جدا في الوجه والجسم نتيجة تعرضه لضرب مبرح بس مش ده سبب القتل سبب الوفاة هو وجود جرح قطعي في الرقبة دا التقرير المبدأي خصوصًا إن فيه سكينة فاكهة مرمية جمب الجثة ومن الواضح إنها هي اللي استخدمت في القتل وطبعا التقرير النهائي هيوصل لحضرتك بعد تشريح الجثة.


أماء برأسه وقبل أن ينطق جاء إليه أحد رجاله موجهًا إليه التحية العسكرية:


- تمام يا فندم إحنا حرزنا سلاح الجريمة ورفعنا البصمات وهنبعتها للمعمل الجنائي علشان لو فيه بصمة منهم موجودة في قاعدة البيانات ومن الواضح من حالة الشقة إن كان فيه خناقة كبيرة هنا كمان ملقيناش خلال التفتيش أي جهاز لوحي خاص بالقتيل ولا موبايل ولا لابتوب ولا أي حاجة.


عقب أدهم بتفهم:


- تقصد تقول إن الجريمة تمت بغرض السرقه


نفى برأسه معقبًا:


- لا معتقدش لأننا لقينا فلوس وحاجات غالية في الشقة كمان القتيل لابس ساعة غالية جدا فمش معقول المجرم ياخد الموبايل ويسيب باقي الحاجات دي.


حك ذقنه بتفكير فـ فيما يبدو أن هذه القضية ستكون أصعب مما اعتقد فعقب بحزم:


- لو خلصت شغلك شمعلي الشقة لما الإسعاف تشيل الجثة.


أنهى حديثه ونظر إلى زميل آخر له وحدثه بحزم:


- عايز تحريات دقيقة عن القتيل عايز تقرير بكل كبيرة وصغيرة عن حياته انا مش عايز القضية دي تأخد وقت عايزها تتحل في أسرع وقت ممكن.


أماء له باحترام وهو يعقب:


- تحت أمرك يا أدهم باشا.


❈-❈-❈


في الوقت الحالي


استيقظت على رنين هاتفها لتجلس بفزع فور رؤيته ينير بإسم شقيقتها وفور أن فتحت الخط وقبل أن تنطق بحرف أتاها صوت شقيقتها الباكي:


- إلحقيني يا عهد قبضوا على مروان.


انتفضت فور سماعها لما قالته شقيقتها وعقبت بفزع:


- ليه إيه اللي حصل؟


أجابتها بصوت متقطع من كثرة البكاء:


- بيقولوا قتل أحمد أنا السبب ضيع نفسه ومستقبله عشاني ياريتني كنت مت وريحتكم مني أنا مبيجيش من ورايا إلا المصايب.


بطلي عياط وفهميني اللي حصل علشان نعرف نتصرف.


أجابتها من بين نشيجها:


- معرفش إيه اللي حصل هو راحله امبارح وجه بعدها بساعتين كدا ولما سألته عملت إيه قالي خلاص الموضوع اتحل بس صحينا الصبح على هبد على باب الشقة كان البوليس وقبضوا عليه بتهمة قتل الزفت اللي اسمه أحمد.


شدت خصلاتها بعنف حتى كانت أن تقتلعها لا تصدق تهور زوج شقيقتها فبدلًا من حل المشكلة أوقع نفسه بل أوقعهم جميعًا في كارثة.


حاولت تهدئة نفسها حتى لا تزيد من انهيار شقيقتها وحدثتها بهدوء حاولت استحضاره بصعوبة شديدة:


- طب اهدي بس يا حبيبتي وان شاء الله ميكونش عمل كدا أنا عارفة مروان لا يمكن يعمل حاجة زي كدا إن شاء الله يكون دا كله سوء تفاهم ويخرج بالسلامة إجهزي بس وأنا هاجي آخدك ونروحله وهتصل بيونس يبعتلنا محامي هما خدوه قسم إيه؟


أجابت بصوت متقطع من بين نشيجها:


- قسم النزهة.


- تمام أنا هقفل دلوقتي ونص ساعة أكون عندك ونروحله.


أنهت المكالمة وقامت بمهاتفة يونس الذي ما لبث أن أجابها بصوت ناعس:


- دا إيه الصباح الحلو ده هو أنا أمي راضية عليا للدرجادي علشان أصحى على صوتك.


لو كانت في موقف آخر لكانت طارت من فرط سعادتها من حديثه ولكنها لا تملك ذلك الآن فعقبت بجدية:


- مش وقت الكلام ده يا يونس الله يخليك احنا في مصيبة.


انتفض خائفًا من حديثها وعقب بفزع:


- مصيبة إيه؟ إيه اللي حصل؟


حمحمت بتردد فكيف يمكنها أن تزف إليه الخبر ولكنه الوحيد الذي يمكنها مساعدتها فهو صديقه الوحيد:


- مروان اتقبض عليه في جريمة قتل.


جحظت عيناه وتصنم للحظات يحاول استيعاب ما قالته وعقب بغير وعي:


- إيه؟! مروان مين؟ مروان صاحبي؟ إيه الكلام الفارغ ده قتْل إزاي وقتَل مين؟ وهو فين دلوقتي؟


حمحمت بتردد لا تعلم بما تخبره يملأها شعور بالذنب فلولا إصرارها على شقيقتها أن تخبره بتهديد هذا النذل لها لما حدث ما حدث فقررت عدم البوح بشيء الآن فهي حتى لا تعلم كيف يمكنها قص عليه ذلك:


- مش هعرف أحكيلك دلوقتي ابعت محامي بس على قسم النزهة ولما أشوفك هقولك على كل حاجة.


أماء بتفهم فهذا ليس الوقت المناسب للحديث ينقذ صديقه أولًا وسيفهم ما حدث لاحقًا:


- هقفل معاكي وأكلم المستشار القانوني بتاع الشركة وأخليه يروحله على هناك وأنا هجيلكم على أول طيارة.


- ماشي سلام دلوقتي علشان ألحق أروح لوعد وآخدها ونوروحله القسم.


- سلام


الصفحة التالية